رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

554

"الشرق" تزرو مخيم الزعتري وترصد أحوال اللاجئين السوريين في رمضان

24 يونيو 2016 , 05:16م
alsharq
الزعتري – عواد الخلايلة

منظمة الدعوة تسيّر قوافل اغاثية متواصلة الى سكان المخيم بالتنسيق مع المؤسسات القطرية

بعد مضي أكثر من 5 سنوات على الأزمة السورية لا يزال اللاجئون السوريون في الأردن، وتحديداً في مخيم الزعتري، يتمسكون بإرثهم وعاداتهم وتقاليدهم التي اعتادوا ممارستها في الأيام العادية بشكل عام وفي شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص. وتحرص منظمة الدعوة على تسيير قوافل اغاثية الى سكان المخيم بدعم من المنظمات الاغاثية القطرية وبتنسيق معها.

المارّ بين زقاق المخيم الواقع شمال شرق الأردن، يلمس إلى حدٍّ كبير ألم التغريبة السورية المنوط بالإصرار على العيش برغم ما يواجهه اللاجئون من ظروف وتحديات صعبة.

يشهد المخيم في الشهر الفضيل أجواءً مختلفة عن أي شهر آخر، فمنذ وقت السحور وحتى موعد الافطار يلمس اللاجئ السوري أشياءً كانت في مخيلته مجرد ذكرى جميلة حملها معه من سوريا، إلا أن تلك الأشياء تصبح فور عودة شهر الصوم حقيقة جميلة يعيشها داخل المخيم ينسى خلالها ما يعانيه من فقر وعازة.

الشرق التقت في يوم رمضاني، لاجئين سوريين في مخيم الزعتري الذي يضم نحو 80 ألف نسمة، للحديث عن شهر رمضان وما يحمله من ذكريات عن بلادهم.

الثلاثينية إسراء لاجئة سورية من حلب تعيش في مخيم الزعتري منذ أربع سنوات وهي أم لثلاثة أطفال، ترى: "أجواء رمضان في مخيم الزعتري كأنها الأجواء ذاتها في سوريا فما أن يقترب موعد أذان المغرب حتى يشهد المخيم حركة نشطة غير معتادة فلا مكان لموطئ قدم داخل سوق المخيم، فاللاجئون يتجمعون بالمئات عند باعة العصائر الرمضانية كعرق السوس والتمر الهندي والجلاب لأخذ ما يحتاجونه من العصير، كذلك الحلويات الشامية كالقطايف العصافيري وكرابيج الحلب وحلاوة الجبن".

وتضيف إسراء "بعد الافطار تشاهد المخيم وكأنه مهرجان كبير لما فيه من زينة رمضانية بكافة أنحائه، فتبدأ الأسر بالتسوق لشراء حاجياتها من ملابس العيد والحلويات وما إلى ذلك من أمور اعتاد الناس على شرائها برمضان".

وتؤكد أن أجمل ما في رمضان داخل المخيم "الزيارات العائلية وزيارات الجيران لبعضهم البعض بعد قدومهم من صلاة التراويح، إذ تكون هناك سهرات رمضانية سورية بامتياز تشعرك لوهلة بأنك لا تزال في سوريا".

ورغم ذلك تؤكد أن "أكثر ما يؤرقنا هو عدم قدرتنا بشكل دائم على التواصل مع بقية الأهل في سوريا لعدم توافر الانترنت باستمرار".

الأربعينية فاطمة (أم عدي) والأم لخمسة شبان تعيش في مخيم الزعتري منذ ثلاث سنوات تبدأ حديثها لـ الشرق بقولها: "اليوم عملنا على الفطور بامية وبندورة، بالاضافة الى المتبل وبعض السلطات كالفتوش والتبولة وهي أكلات سورية نحرص على وجودها دائما على مائدة الافطار وغدا سأطبخ للأولاد أذان الشايب وكبة مقلية وكبة بلبن لأن أولادي ما ان بدأ رمضان يطلبون اكلات الشام ليحسوا أن الشام لا تزال موجودة بينهم" .

وتزيد "بعد كل افطار شامي وكأننا نستيقظ من حلم جميل إذ نتذكر دون إرادتنا أهلنا وأقاربنا بالشام حيث كنا في سوريا دائما نتجمع عند عائلة منا لنقوم بطقوسنا الرمضانية من صلاة وعبادة وبعدها السهرات العائلية الطيبة، إلا أننا اليوم للأسف نفتقد هذا الشيء بشكل كبير".

الثلاثيني فادي بكاوي لاجئ سوري يعيش مع زوجته وطفلتيه في "الزعتري" يقول: كل عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن آبائنا بالشام لا تزال حاضرة معنا، من ناحية العبادة كل يوم بعد أن يمر المسحراتي من أمام خيمتنا لايقاظنا نقوم ونبدأ بتحضير السحور من حواضر البيت وبعد السحور نذهب لصلاة الفجر ومن ثم نرجع للخيمة وننام وفي تمام الساعة التاسعة صباحا من كل يوم نذهب الى العمل داخل المخيم".

ويبين "أنا أعمل وزوجتي مع إحدى المنظمات وعند انتهاء العمل نعود للخيمة ونبدأ التحضير للفطور أذهب أنا لشراء ما نحتاجه للفطور من خضار وفواكه وعصائر رمضانية وأحيانا الحلويات ونحرص دائما على أن يكون في مائدتنا طبق أو اثنان من الأطباق السورية المعروفة.

وزاد نحن كرجال نحبذ بعد صلاة التراويح الذهاب للمقاهي ولكن للأسف المقاهي في المخيم محصورة جدا لأسباب أمنية.

وأضاف أجمل مظاهر رمضان التي تذكرنا بأيام الشام تلك التي تأتي قبل الافطار بلحظات حيث يقوم الأقارب والجيران بتبادل اطباق الطعام فيما بينهم كما نقوم أحيانا بمساعدة الفقراء ممن لا يمكنهم العمل عن طريق توفير الطعام والحاجيات الأساسية لهم .

وأكد فادي أن اللاجئين في رمضان يجدون كل ما يحتاجونه بكثرة لوجود العديد من الجمعيات والمنظمات التي تدعم اللاجئين باستمرار وخصوصا في رمضان، مبينا أن بطاقات برنامج الغذاء العالمي لهذا الشهر من العام قد تأخروا في توزيعها دون معرفة السبب، لافتا أن الأسر السورية في المخيم بحاجة لتلك البطاقات في هذا الشهر أكثر من أي شهر آخر.

مساحة إعلانية