رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
ديروس لـ الشرق: المؤسسات الأمريكية تدرك الأهمية الحاسمة لوساطة قطر

أكد ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية أن تصريحات معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بشأن دخول مفاوضات الرهائن لمرحلة حاسمة ومهمة، اكتسبت اهتماماً إعلامياً لافتاً، لاسيما في رفض محاولات الإساءة إلى قطر من قبل بعض السياسيين فيما يتعلق بوساطة الدوحة، والدور الذي يمكنها القيام به، لاسيما بعد أن خرجت تصريحات من الداخل الإسرائيلي وحتى من بعض النواب الديمقراطيين بصورة غير بناءة كما وصفتها قطر فيما يتعلق بوساطتها، وحجم ما يمكن للدوحة القيام به في ما يتعلق بالوساطة التي تصطدم بتعنت الأطراف المنخرطين فيها لا بالموقف القطري الذي يتحمل حرارة تسييل وزراء إسرائيليين سواء من نتنياهو أو أعضاء حكومته لتوجيه أصابع الاتهام الداخلية بالفساد والفشل السياسي، وتفريغ ذلك في اتجاه قطر التي تقوم بدور نشط وحاسم للغاية فيما يتعلق بجهود مضنية للوصول إلى اتفاق جعله التعنت والعنف صعباً وشاقاً للغاية، وأيضاً النواب الأمريكيين الذين تخرج تصريحاتهم كالعادة مستجيبة للأجندة الانتخابية ورصيد التصويت المشهود لإسرائيل وجبهات الضغط النشطة بواشنطن، وهو أمر وجدت الدوحة نفسها ضمن حملة تشويه لا تليق بحجم وساطتها وتفتقر إلى المعلومات الدقيقة، لاسيما في ما يتعلق باستضافة مكتب سياسي لحركة حماس، وهو الأمر الذي جاء بطلب من أمريكا وأكدت واشنطن أكثر من مرة أن قناة الاتصال بالدوحة كانت منتجة وإيجابية ليس فقط لواشنطن وغزة ولكن للمنطقة بأكملها. ونوه ديفيد ديروس في تصريحاته لـ الشرق قائلاً: إن نوابا جمهوريين بارزين، أصدقاء لإسرائيل، مثل السيناتور ليندسي جراهام، صرحوا بأهمية ما تقوم به الدوحة في جهود الوساطة، وتحملها لكثير من حرارة الانتقادات لمن لا يدركون حقيقة وساطتها وأهدافها الإنسانية وغاياتها المهمة، بجانب أن حملة المراجعات التي يطالب بها البعض فيما يتعلق بالمؤسسات التعليمية الأمريكية وقطر فيما ارتبطت بجامعة تكساس إي آند إم وأيضاً تصريحات تأتي على أكثر من سياق، يبدو واضحاً فيه أن الدوحة تستخدم كوسيلة لتوجيه الضغط المتزايد على عاتق الحكومات المتعنتة والمطالبة بمزيد من العمل لإنهاء تأزم المشهد، إلى تصدير هذه الانتقادات صوب قطر هرباً من الفشل السياسي أو الضغط الدولي، وهو الأمر الذي دفع بالتصريحات القطرية الرسمية أن تراجع في المقابل ما يتعلق بوساطتها كخطوة رد واضحة إزاء تلك الأصوات المتصاعدة سواء في إسرائيل أو بعض النواب الأمريكيين مرة تلو الأخرى المتوافقين مع الأهداف الإسرائيلية، ولكن واقع المشهد واضح لدى إدارة بايدن والمؤسسات الأمريكية التي تستفيد بقوة من وساطة الدوحة حسبما جاءت تصريحات الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي بأهمية وساطة قطر الحاسمة والدور القطري الذي لا يمكن استبداله في هذه المفاوضات لاسيما فيما يتعلق بملف الرهائن الحيوي لإدارة بايدن.

772

| 19 أبريل 2024

عربي ودولي alsharq
خبير أمريكي لـ الشرق: دبلوماسية الباب المفتوح تعزز علاقات قطر

أكد ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية، أن أمريكا بكل تأكيد تسعى في الفترة الأخيرة لزيادة آفاق التعاون الرئيسية مع قطر والتي كانت نتاج تفاهمات عديدة في أكثر من ملف حيوي، فبالنسبة لتفاهمات الطاقة كان للخطوات المهمة التي قامت بها الدوحة بعقود طويلة المدى مع الشركات الصينية بشأن توسعات حقل شمال الوفير بالغاز الطبيعي المسال، أن تلقي بظلالها أيضاً على ما تم صياغته من تفاهمات حيوية بشأن ضخ مزيد من الغاز القطري للأسواق الأوروبية، وعبر عدد من المفاوضات الحيوية، مع شركات أمريكية وسيطة، نجحت الدوحة في تأمين عقود عبر مذكرات التفاهم مع ألمانيا، لضخ مزيد من الغاز الطبيعي المسال، وعموماً فإن هناك أبعاداً حيوية وإضافية ترتبط بالشق السياسي والإستراتيجي وأيضاً الاستثماري والاقتصادي، فهناك أدوار مؤثرة للغاية تلعبها الدوحة في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بالمفاوضات بين الجانبين الإيراني والأمريكي، وزيارات للمبعوثين الأمريكيين بشأن إيران وأيضاً مفوض الاتحاد الأوروبي في لقاءات موسعة تم عقدها بالدوحة، ناقشت مقترحات مهمة بشأن فك تجميد الأصول وإطلاق سراح بعض الأسرى من جانب، ومن جانب آخر استئناف مفاوضات ومحادثات الاتفاق النووي الإيراني المتوقفة، وسط تحديات عديدة فيما يرتبط بالتطلع الأوروبي والأمريكي للحد من عمليات التخصيب الموسعة في إيران، وهناك جانب آخر أيضاً من الزيارات الدبلوماسية الرفيعة لمندوبي وزارة الخارجية الأمريكية ومحادثات هاتفية بين وزير الدفاع الأمريكي والحلفاء في قطر والقادة الإقليميين بشأن عدد من الملفات الإقليمية والإستراتيجية المؤثرة التي تتقدم في أولويات الأمن القومي الأمريكي على أكثر من صعيد وأيضاً في المشهد الأفغاني عبر جولات بارزة لمباحثات متقدمة بشأن ما يتعلق بالحوار بين قادة طالبان وأمريكا أو في تنسيق جولات المباحثات مع المجتمع الدولي والغربي، وهو ملف إستراتيجي بارز تقوم فيه الدوحة بأدوار محورية فارقة خاصة لدى الإدارة الأمريكية. مرونة سياسية وأشار ديفيد ديروس، الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط في تصريحاته لـ الشرق إلى أن الدوحة تعود مرة أخرى لسياسة ناجحة دائماً ما ميزت علاقاتها الخارجية في فترات طويلة، ذلك من خلال الموازنة بين علاقاتها السياسية الإستراتيجية واستثماراتها البارزة والمؤثرة، وإعادة نهج الباب المفتوح مع الجميع في ظل سياسات عالمية متحولة، ولكن أيضاً هناك ترجيحات بمزيد من المساعي الأمريكية الأوروبية لتطوير العلاقات مع قطر على أكثر من مستوى مهم، والدوحة عموماً تضع السوق الأوروبية والأمريكية في أجندتها الاستثمارية الرئيسية، وكان هذا واضحاً من اتجاهات صندوق قطر السيادي نحو مزيد من الاستثمارات في أمريكا وأوروبا خاصة في مجال الاستثمار الرياضي مع وجود مقترحات شراء قوية لأندية رئيسية سواء في كرة السلة الأمريكية أو أندية بارزة في بريطانيا، وتوسع في الرؤية في استثمارات أسواق المال والشركات الطبية والتكنولوجية، وهي كلها استثمارات اقتصادية إستراتيجية دائماً ما ميزت العلاقات القطرية ما بين أمريكا وأوروبا، في طبيعتها المستدامة وحيويتها المتجددة، وكل هذه المستويات المهمة تميز خصائص للمرونة القطرية، في مشهد يشهد نزاعا عالميا في منطق الولاءات والتحالفات، ولكن الدوحة تدرك ما الذي ينبغي القيام به لصالحها وما ترغب في تحقيقه، سواء في تنمية داخلية، أو في مكانة دولية، وهذه محددات عديدة استفادت فيها من الأوضاع الحالية ولكن بعين على المستقبل يفتح كثيرا من الخيارات الحيوية والإستراتيجية.

