رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

469

"الروهينجيا".. من الإضطهاد إلى مصاعب التأقلم

25 ديسمبر 2016 , 07:39م
alsharq
شيكاغو - الأناضول:

أشادوا بالدور التركي في إغاثة المسلمين حول العالم

مع تصاعد ممارسات القتل والتعذيب الممنهج بحق مسلمي إقليم "أراكان" (الروهينجيا) غربي ميانمار، لم يجد عشرات الآلاف منهم بُدًّا غير النزوح بعيداً للبلدان الأخرى ومن بينها الولايات المتحدة، غير أن صعوبات الحياة لاحقتهم أيضا هناك لاسيَّما مع مشاكل التكيف وقلة الدعم.

"شيكاغو"، إحدى المدن الأمريكية، يقيم بها نحو 400 عائلة من مسلمي "الروهينجيا" الذين يتعرضون لإبادة جماعية ممنهجة في إقليم "أراكان"، وتحرمهم حكومة ميانمار من حق المواطنة، كما تعدّهم الأمم المتحدة أكثر المجموعات الإثنية تعرضًا للظلم بالعالم.

نجحت هذه العائلات المسلمة في الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد محاولات عديدة وعناء شديد، وتحاول حاليًا التمسك بالحياة من خلال تلقي أبنائهم التعليم الابتدائي والذي حُرموا منه في بلادهم.

ويُضطر أفراد هذه العائلات إلى العمل في أعمال شاقة لكسب قوت يومهم، بسبب محدودية الدعم، الذي تقدمه لهم السلطات الأمريكية، ويحاولون تغطية احتياجاتهم الأساسية بالمساعدات التي يقدمها المتبرعون.

ويتعلّم اللاجئون الروهينجيا الكتابة والقراءة واستخدام الحواسيب والقرآن الكريم ودروسًا أخرى عن الثقافة الأمريكية على يد مجموعة من المدرّسين المتطوعين في جمعية "وقف الزكاة" الناشطة في منطقة "ويست روجرز بارك" بشيكاغو. مدير مركز "روهينجيا" الثقافي "ناصر بن زكريا"، الذي قضى معظم حياته مشردًا وبعيدًا عن موطنه، اعتبر التعليم من أكبر المشاكل التي يعاني منها "الروهينجيا" في الولايات المتحدة.

وأضاف بن زكريا، الذي يعيش حاليًا في منزل بشيكاغو مع زوجته "ليلى محمد حسين"، وأطفاله الثلاثة، وجدّه "بابو عبدالحميد"، أن المركز الذي أنشأه "وقف الزكاة" يُشكّل أهمية بالغة بالنسبة لهم في هذا الإطار. وأشاد المسلم الروهينجي بالجهود الحثيثة التي تبذلها تركيا لمساعدة وإغاثة المسلمين حول العالم وحل المشاكل التي يعانون منها، وسعيها إلى تسليط الضوء على المعاناة التي يعيشونها.

وأكّد أنهم لم ينسوا زيارة السيدة الأولى "أمينة" عقيلة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إلى مخيم للنازحين الروهينجيا في أراكان عام 2012 ومدها يد العون للمظلومين هناك. ووجه بن زكريا الشكر لتركيا قائلاً: "نشكر تركيا وشعبها على الدعم الذي يقدمونه لمسلمي الروهينجيا، كما نشكر الحكومة الأمريكية ووقف الزكاة على احتضانهم لنحو 400 عائلة في شيكاغو".

من جانبها، قالت الأراكانية المسلمة "زليخا يعقوب"(62 عامًا) المقيمة برفقة زوجها، بجوار عائلة بن زكريا، إنها قلقة جدًا على اثنين من أطفالها الأربعة اللذين بقيا في أراكان ولم يتمكنا من الهرب.

أما لورا توفينيتي، مدرسة متقاعدة ومتطوعة في مجال تعليم اللاجئين في المركز الثقافي الروهينجي، فقالت إن "حكومة ميانمار، بدلًا من محاولة كسب الروهينجيا إلى جانبها، تصفهم بعديمي الفائدة وتبذل مساعي للقضاء عليهم. بعد أن أتيت إلى هنا وتعرفت عليهم، اكتشفت كم هم أناس لطيفون، وأنا أرى نفسي جزءًا منهم".

وأشارت إلى أنها رأت قبل فترة صورًا لأطفال تم إحراقهم من قبل جنود في جيش ميانمار، مشددة على ضرورة إنهاء هذا الظلم فورًا. وقال اللاجئ عمر سلطان، الذي يقيم في شيكاغو مع زوجته وأطفاله الستة، إن قوات الجيش في ميانمار أحرقت قريته، وقتلت الكثير من أهلها بما في ذلك الأطفال، مقدمًا صورًا لقريته وأخرى تتضمن جثثًا محترقة لأقاربه وسكان القرية.

أما اللاجئ محمد ميا، (70 عامًا)، فقال إنه "على الرغم من أن حكومة ميانمار تدعي عدم وجود مسلمين في ميانمار، إلا أنها قبلت في الوقت ذاته مساعدات قدرها 40 مليون دولار أمريكي، قدمتها حكومة اليابان لصالح مسلمي الروهينجيا"، مطالبًا العالم بالسعي لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المسلمون في أراكان.

مساحة إعلانية