رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1872

البكري: إصلاح ذات البين أفضل عبادة للعجزة وكبار السن

22 يناير 2016 , 05:34م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

نصح الشيخ عبد الله بن عمر البكري خطيب جامع حمد بن خالد، بالاجتهاد في الطاعة والعبادة فيما تبقى من العمر.واعتبر مرحلة التقاعد من الوظيفة هي أهم مراحل العمر" لأنها المرحلة التي بقيت في المتناول، وما فات لا سبيل لاسترجاعه، ولأن الأعمال بالخواتيم ونصح العاقل أن يختمها بالرياحين إن كان قد بدأ حياته بزراعة الأشواك، مبينا أنه بإمكان الموفق أن يختم عمره بالذكر الحسن والثناء الجميل، وهو من مقاصد الكرام، كما قال إبراهيم عليه السلام: " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " . أي ذكرا حسنا، ولا يزال عقلاء الناس يهتمون بما يخلفونه من آثار حسنة ومآثر مرضية يذكرون بها بعد رحيلهم فيدعى لهم بالخير.

أهم مراحل العمر

وقال إن في التقاعد فرصة ثمينة لردم الهوة بين الآباء وأولادهم، وما كان من البعد بسبب مشاغل الوظيفة وتبعات أعباء الحياة، وفرصة لوصل ما تقطع من الأرحام، وغسل ما بقي من ضغائن الزمان بماء الصفح والغفران.

ونبه من لم يحسن اغتنام هذه المرحلة النفيسة والفارقة من عمره، فقد يكون تقاعده ومكوثه في بيته سبباً لتنغص الحياة عليه وعلى من حوله، لأن الفراغ إن لم يغتنم عاد غُرماً، ومن لم يجعله فرصة عاد مشكلة .

وأضاف أن المتقاعد الفطن لديه الكثير مما يستطيع أن يقدمه لأمته، مما جناه في حياته من العلوم والخبرات والوجاهة والثروة، ولديه مخزون من تجارب الحياة وخبراتها، والعاقل لا يرضى لنفسه أن يكون عديم النفع خامل الذكر، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة "ولسعي كبير السن في الحركة في عمل الخير مردود حسن على صحته وراحته النفسية.

إصلاح ذات البين

وأوضح أن من مجالات عمل الخير لمن تقدم سنه، عبادة عظيمة جليلة، وهي عبادة إصلاح ذات البين لأنها عبادة تتطلب حكمة وخبرة في دروب الحياة .وهي التي قال فيها رسـول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة، فقال أبو الدرداء: قلنا بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين ) رواه أبو داود . قال الإمام الأوزاعي: ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين.

ونصح البكري من أراد شيخوخة هادئة هانئة أن يروض نفسه على توثيق الصلة بكتاب الله جل وعلا، فكلام الله جل وعلا دواء النفوس وشفاء الصدور، وسكينة الفؤاد، والقرآن خير صاحب إذا قل الأصحاب وتفرق الأحباب، وهو خير ما تُختم به الحياة، فمن كان له اليوم ورد من القرآن فليزدد فإن الخير لا آخر له، ومن لم يكن له ورد فليجعل له من كتاب الله ورداً لا يتركه في يومه أبداً، حتى يلقى الله جل وعلا وهو مستمسك بعهده، متشبث برسالته، لهِج بكلامه .

وذكر البكري أن الأربعين سن فارقة، فاصلة في عمر الإنسان، وهي نقطة تحول لمن عزم على الرشد وأراد البر وهي السن الوحيدة التي خصها الله بالذكر في كتابه وجعلها سنا لتمام الرشد واكتمال العقل، قال تعالى " حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين "

سن الاستعداد للرحيل

وأشار إلى أن الأربعين هي السن التي يبدأ الإنسان يترقب فيها حضور أجله، إذا سلم من الموت حتى بلغ الأربعين، فهو كالزرع إذا سلم من الآفات في جميع مراحل نموه، فلابد له من الحصاد . قال عمر بن عبد العزيز " لقد تمت حجة الله على ابن الأربعين"

ونبه البكري على أمر مهم هو أن سن ما بعد الأربعين والخمسين كثيراً ما تكون سن الفراغ من أشغال الدنيا، لاسيما في البيئات الموسرة، وهي مرحلة قطف ثمار الاجتهاد في الصبا والشباب بطلب العلوم والاكتساب والسعي، وصاحبها قد بلغ مرحلة جني الأرباح، وعندها يراجع المرء نفسه ويقلب دفاتر حساباته، ويتذكر مراداته ورغباته السابقة؛ ما تحقق منها وما لم يتحقق، وتلح عليه أحلام الشباب، وربما شعر بأنه لم يحقق الكثير مما كان يطمح إليه، وربما تخيل أن السعادة كلها فيما فقد لا فيما أدرك، فيبقى في حُزن وإحباط، في مرحلة هو أحوج ما يكون فيها إلى الأُنس والانبساط.

مساحة إعلانية