رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1224

ثمنوا تحذيرات «الداخلية» من مخاطرها وحملوا الأسرة المسؤولية..

اللعب مع مجهولين يعرض الأطفال للابتزاز الإلكتروني

25 يوليو 2023 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر

حملَّ مختصون أولياء الأمور مسؤولية قضاء أبنائهم من الأطفال والمراهقين ساعات على الألعاب الإلكترونية دون رقابة، واصفين الأمر بالجريمة التي تُرتكب بحق أبنائهم. وثمن المختصون الذين استطلعت «الشرق» آراءهم المنشور الذي نشرته وزارة الداخلية على صفحتها الرسمية على منصة تويتر الذي تدعو فيه الأهالي إلى القرب من أبنائهم ومشاركتهم في اختيار الألعاب الإلكترونية المناسبة لهم للحفاظ على أمنهم وسلامتهم والتأكد من عدم احتوائها على أي مخاطر، مشيرين إلى أنَّ هذا المنشور يؤكد خطورة هذه الألعاب دون مراقبة مباشرة من أولياء الأمور مع إيجاد البدائل التي تشغل وقت فراغهم وتتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم. وكشف مختصون في تصريحاتهم لـ «الشرق» أنَّ الألعاب الإلكترونية صُنفت مرضا بسبب الإدمان الذي تخلفه على المستخدمين، كما أنَّ الإفراط في استخدامها يسهم بإصابة الطفل بالتوحد المكتسب، إلى جانب الميل إلى العنف، التنمر، العزلة، الاكتئاب، فضلا عن السمنة المفرطة، إلى جانب التشكيك بالمعتقدات والقيم. وحذر المختصون أولياء الأمور من اللعب مع أشخاص مجهولي الهُوية لا تعرف أهدافهم، وتجنيب أبنائهم شراء الألعاب «أونلاين»، كما على أولياء الأمور عدم ترك أبنائهم فريسة الابتزاز لترقيتهم إلى مرحلة أعلى من خلال تصوير أنفسهم بأوضاع مخلِّة وابتزازهم بها.

د. خالد المهندي: صُنفت مرضا بسبب إدمانها

كشف الدكتور خالد المهندي - استشاري نفسي-، النقاب عن أنَّ الألعاب الإلكترونية شُخصت عالمياً بأنها مرض بسبب حالة الإدمان التي تخلفها على المستخدم، لافتا إلى أنَّ الألعاب الالكترونية عبارة عن برامج لترويض سلوك الأطفال باتجاه معين، فهذا الترويض قد يصل بالطفل إلى تعرضه لمشاهد إباحية، أو الضرب بالثوابت والقيم الدينية كالتشكيك بالإله أو التجرؤ على المقدسات كاللعبة التي انتشرت وتتضمن قيام الحرب في مكة المكرمة، أو عليه قتل مسلم ليصعد إلى مرحلة أعلى، مشيرا إلى أنَّ تحذير وزارة الداخلية الذي يدعو أولياء الأمور إلى اختيار الألعاب الإلكترونية لأبنائهم في مكانه، إذ انَّ أغلب الجرائم الإلكترونية هي لأطفال تعرضوا لابتزاز من بالغين كتصوير الطفل نفسه بأوضاع مهينة مقابل نقله من مرحلة إلى مرحلة، إلى أن يتم ابتزازه لتنفيذ مطالب مخلِّة وفيها امتهان للطفل. وبين الدكتور خالد المهندي أهمية عدم السماح للأطفال أن يلعبوا مع أشخاص غير معلومين، إذ لا تعرف أعمارهم ولا أهدافهم ولا خلفياتهم الاجتماعية، فقد تكون الغاية هي إسقاط هؤلاء الأطفال والمراهقين، وتشويه وعيهم، والتشكيك بثوابتهم، إلى جانب اكسابهم سلوكيات غير أخلاقية، إلى جانب ما قد تخلفه من ضعف في الذكاء العاطفي الذي لا يتطور إلا بالاحتكاك المباشر مع الآخرين فيفقدون مهارات فهم الذات، ويصبحون أكثر عنفا من غيرهم دون مبرر يذكر، كما أنَّ الألعاب الإلكترونية قد تصيبهم بالتوحد المكتسب نتيجة الإدمان عليها، لذا من المهم أن يقوم أولياء الأمور بمراقبة أبنائهم، ومنعهم من شراء الألعاب أون لاين، أو اللعب مع أشخاص غير معلومين.

د. أمينة الهيل: هذه هي أخطاء الأمهات

انتقدت الدكتورة أمينة الهيل - استشاري نفسي تربوي-، أولياء الأمور خاصة الأمهات اللاتي توكل إليهن العناية بالأطفال اللواتي ينشئن أطفالهن على استخدام الألواح الإلكترونية إلى أن يصبحن في عمر 5 سنوات قادرين على اللعب من خلالها بالألعاب الإلكترونية، لافتة إلى أنَّ الأمهات بذلك يرتكبن جريمة بحق أطفالهن لما تخلفه هذه الألواح الإلكترونية والألعاب المدرجة عليها من اعتلالات كالصرع، والتوحد المكتسب نتيجة لهذه الألعاب، إلى جانب عدم اكتساب اللغة التي تكتسب بالتحاور المباشر، سيما وأن الطفل مع الألعاب الإلكترونية دوره متلق فقط، موضحة أنَّ خلال عملها تلقت حالات لطلبة يعانون مما ذكر سابقا. وثمنت الدكتورة أمينة الهيل جهود وزارة الداخلية في دعوة أولياء الأمور لمشاركة أبنائهم في اختيار الألعاب الإلكترونية المناسبة لهم للحفاظ على أمنهم، لافتة إلى أنَّ هذه الدعوة الصريحة ليست من فراغ بل نتيجة للحالات التي يتم رصدها عبر إدارة الجرائم الإلكترونية ويقع ضحيتها الأطفال والمراهقون، لذا على الأسرة دور بالغ الأهمية حيال أبنائهم بتنشئتهم ومراقبتهم خلال اللعب على اعتبارهم اللبنة الأساسية في المجتمع، وصلاحهم من صلاح المجتمع.

