رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

257

أكاديميون لـ"الشرق": كلمات صاحب السمو صريحة وتتسم بالتماسك القيمي

21 سبتمبر 2016 , 01:10ص
alsharq
الدوحة - الشرق

خطاب عروبي وإسلامي..

عبد الله: الخطاب شامل لكل قضايا المنطقة والعالم

شافعي: يعكس سياسة قطر الإيجابية إقليميًا ودوليًا

أكد أكاديميون وسياسيون أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس، كان قويا وصريحا أمام المجتمع الدولي.

وأضافوا أنه حمل عدة ملفات غاية في الأهمية منها القضية الفلسطينية والسورية واليمنية والليبية وأيضا تصاعد خطر التطرف والإرهاب، ومعوقات التنمية والتقدم والعدالة الاجتماعية وحماية حقوق الإنسان.

وأشاد الباحثون والدبلوماسيون في تصريحات للشرق بتأكيدات سمو الأمير على عدم وجود شريك إسرائيلي للسلام في ظل تصعيد الانتهاكات ضد الفلسطينيين، مؤكدًا سموه على أن التطبيع مع إسرائيل لن يكون على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية، كما أن القضية الفلسطينية قضية شعب واقع تحت الاحتلال ولا يمكن تأجيل حلها.

ونوهوا بما قاله من أن تقاعس المجتمع الدولي عن إنهاء الأزمة السورية وهذه جريمة كبرى، وتنديد سموه بالإرهاب الذي يمارسه النظام السوري الذي حول سوريا إلى حرب إبادة وتهجير جماعي للسوريين.

وقال الدكتور جمال عبد الله، الباحث السياسي في شؤون الخليج، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كان صريحا ومباشرا، مضيفا أن أهمية هذا الخطاب في أنه لم يمثل قضايا الدولة القطرية فحسب، وإنما أيضا قضايا المنطقة والعالم.

وأوضح في تصريحات لـ"الشرق" أن قطر باعتبارها دولة بارزة في مجلس التعاون الخليجي كان لزاما عليها التحدث في العديد من القضايا التي تهم منطقة الخليج، ومنطقة الشرق الأوسط، وهذا يعبر عن إيمان قطر وحرصها على حل تلك القضايا وبالتالي فقد قام سمو الأمير بعرضها أمام المجتمع الدولي الذي هو مطالب بتحمل مسؤولياته تجاه تلك الملفات المعقدة بالمنطقة، حيث حمل سموه المجتمع الدولي مسؤولية فشل التوصل لحلول جذرية لقضايا المنطقة نظرا لغياب التوافق الدولي حولها.

وأشار إلى أن الأمير تطرق إلى العديد من الملفات المهمة في خطابه أولها القضية الفلسطينية، حيث أعطى سمو الأمير هذا الملف مساحة كبيرة من خطابه أمام الجمعية العام ولا سيَّما بعد أن تجاهل العديد من قادة العالم هذا الملف وأولهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي لم يتحدث مطلقًا عن أي خطوات في هذه المسألة رغم التصعيد الإسرائيلي الجاري لتهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى.

رسالة واضحة

وأضاف أن رسالة سمو الأمير جاءت واضحة ومفادها أن القضية الفلسطينية تظل قضية شعب شرد من أرضه، شعب واقع تحت الاحتلال، ولا يمكن تأجيل حلها العادل والدائم لجيل تال. وطالب سموه بتسوية عادلة ودائمة للقضية. وكانت هذه في حد ذاتها رسالة للعالم بأن من يدّعون أنهم لا يجدون في الطرف الفلسطيني شريكًا للسلام هم أنفسهم من يفتقدون لإرادة السلام في ظل تحكّم قوى دينية متطرّفة في السياسة الإسرائيلية.

وقال إن سمو الأمير حذر في خطابه من خطر التطرف وتفشي الفوضى والإرهاب، وشدد سموه على أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل عادل ودائم يُعد وصمة عار في جبين الإنسانية، وأكد أن المجتمع الدولي مقصّر فيما هو أقل من تسوية عادلة، فهو لم ينجح حتى في فرض إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان.

وأشاد بالموقف القطري الداعم للشعب الفلسطيني، وهو ما عبر عنه سمو الأمير في خطابه بأن قطر دعمت الشعب الفلسطيني في كل ما يمر به من محن وصعوبات قولًا وفعلًا. كما أكد سمو الأمير على ضرورة إلزام إسرائيل باستحقاقات السلام وفي مقدّمتها وقف الاستيطان والالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين.

