محليات

4262

ناصر بن خليفة العطية: لوسيل كانت مشروعنا القومي وأهم حلبة في الشرق الأوسط (2 - 2)

نواصل في مجلس الشرق استضافة السيد ناصر بن خليفة العطية أحد نجوم رياضة المحركات ونجم قطر في الراليات ولاعب منتخب قطر في كرة القدم وعضو الاتحاد القطري لكرة القدم، وأول رئيس للاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية، ساهم في تأسيس حلبة لوسيل الدولية، وحلبة الموتوكروس، وتقلد العديد من المناصب القيادية الدولية، وكان من صناع القرار، حيث تم انتخابه نائباً لرئيس الاتحاد الدولي للدراجات النارية (FIM) في عام 2010 بمكاو، حيث نال أعلى نسبة من الأصوات، كما انتخب نائباً لرئيس الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) ورئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA )، مسيرة رياضية حافلة بالعطاء ومناصب عالمية تشرّف قطر، ذهبنا له في مجلسه العامر وفتح قلبه لنا وجادت قريحته بالذكريات، وكان هذا اللقاء مع الرجل الذي صنع المجد في ظل رئاسته وقيادته للاتحاد القطري.

◄ رياضة السيارات جذبتني

نظراً لحبي للتحديات، ولديّ نزعة الفوز وتخطي الصعاب فقد اتجهت لعالم السيارات وبالتحديد في الراليات التي جذبني سحرها، ويرجع السبب في ذلك إلى تشجيع ابن عمي الأسطورة ناصر بن صالح العطية، الذي غرس فيني حب السيارات عندما طرح عليّ فكرة المشاركة في عالم الراليات، وكان النادي في تلك الفترة في حاجة لمواهب شابة قطرية لديها الرغبة والموهبة، ورغم التكاليف الباهظة التي يتكبدها السائق خاصة في بداياته، وفي عام 1989 بدأت المشاركة في الراليات مع مجموعة متمرسة، من بينهم ناصر بن صالح العطية والسائق محمد المناعي وبعد تحقيقي لمراكز متقدمة ومنافستي مع ناصر بن صالح وصعودي منصة التتويج ومعرفتي بأسرار اللعبة التي عشقتها رغم مخاطرها وتكاليفها، وقد استفدت من السائقين الأجانب وبخاصة المشاركون من أوروبا الذين لديهم خبرة بالراليات واكتسبت منهم بعض أسرار اللعبة.

وبعد فترة فزت برالي قطر الدولي الذي حصلت عليه (5) مرات، ونافست على بطولة الشرق الأوسط للراليات مع السائق المرحوم حمد بن عيد آل ثاني وتعادلنا في النقاط، وشاركت في رالي الفراعنة الشهير، كما شاركت في باها أرغون بإسبانيا وأصبحت لي خبرة في عالم الراليات، وكانت مشكلتنا الحقيقية التكاليف الباهظة وكيف نقنع الشركات برعايتنا وكذلك المسؤولين، فكنا نستلف من البنوك وندفع من رواتبنا ونتحمّل الديون، وذلك من أجل الاستمرار في المشاركة، خاصة أن اللعبة بدأت في الانتشار وأصبحت الأضواء الإعلامية تسلّط عليها، لا ننسى أننا حملنا مشعل الراليات بعد الجيل السابق الذي حقق إنجازات، أذكر منهم السائق سعيد الهاجري، والسائق عباس الموسوي، وجابر المري وسلطان السويدي.

◄ رشحوني لرئاسة أول اتحاد للسيارات والدراجات النارية

أتذكر طلبني سمو الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء الأسبق وكلفني بدراسة لدمج نادي السيارات ونادي الدراجات النارية الذي كان يرأسه خالد بن علي آل ثاني، وتكوين أول اتحاد للسيارات والدراجات النارية، ورشحني لرئاسة الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية في عام 2003 وتم اختيار أعضاء مجلس الإدارة من بعض  الشباب القطري الذين لديهم خبرة في مجال رياضة السيارات والإدارة، وتم تشكيل الهيكل الوظيفي للاتحاد واختيار مبنى خاص ليكون مقراً للاتحاد، وبدأت العمل بهمة ونشاط وتمكنت من الحصول على الرخص الخاصة بالسيارات والدراجات. 

