رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

8082

الحافظ عثمان.. نابغة الخط العربي

21 يونيو 2015 , 02:18م
alsharq
بوابة الشرق- ناصر الحموي

يتصدر الحافظ عثمان النخبة المجوّدة للخط العربي، حيث تربّع على قمة نوابغ الخطاطين الأتراك البارعين في كتابة المصحف الشريف، فقد اشتهر هذا الخطاط المبدع الذي ولد في إسطنبول عام (1052 هـ- 1642 م) ونشأ فيها، في كتابة المصاحف التي طبع بعض منها في القرن الرابع عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) ووزع على مختلف البلدان الإسلامية، حفظ القرآن الكريم وهو صبي، فلقب بالحافظ عثمان واشتهر به، وحبب إليه منذ صغره تجويد الخط العربي، وأخذ الأقلام الستة عن أشهر الخطاطين الأتراك في عصره كالأستاذ درويش علي، ثم عن تلميذه صويولجي زاده مصطفى الأيوبي لينال الإجازة في تعليم هذا الفن العريق وهو في الثامنة عشرة من عمره، ثم أخذ دقائق طريقة حمد الله الأماسي عن إسماعيل نَفَس زاده، قبل أن يتوصل عام 1678م إلى ابتداع طريقة جديدة تميزّت بالجمال والانسجام واستقرت عليها الأقلام الستة.

كان الحافظ عثمان حاد الذكاء، ذا بصيرة نافذة، شغوفاً بفنون الخط العربي، صبوراً وعالي الهمة، تميز بالقناعة والزهد والتواضع والإخلاص، وقد أعانته هذه الخصال على استيعاب فنون الخط العربي وأسراره، فبرع فيه غاية البراعة حتى استطاع أن يتفوق على أقرانه وشيوخه والنابغين من أهل عصره من أرباب الخط .

لقد وهب الله الخطاط عثمان قدرة فائقة وكفاءة نادرة المثال واستعدادا على تطوير الخط العربي وتحسينه، وتهذيب قواعده، وأوضاع حروفه حتى أصبح مدرسة خاصة وله قاعدته المتميزة خاصة في خط النسخ، ولم يصل إلى مرتبته أحد في عصره.

تتلمذ على يد الحافظ عثمان أكثر من خمسين تلميذًا أبرزهم سيد عبدالله، والسلطانان مصطفى الثاني وأحمد الثالث، وكان الخطاط النابغة يخص يوم الأحد لتعليم الخط للفقراء مجانًا، ويوم الأربعاء لتعليمه للأغنياء، كما كان أول مصمم للحلية النبوية كلوحة تعلق، قلدها الخطاطون طويلاً، وله الفضل الكبير على الخط العربي بما كتبه من نسخ المصاحف التي بلغت خمسة وعشرين مصحفاً، عدا مقداراً عظيماً جداً من الرقاع والألواح وأجزاء القرآن ودلائل الخيرات، حيث تهافت الناس على خطه وطبع مصحفه الذي كتبه مئات الطبعات في مختلف الأقطار الإسلامية، ما أدى إلى انتشاره في العالم الإسلامي، وقد فاق الطبعات السابقة واللاحقة، ولم يقاربه أحد من خطاطي المصاحف حتى صار الناس ينسبون إليه ويقولون:" (مصحف الحافظ عثمان) وذلك لشهرته ووضوح سطوره وحروفه، وحسن تنسيقه وجمال خطه.

تعتبر الفترة الزمنية الممتدة بين عامي (1678 و1688) أفضل مراحل إبداعه، حيث أصبح فيها من ألمع المجودين في الخط العربي، أصيب في سنواته الأخيرة بالفالج ( الشلل النصفي)، ثم شفي منه، وعاد إلى ممارسة الخط وخدمة فنونه، لكنه لم يطل عمره، فبعد ثلاث سنوات توفي رحمه الله سنة 1110 هـ - 1052 م) ودفن بإسطنبول بعد أن علم الخط العربي نحو أربعين سنة .

مساحة إعلانية