رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

156

خبراء: دور رئيسي لقطر والسعودية في حل الأزمة السورية

27 فبراير 2017 , 06:34م
alsharq
أحمد البيومي

في ندوة ناقشت دور الدب الروسي في الشرق الأوسط..

كورتونوف: روسيا لا يمكنها القيام بدور أمريكا في الشرق الأوسط

التركي: القوى الدولية غلبت مصالحها المباشرة على شعوب المنطقة

فرير: موسكو لها تفسير مختلف للقانون الدولي عن بقية العالم

أكد خبراء سياسيون أنه لا يمكن تحقيق السلام في سوريا، دون مشاركة عربية، مشددين على أن دور قطر والسعودية رئيسي ومهم في حل الأزمة السورية. وأوضح الخبراء أن الدب الروسي أصبح لاعبا واقعيا ومؤثرا في ملفات الشرق الأوسط.

وطالبوا في ندوة عقدها مركز بروكنجز الدوحة بعنوان "استيقاظ الدب الروسي: دور روسيا في عصر من عدم اليقين" مساء أمس الأول، الدول العربية وخاصة دول الخليج بضرورة إجراء حوار موسع مع روسيا لحل أزمات المنطقة.

وقال خالد التركي، رئيس مركز الدراسات العربية الروسية، إن روسيا أصبحت لاعبا واقعيا ومؤثرا في ملفات الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هناك حالة حصاد لمعاناة حقيقية في المنطقة امتدت منذ سنوات. وأضاف في مداخلته أن هذه الأوضاع تنعكس بشكل ما أو بآخر على دول الخليج، موضحا أن هناك عبثا دوليا في المنطقة، حيث تحولت شخصيات سياسية مهمة إلى مجرد دمى، بعد استهدافها وقتلها معنويا.

وأكد أن القوى الدولية غلبت مصالحها المباشرة على مصالح شعوب المنطقة، رغم أن الثورات العربية كانت تعبيرا عن حالة من الغليان الداخلي. ونوه إلى أن الولايات المتحدة وجدت الثورات العربية فرصة لتطبيق سياسة الفوضى الخلاقة التي تبنتها إدارة أوباما. وقال إن القوى الدولية الآن تحاول ترتيب ملفات المنطقة وفق مصالحها هي الأخرى.

وحول الملف السوري أوضح التركي أن روسيا سعت إلى تحقيق أمرين في سوريا، أولهما حل الملف برمته، وثانيا تمكين حضورها في المنطقة، مشيرا إلى أن أستانة نقطة التقاء إيجابية بين الأطراف.

وتساءل عن سر غياب روسيا عن المشهد العراقي، علاوة على عدم فاعلياتها في الملف اليمني، حيث إنها لم تستطيع كبح جماح إيران هناك. وأشار إلى أن روسيا أبدت اهتماما بالملف الليبي مؤخرا، حيث إنها ستستقبل خليفة حفتر قريبا في موسكو.

وقال إن البعد الاقتصادي في العلاقات مع روسيا يأخذ قدرا من الأهمية بالنسبة لدول الخليج، فبعد تذبذب أسعار النفط، طرحت روسيا مشروعا لإعادة التوازن حول سعر النفط في الأسواق العالمية، وهذا بحد ذاته دور إيجابي، موضحا أن العالم الآن يدار من خلال شراكات اقتصادية.

الدور الروسي

من جانبه، قال أندريه كورتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الروسية الدولية، إن روسيا تشكك دائما في الربيع العربي، خلافا للدول الغربية. ولعل ذلك ما يفسر لنا دعم بوتين للأسد، ليس لأجل الأسد، بل خوفا من الفوضى، والخوف من أن تنزلق سوريا إلى مآل العراق، أو ليبيا، مشيرا إلى أنه لم يكن ممكنا تجاوز الربيع بالكامل، لكن النتيجة كانت ستكون مختلفة لو لم يكن هناك تدخل خارجي.

وحول دور روسيا في الشرق الأوسط، أوضح كورتونوف أنه على رغم نشاط روسيا في منطقة الشرق الأوسط، بات واضحا للجميع في موسكو أن روسيا لا يمكنها القيام بدور الولايات المتحدة في المنطقة، لأن قدراتها محدودة، وآجلا أو عاجلا، لا بد من تعاون حول منطقة الشرق الأوسط، وهذا يتوقف على موقف إدارة البيت الأبيض، متسائلاً في الوقت عن "مدى استعداد باقي القوى العظمى ودول مجلس التعاون للالتحاق بمفاوضات أستانة".

