رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

380

بوسفتش :قطر نموذج ناجح في السياسة الخارجية والتطور الاقتصادي

25 مايو 2016 , 07:46م
alsharq
حوار - أحمد البيومي

السيدة فيسنا بوسفتش المرشحة الكرواتية لمنصب سكرتير عام الأمم المتحدة لـ "الشرق":

كرواتيا تسعى لتدشين محطة "إل إن جي".. والغاز القطري من أولوياتنا

زغرب حريصة على العلاقات مع الدوحة سياسيا واقتصاديا

قطر تلعب دورا مهما في جهود الوساطة وحل النزاعات الإقليمية والدولية

فرص استثمارية واعدة أمام المستثمر القطري في البنية التحتية والطاقة والسياحة

هناك اتجاه دولي لتمكين المرأة من منصب سكرتير عام الأمم المتحدة

الفقر واللاجئون والتنمية المستدامة أهم الملفات على أجندتي

على المجتمع الدولي بذل جهود أكبر لحل القضية الفلسطينية

الأبرياء هم من يدفعون ثمن الصراع في سوريا..والمفاوضات الطريق الأمثل

أشادت سعادة السيدة فيسنا بوسفتش، المرشحة الكرواتية لمنصب سكرتير عام الأمم المتحدة ونائبة رئيس البرلمان الكرواتي، والنائب الأول السابق لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة الخارجية في كرواتيا، بالعلاقات الثنائية بين قطر وكرواتيا.

وقالت بوسفتش في حوارها مع الشرق: إن حكومة بلادها حريصة على العلاقات مع الدوحة، حيث يوجد هناك اهتمام كبير في مجتمع الأعمال الكرواتي بالاستثمار في قطر، مشيرة إلى التعاون في مجالات الطاقة، والسياحة، والبنية التحتية، والعديد من المجالات.

وأكدت على وجود مفاوضات منذ عدة سنوات في مجال الطاقة بين الدولتين، حيث كانت كرواتيا من أوائل الدول التي خططت لبناء محطات استقبال الغاز الطبيعي المسال، وبالتالي كان من المهم التعاون مع قطر في هذا الإطار.

وأوضحت المرشحة الكرواتية لمنصب سكرتير عام الأمم المتحدة أن قطر تعد علامة ونموذجا في نجاح السياسة الخارجية، حيث أصبح تأثيرها كبيرا على كافة المستويات، مشددة على أن الدوحة تلعب دورا مهما للغاية في جهود الوساطة وحل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط والعديد من الأماكن حول العالم. وأثنت على استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 بقولها: إن هذا يعتبر انجازا مهما بالنسبة لقطر في عالم الرياضة.

وأعربت عن اعتقادها بان من قدرتها تحقيق الفوز في سباق الترشح لمنصب سكرتير عام الأمم المتحدة لما تملكه من خبرات سياسية وأكاديمية في مختلف المجالات، منوهة بأن العالم بحاجة إلى تفعيل دور الأمم المتحدة في مختلف القضايا، خاصة في ما يتعلق بالأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.. وإلى مزيد من التفاصيل:

اسمحي لي سعادة السيدة فيسنا أن أبدأ بزيارتك الحالية إلى قطر.. كيف تصفين النهضة التي رأيتها في قطر حاليا؟

شكرا جزيلا على استضافتكم لي.. والحقيقة أن هذه الزيارة هي الثانية لي إلى قطر. وكانت الزيارة الأولى قبل عدة سنوات، وكنت ضمن وفد حكومي كبير يزور قطر من أجل إجراء مباحثات مع الجانب القطري. والفارق بين الزيارتين في الواقع كبير، لأن الدوحة شهدت تغييرات ونهضة غير مسبوقة سواء من حيث المباني الكبيرة والعمران المتميز بالتراث، أو من حيث التطور الاقتصادي والأهمية السياسية والدبلوماسية. أما الزيارة الحالية فأنا أشارك في منتدى الدوحة، وبالتالي هي فرصة جيدة لمقابلة العديد من الأصدقاء الأكاديميين، والمسؤولين القادمين من مختلف دول العالم.. لقد قمت بزيارة إلى سوق واقف ومتحف الفن الإسلامي، وهذان المكانان متميزان للغاية لاحتوائهما على التراث القطري والتاريخ الخاصة بالدول العربية والإسلامية.