548

| 01 يوليو 2023

عربي ودولي alsharq
اهتمام إعلامي دولي بإعادة تشكيل مجلس الوزراء

أكد ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية، أن خطوة التغيير الوزاري في قطر اكتسبت اهتماماً لافتاً بصورة رئيسية خاصة في ظل التوقيت والطموحات والتوقعات العديدة لقطر، والتي برزت في أكثر من مجال لافت على الصعيد الدولي، فكان الاهتمام مركزاً على التعريف بصورة بارزة بالمحطات والمراحل المهنية لمعالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، خاصة باعتباره شخصية دولية بارزة كأكبر المسؤولين الدبلوماسيين للدولة كوزير للخارجية، ذلك في فترات حيوية ومهمة للغاية على أكثر من صعيد. اهتمام بارز يقول ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية: إن التقارير الإخبارية التي نشرتها الصحف ووكالات الأنباء الأمريكية والدولية ركزت على أهم المحطات البارزة في مسيرته المهنية، كما فعلت وكالة بلومبيرغ الأمريكية في تقريرها عن معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وأهم المواقف البارزة في مسيرته المهنية بشكل بارز على الصعيد الدبلوماسي، وربطت الوكالة أيضاً في تقريرها بوجود طموحات كبرى لدى دولة قطر على صعيد الاستثمارات والمواقف الإقليمية والدولية المؤثرة، وسنوات من العلاقات التي تم تطويرها على مستوى العلاقات الخارجية وفهم مباشر لطبيعة العلاقات القطرية بالعالم وتوظيف ذلك بما يخدم رؤى التنمية طويلة المدى بالنسبة إلى قطر، كما جاء الاهتمام أيضاً بخطوة بإعادة تشكيل مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار وتعيين الشيخ بندر بن محمد آل ثاني رئيسا للمجلس، وأهمية ذلك فيما تم الإعلان عنه من نوايا استثمارية عديدة ومتنوعة تعتزم قطر القيام بها على أكثر من صعيد حيوي، خاصة إن هناك عمليات من التقييم البارزة لمواطن القوة والتنوع وتوجيه المحفظة الاستثمارية لمشروعات تتوافق مع رؤية الدولة للتنويع الاقتصادي ومع المشهد الاقتصادي الدولي، وتعاقدات الطاقة، وجدوى العائد على الاستثمار في تقييم الأرصدة الكلاسيكية في البنوك والعقارات والشراكات مع الشركات الدولية لإدارة الأصول عالمياً، إلى توظيف إستراتيجي للاستثمارات القطرية وفقاً لرؤيتها بما يخدم مصالح الدولة وعلاقاتها الدولية ويضيف لأرصدتها المؤثرة في إطار فترة مقبلة ستشهد خطوات ربما تكون على القدر ذاته من التوقعات والترقب، والاستعداد لصفقات كبرى في أسواق إقليمية ودولية وفي السوق الأمريكية على أكثر من مشهد. ملفات مهمة ويتابع الخبير الأمريكي ديفيد ديروس في تصريحاته لـ الشرق: إن الاهتمام اللافت لهذه الخطوة جاء تزامناً مع عدد من الملفات المهمة التي تنخرط فيها قطر لهذا فإن هذه الخطوة جاءت في سياق توجيه الدبلوماسية من أجل التنمية، وفتح المجال لطاقات جديدة تتوافق مع رؤى وتطلعات الدولة الطموحة والكبرى، وهو نهج تميزت به السياسات القطرية وتزامن دائماً مع خطوات عديدة انخرطت فيها قطر في أكثر من مشروع مؤثر محلياً وتنموياً وإقليمياً ودولياً، ومن الجيد استغلال العلاقات الإيجابية للحكومة الجديدة وما شكلتها من علاقات مقربة من الإدارات الرئاسية الدولية البارزة وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في ملفات حيوية مثل الملف الأفغاني والوساطة بين إيران وأمريكا وجهود تيسير المفاوضات وإحياء الاتفاق النووي والدور المؤثر في الاستقرار الإقليمي واحتواء تطور الأوضاع في قطاع غزة، وأيضاً ما تتطلع له قطر من خطوات إيجابية في مشهد الطاقة الدولي ما يمنح قيمة قوية لفهم طبيعة السياسات الدولية والعلاقات التي تم تطويرها مع شركاء قطر من مختلف دول العالم، في فترة تشهد توقعات كبرى من المرتقب أن تنخرط فيها قطر تعزز من دورها على الساحة الدولية، وتضيف لرصيدها من التنمية الإيجابية في مجالات عديدة ومتنوعة. أهمية الخطوة واختتم ديفيد ديروس، الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط، تصريحاته قائلاً: إن خبراء ومراقبين دوليين ارتأوا في هذه الخطوة أهمية إيجابية، فأوضحت سينزيا بيانكو، الزميلة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، المعنية بالمنطقة الخليجية، إن معالي رئيس الوزراء الجديد يتمتع برصيد قوي من الثقة، وجدارة تولي مناصب دقيقة مثل جهاز قطر للاستثمار في 2018، والدور المهم الذي لعبه معاليه كوزير للخارجية، في المناقشات بين قطر والدول الأوروبية حول إمدادات الغاز الطبيعي المسال بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى إحداث تحولات كبرى في أسواق الطاقة، وأيضاً المصالحة الخليجية وتوطيد العلاقات الإقليمية والعربية ورئاسة مجالس الأعمال البارزة التي تجمع قطر مع دول إقليمية كبرى، والتنسيق البارز مع أمريكا عبر المساعدات التي قدمتها قطر إلى الولايات المتحدة على إجلاء مواطنيها وآخرين من أفغانستان في عام 2021، مما دفع الرئيس جو بايدن إلى تصنيف قطر «كحليف رئيسي من خارج الناتو»، والدور الذي لعبه معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الوساطة في أكبر نزاع إقليمي مرتبط بأمريكا وإيران في نقل رسائل مهمة بين واشنطن وطهران، ووجوده على رأس الدبلوماسيين القطريين في فترة شهدت توسع الطموحات الدولية القطرية من خلال استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وأهمية الخطوة المهمة في التغيير الوزاري من أجل بناء نهج يتسم بالقوة والمبادرة الاستباقية وتوازن في العلاقات الدولية والشراكات الإقليمية، من أجل توجيه طموحات قطر إلى ما بعد كأس العالم والتي لن تكون أقل من سابقاتها بكل تأكيد في فترة تشهد خطوات كبرى تقوم بها قطر على الصعيد الدولي.

