رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1987

55 جدة يوثقن الموروث الاجتماعي في سوالف "مقعد الضحى"

25 يونيو 2016 , 12:37م
alsharq
وفاء زايد

تسجيل الروايات الشفوية لـ 49 مسنة عن الحياة التقليدية لإصدارها في كتاب

تعليم الأمهات الحروف والأرقام وتوقيع أسمائهن ودورات للعناية الصحية والاجتماعية

انطلقت فكرة "مقعد الضحى" في عام 2008 وبدأت الفكرة بـ 35 جدة، واليوم يتجاوز عددهن 55 جدة كبيرة سن، حيث يقوم المركز بتعليمهنّ مهارات الكتابة والقراءة وحفظ الأرقام وكتابتها والرسم والحياكة وأشغال الإبرة والمشغولات اليدوية.

ويعني مقعد الضحى الفترة الزمنية من النهار التي كانت تلتقي فيه أمهات الزمن الجميل في بيت السيدة الأكبر سناً، لتبادل الخبرات والأحاديث والتجارب، وتقوم كل سيدة بممارسة أيّ عمل منزلي أو يدوي تتقنه، مثل حياكة الملابس، وشغل السدو، وصناعة المخبوزات، وسف الخوص، وخياطة "البيز" وتعني مسكات المطبخ، وخياطة "التلي" وتعني نوع من العقدة في الخياطة، وطحن الحبوب على الرحى، وطحن القهوة والهيل، إلى جانب شرب القهوة والشاي.

وعندما يأتي وقت الظهر تتوجه كل سيدة إلى بيتها حاملة معها الأكلات التي أعدتها، أو تحضيرات المطبخ من بهارات وحبوب وقهوة، وهي تحمل في ذاكرتها خبرات الجدات والزمن الأصيل المفعم بالمعاني الشعبية والقيم.

ومقعد الضحى عبارة عن لقاء أسبوعي، تقوم فيه المتطوعات بتوثيق الروايات الشفوية للجدات، وقصص الأمس والأحاديث التي توارثتها الأمهات عن الجدات، حيث يقوم المركز بتوثيقه لطباعته في كتاب.

قالت السيدة عائشة الحرمي مسؤولة "مقعد الضحى" للشرق: إن مقعد الضحى يضم أكثر من 55 جدة وسيدة من كبيرات السن من مناطق الخور والذخيرة وأم قرن والدوحة، وتشرف عليهن أكثر من 13 عضوة، والذي انطلقت فكرته في 2009، بهدف إيجاد ملتقى لكبيرات السن لإحياء ماضي الأجداد بأصالته وعبقه.

وتتلخص فكرة مقعد الضحى بأنه ملتقى أسبوعي كل ثلاثاء بمقر مركز قدرات للتنمية بالخور، وقت الضحى تلتقي فيه كبيرات السن، ويقمنّ بإحياء ماضي الأجداد، واسترجاع الماضي بجماله ورونقه، ويتم فيه تبادل الخبرات والحكايات والقصص، والتعريف بالماضي وتاريخه.

وأوضحت أنّ الهدف من المقعد ملء فراغ كبيرات السن، والعمل على توعيتهنّ صحياً وبيئياً واجتماعياً من خلال محاضرات مبسطة ودورات تقدم لهنّ من اخصائيات وطبيبات وتربويات، مضيفة أنّ المقعد يواصل برامجه بعد الشهر الفضيل، بحيث تعود الجدات إلى جلساتهنّ الشعبية بالمركز.

ونوهت بأنّ مقعد الضحى يحمل قيمة اجتماعية وثقافية وتراثية، حيث تلتقي كبيرات السن بحفيداتهنّ وبناتهنّ الصغيرات، ويتبادلنّ معهنّ الأخبار والحكايات والعادات والتقاليد والتجارب الحياتية، وتتعلم فيه البنات أساليب التعامل مع الحياة والمهارات التقليدية التي بنت حضارة قطر.

كما يهدف المقعد إلى إشراكهنّ في المجتمع، ودمجهنّ مع الأحداث المحلية، وإحياء التواصل بين الجدات والبنات، لتعريفهنّ بالماضي وتاريخه، والاستفادة من خبراتهنّ بحيث يتم توثيقها ورصدها وتسجيلها لتكون خبرة متوارثة للأجيال.

