رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2551

بماذا يختلف عن كورونا؟.. كل ما تريد معرفته عن "جدري القرود" وطريقة العدوى والعلاج

22 مايو 2022 , 07:20م
alsharq
جدري القرود
الدوحة - موقع الشرق

استحوذ مرض "جدري القرود" على اهتمام وسائل الإعلام مؤخراً مع الإعلان عن اكتشاف إصابات به في العديد من الدول ووصوله مؤخراً إلى منطقة الشرق الأوسط، وبات مصدراً جديداً للقلق في ظل عدم تعافي العالم من فيروس كورونا "كوفيد 19" وإن اعتاد عليه وعادت الحياة إلى طبيعتها بنسبة كبيرة.

وخلال الأسابيع الأخيرة رُصدت حالات إصابة بـ"جدري القود" في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وكذلك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإسرائيل.

تشمل أعراض المرض النادر الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة والإرهاق وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه.

أصل تسمية "جدري القرود":

اكتشف جدري فيروس القرود أول مرة سنة 1958، عندما تفشى مرض يشبه الجدري من قرود يحتفظ بها لغرض إخضاعها للبحوث العلمية، ومن هنا كان أصل الإسم.

ولكن بحسب منظمة الصحة العالمية فإن القرود قد لا تكون المصدر الرئيسي لتفشي المرض، رغم أن القوارض هي الأكثر احتمالاً للإصابة به، مثل أنواع من السناجب والقرود والجرذان، وقد عثر على أدلة لإصابات منها في إفريقيا.

ويشغل العالم مؤخراً العديد من الأسئلة المتعلقة بـ"جدري القرود" منها: ماذا يختلف عن كورونا ومدى خطورة الإصابة به وعلاجه وتوفر اللقاحات وهل يمثل مصدراً خطيراً للقلق؟

وقال تقرير بمجلة إيكونوميست إن أسباب المرض ومتطلبات علاجه تختلف عن فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19 الذي يمكن أن ينتقل بسهولة من إنسان إلى آخر، بحسب موقع الحرة.

وحتى الآن، توجد عشرات من الحالات المؤكدة بجدري القرود في جميع أنحاء العالم، منها حالتان على الأقل بالولايات المتحدة و50 حالة أخرى غير مؤكدة للمرض النادر المتوطن في غرب أفريقيا، والذي عادة ما تكون أعراضه الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية وطفح جلدي على اليدين والوجه.

وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن معظم الإصابات الجديدة في الدول الغربية رصدت لدى رجال مثليين، مشيرة إلى أنها تسعى إلى درس انتقال الفيروس خاصة داخل مجتمع المثليين، فيما قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأحد، إن الحالات الأخيرة هي أمر "يجب القلق بشأنه".

مدة التعافي:

ويتعافى المرضى عادة في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع دون الحاجة إلى دخول المستشفى، لكن المرض يكون مميتاً في بعض الأحيان.

وأبلغت بريطانيا عن 11 حالة جديدة في 20 مايو، بحسب إيكونوميست، أي أكثر من الإجمالي في الأسبوعين السابقين، وكثير من هؤلاء ليست لديهم روابط سفر إلى أفريقيا، أي أن المرض انتقل محليا.

سرعة الانتشار:

ومع ذلك، يشير تقرير المجلة إلى أن الفيروس لا ينتشر بقوة، واللقاحات الموجودة يمكن أن تحمي المعرضين للخطر. وخطورته تعتمد على نوع السلالة. وهناك سلالاتان، الأولى مرتبطة بحالات الانتشار السابقة في حوض الكونغو، وتصل نسبة الوفيات بسبب هذه السلالة إلى 10%.

أما السلالة الأخرى الواقعة في غرب أفريقيا فهي أقل حدة، بمعدل وفيات 1 في المئة. وهذه التقديرات مستمدة من حالات تفشي المرض في الأماكن النائية في أفريقيا ذات الرعاية الصحية السيئة، أما في البلاد الغربية التي تتمتع بنظام رعاية صحي أفضل، فقد يكون الفيروس أقل فتكا.