1776

| 09 مارس 2023

عربي ودولي alsharq
خبير أمريكي لـ الشرق: اللقاء يؤكد المسار الإيجابي للعلاقات الخليجية والعربية

أكد ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية، على أن مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع إخوانه جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة، وجلالة الملك عبدالله ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، في اللقاء الأخوي التشاوري الذي عقد امس بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تحت عنوان «الازدهار والاستقرار في المنطقة»، وذلك في منتجع سانت ريجيس بجزيرة السعديات في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، يأتي في توقيت مهم للغاية من حيث القضايا المطروحة وطبيعة الزيارات الخاصة التي تشهدها المنطقة والمرتبطة بصورة كبيرة بالمشهد الدولي، كما أوضح أيضاً أهمية تطوير العلاقات الثنائية الودية عبر هذه القمم الدبلوماسية التشاورية الإيجابية من أجل تحقيق غايات الاستقرار الإقليمي ومبادرات الشراكة التي ستنعكس على استقرار الدول العربية والمساهمة في مسارات التنمية الاقتصادية في المنطقة الخليجية وسبل الدعم والتنمية أمام التحديات التي تواجهها المنطقة والعالم أمام المشهد الاقتصادي الدولي، معتبراً أن تطوير العلاقات الإيجابية بين قطر والإمارات من شأنه أن يساهم في تحقيق العديد من المكتسبات للمسار الإيجابي في العلاقات الدبلوماسية الخليجية والعربية، والظروف والتحديات التي تفرضها الفترة الحالية لمناقشات حيوية بشأن قضايا الطاقة وسبل التعاون الخليجي، وتقارب وجهات النظر في ملفات شائكة مثل الملف الإيراني، وتوحيد العمل العربي والخليجي المشترك من أجل دعم خطط التنمية الداخلية ومبادرات الحوار الإقليمية المهمة. مؤشرات دبلوماسية يقول ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية: إنه فيما كانت الملفات الثنائية المهمة وتحقيق سبل التكامل العربي وتطورات المشهد الفلسطيني عقب القمة الثلاثية التي عقدت بين مصر والأردن والسلطة الفلسطينية في القاهرة، وسبل الدعم والتكامل الاقتصادي على خلفية الشراكات التي عقدتها مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت هناك طبيعة مهمة للغاية في واقع المشهد العالمي من حيث المباحثات حول سبل التنمية الاقتصادية وأمن الطاقة، خاصة أن هناك مشاورات وزيارات إستراتيجية إلى المنطقة شهدتها الفترة الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين والقمم المرتقبة التي ستستضيفها الإمارات جعلت من المناقشات حول أسعار الطاقة، وحجم الإنتاج، ومعادلة الاقتصاد العالمي، وسبل تعاطي دول مجلس التعاون الخليجي مع المملكة الأردنية ومصر بشأن هذه القضايا، مهمة وحيوية للغاية على الساحة الإقليمية والعالمية. دلالات مهمة للزيارة ويتابع ديفيد ديروس، الخبير الأمريكي بشؤون الشرق الأوسط تصريحاته لـ الشرق موضحاً: بكل تأكيد إن زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى دولة الإمارات المتحدة في ظل الأجواء الودية الطيبة للحوار التشاوري، والعلاقات الإيجابية الوطيدة التي تطورت بصورة كبيرة في الأشهر الماضية، والحرص الخليجي والعربي على مشاركة قطر وتهنئتها باستضافتها لبطولة كأس العالم المتميزة، والمسار الإيجابي في العلاقات الخليجية والعربية الذي تطور من استعادة العلاقات الدبلوماسية المهمة إلى الشراكة في مبادرات استثمارية رئيسية وحيوية وفارقة للغاية، وعمل دبلوماسي مكثف إزاء القضايا الفلسطينية، ووجود مصالح مهمة ترتبط بها اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي على سبيل المثال فيما يتعلق بإمدادات الطاقة والأزمة العالمية وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية والتأثيرات على الاقتصاد العالمي، كما أنه من الواضح أن العام الجاري سيشهد أكثر من زيارة ولقاء تشاوري وتمثيل دبلوماسي مختلف بين قادة الدول المشاركة، إزاء تطورات مهمة مرتبطة بالقضايا التي سيطرحها اللقاء التشاوري المعلن حول تدعيم غايات الأمن والاستقرار والازدهار بالمنطقة. الاقتصاد والطاقة وأوضح ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية: إن الدور القطري فيما يتعلق بمناقشة قضايا وأمن الطاقة سيكون حيوياً للغاية، خاصة في ظل المشاورات التي جمعت كلا من الإمارات وقطر بمسؤولي الحكومة الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية في الفترة الأخيرة لهذه الفترة نفسها، وأمام كل من قطر والإمارات الكثير من المحطات الاقتصادية المهمة التي تتشابه فيها ظروف موقفهما المالي أمام واقع اقتصادي متغير للغاية في ظل تحديات انخفاض أسعار الطاقة قياساً على العام الماضي، ووجود خطط أكثر شمولاً من حيث رغبة مهمة في إدارة الأصول المالية والمحافظ الاستثمارية بصورة تتوافق مع تغيرات المشهد الاقتصادي الدولي، فرغم الخصائص الاقتصادية المغايرة والأهداف الإستراتيجية المختلفة هناك تشابه كبير في الاقتصاد النفطي وتحدياته بصورة ربما تضع قطر والإمارات في موقف يتجاوزان فيه الانخفاض في أسعار الطاقة، وهي تحديات ستواجه دولاً خليجية بصورة أكبر تحديات يسهل تجاوزها أمام القوة الاقتصادية مقابل وجود تحديات عديدة تشهدها مصر والبحرين في ملفات اقتصادية داخلية كبرى تعتمد بصورة رئيسية ليس على عوائد الطاقة والغاز قدر اعتمادها على الدعم الخليجي الضامن الأكبر للاستثمار الأجنبي وسياسات الاقتراض المالية من أجل تحقيق توازن اقتصادي في مراحل تعاني منها المنطقة والعالم بأسره، ومن جانب آخر خليجي يرتبط بوجود تناغم عام بين زيادة معدل ومستويات الدخل الإجمالي للمنطقة الخليجية وإتاحة فرص تعاون استثمارية مشتركة في ضوء ما يحدث في مشهد دولي يستوجب تحرك الحلفاء التقليديين والشركاء التاريخيين في هذه المرحلة، وتحقيق ضمانات تكاملية لدعم الاقتصادات العربية التي تعاني في ظل هذه التحولات الخطيرة، ومن المتوقع استمرار اللقاءات التشاورية والمباحثات الثنائية على هامش تلك القمم الإقليمية والعربية المهمة بصورة أكبر في العام الجاري. خطوة مهمة واختتم ديفيد دروس الخبير الأكاديمي في السياسة الدولية وشؤون الشرق الأوسط تصريحاته قائلاً: إن بكل تأكيد تعد زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، خطوة مهمة على الصعيد الدبلوماسي والعلاقات بين البلدين، واستثمار مكتسبات العمل العربي والخليجي المشترك ومسار العلاقات الطبيعية الذي يحظى بتوافق كبير إقليمياً ودعم أمريكي ودولي لتطوير العلاقات المتميزة، خاصة أيضاً مع تقارب وجهات النظر بشأن أكثر من ملف مهم من بينها سبل التعامل مع الملف الإيراني والمبادرات الحوارية والزيارات الرسمية التي جمعت الإمارات مع إيران، وتطوير العلاقات المتميز بين الدوحة وطهران في أكثر من ملف مشترك، جانب آخر ارتبط بالاتجاه المتقارب المهم بين الدول العربية والخليجية من أجل تحقيق تكامل اقتصادي داعم في ظل تحديات عالمية لمشهد دولي غير مستقر على أكثر من صورة، فهذا الاتجاه عموماً إذا ما استمر بالصورة التي يسير عليها بين السعودية ومصر وقطر والإمارات والبحرين، فإنه بالفعل سينعكس على مشاهد الاستقرار الإقليمي بأكثر من صورة، وتحقيق توافق في المصالح فيما يتعلق بحسابات الطاقة في مشهد دولي استوجب بكل تأكيد إعادة صياغة العلاقات الدولية بصورة سنشهد منها دوراً للقاءات الدبلوماسية والقمم الثنائية وزيارات العمل والتمثيل الرفيع في المؤتمرات واللقاءات ذات الصفة الدولية، والاستفادة من المؤسسات الإقليمية والعربية في تحقيق الدعم لمشروعات التنمية الداخلية في الدول الخليجية، وفي الأدوار الدبلوماسية المنوط القيام بها تجاه قضايا المنطقة من سبل الدعم الإنساني والمبادرات الاقتصادية والأدوار الدبلوماسية.

3272

| 19 يناير 2023

رياضة محلية alsharq
الخبير الأمريكي ديفيد ديروس لـ الشرق: مكاسب تاريخية عديدة لقطر في استضافتها للمونديال

