رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

449

آل محمود: قطر بقيادة سمو الأمير لعبت دورا محوريا في تأسيس مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات

26 أبريل 2016 , 09:23م
alsharq
باكو - قنا

أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنه إيماناً بمسؤولياتها نحو ميثاق الأمم المتحدة والهدف السامي لتحالف الحضارات، وتعبيراً عن قناعتها بأهمية تحالف الحضارات في إثراء الحضارة الإنسانية، فقد لعبت دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله "، دوراً محورياً في تأسيس مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات منذ أيامها الأولى، كونه مكملاً للجهود السياسية والأمنية التي تقوم بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للوقاية من النزاعات وحلها بالطرق الودية.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء مساء اليوم، في الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، والتي نقل في مستهلها تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" ، للمشاركين وتمنيات سموه للمنتدى بالتوفيق والنجاح.

وشدد سعادته على أن دولة قطر دعمت رسالة التحالف بكافة السبل الممكنة لبلوغ أهدافه، مشيرا إلى أن دولة قطر أنشأت في هذا السياق مركز الدوحة لحوار الأديان بهدف تشجيع التعايش السلمي بين الثقافات وقبول الآخر، كما أنشأت اللجنة الوطنية القطرية لتحالف الحضارات من أجل إبراز مساهمة الحضارة العربية والإسلامية في الحضارات الأخرى، وفي التقدم الإنساني بصفة عامة..

مضيفا أن قطر تستضيف سنوياً العديد من المنتديات والمناسبات الدورية للحوار بين أتباع الثقافات والديانات المختلفة لما يمكن أن تقدمه هذه المنابر من فرص لتعزيز نهج التعايش المشترك ،وفهم الآخر، حاثا رجال الدين والفكر على لعب دور بناء في مجتمعاتهم.

كما أشار سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود، بصفة خاصة في كلمته، للمساهمات القيمة لمجموعة أصدقاء التحالف, لا سيما الدولتين الراعيتين وهما إسبانيا وتركيا، والدول المستضيفة للمنتديات العالمية السابقة, قطر والبرازيل والنمسا وإندونيسيا.

وقال "إن الكلمات التي ألقاها اليوم في الجلسة الافتتاحية كل من فخامة الرئيس الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان والدولتين الراعيتين من قبل فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا وسعادة السيد خوسيه مانويل غارسيا وزير خارجية اسبانيا وسعادة السيد ناصر عبدالعزيز النصر الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، قد اشتملت على العديد من الاسهامات والاقتراحات لتطوير عمل هذا المنتدي لتحالف الحضارات".

وشدد سعادته في هذا السياق على أن رسالة التعايش المشترك هي في صلب سياستنا، لأننا في دولة قطر نرفض كافة أشكال التطرف والتعصب، كما أكد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على هذا بقوله "إن موقفنا من الإرهاب والتطرف الديني الذي يسيء للدين والمجتمع هو موقف الرفض القاطع والواضح، بغض النظر عن تحليل أسباب نشوئه والتعامل معها".

كما نوه سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بأن رؤية قطر الوطنية (2030) بما تمثله من خارطة طريق لمستقبل قطر، ارتكزت بالتوازي مع ركائز التنمية المستدامة التي أطلقها المجتمع الدولي، على بناء مجتمع آمن مستقر تسيّره مبادئ العدل والمساواة وسيادة القانون، وعلى غرس وتطوير روح التسامح والحوار البناء والانفتاح على الآخرين على الصعيدين الوطني والدولي..

مؤكدا أن هذا هو السبيل للحصول على مجتمعات آمنة متكاملة تتعايش في أمن وسلام على سبيل تحقيق تنمية حقيقية قابلة للاستدامة.