وأشار إلى أن روسيا عندما تدخلت في سوريا كان ذلك لحسابات جيوسياسية، لأنها كانت تريد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش. وما أفهمه من السياسة الروسية، أن صناع القرار افترضوا أن هناك جهدا روسيا أمريكيا مشتركا لمواجهة الأسلحة الكيماوية والنووية في سوريا، وأنه كان يمكن توسيع هذا الجهد.

ونبه الخبير الروسي إلى أنه رغم المواقف المعلنة من قبل موسكو، إلا أن هناك حالة من القلق داخل روسيا من دخول الأراضي السورية، ولذلك فهم يرفضون إرسال قوات برية إلى سوريا، والاكتفاء بقوات شرطية محدودة.

محطة أستانة

وعن غياب الدول العربية في محادثات أستانة، قال كورتونوف: "لا يمكن تحقيق السلام في بلد عربي، دون مشاركة عربية. فلا بد من لاعبين فاعلين أساسيين مثل قطر والسعودية. ولو رغب التحالف في تحقيق نتائج في أستانة، سيتحقق ذلك، بما في ذلك انضمام دول عربية إلى اللعبة السياسية.

وحول فرص نجاح محادثات أستانة في تحقيق تقدم لإنهاء الأزمة السورية، قال: إنه بدون مقاربة شاملة، لا يمكن أن نحقق شيئا. ولو نجحت محادثات أستانة دون وجود دعم لعملية سياسية في جنيف، سيكون هناك في نهاية المطاف تقسيم في سوريا، وهذه ليست نتيجة إيجابية، وروسيا رفضت انقسام سوريا أو تحولها إلى مناطق تفاوض دولية. أستانة عملية مفتوحة، وتمت إعادة صياغتها، لكن لا ينبغي أن تكون بديلا عن جنيف، لأن الحلول السياسية يجب أن تبحث في جنيف.

التخلي عن الأسد

وحول مدى استعداد بوتين للتخلي عن الأسد لإنجاح المفاوضات مع المعارضة السورية، قال كورتونوف إن بشار الأسد لم يكن مقربا إلى روسيا. وليس هناك كيمياء بين الأسد وبوتين. وموقف روسيا حسب فهمي، أنها تلتزم بروح ونص اتفاقية جنيف التي تفترض عملية انتقالية سياسية تؤدي إلى مجتمع ديمقراطي جامع وحكومة جامعة.

وتابع بقوله: إن ما تعارضه روسيا أنه قبل التوصل إلى عملية تفاوض جادة، لا بد من مغادرة الأسد، وهذا ليس من باب ارتباط روسيا بالأسد، بل لأنها قلقة حيال غياب النظام في سوريا. وقد تكون هناك سبل مختلفة لمناقشة العملية الانتقالية مثل انتخابات مبكرة، وعملية انتقالية وسلطات أقل للرئيس. والأكيد أن العملية الانتقالية لا بد أن تصاحبها عملية تغيير. وقال إن قدرة روسيا على مساعدة سوريا بعد الحرب محدودة، ودول الخليج والولايات المتحدة يمكن أن تلعب دورا أفضل في هذا المجال. وعلى روسيا أن تتحاور مع دول الخليج والدول الأوروبية في أقرب وقت.

توتر روسي - أوروبي

بدوره، عرج توماس فرير زميل باحث بشبكة القيادة الأوروبية، على العلاقات الروسية الأوروبية، بقوله: إن تلك العلاقات توترت مع ضم روسيا لجزيرة القرم، وما أعقبها من فرض عقوبات أوروبية على روسيا من جهة وتدهور علاقات موسكو مع الناتو من جهة أخرى، علاوة على خلافات كبيرة حول منظومة الصواريخ بعيدة المدى للطرفين.

وأوضح فرير أن روسيا لها تفسير مختلف للقانون الدولي عن بقية المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أضافت عنصرا جديدا إلى هذا الوضع المعقد في ظل وجود نوايا لتحسين علاقات البلدين من أجل مواجهة مخاطر مشتركة، إلا إن هذه الوعود لم تزل الخلافات بشأن منظومة الصواريخ.

وألمح إلى أن الحرب المعلوماتية ساهمت في توتر العلاقات، حيث إن هناك مخاوف أوروبية من التدخل الروسي في الانتخابات الألمانية والفرنسية على طريقة ما تردد عن تدخل روسي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، ما دعا تلك الدول للمطالبة بمواجهة أي تدخل روسي في الانتخابات المقبلة بشكل حاسم.

مساحة إعلانية