رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

648

وزير الخارجية يبحث مع مدير برنامج الأغذية العالمي تطورات أفغانستان

25 أغسطس 2021 , 07:00ص
alsharq
هاجر العرفاوي

اجتمع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمس، مع سعادة السيد ديفيد بيسلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يزور البلاد حالياً. وجرى خلال الاجتماع، استعراض علاقات التعاون والشراكة القائمة بين دولة قطر وبرنامج الأغذية العالمي، وآخر التطورات الميدانية في أفغانستان وانعكاساتها على الأمن الغذائي في البلاد. وأكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال الاجتماع، على أهمية حماية المدنيين وضرورة تكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية، والسعي نحو تسوية سياسية شاملة تضمن حلاً وتداولاً سلمياً للسلطة في أفغانستان، وتعالج تفاقم الوضع الإنساني في ظل الظروف الراهنة.

وكانت دولة قطر، خصصت الشهر الماضي مبلغ مائة مليون دولار أمريكي لبرنامج الأغذية العالمي، وذلك لدعم الأمن الغذائي ودرء المجاعة في اليمن، ومساعدة برامج الأمم المتحدة الإغاثية والإنسانية العاجلة للتخفيف من تفاقم المأساة الإنسانية هناك.

* على شفا المجاعة

وقال سعادة السيد ديفيد بيسلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية، أمس، إن ملايين الأفغان قد يواجهون المجاعة بسبب الصراع والجفاف وجائحة فيروس كورونا، ودعا الزعماء السياسيين إلى التحرك بسرعة. وأضاف "ارتفع الآن عدد من يقفون على شفا المجاعة إلى 14 مليونا".

وينعكس الواقع السياسي والأمني في أفغانستان بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية، التي عمقت الأوضاع المعيشية الصعبة للأفغان، حيث تواجه أعداد متزايدة من المواطنين صراعا يوميا للتغلب على مصاعب الحياة، يضاف الى صراع مع جائحة كورونا، وأزمة الجفاف الإقليمي، فضلا عن أزمة النزوح.

وكان برنامج الأغذية العالمي دعا المجتمع الدولي إلى التبرع بمساعدات غذائية بقيمة 200 مليون دولار لأفغانستان، حتى يمكن توصيل الإمدادات الأساسية إلى المناطق النائية قبل الشتاء. وقالت نائبة المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي أنثيا ويب، إن برنامج الأغذية يحذر من كارثة إنسانية تنتظر الأفغانيين هذا الشتاء ما لم يضع المجتمع الدولي حياتهم ضمن أولوياته. وشددت على ضرورة نقل الإمدادات عبر الممرات الجبلية قبل أن تسدها الثلوج، وأن أي تأخير إضافي ربما يتسبب في حدوث وفيات، محذرة من أنه بمجرد أن تتساقط الثلوج سيكون الأوان قد فات.

* خطر يهدد الأطفال

من جهتها، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، من أن صحة ما يقرب من مليون طفل أفغاني في خطر، بسبب مشاكل سوء التغذية ونقص الدواء. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة "يونيسف" هنرييتا فور، إن "10 ملايين طفل في أفغانستان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة"، مضيفة، إن "صحة ما يقرب من مليون طفل أفغاني في خطر بسبب سوء التغذية، وقد يموتون إذا لم يتم علاجهم". وذكرت أن 435 ألف طفل وامرأة نزحوا داخليا في أفغانستان، كما توقعت "فور" أن تزداد الاحتياجات الإنسانية للأطفال والنساء في الأشهر المقبلة بسبب الجفاف الشديد، والعواقب الاجتماعية والاقتصادية المدمرة لفيروس كورونا، لاسيما مع اقتراب فصل الشتاء.

* نقص الإمدادات الطبية

وقال مسؤول إقليمي كبير إن منظمة الصحة العالمية لديها إمدادات طبية في أفغانستان تكفي لأسبوع واحد فقط، وذلك بعد توقف تسليم المعدات الطبية القادمة من الخارج بسبب القيود المفروضة في مطار كابول. وقال مسؤولون بمكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة قلقة أيضا من أن تؤدي الاضطرابات الحالية في أفغانستان إلى ارتفاع حاد في إصابات كوفيد-19، لا سيما مع تراجع الفحوص للكشف عن الفيروس بنسبة 77 في المائة الأسبوع الماضي.

وأضاف المسؤولون، في إفادة صحفية عبر الانترنت، أن 95 في المائة من المرافق الصحية في أفغانستان ما زالت تعمل، لكن بعض أطقم العاملين من الإناث لم يعدن لأعمالهن كما أن بعض المريضات أصبحن خائفات من مغادرة بيوتهن. وتقول منظمة الصحة العالمية إن تسليم أكثر من 500 طن من الإمدادات الطبية، وبينها معدات جراحية ومستلزمات خاصة بعلاج سوء التغذية الحاد، تعطل بسبب القيود في مطار كابول.

* تردي الأوضاع

ومنذ وصول حركة طالبان الى العاصمة كابول، اعتبرت صور المدنيين الوافدين على مدرجات المطار، أملا في مغادرة البلاد، الأكثر ألما، إذ تعكس الإحباط من الأوضاع الاقتصادية لدى المواطنين الأفغان، وهو ما يدفع أغلبهم الى الهرب وانتهاز أول فرصة تتيح لهم الهجرة. ومنذ أيام قليلة، أصبحت هناك مخاوف بسبب الأوضاع اليومية المتردية في أفغانستان، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل مضطرد، في حين لا تزال البنوك مغلقة والمرتبات معلقة. وذكرت مصادر، أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المائة في غضون أيام قليلة.

وفي هذا الصدد، نقلت رويترز عن شرطي سابق مختبئ داخل البلاد، وخسر مرتبه الذي كان يبلغ 260 دولارا في الشهر، قوله "أنا ضائع تماما، لا أعرف ما الذي يجب أن أعطيه الأولوية في تفكيري، سلامتي أم إطعام أولادي وعائلتي المكونة من زوجة وأربعة أطفال"، مضيفا "أنا أعيش في شقة مستأجرة، ولم أدفع للمالك منذ ثلاثة أشهر". وبحسب المصدر نفسه، روى الشرطي السابق، الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها، حيث حاول خلال الأسبوع بيع زوجين من الخواتم وزوج من الأقراط تخص زوجته، ولكن مثل العديد من الشركات، تم إغلاق سوق الذهب ولم يتمكن من العثور على مشترٍ، وهو ما جعله عاجزا عن فعل أي شيء.

* أزمة اقتصادية

وفي وقت سابق، صرح محافظ للبنك المركزي الأفغاني أجمل أحمدي، الذي غادر البلاد الأسبوع الماضي، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ"، بأن حكومة طالبان ستواجه أزمة اقتصادية محتملة ناجمة عن هبوط العملة المحلية لمستويات متدنية، وزيادة في نسب التضخم وضوابط السيطرة على رأس المال.

وتراجعت العملة المحلية "أفغاني" إلى مستوى 88 أمام الدولار الأمريكي، مقارنة مع 82 في التعاملات التي سبقت سيطرة الحركة على البلاد. وتُعد أفغانستان واحدة من الاقتصاديات الأقل نموًا، والأشد فقرًا، إذ وصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 508 دولارات فقط عام 2020.

مساحة إعلانية