وتابع بقوله إن الملف الثاني الذي ركز عليه سمو الأمير هو الملف السوري، حين قال إن النظام السوري يتلاعب بالمجتمع الدولي، موضحًا أن النظام السوري عبث بمفهوم الإرهاب حين سمّى المظاهرات السلمية إرهابًا ومارس هو الإرهاب الفعلي. وأن الصراع في سوريا تحوّل إلى حرب إبادة وتهجير جماعي للسكان.

وشدد على أن دعوة قطر للحوار في الخليج هي دعوة للسلام والاستقرار في المنطقة والشرق الأوسط، مشيرا إلى موقف قطر الدائم بأن مبادئ الحوار وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية كفيلة بتحقيق علاقات جيدة بين دول المنطقة، وهو الأمر الذي يؤكد على توجهات قطر في إرساء السلام وإحلال الاستقرار.

وحسب الدكتور جمال فإن الملف اليمني أخذ حيزا من خطاب سمو الأمير تميم بقوله إن قطر حريصة على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وتدعم الشرعية ومنها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، متوجها بالشكر لسمو أمير قطر على استضافة مفاوضات السلام اليمنية.

وأكد جمال عبد الله أن ملف الإرهاب أيضا كان حاضرا في خطاب سمو الأمير، ففي حديث سموه عن الإرهاب أوضح أن الإرهاب أفكار متطرّفة لا تقبل الحل الوسط وتنتعش في ظروف اليأس وانسداد الأفق، في إشارة إلى ضرورة معالجة الجذور الأساسية للإرهاب والتي تكمن بشكل رئيسي في الظلم والاستبداد.

قضايا مهمة

بدوره قال الباحث السياسي الدكتور بدر حسن شافعي، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كان قويا وعكس سياسة قطر الإيجابية في المنطقة والعالم. وأشاد شافعي بتناول سمو الأمير للعديد من القضايا ومنها القضية الفلسطينية، وسوريا والإرهاب الإقليمي والدولي وسبل إحداث التنمية وغيرها من القضايا المهمة.

وأوضح في تصريحات للشرق أن الخطاب حمل رسائل مهمة تخص منطقة الشرق الأوسط خاصة القضية الفلسطينية. وأشاد بتصدر تلك القضية المهمة خطاب سموه بالأمم المتحدة، منوها بتنديد سمو الأمير بالممارسات الإسرائيلية لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وكذا التشديد على أن الكيان الإسرائيلي لن يفلح في التطبيع مع بعض الأطراف العربية في ظل ضياع الحقوق الفلسطينية والعربية، كما أن سياسة فرض الأمر الواقع لن تجدي نفعا.

وأكد أن خطاب سمو الأمير قد عبر عن واقع الأوضاع الفلسطينية القاسية ومخاطر استمرار الانتهاكات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وتداعيات تلك الانتهاكات على استقرار المنطقة فضلا عن تطلعات الشعب الفلسطيني ومسؤوليات المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية، منوها إلى رؤية سمو الأمير الواقعية للصراع العربي والإسرائيلي بالتأكيد على استمرار التعنت الإسرائيلي وأن إسرائيل بجرائمها المستمرة لا تصلح لأن تكون شريكا للسلام.

وقال شافعي إن خطاب سمو الأمير فيما يخص القضية الفلسطينية هو خطاب نابع من التزام قطر الدائم وطوال الوقت بدعم القضية والشعب الفلسطيني، مع التأكيد على حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحماية الأماكن المقدسة والدعم الدائم للشعب الفلسطيني من خلال تقديم المعونات القطرية في المحن الكثيرة.

وأوضح أن خطاب سمو الأمير كان قويا لأنه يقوم على الدفاع عن قيم العدالة وحرية الشعوب ويعيد الأولوية لفلسطين، فسموه قدم خطابا يعكس الوعي الشديد بضرورة إعادة الأولوية لفلسطين وقضيتها وحقوق الشعوب الفلسطيني في التحرر والاستقلال إلى رأس أجندة القضايا الدولية، وتذكير العالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن خطاب سمو الأمير اتسم بالتماسك القيمي حيث أكد الانحياز إلى مبادئ العدالة بين شعوب العالم، والوقوف مع قيم حرية الشعوب والاصطفاف إلى جانب إرادتها الحرة.

مساحة إعلانية