رمضان 1436

718

طارق السويدان :مواقف قطر تجاه كل القضايا تشرف الأمة الإسلامية

وسط حضور جماهيري متميز غرد الدكتور طارق السويدان بادئا تحية لقطر حكومة وشعبا وأصالتها واصفا مواقفها بأنها مواقف مشرفة للأمة ومتميزة في كل القضايا وخاصة في دعم اخواننا في غزة والربيع العربي فتحية كبيرة لقطر من كل قلبي وأنها تشرف الأمة والحمد لله أن في الأمة أنه بقي من يتبنى تلك المواقف الجادة مثل تركيا وقطر ، وتحية خاصة للداعمين والعاملين بتلك المؤسسة الرائدة والمتميزة راف .

وفي تصريح له حول مهرجان بشائر الرحمة قال السويدان: أبارك لمؤسسة راف هذا الجهد غير العادي الذي استطاعوا في أن يجمعوا الناس ويجمعوا العلماء، فهذه بشائر رحمة في الدنيا إن شاء الله وفي الآخرة.

ولقد لاحظت جهد غير عادي وإقبال غير عادي ونتائج غير عادية وذلك لأن المؤسسة غير عادية ، بإدارتها المبدعة وتوجها الوسطي المعتدل وأداؤها المميز فأحيهم وأبارك لهم بشائر الرحمة.

أشياء عجبتني

وقال د. السويدان ان من الأشياء التي أعجبتني جدا اختيار العنوان رمضان إرادة لأنه في النهاية الإرادة تحتاج إلى تدريب ، والتدريب يحتاج لشهر كمال في الدراسات العلمية فيأتي شهر رمضان ، ليعلمنا هذا المعنى فيبدأ بإرادة الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات، ثم يتطور هذا الأمر أن الإنسان يستطيع أن يسيطر على إرادته وقراره وبالتالي يستطيع أن يسيطر على حياته فأهنئكم على اختيار هذا العنوان المميز فرمضان فعلا شهر الإرادة وبشائر الخير والرحمة تأتينا من مؤسسة "راف" لتعلمنا كيف نربي هذه الإرادة في أنفسنا.

وقد بدأت المحاضرة بتكريم مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" للدكتور السويدان على حضوره لمهرجان بشائر الرحمة، و طوال أكثر من ساعة حاضر فيها حول كيف نربي الإرادة في أنفسنا ؟، ضاربا عشرات الأمثال من الكتاب والسنة والسيرة النبوية وهدي الصحابة والعلماء مقرنا ذلك بالأسس العلمية الحديثة التي تدل على ذلك.

أسس بناء الإرادة

وأكد د . السويدان أن لكي نزرع الإرادة لابد من عدة أسس منها : ربط الإرادة ارتباطا وثيقا بقضية أو هدف كبير يسعى الإنسان للوصول إليه، وجود قيم إنسانية تحرك الإرادة، لابد من فهم سنن الحياة، وأن تحيط نفسك بأصحاب الإرادة، ووضع مواعيد نهائية للأهداف .

واستطرد السويدان قائلا لأن مدار موضوعنا هو الإرادة ، وفي كل دوراتي في الإدارة والتخطيط كنت خلالها أدرس كيف يخطط الشباب لحياتهم ، وكنت أكرر وأؤكد على مفهوم واحد، وهو أننا ممكن أن نرسم ونخطط وندل الشباب على طريق النجاح في حياتهم، لكن كل هذا لا قيمة له طالما لا توجد إرادة لديهم ، فحياتنا هي مجموع قراراتنا.

ومهما قدمنا من وسائل تحفيز سواء بالترغيب أو بالترهيب لا قيمة لها أيضا بدون إرادة داخلية فاعلة، بل مهما طغى الطغاة وبغى العداة لا قيمة لهم ولا سلطان دون إرادة داخلية " فا قض ما أنت قاض إنما تقضي الحياة الدنيا"،

وطرح تساؤل هل يمكن أن نزرع الإرادة؟ وأجاب مفصلا قد يكون الإنسان ليس عنده رغبة داخلية ضعفا أو كسلا لفعل شيء ما لكنه أحيانا يكون استصغارا لهذا الشيء أو لأنه لا يلبي طموحه، و من الممكن أن نزرع فيه الإرادة إذا توفرت عدت أمور منها:

1- ربط الإرادة ارتباطا وثيقا بقضية أو هدف كبير يسعى الإنسان للوصول إليه، في هذه الحالة إرادته تتحرك باتجاه هذا الهدف وكل شيء يعيقه يصبح ثانويا ويتغلب عليه.

2- لابد من وجود قيم إنسانية تحرك الإرادة يؤمن بها صاحبها مثل التوحيد الحرية الكرامة الإنسانية ...فتصبح الإرادة سلوك طبيعي نابع من تلك القيم ، وغالبا أن لا أستطيع أن أبني إرادة إلا على أسس من القيم السامية، فأغرس أولا القيم ، وهذا المعنى واضح جدا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة الكرام.

فالنبي مكث في مكة 13 عاما اسلم فيها 150 هاجر منهم إلى الحبشة 80 وهاجر للمدينة 70 كل هذه المدة وما بعدها يعلم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته القيم والمبادئ التي جعلتهم يملكون العالم بإرادتهم .

3- لابد من فهم سنن الحياة ، حتى لا يصيبنا إحباط وأن من سنن الحياة المصابرة " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا " اصبر وحدك وصابر في صراعك مع الباطل ومن يصبر أكثر حتما سينتصر فإنما النصر مع الصبر

4- لابد أن تحيط نفسك بأصحاب الإرادة وأصحاب الهمم العالية ، حتى تتأثر بهم وهنا لابد من معرفة النظرة لأصحاب الهمم

أ‌- لو كان في النعيم والأذى والصحة والمرض قارن نفسك بمن هو أدنى منك، في هذه الحالة ترتفع روحك المعنوية وتشفى ويخف الألم

ب‌- أما الأمور المتعلقة بالآخرة والقدوة قارن نفسك بالأنبياء والصالحين والعلماء فلابد من الاقتداء بالصالحين .

ت‌- تبقى نقطه مهمة هي قضية القدوة في الحياة العملية لابد أن أقارن نفسي بمن هو أعلى مني قليلا حتى لا أصاب بالإحباط واليأس وتتولد لدي إرادة فاعلة وأمل قريب ممكن تحققه

5- لابد من وضع مواعيد نهائية للأهداف ، فهذا لا شك أنه مما يساعد في بناء الإرادة وتحريكها، وأن لا تترك الإرادة لأهداف عامة مطاطة (فما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته)، فإذا وضعت هدف لكتابة كتاب ما وتحركت إرادتك تجاهه لابد من وضع زمن محدد لا نهائه

6- لابد من فهم معادلات التكوين في المهارات فطلب وأنهم وأغتنم الفرصة قبل الثلاثين وانتج وتحرك بعدها ولا تقف طوال حاتك عند الطلب فقط أو تتحرك مبكرا قبل التعلم " تفقهوا قبل أن تسَودا"

7- أخيرا فالإرادة قرار وهذه كله أمور مساعدة فلابد أن تتخذ القرار على الأسس السابقة فحياتنا هي مجموع قراراتنا.

وأنهى السويدان محاضرته أن القرار واتخاذه لابد له من معلومات وتشاور مع أهل الاختصاص، الإكثار من البدائل فكلما زادت بدائل القرار تحسن القرار ذاته وعملية الاختيار بين البدائل تعتمد على طبيعة القرار ذاته ، وحتى تنفيذ القرار يحتاج لمنهجية .