أكد ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية، أن هناك العديد من المكاسب البارزة التي استطاعت قطر تحقيقها من تجربتها المتميزة ونجاحها في تنظيم بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، فقطر كانت في مصب مختلف التحليلات السياسية والرياضية والاجتماعية طوال فترة استضافتها للبطولة الرياضية المتميزة وما أعقبها من فوز وتتويج الأرجنتين بكأس العالم، وكان من المهم التعرض لبعض من تلك الأسئلة المطروحة ومحاولة الإجابة عنها بسياق أكثر شمولاً يرتبط بالدور والأثر لهذه البطولة في نسختها الخاصة التي عقدت في قطر، والتي تخللها كثير من الجوانب الإيجابية بالنسبة للدوحة في تأكيد الكثير من الجوانب المرتبطة بالرد على المشككين وتقديم صورة رائعة للدولة وقدراتها وإمكاناتها، والعديد من السمات المميزة التي أضافت خصوصية للتجربة القطرية في 2022. ◄ مكانة مرموقة يقول ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية: إن قطر طوال الفترة الأخيرة والسنوات الماضية أضافت امتداداً جديداً لحضورها على الصعيد الدولي خاصة في النهج الذي تبنته الدولة في دعم الرياضة، وتابعت عن كثب تسليط الأضواء العالمية بكثافة على الثقافة القطرية والعديد من الأشياء الأخرى، وكان من الواضح في آراء وتعليقات المشجعين وتدويناتهم والمقاطع والتعليقات التي نشرها الكثير ممن زاروا قطر، أن المونديال سبقته محاولات لنسج صورة مغايرة شملت بعض المخاوف من التجربة ولكن الواقع أنها كانت تجربة مونديالية متكاملة كان فيها حضور للثقافة العربية ولكن دون افقادها أياً من جوانبها الرياضية الممتعة كتجربة مشاهدة لبطولة كأس عالم كانت مليئة بالكثير من المفاجآت والجوانب المتميزة، بل كانت مساحة للشعوب للتعبير عن نفسها بأكثر من صورة وربما استوقفتني لقطة الجماهير اليابانية التي قامت بتنظيف مقاعد المباريات من القمامة بتطوع شامل منهم ليس فقط لمقاعد الجمهور الياباني بل الجمهور بالكامل، والكثير والكثير من التفاصيل العديدة التي أيضاً يمكنها الإجابة عن كثير من الأسئلة المهمة التي ارتبطت بكأس العالم. ◄ مكاسب المونديال وتابع ديفيد ديروس، الخبير الأكاديمي في شؤون الشرق الأوسط، في تصريحاته لـ الشرق قائلاً: إنه في حين أن التحليلات العديدة لانتهاء البطولة شملت تقارير عن العوائد المادية لكأس العالم نفسها وجوائز اللاعبين والقيم الرمزية للبطولة بالنسبة للاعبين لتأكيد موقعهم ومكانتهم التاريخية في اللعبة كما شاهدنا في قصة اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي الجميلة، ولكن رصد الكثير من التقارير أيضاً أفكاراً ربما كانت تحمل تساؤلا ارتبط بماذا سيعود على قطر من هذا التنظيم الكبير لهذه البطولة الاستثنائية والتي كانت أكبر حدث رياضي هذا العام، ولكن هذه الأسئلة تبدو إجابتها على وضوحها في كون قطر ستحقق الاستفادة التي استفادتها أي دولة سبق لها استضافت البطولة من مكاسب اقتصادية وعوائد سياحية ودفعة جديدة إيجابية للدولة على الصعيد الدولي، وربما ثراء دولة قطر وما تمتلكه من موارد جعل المقارنات بحجم الإنفاق الكبير على تنظيم البطولة وإجمالي عوائدها حاضراً، ولكن دائماً ما كان ظاهر الأرقام غير مدلولاتها فما أنفقته قطر على الملاعب هذا جانب وما أنفقته في ترقية البنية التحتية للدولة جانب آخر بل على العكس نقلت نفسها في فترة قياسية إلى دولة متقدمة استطاعت تقديم بطولة متميزة يشهد الجميع بنجاحها، ولكن العامل الإضافي الذي كان ملاحظاً حتى في الصورة الختامية لارتداء ميسي لـ البشت الخليجي وهو رداء يرتديه الرجال في قطر وفي المنطقة الخليجية العربية، هو أنها كانت تريد وضع بصمة عربية إضافية في نسخة تاريخية وخاصة من المونديال، ولكن الأمر في حالة قطر أعتقد أنه كان أكبر من ذلك، خاصة لدى شعبها ولدى الصورة المتكونة عن شعوب تلك المنطقة، وقد تكون بحاجة إلى تنظيم مثل هذا الحدث الدولي الرياضي الأبرز لتقديم نفسك إلى شعوب العالم بطريقة إيجابية وجيدة، وربما كان لافتاً ما