وأضاف سعادته "لا يخفى علينا جميعاً أن العلاقة بين الحضارات المختلفة يشوبها تدني مستوى الثقة بين أطرافها، نتيجة ظروف تاريخية وسياسية واجتماعية متعددة، الأمر الذي يشكّل عقبة أمام أي حوار حضاري وبناّء متكافئ بينها، حيث لا تزال الصور النمطية لدى الشعوب عن الحضارات الأخرى سلبية في بعض جوانبها مما يتطلب منا جميعاً تكثيف الجهود للتخفيف من كيل الاتهامات حتى لا تتسع الهوّة الثقافية بين الأطراف"..

وأشار في الإطار ذاته الى "أنه من هنا، فإننا نشعر بقلق عميق من الانتهاكات الممنهجة القائمة على أساس العرق والدين ويعاني منها فئة ليست بالقليلة ومنهم الشعب العربي الصامد تحت الاحتلال في الشرق الأوسط".

كما ذكر "إن ما يقلقنا أكثر اتهامات البعض ،الباطلة، بالتعميم في ربط الإرهاب بأفراد ومجتمعات على أساس انتمائهم للإسلام، بما يمثل خرقاً للصكوك والعهود الدولية والقانون الإنساني الدولي مع أن معظم ضحايا الارهاب هم من المسلمين".

ونبه سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في هذا الصدد إلى أن الإرهاب "هو عدو الإنسانية جمعاء، لا دين له ولا عرق ولا جنس، ويتسبب في نفس القدر من الأذى في الشرق كان أو الغرب أو الشمال أو الجنوب من العالم على حد سواء، فهو بموجب الأعراف والمواثيق الدولية، عدوان على كل دين وكل حضارة"..

لافتا إلى أن رسالة الإسلام السماوية، أمر الخالق من خلالها أن تؤتى الحقوق وتصان الحريات، وألا تزهق الأرواح بل يتم حمايتها وإحياؤها، وإكرام النفس البشرية وفقاً لقوله تعالى " ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".

وأشار سعادته الى أن الحوار بطريقة حضارية كفيل بإحياء المثُل العليا السامية وإعادتها إلى الشعوب والأمم.. "وهذا سيمثل انتصاراً لأنبل ما في الانسان على أسوأ ما فيه، ويمنح الإنسانية الأمل في مستقبل يسود فيه الأمن والعدالة وحقوق الإنسان في مواجهة الظلم، والسلام في مواجهة الصراعات والحروب، والأخوة البشرية في مواجهة العنصرية".

ومضى سعادة السيد آل محمود إلى القول في هذا السياق،"فنحن ننظر إلى آلية تحالف الحضارات كأداة مفيدة لتصحيح الفهم السلبي المتبادل الذي يبدو أنه قائم بين العالم الغربي والعالم الإسلامي، وهذا هو بالتحديد المناخ الذي استغله وزاده سوءاً المتطرفون في كل المجتمعات"..

مشددا على الحاجة الماسة إلى تحالف أوسع وأقوى يقاوم الاتجاه نحو التطرف ويحول دون وقوع المزيد من التدهور في العلاقات بين الثقافات، لافتا إلى أن ذلك لن يتأتى سوى بجهد عالمي قائم على أساس المسؤوليات المشتركة.

وأكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في كلمته أن دولة قطر تولي اهتماماً متزايداً بمحاور التركيز الرئيسية لتحالف الحضارات بالأمم المتحدة، فتعمل من خلال تشريعاتها الوطنية ومبادراتها الكثيرة على دعم التعليم القائم على التنوع، ورعاية الشباب وتوفير فرص عمل لهم وتنويرهم بكيفية التعايش في عالم اليوم, وحمايتهم من تجنيد الجماعات الإرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالإنترنت، مما يؤكد أهمية دور الإنترنت كوسيلة إعلامية وكعنصر أساسي لنشاطات مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات الرامية لبناء جسور من التفاهم ومكافحة الاستقطاب.

وقال سعادته "إن دولة قطر تدعم كذلك الإعلام الحر المسؤول والبناء، وتحتضن على أرضها وافدين من كل الأطياف والبلدان، وتقوم بواجباتها لتنفيذ التزاماتها الدولية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، فتطلق العديد من المبادرات التشريعية والوقائية لمكافحة آفة التطرف والإرهاب، لحماية البشر، مثلما هي عضو فاعل في التحالف العالمي لمكافحة الإرهاب".