كما أن جدري القردة ليست له قدرة كبيرة على الانتشار، ولا يمكن أن يكون معدياً مثل الحصبة على سبيل المثال.

طرق انتقال العدوى:

ولكي ينتشر جدري القردة من شخص إلى آخر، يجب أن يكون هناك اتصال وثيق بينهما من خلال قطرات السعال والعطس التي تدخل الأنف أو الحلق أو العينين، أو خلال ملامسة جلد أو ملابس أو فراش الشخص المصاب.

التطعيمات:

وقد توفر التطعيمات الحماية. وكانت شركة "بافاريان نورديك" الدنماركية قد حصلت على موافقة أمريكية للتطعيم ضد جدري القردة في 2019. وتمت الموافقة أيضاً على هذا اللقاح ضد الجدري، وتشير البيانات الواردة من أفريقيا إلى أن التطعيم السابق ضد الجدري فعال بنسبة 85% على الأقل في الوقاية من جدري القردة.

وتقول "المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" إن اللقاح قد يكون أكثر فعالية إذا تم إعطاؤه للمريض قبل أو في غضون أربعة أيام من التعرض للفيروس.

وحتى إذا تم إعطاؤه لمدة تصل إلى 14 يوماً بعد التعرض فقد يكون مفيداً من ناحية تخفيف حدة الأعراض.

وتشير دراسات أجريت على حيوانات إلى أن بعض الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة لفيروسات الجدري الأخرى قد تكون مفيدة أيضاً.

واحتواء جدري القردة، وفق أيكونوميست، سهل نسبياً ويمكن القيام بذلك عن طريق عزل الحالات المؤكدة أو المشتبه فيها وتتبع جهات الاتصال المصابة قد يؤدي إلى وقف سلال الانتقال.

ومن المحتمل أن يتم استخدام لقاح الجدري للتطعيم "الدائري"، أي تطعيم المخالطين للأشخاص المصابين والعاملين الصحيين المعرضين لخطر كبير.

وقد نجح "التطعيم الدائري" للمخالطين في الحد من بعض حالات تفشي "إيبولا" الأخيرة في أفريقيا.

وتتوقع إيكونوميست اكتشاف المزيد من حالات جدري القردة في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، لكن من غير المرجح أن يصبح خارج نطاق السيطرة.

وبينما أصاب فيروس كورونا المستجد العالم بصدمة، لأنه لم يكن مستعدا له ولم تكن هناك أدوية أو لقاحات متوفرة، فإن جدري القردة في وضع "مختلف تماماً".

وفي 17 مايو الجاري أعلنت بريطانيا تسجيل أول إصابة لشخص عاد من نيجيريا إلى المملكة المتحدة قبل أقل من أسبوعين، حيث تلقى الرعاية داخل وحدة للحجر الصحي في إحدى مستشفيات لندن.

ما هي الأعراض؟

تبدأ الأعراض عادة بمزيج من الحمى والصداع وألم للعضلات، وآلام الظهر والقشعريرة والإرهاق وتورم الغدد اللمفاوية. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الأعراض الأخيرة (تورم الغدد اللمفاوية)، هي التي تساعد الأطباء عادة على التمييز من جدري القدرود والجدري (جدري الماء).

فبمجرد الأصابة بالحمى، يظهر طفح جلدي هو العلامة الرئيسية لجدري القرود، ويبدأ بالتطور بعد يوم أو ثلاثة أيام، وغالبا ما تبدأ على الوجه ثم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وقد يتراوح عدد التقرحات من عدد بسيط إلى الآلاف، وتمر تلك التقرحات من طفح مسطح إلى طفح مليء بالسوائل ودمل، ثم بثور يليها الجرب في مرحلة أخيرة، قبل أن تسقط في النهاية.

مساحة إعلانية