إصدار كتاب

ونوهت بانّ المركز بصدد إصدار كتاب بعنوان (سوالف مقعد الضحى) الذي يوثق شفوياً وكتابياً تراث الجدات وكبيرات السن، ويتم فيه رصد خبراتهنّ وتجاربهنّ في الماضي الجميل، ويتضمن الكتاب موضوعات عن الأكلات التقليدية والمهن والتعليم والعلاج الشعبي والحرف اليدوية والحياة البسيطة والعمارة القديمة والشوارع والأسواق والملابس الشعبية والعادات والتقاليد والمناسبات مثل القرنقعوه وهي ليلة النافلة والعيد ورمضان وعيد الأضحى، وأنواع الطبخ وتربية الحيوانات والدواجن وموارد المياه والأغاني القديمة والأهازيج الشعبية والعرس القطري التقليدي والطب الشعبي واستخدامات الأعشاب قديماً، بالإضافة إلى الكلمات القطرية الشعبية التي اندثر بعضها أو لا يعرفها الجيل الجديد.

وتمّ جمع روايات شفوية من قرابة 49 جدة وكبيرة سن ممن عاصرنّ الزمن الجميل، وتمّ تسجيل تلك الروايات ورصدها على لسان الجدات، وتمّ أيضاً الاستناد إلى مراجع وكتب تراثية لتوثيق المعلومات المروية.

وأوضحت أنّ مركز قدرات خصص لمقعد الضحى برامج وأنشطة مثل القيام بزيارات منزلية لأمهات وجدات لا يقدرنّ على التواصل مع المقعد بالحضور، وعمل رحلات ترفيهية برية وبحرية وسوق واقف ومتحفيّ الدوحة والذخيرة، بهدف استرجاع الذكريات الجميلة عن حياة البساطة، وإمتاع الأمهات وكبيرات السن بالماضي من خلال الزيارات والجولات الميدانية.

ويقوم المركز بعمل ورش تعليمية وتدريبية، فمثلاً في الأعمال اليدوية والحياكة، والعطور، والملابس والألعاب اليدوية، حيث تقوم الجدات بتعليم الحرف التقليدية والمهن اليدوية للبنات ومتطوعات المركز مثل عرائس ألعاب المدود وسلال الخوص وحياكة الملابس الشعبية وعمل أكياس القرنقعوه وخياطة البيز وسف الخوص والدراريع وغيرها.

ويقوم المركز بتعليم الأمهات الحروف الأبجدية، والأرقام الحسابية، وتعليمهنّ كيفية كتابة أسمائهنّ وتوقيعات أسمائهنّ، وأرقام الهواتف، وكيفية استخدام الجوالات الحديثة.

ونوهت السيدة عائشة الحرمي بأنّ المقعد بعد نجاحه تمّ عمل فرع للمقعد بالدوحة ليحاكي التراث القديم، ولجذب كبيرات السن إلى الالتقاء في مكان يحاكي التراث القطري.

وأعربت عن تمنيها من الجهات المختصة إقامة مبنى خاص لكبار السن والجدات يحاكي حياة البساطة، ويصلح لأن يكون ملتقى للأمهات ممن يحفظنّ التراث ويمكنهنّ نقله وروايته للأجيال، مضيفة ً أنها تأمل من الجهات الاجتماعية الراعية لهذه الشريحة الغالية على قلوبنا أن تؤسس لمكان او مقعد أو ملتقى يحاكي في بنائه تراث الأجداد، وكأنه الحياة التقليدية ببساطتها، ويتيح لأهالي الحي أو الفرجان الاستفادة من خبرات الجدات.

الحكايات الشعبية

تقول الوالدة هيا محمد سلطان الباكر: أشارك كل ثلاثاء مع أمهات المنطقة مقعد الضحى، ونجتمع سوياً لرواية القصص والحكايات الشعبية، ويتم توثيق التراث الشفوي من قبل مشرفات المركز، وبعضنا يقوم بحياكة الملابس والوسائد والمفارش ونعلمها للبنات، وبعضنا الآخر يقوم بأشغال التطريز مثل القطبة والنقدة.

مساحة إعلانية