رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4169

11 ألف طالب محرومون من مراكز تحفيظ القرآن منذ عامين

21 أكتوبر 2021 , 07:00ص
alsharq
نشوى فكري

لا يزال غياب أكثر من 11 ألف طالب دارس للقرآن الكريم في مراكز تحفيظ القرآن الكريم الذين انقطعوا عن الدراسة المباشرة في المراكز التي تتبع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بسبب الإغلاقات التي كانت مفروضة للحيلولة دون انتشار وباء كورونا يمثل أحد أهم الملفات التي تنتظر سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الجديد. وقال عدد من أولياء أمور طلاب يدرسون في مراكز تحفيظ القرآن الكريم التابعة إنهم توقعوا مع تخفيف القيود والاحترازات الصحية إعادة فتح مراكز تحفيظ القرآن الكريم، حتى يتمكن الطلاب والطالبات من مواصلة حفظهم لكتاب الله إلا أن الأوقاف أرجأت الإعلان مما أثار الكثير من التساؤلات وسط أولياء الأمور. ويأمل أولياء الأمور أن تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خلال الفترة المقبلة بإعادة فتح المراكز.

وتشير الشرق إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كانت أعلنت عن إعادة افتتاح جميع مساجد الدولة لأداء الفروض اليومية وصلاة الجمعة، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية وألغت إجراءات التباعد بين المصلين مع استمرار إغلاق دورات المياه ومرافق الوضوء في بعض المساجد. والمعروف أن معظم مراكز تحفيظ القرآن الكريم تعمل من داخل المساجد بالدولة.

حرص على الطلاب

ويقول أولياء الأمور إن انقطاع أبنائهم قرابة العامين عن مراكز التحفيظ سيؤثر سلبا على مستوى حفظهم مع أنهم يقدرون الظروف التي أغلقت فيها هذه المراكز مع بداية انتشار فيروس كورونا حماية للطلاب من الإصابة بالعدوى.

كما تساءل أولياء أمور تحدثوا لـ الشرق عن سبب فتح جميع المدارس والجامعات وانتظام الطلاب عبر نظام تعليم مباشر بينما يمنع طلاب مراكز تحفيظ القرآن الكريم عن الدراسة المباشرة. وأضافوا: إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بما لديها من كوادر قطرية عالية التأهيل يمكن أن تقوم بعمل الترتيبات اللازمة بتنظيم العمل في مراكز التحفيظ بما يضمن التباعد بين الطلاب والمحفظين وبين الطلاب مع بعضهم البعض تفاديا لأي إصابات.

هل يتم الافتتاح على مراحل؟

ويتساءل أولياء الأمور: لماذا لا يتم إعادة افتتاح مراكز التحفيظ، على نحو ما هو الحال في الكثير من مؤسسات الدولة أو تنظيم حضور الطلاب بالتناوب مع تجنب عدم الاختلاط كما هو الحال بالمدارس. وأعرب أولياء الأمور عن أملهم في أن يروا إجراءات من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بخصوص فتح مراكز تحفيظ القرآن الكريم.

وكانت وزارة الأوقاف أدخلت خلال الفترة الماضية تجربة إدارة الدعوة والإرشاد الديني لتنفيذ برنامج «تعاهد» لحفظ ومراجعة القرآن الكريم عن بُعد عبر برنامج «Microsoft Teams»، والذي شهد تفاعلاً كبيراً منذ اليوم الأول لانطلاقه، حيث كان عدد المنتظمين في البرنامج «3109» دارسين ودارسات للقرآن الكريم، من بينهم «1300» طالب من الرجال والفتيان، مقسمين على «208» حلقات، و«1809» دارسات من النساء والفتيات مقسمات على «127» حلقة لتعليم القرآن.

من جهة أخرى أشاد محفظون للقرآن الكريم بحرص وزارة الأوقاف على تضمين تطوير وتأهيل المراكز الدينية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم الحكومية والخاصة في الخطة الإستراتيجية. وقال المحفظون إن تطوير مراكز تحفيظ القرآن الكريم تتمثل في تقليص عدد الطلاب الحفظة أمام المحفظين إذ إن بعضهم يكون أمامه أكثر من 20 طالبا وهو أمر لا يمكنه من التعامل مع هذا العدد الكبير كما أن التطوير لابد أن يشمل زيادة عدد المدرسين في المراكز. وأضاف المحفظون "إن زيادة رواتبهم لابد أن تكون جزءا من التطوير لأن عددا من المحفظين في عدد من المراكز اضطروا للعمل خارج المراكز حتى يحسنوا رواتبهم الضعيفة وهو ما يؤثر سلبا على خطة التطوير الذي يتطلعون إليه. ورأى المحفظون أنه بالضرورة الاهتمام بهذه الجوانب حتى لا نفقد طلابا بالمراكز. وشدد المحفظون على ضرورة عودة الطلاب إلى المراكز لأن الدراسة عن بعد ثبت أنها غير مجدية في تحفيظ القرآن الكريم.

