رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

492

«وآمنهم من خوف».. حصن حصين ضد الغلو في الدين

24 مارس 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ محمد دفع الله

اختتمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الخميس الماضي، جلسات برنامج «وآمنهم من خوف» في موسمه العاشر، والذي نظمته هذا العام بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، بمشاركة عدد من العلماء من داخل قطر وخارجها، وناقشت الجلسة الخامسة والأخيرة (الوسطية من منظور مقاصدي).

وشارك في الجلسة كل من الدكتور نور الدين الخادمي أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة قطر، والدكتور/ عصام البشير نائب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور أحمد الفرجابي خبير الشؤون الإسلامية والشؤون الأسرية والتربوية بموقع الشبكة الإسلامية، والدكتور/أيمن صالح أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة قطر.

وقال د. نور الدين الخادمي: كلمة «الوسط» بمفهومها المحرر في القرآن الكريم والمبين في سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي ذاتها مقصود هذا الدين، وبتأمل 5 مواضع في القرآن، منها هي قوله تعالى «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»، وهي الآية 143 في سورة البقرة التي عدد آياتها 286، إشارة وسطية في المبنى إلى الوسط في المعنى، والجعل في الآية هو تكليف الأمة برسالة حضارية، أساسها الاعتدال والخير والعدل كما جاء في آية أخرى وهي «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».

   الوسط في اللغة

من جانبه اوضح فضيلة د. عصام البشير ان الوسط في اللغة يعود الى ثلاثة معان الأول منها العدل ومنه «قال أوسطهم» أي اعدلهم «وكذلك جعلناكم امة وسطا» أي عدولا كما ذكر البخاري في صحيحه، والمعنى الثاني الخيرية فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط العرب نسبا اشارة الى خيريته، والمعنى الثالث هو التوازن المحمود الذي يعصم الفرد من ان يقع فريسة بين طرفي الافراط او التفريط.

واستدل على تقريب معنى الوسطية بقول الله عز وجل: «والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان». فجعل سبحانه ميزان القسط والاعتدال مكتنفا بين الطغيان الذي هو تجاوز الحد وبين الاخسار الذي هو نكوص عن الحد.

وابان ان معنى الوسطية على هذا الشكل دلت عليه آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل منها قوله تعالى:» وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (110)». منوها بان السبيل ها هنا هو الوسط بين المجاهرة والمخافتة.

   ثوابت الوحي

وقال فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي، خبير الشؤون الإسلامية والشؤون الأسرية والتربوية بموقع الشبكة الإسلامية، أمامنا تحد كبير حتى تستطيع الأمة أن تواكب التغيرات السريعة لتطرح فقها يستطيع أن يمضي فيه الناس انطلاقا من ثوابت الوحي، لابد من النظر في مقاصد الشريعة، ولابد كذلك من سلوك هذا السبيل المتمثل في طريق الوسطية.

وأشار فضيلته إلى أن أننا نحتكم إلى هذا الشرع، وحكمة الحكيم اقتضت أن يخلق البشر ثم أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين، لأن الإنسان وحده لا يمكن أن يصل للهداية ما لم تأت موجهات سماوية من خالق الإنسان، فلا يعرف أسرار الصنعة مثل الصانع، ولا يعرف أسرار المخلوق سوى الخالق، (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، ولذلك هذا المعنى ينبغي أن يكون واضحا، وهو الذي يؤسس عليه.

أكد فضيلة د. ايمن صالح استاذ الفقه واصوله بكلية الشريعة في جامعة قطر، ان الوسطية ليست دليلا مستقلا ما يعني انه ليس كل شيء وسط هو خير بالضرورة او صواب حتما او الخيار الافضل، ما يعني انه ليس دائما الوسط هو الخير فالحاصل على ممتاز في الاختبار أفضل من الحاصل على جيد او الحاصل على مقبول ولا يمكن القول ان الحاصل على الجيد هو الافضل.

واشار الى انه غالبا ما يكون في الامور المعنوية الوسط أفضل من الاطراف فلذلك فقهاؤنا لا يعدون الوسطية دليلا من ادلة الاحكام، لان الادلة هي النصوص والاقيسة والقواعد الاخرى التي يذكرها العلماء في مجال الاستدلال.

مساحة إعلانية