◄ تم تكليفي بإنشاء مشروع حلبة لوسيل

عند مقابلتي لسمو الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء الأسبق كلفني بمشروع إنشاء حلبة لوسيل الدولية بالتزامن مع ترشيحي للاتحاد، وهذا تطلب مني بذل جهود مضنية، وقد شمرت عن ساعدي وبدأت بالعمل الجاد ووضعت الخطوات الأولى لتنفيذ المشروع مع وضع مقومات النجاح، وقمت بالاتصال بالمسؤولين عن بطولة العالم للموتو جي بي للاتفاق معهم لإقامة إحدى جولاتهم على حلبة لوسيل، واتفقت مع بطل العالم في الدراجات النارية الأسترالي "مايك دوهان" لعمل تصميم خاص للحلبة تتناسب مع ظروف الأجواء في قطر، وبعد الموافقة بدأ العمل في المشروع بواسطة شركات قطرية، وأذكر كنت أذهب يوميا (8) مرات إلى الحلبة لمدة سنة للاطلاع على سير العمل، وكان العمل يجري على قدم وساق من أجل إنهاء المشروع في الوقت المحدد، وبلغ عدد العمال الذين يشتغلون في المشروع 1800 عامل، وبدأت بتشكيل فريق عمل متكامل للحلبة من تسويقي وتنظيمي ولوجستي وعمليات وفريق طبي، وجذبنا العديد من الخبراء من أجل ذلك، وكانت حلبة لوسيل الدولية هي الوحيدة في العالم التي تقام سباقاتها ليلا تحت الأضواء الكاشفة، وفي عام 2008 حصلت حلبة لوسيل على أفضل حلبة عالمية وتم تكريمي في فالنسيا.

◄ قطر القلب النابض لرياضة المحركات

كان هدفي هو العمل على تطور رياضة المحركات ووضع قطر على خريطة الرياضات الميكانيكية العالمية وأن تكون قطر هي القلب النابض لرياضة المحركات بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى استضافة البطولات العالمية الشهيرة، وكذلك لتحقيق إنجازات عالمية تحسب لصالح قطر، وأن تكون قطر هي مركز الإدارة بالشرق الأوسط، قمت بوضع خطة وإستراتيجية لتحقيق هذا الهدف، بدءاً من مشاركاتي في اجتماعات الاتحاد الدولي للسيارات وكذلك الدولي للدراجات النارية، ووطدت علاقاتي بكبار المسؤولين وصناع القرار في الاتحادين الدولي للسيارات (FIA) والدولي للدراجات النارية ( FIM ).وبعد نجاحي ووصولي لمنصب نائب الرئيس في الاتحاد الدولي للدراجات النارية في اجتماعات الاتحاد الدولي بمكاو عام 2011، استطعت جذب العديد من رؤساء الاتحادات الدولية للحضور إلى قطر وتوقيع اتفاقات مع الشركات للتسويق لحلبة لوسيل، كما تمكنت من استضافة العديد من البطولات العالمية مثل بطولة العالم للموتو جي بي وبطولة العالم للسوبر بايك، وبطولة العالم للتحمل للدراجات النارية، وبطولة العالم للموتوكروس وحصلنا على درع أفضل حلبة عالمية للموتوكروس وكانت السباقات تقام ليلا تحت الأضواء الكاشفة، كما تمكنا من استضافة رالي سيلين الدولي إحدى جولات بطولة كأس العالم للكروس كانتري، واستضافة بطولة العالم للسيارات السياحية، ورالي قطر الدولي، بالإضافة لبعض البطولات التي أقيمت على حلبة لوسيل.

كما أنه بفوزي بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات وفوزي برئاسة اتحاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) زادت الأعباء، وقد ساهمت بترشيح العديد من القيادات العربية سواء الرجال أو السيدات لمناصب مهمة في الاتحاد الدولي للسيارات ولجانه.

◄حلبة لوسيل أفضل حلبة تسويقية في المنطقة

كانت حلبة لوسيل مشروعا قوميا، وكان هدف القيادة في تلك الفترة هو التركيز على تواجد المصانع والشركات العالمية لرياضة المحركات في الدوحة وفي حلبة لوسيل الدولية، وكانت الأجندة التسويقية لحلبة لوسيل مزدحمة من إجراء تجارب للدراجات النارية والسيارات والتدشين للشركات العالمية والفرق، وتجارب الإطارات وغيرها، وكانت حلبة لوسيل تعتبر أهم حلبة في الشرق الأوسط، وكان التركيز عليها والأنظار العالمية تتجه نحوها، ومن أسرار نجاحنا هو الرزنامة العالمية التي نضعها قبل وقت كاف ومحدد للأنشطة التي تقام على الحلبة، وكذلك الخدمات السريعة والاتصالات والتسهيلات التي نقدمها من تخليص جمركي لها في قطر، خاصة أنها معدات ثقيلة، وبما أن حلبة لوسيل الدولية مشروع قومي لذلك تجد التعاون وتسهيل الإجراءات من وزارات الدولة المختلفة مثل وزارة الداخلية ووزارة المواصلات والجمارك والصحة وغيرها من الجهات والهيئات والمؤسسات القطرية، كما أن الحلبة تعتبر من السياحة الرياضية التي تساهم في تنشيط الاقتصاد، حيث تستفيد شركة الطيران القطري والفنادق وحركة الأسواق المحلية، والمطاعم، وغيرها من القادمين من خارج قطر للمشاركة في هذه الأحداث الرياضية وكان الدخل السنوي لرياضة المحركات بين (250 – 300) مليون ريال قطري تقريباً.