قرأته عن أن اللجنة المنظمة لمونديال قطر سميت باللجنة العليا للمشاريع والإرث وبعدها تحولت الملاعب المونديالية إلى إرث حقيقي لدولة قطر وشعبها، وهو أمر يمكن الافتخار به بكل تأكيد خاصة أن المتابع لأخبار استضافة قطر لكأس العالم كان يدرك مدى التشكيك في قدرة قطر لاستضافة البطولة، ربما مع مرور السنوات واقتراب التجربة كان من الواضح إقليمياً تطور البصمة الرياضية التي حرصت قطر على التميز فيها ليس فقط في منطقتها ولكن على الصعيد العالمي، ورأينا ذلك في ومضات ربما من بطولات مصغرة وبطولات أندية ومنتخبات استضافتها قطر على أرضها وعلى ملاعب المونديال، أمر آخر جاء في الإضافة المعرفية الكبيرة عن دولة قطر التي ربما كان البعض أو الكثيرون في الواقع لا يعرفون الكثير عنها سواء في الطريقة الصحيحة لنطق اسمها أو موقعها الجغرافي وتفاصيل عديدة كان المونديال عاملاً إضافياً بكل تأكيد لوضع اسم قطر بثبات على الخريطة العالمية وفي ذاكرة وأذهان الملايين لسنوات لاحقة ممن تابعوا البطولة التي فرضت حضورها الساحق كعادتها على الأحداث الرياضية كأكبر حدث رياضي يقام كل أربع أعوام. ◄ موقع دولي كما لفت ديفيد ديروس أيضاً إلى أنه: للتدقيق فلا ينبغي النظر إلى المونديال ونجاح قطر فيه هو أنه كل ما سيعرفه العالم عن قطر أو اقتصار دورها في الساحة الدولية لتميزها في هذا الجانب الرياضي، فقطر عموماً وضعت نفسها في السنوات الماضية كلاعب بارز على الصعيد الدولي في الكثير من الملفات المهمة سواء في دورها في أفغانستان واستضافة المباحثات مع طالبان والتوسط الأمريكي في الملف الإيراني وكونها من أكبر منتجي الطاقة في ظل أزمة عالمية خلقتها الحرب الروسية في أوكرانيا، فكان من الواضح خلال السنوات الماضية أن قطر وضعت نفسها بقوة على الصعيد العالمي بأكثر من ملف كانت فيه قادرة على تقديم خدماتها السخية في الوساطة والدعم وتسهيل المفاوضات وكثير من الملفات الدولية الشائكة، ولكن المونديال أيضاً أثبت جزءاً إضافياً من رؤية الدولة التي ترى نفسها بكل تأكيد أكبر من مجرد منتج رئيسي في ريادة الدول المصدرة للغاز الطبيعي، فيمكن القول بوضوح إنه لا يوجد دولة تنفق على الرياضة وتؤمن بها كأداة قوية للغاية لتؤكد فيها قدراتها ومقوماتها وإمكاناتها، والإجابة على السؤال الذي كان دائماً مصاحباً لتجربتها من البداية هو هل ستستطيع قطر تنظيم البطولة؟ نعم استطاعت وأوفت بوعودها، أي تعريف إضافي ترغبه دولة عن نفسها أكثر من هذا لتأكيد إمكاناتها وحضورها العالمي بصورة لافتة ومتميزة!. ◄ صناعة التاريخ واختتم الخبير الأمريكي ديفيد ديروس تصريحاته قائلاً: إن لقطة فوز ميسي بكأس العالم في قطر ورفعه للقب الخاص وهو يرتدي البشت العربي ربما خلقت الكثير والكثير من الأسئلة وهو أمر يمكن إرجاعه أيضاً للامتداد الثقافي أيضاً في هذه النسخة العربية من كأس العالم، فالنظرة الرياضية المجردة ترى في كأس العالم بذاته التكريم الأسمى الذي يمكن أن يحققه أي لاعب، ولكن الصورة أيضاً كما فسرها بعض من قرأت تعليقاتهم كإجابة على السؤال ما الذي ارتداه ميسي، اشتملت أيضاً على خمسة أسئلة صحفية معتادة ولكن كان أهمها أيضا مَن؟ وهو أمر يوضح عموماً ما كانت ترغب قطر فيه من نسج تكريم إضافي خاص بها كترحيب وإجلال وتقدير للفائز أو البطل، فهي جائزة أيضاً في حد ذاتها مثل وشاح الأبطال أو رمزية الكأس نفسه ولكن اللافت أن أمير دولة قطر هو من قام بإرداء ميسي لـ البشت في مقام لا يطوله أي مدني كتشريف رفيع للغاية تقدمه قطر لفائز استثنائي بكأس العالم مثل أسطورة اللعبة ليونيل ميسي، الأمر ليس مزاحمة للقطة أو تنصيبا ملكيا حتى كما ذهبت بعض التقارير، هو تشريف رفيع وسامٍ ربما جاء من الثقافة العربية الخليجية في لقطة كانت جميلة وتاريخية بكل تأكيد، والأجمل أن تلك الأسئلة ستظل في إبقائها على اسم قطر لسنوات عديدة في المناقشة الرياضية والعالمية وهو نجاح يتماشى تماماً من أن استضافتها للمونديال ستظل مرتبطة باسمها في أذهان الملايين لسنوات طويلة مقبلة.

