رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

6924

د. محمد المريخي في جامع الإمام: الفطرة السليمة تخرج شعوباً قوية ومحبة لأوطانها

25 ديسمبر 2020 , 08:04م
alsharq
د. محمد بن حسن المريخي
الدوحة - الشرق:

قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي إن الإسلام دين الفطرة السليمة، وإن الإنسان مفطور على عبادة الله وحده لا شريك له، وإن هذا الكون خلقه الله على حالة مستقيمة وهيئة قويمة وسنن منتظمة مسترشدا بقوله تعالى "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ، ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ".

وقال د. المريخي في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن الإنسان مفطور على عبادة الله وحده لا عبادة غيره، ودين الإسلام هو دين الفطرة وليس غيره.

وبين الخطيب أن الله تفضل على الأمة فهداها للفطرة يقول صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "أُتِيَ وهو يروي لَيْلَةَ أُسْرِيَ به ورأيت إبراهيم، قال وأنا أشبه ولده به، قال وأوتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر خمر، فقيل لي خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته، فقيل لي هديت للفطرة أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك".

الإنسان مفطور على الخير

وأشار المريخي إلى بيان رسول الله أن الإنسان مفطور على الفطرة ومحبة الخير وإيثاره وقبوله، وكراهية الشر ودفعه ورفضه فهو مهيأ للإخلاص لله تعالى والتقرب إليه، ما لم يتدخل متدخل فيحوله عن هذا الخير كله، يقول عليه الصلاة والسلام: "كل مولود يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ". فبعد التدخل يكون المولود إما يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا.

وأوضح أن رسول الله قال: "كلُّ مولودٍ يولدُ على الفطرةِ، حتى يُعرِبَ عنه لسانُه، إما شاكرا وإما كفورا"، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل، قال الله عز وجل: "وإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ".

وعرف الفطرة بأنها هي الخلقة التي خلق الله عباده عليها، وأنها هي الإسلام دين الله القويم.

كيف تكون المعاندة؟

وقال: هذه هي الفطرة، فإذا ذهب أحد يخالف خلقة الله تعالى وما أمر الله تعالى به فقد عاند الفطرة وهذه البلوى المستديمة، والمصيبة المستطيرة، فإنها إذن لا توفيق ولا غلبة ولا نصر ولا فلاح إذا عوندت الفطرة، بل دمار وعسرة وانكسار وخزي ولعن وذلة وصغار والله تعالى لهم بالمرصاد يقول سبحانه وتعالى: "إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡأَذَلِّينَ، كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز".

ونوه د. المريخي إلى أن المعاندة في حد ذاتها قبيحة وبلاء وعثرة، وتساءل الخطيب: كيف تكون المعاندة للفطرة؟ وأجاب بقوله: إن المعاندة تكون بتعمد المخالفة للسنن والشرع المطهر والإعراض عنه والإتيان بضده والترحيب والرضا والفرح بما نهى الله عنه، وتكون بجعل ما في اليمين في ذات الشمال وقلب الحق باطلا والباطل حقا والمعروف منكرا والمنكر معروفا، وتسمية الخبيث طيبا والطيب خبيثا، والحلال تأخر ورجعية والحرام تقدم وتحضر وانتقاص الإسلام وأهله والمتدينين به.

نتائج مخالفة الفطرة

وذكر الخطيب أن كل الأخطاء والنتائج السلبية والمصائب والمحن بسبب مخالفة الفطرة السليمة ومعاندتها، وما كانت الانحرافات والاعوجاجات إلا نتيجة حتمية لمعاندة الفطرة، وما عاند أحد فطرة الله إلا ذل وهان وأُخذ، سواء كان فردا أو بلدا أو أمة، وفي القرآن من أمثلة الذين عاندوا الفطرة وعواقب أمرهم الكثير الكثير، كفرعون وقارون والنمرود وعاد وثمود وقوم سبأ وأصحاب الرس وقرون بين ذلك كثيرا.

دعوة للتمسك بالفطرة السليمة

وقال الدكتور المريخي إن معاندة الفطرة تورث استكبارا على الله وفي الأرض وظلما، وواقع الأمة يشهد على ذلك قديما وحديثا. قال الله "فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنۢبِهِۦ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ". وبشأن فرعون قال تعالى: "وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِى تَبَابٍۢ". وقارون الذي قال الله عنه: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ".

ودعا الى التمسك بالفطرة السليمة فربوا أنفسكم وأبناءكم عليها، وشيدوا بلدانكم ومجتمعاتكم على أساس من الفطر السليمة التي شرفكم الله بها، فإن البناء على الفطرة يا عباد الله يثمر خيرا كثيرا ورزقا طيبا.

وأكد أن الفطرة السليمة تخرج رجالا أمناء وحماة أشداء وحراسا أقوياء وشعبا طيب الأعراق، الفطرة السليمة تعطي أصلاء لا يلينون وأجيالا لا يتأخرون، الفطرة السليمة تقدم أجيالا تشد بها الظهور وتحمى بها الثغور وتصد بها وتدفع الأعداء والظلمة.

التربية السيئة تسبب الانحراف

ولفت إلى الفطرة التي كان عليها محمد - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والقرون المفضلة، فقد كانوا على خير كثير، أعزهم الله ونصرهم ورفع الله قدرهم وبشرهم النبي بجنات النعيم وهم في الدنيا.

ونوه بأنه لن يُفلح قوم تولوا عن دين الله وأعرضوا عن شرع رسول الله، ولن ُيفلح شعب ولا بلد ولا أمة ولا فرد أعرض عن هذا الدين وهذه الفطرة الآلهية النبوية، وحث على التربية على دين الله، فالتربية على الفطرة السليمة لن تجد فيها اعوجاجا ولا خطأ ولا انحرافا، وما كانت الانحرافات وسوء الأدب والبعد وما ظهر من الأخلاق السيئة إلا من تربى على غير هدى الله ورسوله على غير التربية السليمة، فاحرصوا عباد الله على الفطرة السليمة إذا كنتم ترومون صلاح الدنيا والفوز في الآخرة.

مساحة إعلانية