◄ إنجازات عالمية تحققت لرياضة المحركات القطرية

 وخلال رئاستي حققنا العديد من الإنجازات العالمية في رياضة الدراجات النارية، حيث حققنا بطولة العالم للتحمل للدراجات النارية (24) ساعة ثلاث مرات، وذلك بعد عمل طويل مضنٍ وشاق من تحويل الدراج المتسابق من هاوٍ إلى محترف وتفوقنا على أبطال العالم، وحقق السوبرمان ناصر العطية الفوز بلقب بطولة دكار وبطولة العالم للسيارات (بطولة العالم للراليات دبليو آر سي 2) وبطولة العالم للكروس كانتري، وكسر الرقم القياسي في بطولة الشرق الأوسط للراليات، وحقق البطل محمد المناعي من ذوي الاحتياجات الخاصة بطولة العالم للراليات الصحراوية فئة الدفع الثنائي عام 2015، وحقق أبطالنا العديد من البطولات الإقليمية والدولية وحقق البطل المرحوم حمد بن عيد آل ثاني لقب بطولة العالم للباها 2006 وغيرها من الإنجازات.

◄ قطر كانت مركز تدريب دولياً للسيارات

كانت قطر مقر مركز التدريب الدولي للسيارات، ولدينا رخصة عالمية معتمدة ونشرف على كل تدريب يقام في الاتحادات والأندية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكانت قطر تقدم بعد الدورة تقريراً متكاملاً، وتوصية للاتحاد الدولي بدفع (دعم) لهذه الاتحادات والأندية التابعة للاتحاد الدولي للسيارات.

◄ كنا قاب قوسين من استضافة الفورميلا1 ولكن!

أذكر كنا قاب قوسين أو أدنى من الحصول على استضافة بطولة العالم للفورميلا1 على أرض قطر، وقد تم تكليفي في عام 2013 بإجراء الاتصالات لتلك المهمة، لأن المسئولين لديهم طموح كبير لاستضافة جولة من الفورميلا واحد، وقد اجتمعت بالسيد "بيرني إكليستون" صاحب حقوق الامتياز الحصرية التجارية لسباقات الفورميلا1، وبعد مناقشات طويلة وإقناع تمكنت من أخذ الموافقة المبدئية رغم أن المنطقة تقام فيها جولتان للفورميلا1 وهذا كثير على منطقة الشرق الأوسط وهناك أسباب أخرى، وتحدثت مع سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني الذي تم تكليفه بالذهاب من أجل الاجتماع مع صاحب الحقوق وكنت برفقته، واجتمعنا مع بيرني وطرح بعض النقاط المهمة التي رد عليها سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني وطلب إنشاء حلبة خاصة بسباقات الفورميلا1، وبعد فترة اقتنع بيرني بالفكرة، وتمت الموافقة وأحضرت معي متطلبات لشراء الحقوق وكذلك تاريخ الروزنامة وإنشاء الحلبة، وسلمتها لسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، ثم جاءت الموافقة من القيادة على إقامة سباقات الفورميلا1، واستدعينا بيرني وتم تخفيض مبلغ شراء الحقوق، وتمت الموافقة على إنشاء حلبة على كورنيش الدوحة مثل حلبة مونت كارلو في مكان جذاب، وبحكم مناصبي الدولية أحضرت الموافقات والرخص، وعملنا خرائط مبدئية بمسار السباق والطريق، وتمت الموافقة على إنشاء الحلبة وأن يبدأ السباق الرسمي بعد سنة ونصف السنة، بعد فترة تم تحويلنا للاجتماع مع المسؤولين في وزارة الثقافة والرياضة، وبدأت تظهر لي بعض الخطط الضبابية والوزارة ألغيت الفكرة ولم تنشئ الحلبة!.