وتشير الشرق إلى أن إدارة الدعوة تشرف على أكثر من 100 مركز للقرآن الكريم على مستوى الدولة تضم أكثر من 11 ألف طالب وطالبة منتشرة في جميع أرجاء البلاد ترعى جيلا قرآنيا ليمشي بين الناس بنور القرآن الكريم محافظا على هويته الدينية والوطنية. وتعمل الإدارة على أداء رسالتها وتوظف كل إمكانياتها في مراكز القرآن الكريم في الدولة لاستيعاب الطلاب الذين يتقدمون للانتساب لهذه المراكز.

جاسم الحمادي: لماذا استمر إغلاق المراكز؟

في البداية اعرب جاسم الحمادي - ولي أمر، عن أمله في ان يتم فتح مراكز تحفيظ القرآن بكامل طاقاتها امام الطلاب والدارسين من الأبناء، وذلك حتى يتمكن الطلاب والطالبات من مواصلة حفظهم لكتاب الله، متسائلا عن سبب تأخير فتح جميع مراكز تحفيظ القرآن التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية، خاصة ان جميع المدارس والجامعات، قد انتظم الطلاب بالدراسة بها عبر نظام التعليم المباشر والحضور بنسبة 100 %. واشار إلى انه قد انتظمت جميع الاعمال وعادت الحياة لطبيعتها بعد انت توقفت بسبب جائحة كورونا، لذلك يجب ايضا ان يرافقها عودة الطلاب لتعلم القرآن وتلاوته وحفظه تحت إشراف معلمين ومحفظين متخصصين لتحفيظ القرآن الكريم، مبينا الحاجة إلى استثمار وقت الطلاب والأبناء بالعمل النافع، الذي يعود عليها بالأجر العظيم، خاصة وانه كلام الله، داعيا إلى ضرورة تذليل الصعوبات التي تواجه مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ومعلمي المراكز ليتم فتحها مرة اخرى واستقبال جميع الطلاب بها.

ناصر التميمي: أبناؤنا نسوا ما حفظوه

وبدوره قال ناصر التميمي - ولي امر، ان الطلاب قد انقطعوا فترة طويلة عن الدراسة المباشرة بمراكز تحفيظ القرآن، وهو ما يجعلهم قد ينسون ما حفظوه من كتاب الله، حيث انه بالنسبة للابناء وخاصة صغار السن منهم لا يراجعون خلال الفترة الماضية، بعد ان تعودوا على الدراسة المباشرة والحفظ المباشر في المراكز التابعة لمساجد الدولة. واوضح انه إذا كان هناك تخوف ما بسبب جائحة كورونا، فيمكن من خلال كوادر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تقوم بعمل الترتيبات اللازمة بتنظيم العمل في مراكز التحفيظ، بما يضمن التباعد بين الطلاب والمحفظين، وبين الطلاب مع بعضهم البعض تفاديا لأي إصابات، كما يمكن استمرار مواعيد المراكز على فترتين افضل ولتستوعب عدد اكبر من الطلاب. ونوه إلى اهمية حفظ القرآن الكريم، وتخريج طلاب مؤهلين لتدريس الأجيال القادمة تعاليمَ القرآن الكريم، وأحكامه، ولن يتم ذلك إلا عن طريق مراكز تعليم القرآن التابعة للدولة.

حسن الجعيدي: الطلبة سيضيعون مع وسائل التواصل

اكد حسن الجعيدي - ولي امر، على اهمية دور مراكز تحفيظ القرآن الكريم لغرس قيم الإسلام ومبادئه وآدابه، وتعليم الأطفال القرآن الكريم من حيث التلاوة الصحيحة وتقديم المعلومات اللازمة من أحكام التجويد المختلفة وقال: يجب ان يواصلوا الدراسة خاصة الطلاب الذين قطعوا أشواطا بعيدة في حفظ القرآن الكريم حتى لا يتأخروا في ختمهم له، فحافظ القرآن وقارئه يتحدث لغة عربية سليمة. ونأمل في عودة المراكز للعمل، وكذلك دروس بالمساجد، ومسابقات القرآن الكريم، حتى يتم تحفيز وتشجيع الابناء على المشاركة بها، خاصة وان الابناء قد افتقدوها بشدة، وذلك بدلا من تركهم فريسة لوسائل التكنولوجيا الحديثة. خاصة وأن هناك مشكلة أخرى ألا وهي بعض المراكز في المناطق التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة، لا تستوعب جميع الطلاب والابناء القاطنين في المنطقة، مما يضيع على الابناء فرصة حفظ وتعلم تلاوة القرآن لذلك يجب النظر في هذه الاشكالية والسماح بفتح اكثر من مركز في هذه المساجد، لتستوعب جميع الطلاب في المنطقة.

مساحة إعلانية