رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

542

المريخي: لا عز ولا نصر للمسلمين مع تفريطهم في عقيدتهم

23 أكتوبر 2015 , 06:42م
alsharq
محمد دفع الله

وصف د. محمد بن حسن المريخي الهجرة النبوية بأنها حدث من الحوادث العظام في مسيرة الدين والشريعة، وموقع من مواقع التأمل والتفكر.

وقال في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ان الهجرة عظة وموعظة وذكرى للأمة المحمـدية تؤكد لها بكل جلاءٍ ووضوح ان التفريط في العقيدة والتساهل في الدين ومبادئ الملة وتاريخ الأمة مآله الهلاك وخرابُ الديار.

ولفت إلى أن الهجرة تقول لنا انه اذا فَقَدَ المرءُ دينه وعقيدته وما ألزمه الله تعالى به — إذا فقد هذا فلن يغنيَ من بعده وطنٌ ولا مالٌ ولا أرض.

وأضاف " ذلك وقفة نقفها عند درس من دروس الهجرة وهو درسُ صحةِ الانتساب إلى هذا الدين الحنيف وصدق الاعتزاز بمبادئه فلا انتماء إلى غيره ولا يجوز أن تنافسه رابطة أخرى.

أمثال حية

وتابع بأن النبي صلى الله عليه وسلـم وصحابته الأبرار ضربوا لنا مثلاً حياً عملياً في صحة الانتساب لهذا الدين والدفاع عنه، وذلك يوم ازداد اضطهاد المشركين لهم وضيقوا عليهم وحاربوهم وعذبوهم، حيث جاء الأمر من عند الله بالهجرة إلى المدينة النبوية فهاجروا تاركين الوطن والمال والزوجات والأولاد، ابتغاء مرضات الله ينصرون الله ورسوله ويُعلون راية التوحيد.

وقال إنه ورد في السيرة أن المشركين حاولوا إغراء رسول الله لترك دعوة الله بأن يجعلوه سيداً عليهم ويعطوه من المال ويجعلون له القيادة والرياسة بشرط أن يترك الدعوة إلى دين الله. فجاءه عمه أبو طالب ينقل له هذا الإغراء المغري للنفوس الضعيفة فكان الرد — إذا صحت الرواية — كان الرد المبينُ الذي يُنبئُ عن قوة اليقين وعزيمه المتقين قال لعمه: (يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الدين ما تركته إما أن يظهره الله أو أهلك دونه) واجتمعوا لقتل رسول الله فألقى الله عليهم النوم فناموا وخرج من بيته وهم نائمون عند بابه ووضع تراباً على رأس كل واحد منهم.

وتابع سرد قصص الجهاد في هذه الأيام بموقف بلال رضي الله عنه الذي عذبه أمية بن خلف في الرمال الحارة والشمس المحرقة ليترك دين محمد فلا يستجيب له ويبقى يعذبه حتى انقذه الله تعالى على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويسألُ المشركون صهيباً وهم يعذبونه: ألا تحبُ أن يكون محمد مكانك هنا نعذبه وأنت سالم في بيتك؟ فأجاب: إني لا أحب شوكة تصيب محمداً وأنا سالم في بيتي ومثل هذا كثير كانوا يفدونه بأرواحهم، يبيعون أرواحهم رخيصة لنصرة الله ورسوله.

محاولات لإضعاف المسلمين

وذكر د. المريخي بان قريشا حاولت بكل وسيلة بالحصار الاقتصادي والاجتماعي والعسكري فلم تفلح لرد المسلمين عن دينهم، قالوا نمنع عنهم التجارة، فلا يشترون منا ولا نبايعهم ولا نزوجهم ولا يتزوجون منا، وشنوا حرباً عسكرية قتلوا من قتلوا من أصحاب رسول الله كسُمية وياسر، وكل ذلك فشل في الصد عن سبيل الله، وفي المدينة كان النبي صلى الله عليه وسلـم يعمل كل شيء ليخالف اليهود والمشركين وليصنع بإذن الله دولةً أو أمةً متميزةً لها منهاجها وطريقها حتى قال اليهود عن رسول الله "إن هذا يفعل كل شيء ليخالفنا".

ودعا المصلين إلى انتساب المسلمين إلى دينهم بسهولةٍ ويُسر ورخص ببيعُ البعض دينه بعرض من الدنيا، ضارباً المثل بالتاريخ الهجري الذي باعته الأمة رخيصاً وألقت به في البحر، متخلية عنه من أجل توفير مال أو مسايرة حضارة مزعومة أو تقدم أو مما يظهر من الأسماء في هذا العالم بحسب قوله.

وأكد خطيب جامع الإمام أن التاريخ الهجري المبارك الذي هو مربوط بالدين ارتباطاً وثيقاً، ليس تاريخاً فقط وإنما ربط الله به الدين فالأمة تعرف مواسم الخيرات والطاعات وأيام الله بالتاريخ الهجري كشهر رمضان والحج والعِددَ كعِدةَ الطلاق والوفاة، وتعرف بالتاريخ الهجري أمجادها وذكرياتها.

ترك "الهجري" مصيبة

وانتقد فضيلته موقف الأمة بسبب تخليها عن التاريخ الهجري في فترة من الفترات لسبب من الأسباب الواهية التي لا تمت إلى الدين بصلة، مضيفاً أن الطامة الكبرى تأتي عندما ينبرى بعض أبناء المسلمين للدفاع عن إلغاء التاريخ الهجري وإثبات التاريخ الغربي فأين صحةُ الانتساب إلى الدين الحق؟!.

كما دعا المصلين للنظر والمقارنة بين من يُعذبُ ويحرقُ وتُسلب أمواله فيصبر ولا يغير ولا يبدلُ، ومَنْ يقتنع بالتغيير والتبديل بكلمة طائرة فليعلم الذين يلقون بتاريخهم وتراثهم ويضربون بمبادئ دينهم عرض الحائط فليعلموا أنهم إنما يُلقون بأنفسهم وإنما يعرضون أنفسهم للضياع والهلاك. وانهم تلاحقهم مسؤوليات جسام بين يدي الله تعالى بسبب تعريض الأمة لنسيان دينها وتاريخها وتراثها (تالله لتسألن عما كنتم تفترون) (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ).. مضيفاً أن هؤلاء سيقولون إن الزمان يتطلب هذا، يتطلب ان نتماشى مع العالم وما يمليه علينا زماننا.

وجواباً على هذا القول، هو أنه لو طُلب من الكفار اليوم على اختلاف مللهم وضلالاتهم، لو طُلب منهم باسم الزمان والتطور والحضارة أن يبدلوا دينهم أو معتقدهم أو تاريخهم لما استجابوا وتقاتلوا تحت رايات أباطيلهم ومعتقداتهم.

وفي نفس السياق أكد د. المريخي أن القضية في مثل هذه الحالات: قضية انتساب صحيح أو باطل قوي أو ضعيف.

مساحة إعلانية