كوزيرة خارجية سابقة لبلادك.. كيف تقيمين العلاقات بين قطر وكرواتيا؟

لدينا بالفعل علاقة طيبة مع قطر ومساحة صداقة كبيرة. ونظرا لحرص الحكومة الكرواتية على العلاقات مع قطر قمنا بافتتاح سفارة هنا في الدوحة. كذلك هناك اهتمام كبير في مجتمع الأعمال بالاستثمار في قطر ودخول السوق القطري، علاوة على التعاون في مجالات الطاقة، والسياحة، والبنية التحتية، والعديد من المجالات. وهنا أشير إلى أن بعض الشركات الكرواتية تعمل هنا في قطر. ونحن بالفعل بدأنا مفاوضات منذ عدة سنوات في مجال الطاقة، وكانت كرواتيا أول من خطط لبناء محطات استقبال الغاز الطبيعي المسال، للأسف قد تعطلت تلك الخطط بعض الشيء، ولكن هناك محاولات حالية لإعادة إحيائها من جديد، وهذه الجزئية من العلاقات يمكن أن تدفع إلى آفاق أوسع وأقوى بما يحقق النفع بين البلدين.

دور متنامي

كيف ترين دور قطر المتنامي دبلوماسيا واقتصاديا سواء في الإقليم أو في العالم؟

قطر لديها العلامة المميزة لنجاح السياسة الخارجية. كما أن تأثيرها أصبح كبيرا على كافة المستويات. وتلعب الدوحة دورا مهما للغاية في جهود الوساطة وحل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط والعديد من الأماكن حول العالم. وأصبح القطريون من الفاعلين في شتى المجالات، ولديهم الحلول لغالبية المشاكل الإقليمية والدولية. يضاف إلى ذلك أن قطر سوف تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. وهذا انجاز مهم بالنسبة لقطر. ونحن في كرواتيا نعشق كرة القدم ومهتمون بها للغاية. وأنا أعلم أن إحدى الشركات الكرواتية العاملة في مجال التكنولوجيا هي التي باعت البرامج التكنولوجية إلى قطر التي قد أفادتها كثيرا في التحليلات والإحصاءات الرياضية.

وهل هناك أي تعاون بين الدولتين في مجال النفط والغاز؟

نعم، بالفعل لقد ناقشنا على كافة المستويات سبل التعاون بين قطر وكرواتيا في مجال الطاقة. وقد تحدث الجانب الكرواتي مع المسؤولين القطريين حول محطة الغاز الطبيعي المسال المنتظر تدشينها في كرواتيا، وهذه المسألة حيوية جدا في أوروبا لأنها ليست فقط قضية اقتصادية، وإنما أيضا قضية سياسية، لأن دول الاتحاد تريد تنويع مصادر الطاقة وإمدادات الغاز الطبيعي، خاصة أن دول الاتحاد الأوروبي تعتمد على الغاز الروسي بدرجة كبيرة. ومن هنا كان الهدف هو تنويع مصادر الطاقة. وأنا على ثقة بأن الدوحة ستكون أحد مصادرنا من الغاز في حال استكمال ميناء خاص باستقبال الغاز الطبيعي المسال على البحر الأدرياتيكي.

فرص واعدة

ما هي الفرص الاستثمارية في كرواتيا أمام رجال الأعمال القطريين؟

— في كرواتيا توجد فرص استثمارية عديدة وضخمة، وأنا أعلم أن رجال الأعمال القطريين والمواطنين يحبون الذهاب إلى هناك. ومن أهم الفرص الاستثمارية مجالات البنية التحتية، والطاقة، والسياحة، وهنا أضرب مثلا بتركيا التي تعد أضخم مستثمر سياحي في كرواتيا. وهناك اهتمام كبير ومتزايد من الجانبين بهذا القطاع الحيوي. ونحن لدينا العديد من التسهيلات للمستثمرين ورجال الأعمال. كما اتخذنا خطوات كثيرة في هذا الإطار عبر تقديم الخدمات الخاصة. كما أن الخطوط الجوية القطرية لديها خط مباشر بين الدوحة وزغرب، وبالتالي علينا الإسراع في التعاون والاستثمارات.