د. محمد عشا: تحديد ساعات معينة لممارستها

عَتب الدكتور محمد عشا-استشاري أمراض باطنة-، على بعض أولياء الأمور الذين يدفعون بأبنائهم نحو الألعاب الإلكترونية دفعاً، لعدم منح التربية الوقت والجهد المطلوبين مع غياب البدائل التي تسهم في ملء فراغ أبنائهم لاسيما الأطفال منهم والمراهقون. وأشار الدكتور محمد عشَّا إلى أنَّ انعكاس الاعتماد على هذا النوع من الألعاب الإلكترونية مضر على المدى البعيد، لتأثيراتها على صحة الطفل والمراهق العقلية والبدنية، فقد يصابون باعتلالات كالـ(ADHD) ولا يزال هذا النوع من الاعتلالات غير مشخص عند الجميع الذين يعدون أكثر عرضة للاضطرابات النفسية من غيرهم، فضلا عن اكسابهم سلوكيات منها التنمر، العنف بسبب المشاهد أو طبيعة اللعبة المعتمدة على القتل، إلى جانب فرط الحركة، وصولا إلى الاكتئاب والعزلة، والبعض قد يصاب بالتبول اللاإرادي، فبعض الأسر تقوم بمراقبة أطفالها، إلا أنَّ السواد الأعظم يرى في هذه الألعاب مسكنا أو مهدئا يريح الأسرة من طلبات الأبناء التي تزيد خلال عطلة الصيف بسبب وقت الفراغ الكبير. ودعا الدكتور محمد عشِّا أولياء الأمور إلى التحكم بزمام الأمور من خلال تحديد ساعات معينة للعب بالألعاب الإلكترونية، إلى جانب اختيار الألعاب بعيدا عن العنف أو عن المشاهد التي لا تتناسب والتنشئة في المجتمعات العربية والإسلامية المحافظة.

محمد كمال: ليست خطيرة بالمطلق

أوضح السيد محمد كمال-باحث في علم النفس الاجتماعي -،قائلا «إنَّ من غير العدالة الحكم على الألعاب الإلكترونية أنها سيئة بالمطلق، بل هناك ألعاب إلكترونية كما تكسب ممارسات عنيفة للطفل كالعنف والتنمر، هناك ألعاب أيضا تكرس لقيم التعاون والدعوة للعمل التطوعي فتؤثر إيجابا عليهم، فنوع اللعبة هو ما يقرر ما إذا كانت سيئة أو جيدة وليست الألعاب الإلكترونية بالمطلق.» وأضاف السيد محمد كمال قائلا «إنَّ الألعاب الإلكترونية التي تعلم العنف تولِّد عند المستخدم طفلا كان أو مراهقا شيئا يعرف بالتقمص ويصبح سلوكهم قريبا للسلوكيات العنيفة خاصة لو كان المستخدم لديه استعداد للعنف في حال كانت في نمط شخصيته».

وحول الحلول تابع السيد محمد كمال إن الحلول تعتمد على طبيعة المجتمع، فبعض المجتمعات يصلح مع أبنائها الدعوة للعب خارج أسوار المنزل بعيدا عن الألعاب الإلكترونية لاعتدال الطقس أيضا، وبعض المجتمعات لا يصلح معها الأمر لذا لابد البحث عن بدائل حقيقية لملء فراغ الأبناء في فترة الصيف خاصة وعدم تركهم فريسة للألعاب الإلكترونية التي تعزز العنف والتنمر، أو التي لا تتماشى والتنشئة العربية المسلمة.

م. راشد النعيمي: مواجهتها بطرق تربوية مدروسة

بدوره علق المهندس راشد النعيمي-ولي أمر-، قائلا « إنَّ الألعاب الإلكترونية باتت من التحديات التي تواجه الأسرة العربية والخليجية، بسبب غزوها، فلا يخلو بيت من الألواح الإلكترونية أو الألعاب الالكترونية بأنواعها، الأمر الذي يصعب على الأسر أن تمنعها في ظل الثورة التكنولوجية، إلا أنَّ من واجب الأسر أن تواجه هذه التحديات بطرق تربوية ممنهجة ومدروسة، لتناسب كل عمر، فولي الأمر مسؤول مسؤولية كاملة على أطفاله بإيجاد البدائل أمام قائمة الممنوعات، من خلال تحسس اهتماماتهم والعمل على تنميتها وصقلها، فهناك الكثير من النوادي التي تنمي عند الأطفال حب الفروسية على سبيل المثال لا الحصر، والسباحة وكرة القدم وغيرها من الألعاب البدنية التي تنمي العقل والروح وتحافظ على البدن نشيطا، كما على الأسرة التي لدى أبنائها حب لهذا النوع من الألعاب أن تشترط عليه اللعب في منطقة مفتوحة أمام الجميع، ومراقبة اللعبة وتجنيب الطفل اللعب مع أشخاص غير معلومين لديه، والعمل على توجيهه ونصحه لاختيار ما يتناسب مع القيم التي يؤمن بها». وثمن المهندس راشد النعيمي تحذيرات وزارة الداخلية وجهودها في نصح الأهالي لمشاركة أبنائهم خلال اللعب، أو اختيار الألعاب لهم لحمايتهم وللحفاظ على سلامتهم.

مساحة إعلانية