رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1310

د. المريخي: شكر النعمة قولاً وعملاً من علامات التوفيق الاستقامة

22 يناير 2016 , 05:28م
alsharq
محمد دفع الله:

قال فضيلة الشيخ د. محمد بن حسن المريخي إن شكر النعم أمان من العذاب وإن نعم الله سبحانه وتعالى كثيرة لا تعد ولا تحصى وأنه تعالى يقيدها ويثبتها بين أيدينا بشكره والاعتراف له بالعمل قبل القول .

وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن زوال النعم بلية استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وذلك في قوله ( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك )

وذكر أن زوال النعم عسر وضيق ومشقة وأن النعم لا تراها العين ولا تشعر بها النفوس إلا إذا زالت وتبدلت ومن أراد أن يعرف نعمة الله تعالى علينا فلينظر إلى من تواضعت الأرزاق والنعم عندهم .

ودعا فضيلته للتأمل في نعمتين من نعم الله سبحانه وتعالى التي لا تعد ولا تحصى، وهما النعمتان اللتان ذكرهما الله تعالى في قوله ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) نعمة الشبع وسد الجوع ونعمة الأمان .

شكر النعمة واجب

وعقب د. المريخي على هذه النعم قائلا، انظروا كيف يقتل الجوع وقلة الغذاء البلدان والناس ويقضي على أمم في ظرف أيام معدودة، يموت الإنسان تحت شجرة أو يجلس في مكان ينتظر الموت ليأتيه فيأخذه، يموت الإنسان هكذا برخص .

وكان فضيلته قال في مستهل الخطبة للمصلين، إن الواحد منا لو أحسن إليه إنسان مثله فأخرجه من ضائقة أو قضى له حاجة من الحوائج أو أعانه على أمر ما، أو حتى لو عامله بلطف فإنه لا يعرف كيف يشكره ويرد جميله بل قد يعتذر إليه له بأنه عاجز عن الشكر، وأن لك فضلاً عليّ لا أدري كيف أرده أو أجازيك عليه، أو من هذه العبارات التي تبين امتنان الإنسان بما قدم له إنسان آخر، وقد يكون هذا الإنسان قد أحسن إليك مرة واحدة، ولكنك لا تنسى فضله ومعاونته فكيف بمن أنت كلك من إحسانه ومنته وهو خالقك ورازقك والمتفضل عليك منذ كنت نطفة إلى أن سواك بشراً سوياً، وأسبغ عليك نعمه بعد ذلك وأردف عليك مننه حتى أغناك بفضله عن سؤال الناس، وبحلاله عن حرامه.

علامة الاستقامة

وأوضح أن شكر النعمة قولاً وعملاً علامة التوفيق للعبد، وعنوان على استقامته ونجاته، يقول ابن القيم رحمه الله ( الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة ).

واستطرد خطيب جامع الإمام كلامه عن كيفية شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه قائلا: فلا يكون العبد شاكراً لربه حتى تظهر آثار الشكر عليه، من ترديد الحمد والثناء على المولى عز وجل، ودعوة الناس لأن يشكروا ربهم، بتذكيرهم بالنعم وتنبيههم إليها، ثم شكر العبد لمولاه بجوارحه – يعني يؤدي شكر الله بالعمل بطاعته والمسارعة إلى أداء ما افترض عليه، والتقرب إليه بالنوافل والمستحبات المسنونات.

الخير مع الشكر

وزاد " أن الله أمر عباده بشكره على نعمه، والاعتراف بفضله ومنته، مشيرا إلى أن الله أمر عباده بالشكر، وأمر الأنبياء والمرسلين قبل بقية البشر أجمعين.

يقول تعالى لموسى عليه السلام ( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ) وقال لنبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم ( بل الله فاعبد وكن من الشاكرين )، ثم أمر عباده بالشكر له سبحانه ووعدهم بالخير وتكثير النعم فقال ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) وقال ( يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) ووعد عباده الشاكرين بالجزاء الأوفى والمحبة الربانية كما في قوله ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) وقوله ( وسنجزي الشاكرين ) وكان رسول الله يعلم الأمة شكر الله قولاً يدعوهم إليه وعملاً يرونه يمارسه بينهم فكان يقوم يصلي من الليل حتى تتفطر قدماه من طول القيام.

واستكمل فضيلته كلامه بقول المغيرة بن شعبة رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه أو ساقاه، فقالت له عائشة رضي الله عنها: أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) .

ويقول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: يا معاذ أوصيك ألا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ).

وأشار إلى ما عابه الله سبحانه وتعالى على أقوام من عباده قد عاهدوه لئن أعطاهم وأغناهم ليكونن من الشاكرين له، المعترفين بفضله قولاً وعملاً رازقين عباده المحتاجين سادّين جوعهم ، قاضين حوائجهم فأخلفوا ما عاهدوا الله عليه، فعاقبهم عقاباً خسروا به الدنيا والآخرة. يقول تعالى ( فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين، فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ) وقال ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ) فكانت العقوبة ( فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )، لافتا إلى أنه قد هدد الآخرين بقوله ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون ) .

مساحة إعلانية