كيف تقيمين العلاقة بين كرواتيا ودول الخليج بشكل عام؟

العلاقات الكرواتية الخليجية تنامت في السنوات الأخيرة، خاصة مع قطر، والشركات الكرواتية ذات الخبرات العالية متواجدة الآن في قطر. وعلى هذا الأساس نستطيع القول إن العلاقات مع الدوحة تعتبر ركيزة أساسية في العلاقات مع باقي دول الخليج. ونحن نعدها مفتاح هذه المنطقة وبوابة لنا. ومنطقة الخليج من أهم المناطق في العالم ونحن مهتمون للغاية بتطوير العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي.

منافسة دولية

دعينا ننتقل إلى محور آخر.. مؤخرا أعلنت حكومتكم بأنك سوف تنافسين على منصب سكرتير عام الأمم المتحدة، فهل أنت واثقة من الفوز بهذا المنصب؟

هذه المنافسة تخضع لظروف مختلفة. وبالتالي لا أحد يعلم ما إذا كان سيحقق النجاح أم لا، وطريقة اختيار سكرتير عام الأمم المتحدة مختلفة هي الأخرى نوعا ما كون المنظمة الدولية لها قواعد في اختيار هذا المنصب عبر ما يسمى التدوير الإقليمي، بمعنى أن كل منطقة يكون لها الدور في تقديم مرشحين لمنصب السكرتير العام. والحقيقة فإن منطقة شرق أوروبا هي المنطقة الوحيدة التي لم تحظ بهذه المهمة ولم يخرج منها سكرتير عام للأمم المتحدة من قبل. وأعتقد أن الجو العام في الوقت الحالي يتجه لمنطقة أوروبا الشرقية، وهناك أيضا عامل مهم وهو أن طوال 70 سنة مضت لم تحظ المرأة بهذا المنصب، وأظن أن الجو العام الدولي مهيئ لأن تتولاه المرأة في الفترة المقبلة.

برأيك.. ما هي المجالات التي يمكن تفعيل دور الأمم المتحدة بشأنها؟

إذا ما نظرنا لقضايا واهتمامات الأمم المتحدة فإننا سنجد أغلبها في الأمن والتنمية وحقوق الإنسان، وهذه القضايا جزء من حياتي العملية نظرا لأنني توليت العديد من المناصب، كما أني أمتلك مشوارا مهنيا محليا ودوليا مميزا طوال أكثر من 20 سنة كسياسية وبرلمانية وعضوة في الأكاديمية ومسؤولة في الحكومة، كما أنني عملت في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يجعلني مناسبة لتولي هذا المنصب للقيادة والمسؤولية العالمية، علاوة على أنني أحمل الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة زغرب. ولدي خبرة في التفاوض والمباحثات مع المنظمات الإقليمية والدولية، كما أن الخبرة التي تكونت لدي عبر سنوات عمري في الإطلاع على دور منظمات الأمم المتحدة سوف تساعدني على التعامل مع هذه المؤسسة الدولية الضخمة بأفضل طريقة ممكنة.

دعم عربي

في هذا الإطار أظن أنك تحتاجين إلى دعم الدول العربية.. وبالتالي ما هي أجندتك تجاه العالم العربي حتى تحصلين على الدعم العربي؟

الدول العربية الآن من أبرز وأهم الدول حول العالم، وهناك تركيز واهتمام دولي بها، لأنني أعتقد أن الدول العربية لديها مفتاح الاستقرار العالمي نظرا لما تمتلكه من قدرات وإمكانيات. فالعالم العربي يمتد في أفريقيا وآسيا، ويحتك بأوروبا وباقي دول العالم، وعلى ذلك الأساس فإن ما يحدث في الدول العربية يؤثر على باقي الدول الأخرى. ونحن بحاجة إلى إيقاف النزاعات التي تضرب بعض دول المنطقة مثل سوريا واليمن وليبيا والعراق، ولابد من دعم مقومات بناء الدولة ومؤسساتها وقدراتها، مع التأكيد على دور الأمم المتحدة لما لها من خبرات وإمكانات تمكن الدول من النهوض ووقف الصراعات والحروب. وخير مثال على ذلك ما يفعله السيد ستيفان دي ميستورا في الملف السوري، وهناك أيضا مبعوث أممي في اليمن، وفي العراق، وغيرها من المناطق.

