رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3457

الشيخ المريخي: الاستعانة بالنعمة على المعصية سبب لهلاك العباد

23 ديسمبر 2016 , 06:48م
alsharq
محمد دفع الله

قال د. محمد بن حسن المريخي إن النعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، متعددة متنوعة حسية ومعنوية كبيرة وصغيرة في الأبدان والأنفس، في البلدان والأموال، فوق الأرض وتحت الأرض، من كثرتها لا يكاد كثير من الناس يرونها بل يجحدونها ويعبثون بمائها ومرعاها.

ولفت د. المريخي في خطبة الجمعة اليوم بجامع محمد بن عبدالوهاب إلى أن الجاحدين كثيرون والمقدرين للنعم قلة قليلة، مشيرا إلى أن نعماً تحولت وزالت وتبدلت، وعافية ذهبت وتغيرت.

وحث على خلق الشكر ووصفه بأنه خلق عظيم وأنه نصف الدين، والله -تعالى- هو الشاكر العليم وهو الشكور الحليم يحب الشاكرين ووعد على الشكر الأجر الجزيل فقال "وسيجزي الله الشاكرين" وقال "وسنجزي الشاكرين".

وقال الخطيب إن الشكر أمر مستقر في نفوس أهل العبادة ونهج راسخ في سلوك الصالحين، أبصروا بعبادتهم لربهم النعم وهداهم إيمانهم إلى شكرها والثناء على منعمها فامتلأت به قلوبهم ولهجت به ألسنتهم وظهر على جوارحهم.

نماذج للشكر

ولفت إلى أن نوحا -عليه السلام- يصفه ربه بقوله "إنه كان عبداً شكورا"، وهذا إبراهيم الخليل -عليه السلام- قال الله عنه "شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم"، وهذا سليمان -عليه السلام- وهو ينظر في نعم الله بين يديه وقد سخر الله له من مخلوقاته ما شاء يقول "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين".

وتحدث د. المريخي عن شكر رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ربه فيصوم عاشوراء شكراً لله على نصره لأخيه موسى ومن معه وإهلاك عدوه فرعون وقومه، ويشرع ذلك لأمته يقول لليهود "نحن أولى بموسى منكم"، وأمر الأمة بصيام عاشوراء، ويقوم -عليه الصلاة والسلام- يصلي من الليل حتى تفطرت قدماه، ويقول "أفلا أكون عبداً شكورا" وقد طلب منه أهله التخفيف عن نفسه.

الشكر اعتراف بالنعمة

وذكر الخطيب أن الشكر اعتراف العبد بمنّة الله عليه وإقرار بالنعمة الربانية عليه من خيري الدنيا والآخرة في كل شأن العبد، كما أن الشكر دليل على رضا العبد عن ربه وهو حياة القلب وحيويته وهو قيد للنعم التي عند العبد، وصيد للنعم التي لم تأت بعد، والشكر دليل على صفاء النفس وطهارة القلب وسلامة الصدر وكمال العقل.

وقال إن حقيقة شكر النعم تكون بالاستعانة بها على مرضاة المنعم، ومن استعان بالنعمة على معصية الله فقد كفر النعمة وتعرض لعقاب المنعم. وذكر في هذه الأثناء أن الشكر ليس مجرد حمد باللسان ولكنه مع ذلك عمل وإظهار للامتنان.

وذكر أن الشكر سبب لمرضاة الله عن عبده "وإن تشكروا يرضه لكم"، وهو أمان من العذاب، كما أن الشكر سبب لزيادة النعم واستقرارها، ونقل قول الحسن البصري: "إن الله ليمتّع بالنعمة ما شاء فإذا لم يشكر عليها قلبها عذاباً" .

طرق شكر النعم

تناول الخطيب طرق شكر النعم فقال: إن طرق الشكر لا تحصى وميادينه لا تحصر، إذ يكون الشكر بالصلاة، فقد قام رسول الله يصلي في الليل حتى تفطرت قدماه شكراً لله، يقول "أفلا أكون عبداً شكوراً"، ويكون بالصيام فقد صام موسى -عليه السلام- شكراً لله الذي نجاه من فرعون وقومه، وصامه رسول الله والمسلمون. ويكون الشكر بالسجود يسجد المؤمن سجدة لله إذا جاءه ما يسره أو حدثت له نعمة، سجد رسول الله لما أخبره جبريل أنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشراً، وسجد أبوبكر لما بلغه مقتل مسيلمة الكذاب، وسجد علي -رضي الله عنه- لما بلغه مقتل الخارجي ابن الذديّة، وسجد بن مالك لما تاب الله عليه.

مساحة إعلانية