رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة محلية

1168

الخبير الأمريكي ديفيد ديروس لـ الشرق: مكاسب تاريخية عديدة لقطر في استضافتها للمونديال

21 ديسمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
ديفيد ديروس
واشنطن - زينب إبراهيم

 

أكد ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية، أن هناك العديد من المكاسب البارزة التي استطاعت قطر تحقيقها من تجربتها المتميزة ونجاحها في تنظيم بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، فقطر كانت في مصب مختلف التحليلات السياسية والرياضية والاجتماعية طوال فترة استضافتها للبطولة الرياضية المتميزة وما أعقبها من فوز وتتويج الأرجنتين بكأس العالم، وكان من المهم التعرض لبعض من تلك الأسئلة المطروحة ومحاولة الإجابة عنها بسياق أكثر شمولاً يرتبط بالدور والأثر لهذه البطولة في نسختها الخاصة التي عقدت في قطر، والتي تخللها كثير من الجوانب الإيجابية بالنسبة للدوحة في تأكيد الكثير من الجوانب المرتبطة بالرد على المشككين وتقديم صورة رائعة للدولة وقدراتها وإمكاناتها، والعديد من السمات المميزة التي أضافت خصوصية للتجربة القطرية في 2022.

◄ مكانة مرموقة

يقول ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية: إن قطر طوال الفترة الأخيرة والسنوات الماضية أضافت امتداداً جديداً لحضورها على الصعيد الدولي خاصة في النهج الذي تبنته الدولة في دعم الرياضة، وتابعت عن كثب تسليط الأضواء العالمية بكثافة على الثقافة القطرية والعديد من الأشياء الأخرى، وكان من الواضح في آراء وتعليقات المشجعين وتدويناتهم والمقاطع والتعليقات التي نشرها الكثير ممن زاروا قطر، أن المونديال سبقته محاولات لنسج صورة مغايرة شملت بعض المخاوف من التجربة ولكن الواقع أنها كانت تجربة مونديالية متكاملة كان فيها حضور للثقافة العربية ولكن دون افقادها أياً من جوانبها الرياضية الممتعة كتجربة مشاهدة لبطولة كأس عالم كانت مليئة بالكثير من المفاجآت والجوانب المتميزة، بل كانت مساحة للشعوب للتعبير عن نفسها بأكثر من صورة وربما استوقفتني لقطة الجماهير اليابانية التي قامت بتنظيف مقاعد المباريات من القمامة بتطوع شامل منهم ليس فقط لمقاعد الجمهور الياباني بل الجمهور بالكامل، والكثير والكثير من التفاصيل العديدة التي أيضاً يمكنها الإجابة عن كثير من الأسئلة المهمة التي ارتبطت بكأس العالم.

◄ مكاسب المونديال

وتابع ديفيد ديروس، الخبير الأكاديمي في شؤون الشرق الأوسط، في تصريحاته لـ الشرق قائلاً: إنه في حين أن التحليلات العديدة لانتهاء البطولة شملت تقارير عن العوائد المادية لكأس العالم نفسها وجوائز اللاعبين والقيم الرمزية للبطولة بالنسبة للاعبين لتأكيد موقعهم ومكانتهم التاريخية في اللعبة كما شاهدنا في قصة اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي الجميلة، ولكن رصد الكثير من التقارير أيضاً أفكاراً ربما كانت تحمل تساؤلا ارتبط بماذا سيعود على قطر من هذا التنظيم الكبير لهذه البطولة الاستثنائية والتي كانت أكبر حدث رياضي هذا العام، ولكن هذه الأسئلة تبدو إجابتها على وضوحها في كون قطر ستحقق الاستفادة التي استفادتها أي دولة سبق لها استضافت البطولة من مكاسب اقتصادية وعوائد سياحية ودفعة جديدة إيجابية للدولة على الصعيد الدولي، وربما ثراء دولة قطر وما تمتلكه من موارد جعل المقارنات بحجم الإنفاق الكبير على تنظيم البطولة وإجمالي عوائدها حاضراً، ولكن دائماً ما كان ظاهر الأرقام غير مدلولاتها فما أنفقته قطر على الملاعب هذا جانب وما أنفقته في ترقية البنية التحتية للدولة جانب آخر بل على العكس نقلت نفسها في فترة قياسية إلى دولة متقدمة استطاعت تقديم بطولة متميزة يشهد الجميع بنجاحها، ولكن العامل الإضافي الذي كان ملاحظاً حتى في الصورة الختامية لارتداء ميسي لـ "البشت" الخليجي وهو رداء يرتديه الرجال في قطر وفي المنطقة الخليجية العربية، هو أنها كانت تريد وضع بصمة عربية إضافية في نسخة تاريخية وخاصة من المونديال، ولكن الأمر في حالة قطر أعتقد أنه كان أكبر من ذلك، خاصة لدى شعبها ولدى الصورة المتكونة عن شعوب تلك المنطقة، وقد تكون بحاجة إلى تنظيم مثل هذا الحدث الدولي الرياضي الأبرز لتقديم نفسك إلى شعوب العالم بطريقة إيجابية وجيدة، وربما كان لافتاً ما قرأته عن أن اللجنة المنظمة لمونديال قطر سميت باللجنة العليا للمشاريع والإرث وبعدها تحولت الملاعب المونديالية إلى إرث حقيقي لدولة قطر وشعبها، وهو أمر يمكن الافتخار به بكل تأكيد خاصة أن المتابع لأخبار استضافة قطر لكأس العالم كان يدرك مدى التشكيك في قدرة قطر لاستضافة البطولة، ربما مع مرور السنوات واقتراب التجربة كان من الواضح إقليمياً تطور البصمة الرياضية التي حرصت قطر على التميز فيها ليس فقط في منطقتها ولكن على الصعيد العالمي، ورأينا ذلك في ومضات ربما من بطولات مصغرة وبطولات أندية ومنتخبات استضافتها قطر على أرضها وعلى ملاعب المونديال، أمر آخر جاء في الإضافة المعرفية الكبيرة عن دولة قطر التي ربما كان البعض أو الكثيرون في الواقع لا يعرفون الكثير عنها سواء في الطريقة الصحيحة لنطق اسمها أو موقعها الجغرافي وتفاصيل عديدة كان المونديال عاملاً إضافياً بكل تأكيد لوضع اسم قطر بثبات على الخريطة العالمية وفي ذاكرة وأذهان الملايين لسنوات لاحقة ممن تابعوا البطولة التي فرضت حضورها الساحق كعادتها على الأحداث الرياضية كأكبر حدث رياضي يقام كل أربع أعوام.