الفقر والاحتياج العالمي

وكيف ستتعاملين مع قضية الفقر العالمي؟

— الفقر قضية عالمية كبيرة وتحتاج إلى مجهودات مشتركة من جميع دول العالم. والأرقام الدولية تؤكد أن أكثر من خمس سكان العالم يعيشون تحت خط الفقر المدقع، ووفقا لأرقام وإحصاءات دولية فإن 22 % من سكان العالم يعيشون على 1.25 دولار في اليوم أو أقل.. والأزمة الحقيقية في مكافحة الفقر هي صعوبة الوصول إلى من يعيشون في فقر مدقع لأنهم يعيشون غالبا في بيئات هشة ومناطق نائية، ومازال الحصول على مستويات عالية من التعليم والرعاية الصحية والكهرباء ومياه الشرب وغيرها من الخدمات الحيوية بعيدا عن متناول كثير من الناس وغالبا ما يحدد ذلك وضعهم الاقتصادي والاجتماعي ونوعهم وموقعهم الجغرافي، علاوة على ذلك، بالنسبة لمن استطاع الخروج من براثن الفقر فإن التقدم غالبا ما يكون مؤقتا، فالصدمات الاقتصادية وغياب الأمن الغذائي وتغير المناخ كلها عوامل تهدد بسحب المكاسب التي حققوها بصعوبة وإجبارهم على العودة إلى الفقر، علاوة على ذلك وجود فجوة هائلة بين الأغنياء والفقراء. وبالتالي فإن هناك حاجة ماسة للبحث عن أساليب جديدة وفاعلة في معالجة كل هذه المسائل من خلال المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بمكافحة الفقر.

وما هي رؤيتك لحل القضية الفلسطينية؟

— هذه القضية مهمة، ويجب أن يتم التعامل معها على مستوى دولي من قبل الدول الكبيرة، ولكن الأمم المتحدة ستكون فاعلة إذا ما أرادت الدول الأعضاء أن تكون فاعلة، والأمم المتحدة في نهاية المطاف ليست حاكم العالم، ورغم ذلك فإنها تبذل جهودا كبيرة في إطار حل الدولتين وهو الحل المقبول دوليا، ونحن الآن في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود الدولية لإحداث تقدم على هذا المستوى، عبر جمع الأطراف المختلفة على مائدة الحوار بمن فيها اللاعبون المحليون والإقليميون والدوليون.

قضية اللاجئين

وكيف برأيك يمكن التعامل مع قضية اللاجئين؟

— قضية اللاجئين أصبحت مؤرقة للعديد من دول العالم خاصة أوروبا في السنوات القليلة الماضية. وطوال الوقت كانت الدول الغنية تقبل مهاجرين ولاجئين، ولكن الأزمة بدأت في التفاقم مع زيادة وتيرة الحروب والصراعات في بعض الدول ومنها سوريا والعراق واليمن وليبيا، والمشكلة ناتجة عن تردي الأوضاع الاقتصادية وزيادة معدلات الفقر، وثانيا الهروب من ويلات الحروب والقتل والتدمير والبحث عن الأمن، والأزمة تتجلى أكثر في القريبة من مناطق الصراع مثل لبنان والأردن وتركيا، حيث نشهد تدفقات كبيرة للمهاجرين من سوريا، وهؤلاء اللاجئون بدورهم يحاولون دخول أوروبا من أجل البحث عن فرص حياة كريمة. وفي رأيي أن حل الأزمة يأتي من خلال أمرين، الأول وقف النزاعات الداخلية ومنع حدوثها، والثاني، مساعدة الدول التي تستقبل المهاجرين بكافة الوسائل نظرا للضغوط المالية والمعنوية التي تتكبدها تلك الدول.

في هذا الإطار، ما هو موقفك كمرشحة لمنصب سكرتير عام الأمم المتحدة من المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد؟

— نحن بحاجة ماسة الآن على وقف التجاوزات والقتال في سوريا لأن الذي يدفع الثمن هم الأبرياء والمدنيين من أبناء الشعب السوري، ومن الصعب الوصول لحقيقة ما الآن في سوريا، لأن المشهد محير ولا أحد يستطيع الوصول لقناعة تامة بشأن فرضية ما، ولكن الأهم هو حماية الشعب السوري والعمل على حل الأزمة بكافة الوسائل، وأظن أن جهود المجتمع الدولي الآن واضحة من خلال ما تقدمه الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص السيد ستيفان دي ميستورا. وعلينا تشجيع مفاوضات جنيف والدفع بكافة الأطراف للجلوس على مائدة المفاوضات من أجل وقف نزيف الدماء الجاري هناك.

مساحة إعلانية