◄ نجحنا في تنظيم أول سباق ليلي بالعالم 

كانت تجربة فريدة من نوعها ومثلت قفزة نوعية لدولة قطر حينما نجحنا في تنظيم أول سباق ليلي بالعالم للموتر جي بي والموتور كروس، وهو الأمر الذي برهن على نجاح قطر في تنظيم كبرى البطولات والمسابقات العالمية. 

◄ صنعنا أبطالاً عالميين في الدراجات النارية 

كنا محظوظين لأننا عملنا في فترة استطعنا خلالها اكتشاف العديد من المواهب القطرية التي نافست عالمياً، وكانت بالفعل فترة ذهبية لرياضة الدراجات النارية في قطر، لأنها أنجبت لنا عددا من الشباب مثل مشعل وسلطان النعيمي وراشد المناعي وناصر المالكي وسعيد السليطي وسلطان الكواري ويوسف المالكي وفهد السويدي وعبدالله القبيسي. 

◄ تركت جميع مناصبي العالمية!

قدمت استقالتي من الاتحاد القطري وحلبة لوسيل، ودعمت أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الجديد وحلبة لوسيل وسلمتهم المهمة وتمنيت لهم التوفيق.

صراحة القول إنني فوجئت بأنه لم يتم ترشيحي لمناصبي العالمية، ولم يتم تقدير عملي العالمي، حيث كنت أحد صناع القرار في الاتحادين العالمي للسيارات والعالمي للدراجات وكان لقطر ثقل كبير ودور مؤثر، وكنت قاب قوسين أو أدنى من الحصول على منصب رئيس الاتحاد الدولي للدراجات النارية لأن أغلب الاتحادات والأندية العالمية قد أيدت ترشيحي ودعمي بقوة للرئاسة، ولكن البعض لم يتعاملوا معي بأسلوب حضاري ولم يرشحوني رغم أن المناصب لصالح قطر وليس لي شخصياً وكان لي دور كبير في الاتحادين لمصلحة قطر والدول العربية، ورغم كل الذي قمت به تجاه قطر وسهرت الليالي من أجل وضع قطر على الخريطة العالمية لم أكرّم حتى ولو بكتاب شكر، لكنني لست نادماً لأن ما قدمته هو جزء بسيط لرد الجميل لبلادي قطر الحبيبة.

قطر الوحيدة التي استضافت كونجرس السيارات وحفل ختام

بعد جهود مضنية وشبكة علاقات واسعة وبثقة أعضاء الاتحاد الدولي للسيارات FIA، نجحت دولة قطر في استضافة الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للسيارات (كونجرس الاتحاد الدولي) وختام توزيع الجوائز السنوية والاحتفال بمرور (110) سنوات على تأسيس الاتحاد الدولي، وذلك خلال الفترة من (1-5 ) من عام 2014 واستمرت لمدة خمسة أيام، وتعتبر قطر الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي استضافت هذا الحدث المهم بحضور نجوم الفورميلا1 وغيرهم من نجوم رياضة السيارات الفائزين بالبطولات العالمية في جميع الفئات، وكان حفل التكريم رائعاً ومميزاً بشهادة الجميع، وبحضور الشخصيات العالمية في رياضة السيارات من كل مكان.

إنشاء حلبة الموتوكروس بمواصفات عالمية  وإنارة ليلية

في ظل رئاستي للاتحاد وكمدير لحلبة لوسيل الدولية ونظراً للنجاحات الكبيرة التي تحققت، كانت قطر محط أنظار العالم، فقد تم إنشاء حلبة طينية للموتوكروس على مواصفات عالمية مجاورة لحلبة لوسيل الدولية، وتمت إقامة سباقاتها ليلا تحت الأضواء الكاشفة، وهي أول حلبة في العالم تقام سباقاتها ليلاً، ولها ريس كنترول خاص، وقد فازت الحلبة بأفضل حلبة عالمية وتم تكريمي، وترجع القصة إلا أنني وبحكم منصبي طرحت الفكرة على الكويت لجذبها ولكي تكون محطة أنظار العالم، ولكن لم يف المسؤولون بوعدهم معي في تلك الفترة وانسحبت الكويت، وفي مطار جنيف وقعت العقد وغيرت اسم الكويت إلى (اسم قطر) رغم عدم وجود حلبة وقبلت التحدي وبعد شهرين فقط من العمل المتواصل ليل نهار انتهت الحلبة واستضافت قطر أول جولة عالمية للموتوكروس 2013 وحققت نجاحاً كبيراً.