◄ موقع دولي

كما لفت ديفيد ديروس أيضاً إلى أنه: للتدقيق فلا ينبغي النظر إلى المونديال ونجاح قطر فيه هو أنه كل ما سيعرفه العالم عن قطر أو اقتصار دورها في الساحة الدولية لتميزها في هذا الجانب الرياضي، فقطر عموماً وضعت نفسها في السنوات الماضية كلاعب بارز على الصعيد الدولي في الكثير من الملفات المهمة سواء في دورها في أفغانستان واستضافة المباحثات مع طالبان والتوسط الأمريكي في الملف الإيراني وكونها من أكبر منتجي الطاقة في ظل أزمة عالمية خلقتها الحرب الروسية في أوكرانيا، فكان من الواضح خلال السنوات الماضية أن قطر وضعت نفسها بقوة على الصعيد العالمي بأكثر من ملف كانت فيه قادرة على تقديم خدماتها السخية في الوساطة والدعم وتسهيل المفاوضات وكثير من الملفات الدولية الشائكة، ولكن المونديال أيضاً أثبت جزءاً إضافياً من رؤية الدولة التي ترى نفسها بكل تأكيد أكبر من مجرد منتج رئيسي في ريادة الدول المصدرة للغاز الطبيعي، فيمكن القول بوضوح إنه لا يوجد دولة تنفق على الرياضة وتؤمن بها كأداة قوية للغاية لتؤكد فيها قدراتها ومقوماتها وإمكاناتها، والإجابة على السؤال الذي كان دائماً مصاحباً لتجربتها من البداية هو هل ستستطيع قطر تنظيم البطولة؟ نعم استطاعت وأوفت بوعودها، أي تعريف إضافي ترغبه دولة عن نفسها أكثر من هذا لتأكيد إمكاناتها وحضورها العالمي بصورة لافتة ومتميزة!.

◄ صناعة التاريخ

واختتم الخبير الأمريكي ديفيد ديروس تصريحاته قائلاً: إن لقطة فوز ميسي بكأس العالم في قطر ورفعه للقب الخاص وهو يرتدي "البشت" العربي ربما خلقت الكثير والكثير من الأسئلة وهو أمر يمكن إرجاعه أيضاً للامتداد الثقافي أيضاً في هذه النسخة العربية من كأس العالم، فالنظرة الرياضية المجردة ترى في كأس العالم بذاته التكريم الأسمى الذي يمكن أن يحققه أي لاعب، ولكن الصورة أيضاً كما فسرها بعض من قرأت تعليقاتهم كإجابة على السؤال ما الذي ارتداه ميسي، اشتملت أيضاً على خمسة أسئلة صحفية معتادة ولكن كان أهمها أيضا مَن؟ وهو أمر يوضح عموماً ما كانت ترغب قطر فيه من نسج تكريم إضافي خاص بها كترحيب وإجلال وتقدير للفائز أو البطل، فهي جائزة أيضاً في حد ذاتها مثل وشاح الأبطال أو رمزية الكأس نفسه ولكن اللافت أن أمير دولة قطر هو من قام بإرداء ميسي لـ "البشت" في مقام لا يطوله أي مدني كتشريف رفيع للغاية تقدمه قطر لفائز استثنائي بكأس العالم مثل أسطورة اللعبة ليونيل ميسي، الأمر ليس مزاحمة للقطة أو تنصيبا ملكيا حتى كما ذهبت بعض التقارير، هو تشريف رفيع وسامٍ ربما جاء من الثقافة العربية الخليجية في لقطة كانت جميلة وتاريخية بكل تأكيد، والأجمل أن تلك الأسئلة ستظل في إبقائها على اسم قطر لسنوات عديدة في المناقشة الرياضية والعالمية وهو نجاح يتماشى تماماً من أن استضافتها للمونديال ستظل مرتبطة باسمها في أذهان الملايين لسنوات طويلة مقبلة.

مساحة إعلانية