1170

| 21 ديسمبر 2022

تقارير وحوارات alsharq
خبير أمريكي لـ الشرق: جولة صاحب السمو تبحث الاستقرار وأمن الطاقة

أوروبا وأمريكا تنظران لقطر كحليف إستراتيجي جدير بالثقة قطر باتت في مركز حيوي رئيسي من المشهد العالمي الجديد تطلع أوروبي لتأمين عقود طويلة المدى من الغاز القطري عواصم أوروبية تتجه نحو زيادة محطات استقبال الغاز الطبيعي قراءات غربية متفائلة لدور قطر على صعيد الشراكة الدبلوماسية ومستقبل الطاقة جهود قطر في الملف الأفغاني وطدت علاقاتها مع المسؤولين في الغرب أكد ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية: إن هناك الكثير من الملاحظات المهمة والإيجابية على الجولات الدبلوماسية الرئيسية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في أكثر من عاصمة دولية بداية من إيران إلى تركيا وبداية الجولة الأوروبية بزيارة سلوفينيا ثم إسبانيا، وتستكمل بزيارة ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وسويسرا يمكن قراءتها في ضوء العديد من المحاور المهمة، وهي طبيعة الدور القطري المرحلي والمستقبلي وما ترصده المؤشرات بصورة أكثر تفاؤلاً واهتماماً، واستعراض الكثير من التحليلات الرئيسية في صدر الصحف الكبرى من أجل قراءة الدور القطري المحوري والبارز عالمياً وهو ما ينعكس بصورة كبيرة على مسار الزيارات المهمة انطلاقاً من المشهد العالمي الجديد الذي باتت قطر فيه في مركز حيوي رئيسي يجعل علاقاتها مع مختلف الدول لها مجالات أكثر آفاقاً ورحابة في ضوء التغيرات العالمية المختلفة. زيارات حيوية يقول ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية: إن الزيارات الدبلوماسية الحيوية في جولة صاحب السمو الدبلوماسية تنطلق من ضوء كثير من المشاهد التي تبرز الدور القطري المهم والحيوي على الصعيد العالمي، ويمكنني توضيح ذلك بتأكيد أنه في حين احتفلت قطر هذا العام بمرور 50 عاماً من العلاقات الدبلوماسية مع العديد من العواصم الغربية مثل أسبانيا وأمريكا كانت القراءات والتحليلات السياسية المهمة وجدتها مناسبة رئيسية لتقييم العلاقات المستقبلية خاصة تلك التي تجمع قطر بأمريكا وأوروبا، فبالتزامن مع احتفال السفارة الأمريكية بمرور خمسين عاماً من العلاقات الدبلوماسية مع قطر، شملت التحليلات السياسية الرئيسية في صدر الصحف الدولية الرئيسية مثل نيويورك تايمز وول ستريت جورنال والكثير من الأوراق البحثية بمراكز الدراسات الأوروبية المتخصصة، عبر خبراء في الأمن والاقتصاد والطاقة والعمل الدبلوماسي، مؤكدين في مؤشرات رئيسية على أن قطر من المتوقع أن يبرز دورها العالمي على أكثر من صعيد يزيده العمل الدبلوماسي النشط والملحوظ عبر هذه الجولات الدبلوماسية الرفيعة أبعاداً إضافية، فقد أكد أكثر من مصدر رفيع سابق بالبنتاغون في افتتاحية نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الغرب بات يرى في قطر حليفاً إستراتيجياً حاسماً يمكنه المساعدة بصفة مهمة مستقبلاً في قضايا الطاقة خاصة في ضوء الأزمة الروسية الأوكرانية. وأكد كل من الجنرال بن هودجز والجنرال سام موندي بن أن المشهد الأوكراني ساهم أيضاً بدوره في إعادة ترتيب الحلفاء التقليديين لأمريكا في حين برزت فيها دولة قطر الخليجية بصورة مهمة واختصها الرئيس بايدن بزيارة خاصة لصاحب السمو كأول زعيم خليجي يستقبله الرئيس بايدن في البيت الأبيض والإعلان عبر الكونغرس عن قرار تصنيف قطر حليف إستراتيجي من خارج الناتو في خطوة إن كانت متأخرة ولكنها كانت مهمة للغاية وتمنح قطر نفوذاً حيوياً عبر مزيد من التعاون والتنسيق الرفيع مع أمريكا خاصة على الصعيد الأمني والدفاعي، وفي حين كان يجري في الأوساط العسكرية والأمنية في أمريكا الكثير من الجدل حول الخروج الأمريكي من أفغانستان وما أعقب عملية الانسحاب من كثير من الملاحظات ولكن الإجماع الرئيسي في أغلب التحليلات الدبلوماسية على أن قطر قامت بدور هائل في الكثير من العمليات المرتبطة بالانسحاب ومن قبلها في استضافة المفاوضات، والدور اللوجيستي الحيوي في مطارات أفغانستان وكانت أكثر دولة استقبلت لاجئين وساهمت في استخراج واستضافة الكثير من الدبلوماسيين الغربيين وهو ما وطد علاقاتها بصورة هائلة مع أمريكا والكثير من العواصم الأوروبية في الوقت ذاته. علاقات متنامية وتابع ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية، في تصريحاته لـ الشرق: ان الأزمة الأوكرانية جاءت لتعطي للعلاقات القطرية- الأوروبية والعالمية وتصاعد النفوذ القطري العالمي صفة أخرى، وهذا ما ذهبت إليه أيضاً صحيفة النيويورك تايمز في زيارة لموفدها لمدينة رأس الفان الصناعية مستعرضاً قضايا الطاقة المهمة والدور الحيوي للأزمة الروسية الذي يعطي لقطر تطلعاً رئيسياً لأوروبا لملء فراغ الطاقة وتأمين الاحتياطيات المستقبلية، موضحاً أن زيارات عديدة ومباحثات مهمة كانت وزارة الطاقة القطرية محوراً رئيسياً فيها ولقاءات مع مختلف المسؤولين في أوروبا وآسيا والتباحث نحو السيناريوهات المستقبلية، حيث تم عقد لقاءات مهمة مع المسؤولين في ألمانيا لبحث خطط شراكة وتأمين احتياجات طويلة المدى، والأمر نفسه تجده مرتبطاً في المباحثات مع إيطاليا وبريطانيا أكبر دولتين في أوروبا تستفيد من الغاز القطري، والمباحثات الإيجابية أيضاً مع إسبانيا، ذلك على الرغم من محدودية النسبة الإجمالية التي توردها قطر إلى أوروبا والتي تعد بنسبة 5% فقط من إجمالي إنتاجها الذي تصدره، وتركيز الإستراتيجية القطرية في تسويق منتجها على الأسواق الأسيوية بنسبة تقترب من 80% من إجمالي توريداتها إلى أسواق كوريا واليابان والهند والصين وغيرهم من الدول الأسيوية، ولكن الإستراتيجية الحالية التي اتبعتها قطر للتفاعل مع الأزمة جاءت على أكثر من مستوى أولها التفاعل الإيجابي بتوفير الإمدادات التي تستطيع قطر تأمينها وضخها إلى الأسواق الأوروبية ورفض المضاربة بالسعر الأعلى في الصفقات الجديدة المرتبطة بالكميات التي تمتلكها البلاد وتقديم أوروبا في ضوء الأزمة في لائحة التوريد المباشر، وأيضاً بحث سبل بديلة لتحويل بعض من شحنات وتوريدات الغاز في بعض التعاقدات مع عملاء قطر في آسيا وتوريد بعض منها إلى الأسواق الأوروبية بمراجعة لصيغ التعاقد وضمان تحسين عقود مستقبلي في العقود الجديدة، كما أن التعجيل في خطط البلاد من التوسعات عبر تعزيز الشراكات وبناء صيغ تعاقدية جديدة مع شركات القطاع الخاص بأوروبا وفقاً للمعادلة السعرية وطبيعة السوق تصب في صالح الأطراف كافة، فعموماً من قبل الأزمة الروسية في أوكرانيا كان هناك نقص في إمدادات الطاقة في أوروبا وسعي كبير لاحداث توازن على أكثر من مستوى، ما منح فرصة للغاز القطري أن يكون في طليعة الطموح الأوروبي عبر العلاقات الإيجابية في تأمين الاحتياجات في ظل أزمة حقيقية تجري الآن، خاصة أن الغرب اختار الضغط على روسيا اقتصادياً وهذا من الصعب تحقيقه في ظل استمرار تدفق المليارات عبر عقود الغاز الروسي إلى أوروبا والذي يمثل 40% من الاحتياجات الأوروبية، كما أن أغلب التحليلات السياسية للخبراء والرواد في مجال الطاقة تؤكد أن الغاز القطري تحديداً سيكون له دور مهم للغاية مستقبلاً، وهذا الدور إن كان لا يرتبط بالمشهد الحالي وحسب في ضوء العقوبات الأوروبية الأخيرة على الغاز الروسي، إلا أن مستقبل الطاقة ينظر فيه إلى دور قطر باعتبارها حليفاً قوياً مهماً مع أمريكا والغرب، كما أن قطر نفسها لم تدخر جهداً لمباشرة استثمارات مليارية من أجل مضاعفة إنتاجها إلى الثلثين مع خطط مهمة في مدينة رأس لفان الصناعية الكبرى لأن يشمل التوسع مشروعات لمصانع بتروكيماويات وصناعات مشتقة لزيادة تلك الخطط الرئيسية المهمة. مؤشرات إيجابية واختتم ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية، تصريحاته قائلاً: إن كل تلك المؤشرات الإيجابية لا يمكن فصلها عن الأدوار المهمة لقطر ومنها دور الوكالة الدبلوماسية للمصالح الأمريكية الإستراتيجية في أكثر من ملف تستعين فيه قطر بالعلاقات الإيجابية التي تجمعها مع أكثر من دولة لا ترتبط بأمريكا بالعلاقات نفسها، وهو ما جعل المباحثات القطرية في إيران أكثر مباشرة في نقل التوجهات المستقبلية الأمريكية وما تعتزم إدارة بايدن تحقيقه بشأن الاتفاق النووي، وبكل تأكيد ستشمل الجولة الأوروبية لصاحب السمو مباحثات حيوية تتعلق بقضايا الطاقة ومستقبلها ومناقشة العديد من العقود طويلة المدى من أجل ضمان توريد إيجابي للطاقة والغاز القطري؛ حيث تهيئ العديد من العواصم الأوروبية نفسها بالفعل بالتوسع في استثمارات من أجل وفرة محطات استقبال الغاز الطبيعي لضمان توريدات أكثر من الطاقة والغاز الطبيعي وتجاوز الأزمة الحالية.

