رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1064

مطالبات بدعم اللغة العربية والإنفتاح على الآخر

22 مارس 2016 , 08:21م
alsharq
سمية تيشة

أوصى الملتقى الثاني للهوية في رؤية قطر الوطنية 2030، والذي حمل عنوان "دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الهوية الوطنية"، بضرورة الاعتزاز بالهوية واللغة العربية كجزء من وسائل تعزيز الهوية الوطنية وتمكينها، وتعزيز دور اللغة كمكون أساسي من مكونات الشخصية العربية وقيمها وعاداتها وتقاليدها، فضلًا عن الانفتاح على الآخر والتفاعل معه فكرًا وثقافة وحضارة دون المساس بثوابت الهوية.

ودعت إلى أهمية التأكيد على الدور المؤثر للمناهج الدراسية في تشكيل الهوية الوطنية، وعمل توازن ما بين ما يرد إلينا من ثقافات الخارج وثقافات الداخل، منوهة بضرورة الاستفادة من تجارب الدول الشقيقة والصديقة في مجال الهوية، والعمل على تعليم اللغة العربية وعدم تعلم أي لغة أخرى قبل سن العاشرة بشرط أن يتقن الطفل لغته الأم ويقرأ ويكتب بها، بالإضافة إلى تشجيع الباحثين في مجال نظرية الأدب وعلم النص الحديث والمعاجم والإنجازات، التي أثبتت جدواها في معالجة اللغة العربية آليًا، وخاصة في علم الصرف والنحو، وتشجيع الجهات المعنية بالعمل على إثراء المحتوى العربي في شبكة الاتصالات الدولية، باعتبارها مصدرًا هامًا للمعلومات.

وشدد الدكتور خالد يوسف المُلا، مدير عام مركز قطر للتراث والهوية، على أهمية الحفاظ على الهوية من خلال تعزيز دور المؤسسات التعليمية بوصفها أحد الركائز الأساسية لترسيخ روح الانتماء والولاء لدى النشء القطري الجديد وفقًا لرؤية قطر الوطنية 2030، وذلك تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر حفظه الله، قائلا: "أود أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير لمعالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، على رعايته الكريمة للملتقى للعام الثاني على التوالي".

وأعرب عن شكره لشركة فودافون قطر على رعايتها الحصرية ودعمها المتميز لمساعي مركز قطر للتراث والهوية التي تهدف إلى الحفاظ على الهوية الوطنية، مضيفًا: "لقد سعينا منذ البداية إلى أن نخرج بعدد من التوصيات التي تصب في مصلحة هذه القضية، وبالفعل فإن كل ما قدمه الخبراء من توصيات تؤكد الحفاظ على الهوية من خلال تعزيز دور المؤسسات التعليمية، ونأمل بإذن الله أن نقدم للمجتمع القطري مزيدا من التجارب المفيدة للحفاظ على هوية هذا البلد الأصيل وعلى تراثه الغالي من خلال الدورات القادمة لملتقى الهوية في رؤية قطر الوطنية 2030".

دور التعليم

وشهد الملتقى –الذي استمر ليوميين- مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالعوامل المؤثرة في الهوية الوطنية، إضافة إلى المواضيع الرئيسية المتعلقة بأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية للدولة من خلال تعزيز دور المؤسسات التعليمية في هذا الشأن، وقد تطرق المشاركون في اليوم الثاني من الملتقى إلى كيفية الحفاظ على الهوية العربية في ظل عمليات التنمية التي تشهدها المنطقة بصفة عامة ودولة قطر بصفة خاصة.

وقال د. ميسرة طاهر، مدير بيت المشورة للاستشارات النفسية بالسعودية، إن اللغة والهوية هما وجهان لشيء واحد، والإنسان في جوهره ليس سوى لغة وهوية، ومن ثم يجب العمل على عدد من النقاط التي من شأنها الحفاظ على اللغة والهوية منها منع استخدام الأسماء الأجنبية، والعمل على تعليم اللغة العربية، وعدم تعلم أي لغة أخرى قبل سن العاشرة، وإنشاء مقياس لقياس الحصيلة اللغوية العربية للأطفال في المرحلة الابتدائية، وتفجير الطاقة الكامنة في اللغة العربية من خلال إجراء البحوث المعمقة لاستكشاف قدراتها وآدابها، وبما يسهم في تبسيط قواعده، والإفادة من التطور التقني الهائل في هندسة اللغة، ومما تزخر به شبكة الإنترنت من مواقع عديدة لتعليم وتعلم اللغة الإنجليزية للناطقين وغير الناطقين بها.

وتناولت الدكتورة عائشة الهاشمي، من وزارة التعليم والتعليم العالي، موضوع "المدارس الأجنبية وأثرها في تراجع اللغة العربية وتأثيرها على الهوية الوطنية"، لافتة إلى أن هناك تأثير حقيقي للمدارس الأجنبية في تراجع اللغة العربية، ومن ثم على الهوية الوطنية، لذا وجب التركيز على بعض الإجراءات التي من شأنها حصر وتراجع هذا التأثير، منها إلزامية تدريس اللغة العربية للعرب والتاريخ القطري لجميع الطلبة والعلوم الشرعية للطلبة المسلمين، ومشاركة المدارس الخاصة بجميع الفعاليات الوطنية التي تقام بالدولة، ووضع معايير ومؤشرات خاصة بالاهتمام باللغة العربية والهوية العربية ضمن معايير تقييم المدارس.

مشكلات الهوية

وقالت الدكتورة فاطمة السويدي، نائب رئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر، "يواجه مفهوم الهوية عددًا كبيرًا من المشكلات الخاصة بما آل إليه الوعي بها بين المفكرين والمثقفين من جهة في ظل العولمة من جانب، وباللغة والثقافة والموروث التاريخي من جهة أخرى، وبناءً عليه فإنه من الضروري مراجعة مستويات فهمنا للهوية عندما يتصل الأمر بعلاقتها بالموروث الثقافي وفي مقدمته اللغة العربية، وهو ما اهتمت به الدول العربية ولاسيما دولة قطر، ولكن اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة في هذا الزمن، وهي في حاجة ماسّة إلى تكاتف الجهود العلمية والمادية والبشرية لإعادة الاعتبار لها والنهوض بها وبخاصة في المدارس الأجنبية، نظرًا إلى أن أهم مرتكزات التغيير أو التمسك بالهوية الوطنية هي لغة التعليم".

مساحة إعلانية