رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

909

حراك كويتي لتسوية أزمة العلاقات الخليجية مع لبنان

24 يناير 2022 , 07:00ص
alsharq
عون يستقبل وزير الخارجية الكويتي - الأناضول
هاجر العرفاوي

في أول زيارة رسمية لمسؤول خليجي رفيع منذ الأزمة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي نهاية أكتوبر الماضي، وصل الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، السبت إلى بيروت، في تحرك دبلوماسي بالغ الأهمية يهدف لحل الأزمة الخليجية - اللبنانية وإعادة بناء الثقة بين الطرفين.

واستهل وزير خارجية الكويت لقاءاته باجتماع مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ورئيس الجمهورية ميشال عون، كما أجرى محادثات مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، ومسؤولين آخرين.

وتشكل زيارة الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح أولى الخطوات لكسر عزلة لبنان عن دول الخليج بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على الأزمة الدبلوماسية، وذلك في إطار الجهود الدولية المختلفة لإعادة بناء الثقة مع بيروت. وحمل وزير خارجية الكويت، رسائل كويتية خليجية عربية ودولية كإجراءات وأفكار مقترحة لبيروت مستنبطة من قرارات الشرعية الدولية، وقرارات جامعة الدول العربية، من أجل بناء الثقة مجددا، في انتظار رد لبنان على هذه المقترحات، وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، قد رحب بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين بلاده ودول الخليج العربي، عقب لقائه وزير خارجية الكويت. وقالت الرئاسة اللبنانية نقلا عن الرئيس ميشال عون إن لبنان حريص على المحافظة على "أفضل العلاقات" مع الدول العربية. وأضاف عون أن مقترحات وزير الخارجية الكويتي لإعادة بناء الثقة مع دول الخليج ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها.

كما تعد هذه الزيارة أبرز تحرك خليجي تجاه لبنان بعد قطع العلاقات بين دول مجلس التعاون ولبنان على خلفية تصريحات لوزير الإعلام حينها جورج قرداحي، سجلت قبل توليه مهامه وتم بثّها بعد ذلك، قال فيها إنّ الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات. واستدعت السعودية آنذاك سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. وتضامنًا مع الرياض، اتّخذت الإمارات والبحرين والكويت خطوة مماثلة. والشهر الماضي، قدّم قرداحي استقالته في مسعى لاحتواء الأزمة، التي فاقمت انهيار الاقتصاد اللبناني الذي يواجه أزمة مالية، قال عنها البنك الدولي إنها من الأسوأ في العالم في التاريخ الحديث.

* رسائل إلى بيروت

وكشف الوزير الكويتي، أن التحرك الكويتي الخليجي العربي الدولي تجاه بيروت يحمل 3 رسائل، الأولى للتعبير عن التعاطف والتضامن مع شعب لبنان، والثانية لإبداء رغبة مشتركة لاستعادة لبنان رونقه وتألقه كونه أيقونة في العالم العربي، ويكون ذلك بعدم تدخله في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية وألا يكون منصة للعدوان اللفظي أو الفعلي على أي دولة أخرى، والثالثة مفادها رؤية كويتية - خليجية بضرورة أن يكون لبنان واقفاً على قدميه وصلباً لأن قوته قوة للعرب، موضحا أن كل هذه الأفكار والمقترحات مستنبطة من قرارات الشرعية الدولية، وقرارات جامعة الدول العربية، وأن الإدارة اللبنانية بصدد دراستها في انتظار ردها قريبا.

وقال إنه لمس خلال لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ملامح إيجابية لهذه الأفكار، معربا عن أمله في "أن ترى النور في الأيام القادمة وتكون هناك انطلاقة أخرى وزخم آخر متفاعل مع لبنان الشقيق". وفي وقت سابق، أعرب ميقاتي خلال استقباله وزير خارجية الكويت عن تطلع بلاده إلى توثيق التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي. بينما قال بوحبيب، إن بلاده تعول على الدور الكويتي لإنهاء الأزمة مع دول خليجية، مشددا على أن لبنان يتطلع إلى دعم أشقائه الخليجيين. كما شدد على ضرورة إيفاء لبنان بالتزاماته وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الجامعة العربية. وقالت مصادر دبلوماسية إن المقترحات التي قدمها وزير الخارجية الكويتي للبنان بهدف نزع فتيل الأزمة مع بعض دول الخليج تشمل الالتزم باتفاق الطائف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وإجراء الانتخابات في موعدها.

وأضافت المصادر أن المقترحات شملت أيضا تشديد الرقابة على الصادرات للخليج لمنع تهريب المخدرات والتعاون بين الأجهزة الأمنية.

وفي تصريح للصحفيين، جدد الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، تأكيده بعدم وجود أي توجه للتدخل في شؤون لبنان الداخلية، مشددا أن هذه أفكار والمقترحات لبناء الثقة، آملا أن يتم التعامل معها بشكل مفيد للجميع. وقال "إن الأمر هو فقط تطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقا من بينها اتفاق الطائف، وإذا كان هناك بعض الالتزامات التي لم تنفذ إلى غاية الآن نصل خلال تطبيقها بشكل ملموس إلى مبتغى الجميع". وأعلن وزير الخارجية الكويتي أنه وجه دعوة لنظيره اللبناني لزيارة الكويت لحضور اجتماع تشاوري عربي يعقد أواخر الشهر في الكويت، لافتا إلى دعوة سابقة مماثلة من رئيس مجلس الوزراء الكويتي لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.

* أزمة اقتصادية مستمرة

ويواجه لبنان أزمات سياسية واقتصادية عميقة، حيث يشهد انهيارا ماليا منذ 2019، إضافة إلى الشلل السياسي وسط خلافات بين الفصائل المتناحرة وإحجام المقرضين الأجانب عن إنقاذ البلاد ما لم تنفذ إصلاحات.

ويصنف البنك الدولي الأزمة ضمن أسوأ الأزمات على مستوى العالم، فيما أصبح نحو 80 بالمائة من السكان البالغ عددهم 6.5 مليون نسمة يعتبرون فقراء.

وفقدت العملة أكثر من 90 بالمائة من قيمتها ومنعت البنوك المودعين من سحب أموالهم. وتشير بعض التقديرات إلى أن الدين الحكومي بلغ 495 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2021، أي أعلى بكثير من المستويات التي شلت اقتصادات بعض الدول الأوروبية قبل عشر سنوات.

ومما زاد من إحباط الناس فشل الحكومة حتى الآن في علاج المشكلات، بينما بدأت تظهر دلائل على انهيار اجتماعي واقتصادي. فأغلقت شبكة الاتصالات الحكومية خدمة الإنترنت في أجزاء من بيروت بسبب نقص الوقود في الأيام القليلة الماضية واحتجز رجل رهائن في بنك مطالبا بسحب أمواله المودعة، ولم تعد الحكومة تقوى على تشغيل محطات الكهرباء التابعة لها بشكل كاف وعادة لا تحصل المنازل على أكثر من ساعة يوميا من كهرباء الحكومة.

مساحة إعلانية