826

| 20 مايو 2022

تقارير وحوارات alsharq
خبير أمريكي لـ الشرق: صفقة القرن.. تفكيك جغرافية فلسطين لصالح إسرائيل

سياسة خارجية عبثية في عهد ترامب.. الانحياز الأمريكي لصالح إسرائيل يعقد الأوضاع بالمنطقة الصفقة أشعلت الغضب الفلسطيني تجاه أمريكا وإسرائيل الرؤية المتطرفة تهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل القدس جوهر النزاع وانتفاضة فلسطينية جديدة ستندلع قال ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية: إن ما يحدث في مقترحات صفقة القرن وما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو محاولة جديدة بتفكيك الجغرافيا الفلسطينية للصالح الإسرائيلي، فبعد أن أعطى ترامب سيادة إسرائيلية على القدس باعترافه بها عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وأيضاً الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، باتت الآن الضفة الغربية والمستوطنات الإسرائيلية هي المطمع الجديد بالإضافة إلى أراضي غور الأردن، والفلسطينيون يخرجون من المعادلة تماماً حتى لو صرح ترامب ونتنياهو بعكس ذلك، فالموقف الفلسطيني واضح بالرفض، واستبعادهم من المفاوضات واستئثار صياغة الرؤية نحو النزاع الفلسطيني الإسرائيلي داخل البيت الأبيض، بمعزل عن قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين، لا يجعل من الصفقة مقبولة بأي حال من الأحوال بالنسبة للسلطة الفلسطينية. وأوضح ديروس في تصريحات لـالشرق: إن ملامح الخطاب الذي ألقاه ترامب بعضها قد يرى مباشراً بصيغة أكثر من اللازم تجاه إسرائيل من تحيز واضح، فبصفة عامة تشعر أن هناك منطقاً من العبث يسيطر على ازدواجية وعبثية السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط في ظل إدارة ترامب، فلا مكاسب حقيقية تحققت سوى بزيادة الأوضاع تعقيداً في شرق أوسط على حافة الانفجار بالأساس، فمن التلويح بحرب كانت قريبة ومحتملة، إلى إزكاء الغضب الفلسطيني تجاه إسرائيل، وقلة الخبرة والكفاءة في إدارة ملف النزاع العربي الإسرائيلي واستغلاله كمادة انتخابية سواء بالنسبة لترامب أو لنتنياهو. وتابع الخبير الأمريكي تصريحاته موضحاً: لقد وجدنا ترامب، في أجواء احتفالية احتفاءيه يفخر بكونه أكثر رئيس أمريكي قدم دعماً واضحاً لإسرائيل وأن تل أبيب حصلت في عهده على امتيازات لم تتحقق في عهد أي رئيس آخر، ونتنياهو في المقابل يثني بحفاوة على دور ترامب في دعم المصالح الإسرائيلية، ويتبادل كلاً منهما عبارات الثناء والإشادة، في الوقت الذي تتبادل فيه الأوساط السياسية بكل من تل أبيب وواشنطن اتهامات الفساد وإجراءات العزل وتبعات ما كشفه بولتون عن أوكرانيا جيت وموقف ترامب يخرج عن الأعراف التقليدية في إدارة الملفات السياسية مع الحلفاء خاصة بالنسبة للوضع المعقد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فإرجاء العديد من الرؤساء الأمريكيين التدخل أو فرض تلك المحاولات التي هي ليست جديدة عموماً، كان لوعي بمخاطر الأمن القومي الكبير وتبعات مثل تلك المقترحات المماثلة في أن تهدد الخطر القومي الإسرائيلي والأمريكي على حد سواء، باستثارة الغضب العربي مرة أخرى بوضع سياقات أحادية الرؤية للصراع يراها الفلسطينيون استيلاء واستباحة لحقوقهم المشروعة. واختتم ديروس تصريحاته مؤكداً: إن إدارة العلاقة مع الحلفاء وخاصة بين تل أبيب وواشنطن وهي علاقة مقربة وتاريخية بالطبع، ولكن لا ينبغي فيها الانسياق للرؤية المتطرفة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل، استعداء إيران على هذا النحو والضغط لإنهاء الاتفاق النووي ومحو أي فرص تفاوض، أقحم الولايات المتحدة في معركة صدام كانت قد بدأت في التعافي منها، فملف الشرق الأوسط كبد وزارة الخارجية والمؤسسات الأمريكية الكثير من الرصيد السياسي والعسكري وأيضاً مئات المليارات من الدولارات، وأيضاً تلبية تطلعات نتنياهو في الترويج لتطبيع إسرائيلي عربي، والحصول على المزيد من الامتيازات الإسرائيلية في فلسطين، هو أمر مخيف في تصور تبعاته، فلا يستبعد انتفاضة جديدة في المظاهرات التي اندلعت منذ الأخبار الأولى للصفقة، فمرة أخرى نرى ملامح لأرواح جديدة معرضة للخطر، واجتثاث الأمل من نفوس الفلسطينيين الغاضبين يعزز من استبعاد سيناريوهات اللاعنف، فلم يكن أبداً للشعب الفلسطيني، في أي مرحلة من مراحل النزاع، أن يتنازل كما يرغب منه ترامب وفريقه، لصالح إسرائيل، ومرة أخرى الصفقة عموماً مصيرها لا يبعث عن الأمل على الإطلاق، فالتأكيد على أن القدس، الجوهر الرئيسي للنزاع في مراحلة الأولى والأخيرة، ستظل تحت سيادة إسرائيلية كاملة، يعد تقويض جديد لأي تفاوض كانت فيه القدس الشرقية مطلباً رئيسياً لتكون العاصمة للدولة الفلسطينية.

3342

| 02 فبراير 2020