رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1514

فرقة إنشاد التراث الحلبي: حفظ القرآن مكننا من أداء التواشيح الدينية

23 يونيو 2016 , 01:41م
alsharq
الدوحة - الشرق

كان ظهورهم الأول في قطر على مسرح كتارا الجمعة الماضية، حيث اصطفت الفرقة بزي واحد يتوسطها إمام مسجد كتارا الذي قاد الفرقة على مدى أكثر من ساعة يشدون، ولرمضان يتنغمون ويترنمون.

كانت البداية مع قارئ طبقات صوته تقارب عبد الباسط عبد الصمد، بدأ الحفل ثم أخذ مكانه في صف الحفل الذي بدأه الشيخ محمد مكي بابتهال عن رمضان ثم توالت التواشيح والأناشيد الجماعية يتخللها فواصل لبعض أعضاء الفرقة التي يحفظ أعضاؤها القرآن الذي أثر في أدائهم بجمل واضحة، ومقامات موسيقية منتظمة الأداء، وتمكن من الإيقاع واللحن الجميل.

التقينا بأعضاء الفرقة الذين يمثلون ذروة مرحلة الشباب، فمحمد مكي قائد الفرقة لا يتجاوز عمره الثانية ووالأربعين، ثم ولداه محمد بهاء وأحمد وسيم بين الثانية عشرة والرابعة عشرة، وبين الأب وولديه تأتي باقي العمار في العشرينات وبداية الثلاثينات.

فمحمود الدميري اثنان وثلاثون عاما خريج دار العلوم بالقاهرة وهو على وشك الحصول على ماجستير في الشريعة الإسلامية من الكلية نفسها، يمتكل خامة صوتية نقية، لها قدرة على الإمتاع والإطراب، استطاع محمد مكي أن يعرفه من خلال مسابقة منشد قطر، فأدرك أنه أمام منشد واعد له تمكن في الأداء ومعرفة بالأنغام.

التقينا محمود فسألناه عن ذلك فقال: "حفظت القرآن صغيرا، ومعي إجازة وسند بقراءاته بأكثر من رواية، ثم تعلمت الإنشاد والتواشيح وتأثرت بالمدرسة المصرية بكل تفاصيلها".

ويضيف محمود: "أعمل مدرسا للغة العربية واتجهت لإمامة المصلين والابتهال الديني منذ الصغر، فأممت المصلين بكبرى المساجد في مصر وأمريكا وقطر، وشاركت في العديد من مسابقات القرآن والإنشاد متسابقا ثم محكما".

أما باقي الفرقة فلها ما يميز أداءها، يقول محمد مكي: محمد الصغير عنده عذوبة في الصوت وجواب جميل، أما براء بينوني فعنده مخزون من الموشحات الحلبية وتمكن من الأداء، وعبد الباسط فحلة خامة صوتية جيدة ينتظرها مستقبل واعد، ومحمد كخيا واسع القرار مليء الصوت، يشبه محمود الدميري في خامة صوته، وأراهما صنوان في الألحان، وإن اختلفا في الشكل والألوان".

ثم يأتي أصغر أعضاء الفرقة سنا، وهما محمد بهاء وأحمد وسيم، فيقول عنهما محمد مكي: الإنشاد في أسرتنا له جذور، فأخي كان منشدا وكنت أعمل معه، ومحمد بهاء ابني يشبه أخي في خامة صوته الذي كان متفردا في الصوت ويندر أن تجد صوتا جميلا مثله، أما أحمد وسيم فله أذن قوية ويندمج سريعا مع المقام وكان أصغر متسابق في منشد قطر وأدى أداء قوية في أنشودة صعبة جدا، ويحفظ بسرعة وعنده جواب جميل".

آثر محمد مكي أن يتكلم عن فرقته الناشئة التي حاول أن يجمع أفرادها بأذن واعية وعين بصيرة، لتبدأ في هذه الانطلاقة القوية.

أما محمد مكي فإنه من مواليد حلب سنة 1975 وحفظ فيها القرآن وتعلم القراءات ودرس النحو والصرف والبلاغة والفقه وغيرها من الفنون، وهو الآن يقرأ على شيخ قراء الشام الشخ محمد كريم راجح بالعشرة الصغرى، ويؤم الناس في مسجد كتارا.

بدأ مسيرته الإنشادية في العاشرة من عمره، ثم واصل ذلك وعمره 14 عاما وكان سيذهب إلى مهرجان قرطاج الذي منعه الخجل من الانضمام إليه، حيث أثر الخجل على أدائه الصوتي، ولعله خير فقد استقامت وجهة محمد وقصرت على الإنشاد الديني فقط.

درس محمد مكي في المعهد الموسيقي وأتبعها بالانضمام إلى فرقة أخيه التي كان يجلس في آخرها فيستمع إلى الأداء، فتشبعت أذنه وتعلم كثيرا.

وعن تمييز المقامات الموسيقية يقول مكي: هذا يحتاج إلى تدريب وسماع، وكل مقام لا بد أن تحفظ الأذن أولا ثم بعد ذلك تنتقل إلى المقام الآخر.

وعن الذين تأثر بهم من القراء والمنشدين يقول مكي: إن من تأثرت بهم أتباع المدرسة المصرية والشامية، وأنا مغرم بمحمد عمران ومتأثر بالألحان الحلبية وخاصة عمر البطش الذي كان يحفظ أكثر من 4 آلاف موشح، ولذا تجد أن الفرقة نصفها من السوريين والنصف الآخر من المصريين، وهناك تناغم وتوافق كبير بينهما.

مساحة إعلانية