رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1211

الفقر يدفعهم لتحدي كورونا .. لبنانيون يتساءلون : من أين نأكل؟ 

26 يناير 2021 , 06:08م
alsharq
الفقر يدفع اللبنانيين لتحدي كورونا
الدوحة – موقع الشرق 

يشهد لبنان منذ نحو أسبوعين إغلاقا عاما مشددا مع حظر تجول على مدار الساعة يعد من بين الأكثر صرامة في العالم، لكن الفقر الذي فاقمته أزمة اقتصادية متمادية يدفع كثيرين إلى عدم الالتزام سعيا إلى الحفاظ على مصدر رزقهم. 

وحسب موقع "فرانس 24"، يقول لبنانيون إنهم يعيشون أياما صعبة، بسبب الإغلاق وغياب خطط حكومة تساعدهم على الصمود، ويسألون "إن تعطلت أعمالنا، فمن أين نأكل؟"

ورغم تسجيل قفزة غير مسبوقة بإصابات كوفيد-19 وفرض إغلاق مشدد، يواظب  عمر قرحاني، على فتح محله المتواضع لبيع الخضار في شمال لبنان، من أجل تأمين قوت عائلته، كما يقول، مؤكدا أن الفقر يخيفه أكثر بكثير من الوباء.

ويقول قرحاني (38 عاما) وهو أب لستة أولاد ويقيم في منطقة الزاهرية في طرابلس بانفعال، "لا أخاف من كورونا، إنما تخيفني الحاجة والفقر".

ويضيف "يخيفني أن يمرض أولادي ولا أجد لهم دواء في الصيدليات" التي تعاني منذ أسابيع من انقطاع عدد من الأدوية.

وفي انتظار الزبائن، يتفقد قرحاني صناديق خضار قليلة يعرضها في محله الذي افتتحه قبل أشهر بعدما كان يعمل في محل لبيع الزهور.. ويقول "نحتاج يوميا لأكثر من 70 ألف ليرة (8 دولارات وفق سعر صرف السوق السوداء) لتأمين طعامنا، بينما لا يؤمن عملي نصف هذا المبلغ".  

وبلغ عدد الإصابات منذ بدء تفشي الفيروس أكثر من 282 ألفا، بينها أكثر من 2400 وفاة، فيما يبلغ عدد سكان لبنان قرابة ستة ملايين نسمة، وتسير قوات الأمن دوريات تسطر يوميا الآف محاضر الضبط بحق مخالفي الإجراءات، لكن ذلك لا يمنع كثيرين خصوصا في الأحياء الفقيرة والمناطق الشعبية من الخروج لممارسة أعمالهم، خصوصا في طرابلس حيث كان أكثر من نصف السكان يعيشون منذ سنوات عند أو تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، ويرجّح أن تكون النسبة ارتفعت على وقع الانهيار الاقتصادي.

ووقعت مساء الإثنين مواجهات في طرابلس بين محتجين على قرار الإغلاق وقوات الأمن، أسفرت وفق الصليب الأحمر عن إصابة أكثر من ثلاثين شخصاً بجروح، غالبيتها طفيفة.

وأحرق محتجون بعضهم لم يكن يضع حتى كمامة، إطارات في وسط الشوارع، ورشقوا القوى الأمنية بالحجارة، فردّ عناصر الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

ويقول محمد البيروتي (65 عاما) الناشط في لجان تتولى متابعة شؤون الفقراء في طرابلس إن "معظم الذين لا يلتزمون بقرار الإقفال هم من العاملين باليومية، أي أنهم في اليوم الذي لا يعملون فيه لا يأكلون".

ويحذر من أن "الوضع المعيشي مقبل على انفجار شعبي، وما حدث ليلا ليس إلا مقدمة".

وتقدر وزارة العمل أن العاملين باليومية يشكلون نحو 50 في المئة من اليد العاملة اللبنانية. ولا يستفيد هؤلاء من أي تقدمات اجتماعية أو صحية.

ويقول النجار إسماعيل أسعد (43 عاما)، وهو أب لسبعة أولاده عمر أكبرهم 19 عاما، بدوره الوضع بـ"المأسوي".

ويقول إنه يلازم منزله في قرية عين الذهب في منطقة عكار في أقصى الشمال منذ أسبوعين بسبب الإغلاق، مضيفا "قبل الإقفال كان العمل خفيفا، أما الآن فلم يعد بإمكاننا العمل بالمطلق، ماذا يفعل من لا يقبض راتبا شهريا؟".

وقال وزير السياحة والشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية لقناة "الجديد" التلفزيونية الثلاثاء إن 25 في المائة فقط من اللبنانيين لا يحتاجون إلى مساعدة.

وتطال تداعيات الإغلاق المشدد كذلك مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يعيشون أساسا ظروفا صعبة.

بين هؤلاء عبد العزيز (35 عاما)، عامل الطلاء الذي يقيم مع زوجته وأطفاله الثلاثة في منطقة الأشرفية في شرق بيروت. ويقول بأسى "لم أقبض ألف ليرة منذ بدء الاغلاق".

ويضيف الشاب الذي نزح من شمال سوريا العام 2014، "هربنا من الرقة عندما دخل داعش مناطقنا وتدمرت بيوتنا.. يبدو أننا نجونا من الموت هناك وسنموت هنا جوعا".

مساحة إعلانية