رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2601

محسن يسجل وصيته بوقف ثلث تركته

25 يناير 2022 , 06:30ص
alsharq
الدوحة - الشرق

نال تسجيل الوصايا اهتماماً واضحاً ومتنامياً من أفراد المجتمع في قطر، وتشهد الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إقبالاً لافتاً من الراغبين في تسجيل وصاياهم وهم في صحتهم وعافيتهم رغبة فيما عند الله ونيلاً للأجور المدخرة لأهل الخير والإحسان، وغالباً ما يميل المحسنون إلى الوصية بوقف ثلث أموالهم بمختلف صورها من أموال منقولة وثابتة وعقارات وأسهم وأرصدة بنكية، ومن ذلك ما رغب به فاعل خير من توثيق وصيته بمركز خدمة الواقفين، موصياً بوقف ثلث تركته من أموال منقولة وغير منقولة وأسهم وعقارات وأرصدة، جاء ذلك في تصريح للسيد محمد بن يعقوب العلي مدير إدارة المصارف الوقفية بالإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مشيراً إلى أن الواقف الكريم جعل ريع وقفه لصالح المصرف الوقفي للبر والتقوى.

وأوضح مدير إدارة المصارف الوقفية أن هذه المبادرات الطيبة تدل على الاهتمام المتزايد من قبل أفراد المجتمع بتوثيق وصاياهم، وله دلالاته الإيجابية التي تدل على وعي الجمهور بأهمية كتابة الوصية، والتي تعد سنة مؤكدة لما ورد فيها من حث وتشجيع من قبل نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)، مؤكداً اختصاص الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتسجيل الوصايا بناء على المادة (3) من قانون الوقف القطري.

 

المصرف الوقفي للبر والتقوى

ونوه السيد محمد العلي بأن الجهة المستفيدة من هذه الوصية الجديدة بحسب رغبة الموصي هي المصرف الوقفي للبر والتقوى، والذي من خلاله تنعكس محاسن الدين الإسلامي في الوقف، فنظراً لاتساع مجالات الخير التي يشترطها الواقفون، كان من الضروري إنشاء مصرف وقفي مستقل يستوعب أوجه البر والتقوى المختلفة.

الوصية زيادة في القربات

الوصية لغة بمعنى العهد إلى الغير في القيام بفعل أمر، وفي اصطلاح الفقهاء: تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع، سواء أكان المُملَّك عيناً أم منفعة.

ويقول أهل العلم إن حاجة الناس إلى الوصية زيادة في القربات والحسناتِ وتداركًا لما فرط به الإنسان في حياته من أعمال الخير، وقد روي في الحديث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "إن الله تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم زيادة لكم في أعمالكم".

وحث الإسلام على الوصية وكتابتها لأثرها العظيم في حياة الأفراد والمجتمعات ومن ذلك قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ}، وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: {إِن تَرَكَ خَيْرًا} يعني مالًا.

والمراد بحضور الموت: حضور أسبابه وأماراته من العلل والأمراض المخوفة، وليس المراد منه معاينة الموت؛ لأنه في ذلك الوقت يعجز عن الوصية.

وقوله تعالى: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ}، ففي الآية مشروعية الوصية، حيث بيَّن سبحانه مشروعية الإشهاد عليها، وعدد شهودها، فدلَّ ذلك على مشروعيتها وأهميتها.

ومن السنة الشريفة ما رواه ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده".

وقال الإمام ابن قدامة ــ رحمه الله ــ: "وأجمع العلماء في جميع الأمصار والأعصار على جواز الوصية".

وقد كان الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ يوصون ببعض أموالهم تقربًا إلى الله، وكانت لهم وصية مكتوبة لمن بعدهم من الورثة، فقد أخرج عبد الرزاق بسند صحيح أن أنسًا ـ رضي الله عنه ـ قال: كانوا ـ أي الصحابة ـ يكتبون في صدور وصاياهم: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به فلان: إنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، وأوصى من ترك من أهله أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى إبراهيم بنيه ويعقوب {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.

وألمح السيد محمد العلي إلى أن العمل الوقفي يعد من أجل صور الشراكة المجتمعية، والتي يثقل بها العبد ميزانه في حياته وبعد مماته، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

داعيًا أهل الخير إلى الوقف على المصارف والمشاريع الوقفية المختلفة، وكتابة وصاياهم، ويمكنهم المساهمة والمشاركة عبر طرق الوقف المختلفة:

- الوقف أون لاين باستخدام البطاقة البنكية من خلال موقع الإدارة العامة للأوقاف: awqaf.gov.qa/atm

- خدمة عطاء عبر الجوال على الرابط: awqaf.gov.qa/sms

- التحصيل السريع على الرقمين: 55199996 و55199990.

- الخط الساخن: 66011160.

مساحة إعلانية