ونوه سعادته في ختام كلمته بأنه يتوجب على الجميع العمل سوياً ومن خلال البناء على ما تم إنجازه، عن طريق تأكيد رفضنا لما يروجه البعض من فكرة صدام الحضارات، وأن نسعى لتعزيز فكرة التعايش السلمي وقيم الحوار والتسامح والاحترام المتبادل، والتركيز على مجالات التعاون الرحبة لتصب جميعها في خدمة الإرث الإنساني المشترك الداعي للخير والمحبة والسلام بين البشرية جمعاء.

وعبر سعادته عن شكر وتقدير دولة قطر لجمهورية أذربيجان الصديقة حكومةً وشعباً بقيادة فخامة الرئيس الهام حيدر علييف رئيس جمهورية أذربيجان، على استضافة أعمال هذا المنتدى في مدينة باكو، لمناقشة سبل التنوع والتعايش المشترك، في عالم صارت متغيراته أكثر تسارعاً من أي وقت مضى.

وأشاد بدور سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ، في إبراز التحالف كوكالة أممية متخصصة في نزع فتيل الصراعات الثقافية والإثنية، واستقطبت في عضويتها عدداً أكبر من الدول المحبة للسلام.

كما شكر كل من ساهم في الإعداد لهذا المنتدى، وأعلن تأييد دولة قطر لإعلان باكو المتمخض عنه.

من جهته، قال سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات إن المنتدى السابع المنعقد حاليا في باكو سيمكن من تشارك الخبرات وتبادلها لإثراء مختلف الحضارات وتعدد الثقافات وتسهيل التواصل بينها نظرا لدورها الكبير في إرساء السلام وضمان حقوق الانسان.

وشدد سعادة السيد النصر الذي أدار هذه الجلسة على أن القوة العسكرية غير كافية لدرء مخاطر الإرهاب، داعيا في سياق ذي صلة إلى حوار يشمل مختلف الجنسيات والأديان وفهم معمق بأن الإرهاب هو ظاهرة دولية.

وأوضح سعادته أن الاجتماعات والجلسات ستتواصل حتى اليوم الأخير غدا لمناقشة مواضيع ومسائل والخروج برؤية فيما يخص دور التحالف ومهمته المستقبلية التي تتماشى مع أهداف برنامج الأمم المتحدة الخاص بالتنمية المستدامة لتطوير وإقامة مجتمعات تعيش في إطار السلام والأمن.

وتوجه سعادة السيد النصر بالشكر لدولة قطر لدعمها تحالف الحضارات والحوار.

وتناول المتحدثون في هذه الجلسة من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والقطاع الخاص والمجتمع المدني وغيرهم ، ضرورة تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات وترسيخ أسس ومبادئ الفهم والعيش المشترك والاستماع للشباب باعتبارهم ابناء الحاضر والمستقبل وضرورة إطلاق مبادرات ورسائل لتوعيتهم بمضار التطرف والعنف وتحذيرهم من المجموعات الارهابية..

فضلا عن تطوير التعليم في سبيل التصدي للإرهاب والوقاية من التطرف وكافة أشكال الكراهية والعنصرية ونشر قيم التسامح.

وعبروا عن سعادتهم لأن مجموعة اصدقاء الامم المتحدة لتحالف الحضارات تتسع كل عام مما يدل على قوة افكارها ومبادئها.

كما تطرق المتحدثون لمشاكل الهجرة غير المشروعة وتحدياتها وحل النزاعات المسببة لها، وأهمية تعميق الحوار بين الديانات المختلفة والأعراق والحضارات والاستفادة من القادة الدينيين عند التعامل مع هذه القضايا والاستجابة لتطلعات الشعوب.

ومن المقرر أن يختتم المنتدى أعماله غدا بعقد جلسة عامة وجلسات فرعية ليصدر في الختام ما يعرف بـ " إعلان باكو".

مساحة إعلانية