رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3943

وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي في حوار خاص لـ الشرق: دور قطر في لبنان لا يرتبط بمصالح سياسية

21 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

أشاد سعادة محمد فهمي وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية، بمواقف دولة قطر تجاه لبنان ودعمها الدائم لوحدته واستقراره وازدهاره. وقال ان العلاقات القطرية اللبنانية تطورت وتعززت بفضل دعم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحرص دولة قطر على تقديم المساعدات الى الشعب اللبناني. ونوه في حوار شامل مع  بنتائج زيارته للدوحة ولقائه مع معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث حضر افتتاح المعرض الدولي للأمن الداخلي والدفاع المدني (ميليبول قطر 2021) في نسخته الثالثة عشرة، وزار مركز القيادة الوطني NCC. معربا عن تقديره لمستوى الأداء وما شاهده من أنظمة تقنية متطورة، قائلا ان معرض ميليبول أصبح واحدا من أهم المعارض الدولية المتخصصة في الأمن الداخلي والدفاع المدني، ويستقطب أبرز الشركات الدولية الرائدة في المنتجات والخدمات التي تعزز قدرات الدول في مواجهة مختلف التحديات الأمنية، وقال ان المنشآت المونديالية ابهرت جميع المشاركين في معرض ميليبول، مؤكدا أن مونديال قطر 2022 سيكون علامة فارقة في تاريخ بطولة كأس العالم لكرة القدم.

ونوه الوزير فهمي بمواقف دولة قطر وأدوارها الدبلوماسية، مؤكدا أن الوساطة القطرية من أنجح الوساطات في العالم، مشيرا الى أن الدور القطري في لبنان لم يرتبط بأي مصلحة سياسية، كما نوه بسياسة قطر الخارجية وحرصها على مساعدة شعوب الدول الشقيقة والصديقة وحرصها على مساعدة لبنان لتجاوز ازماته، وحذر وزير الداخلية اللبناني من الأوضاع التي يعيشها لبنان حاليا، وقال إن لبنان فقد معظم منظوماته التي يرتكز عليها واصبح مصيره في خطر وبات مكشوفا امنيا على كل الاحتمالات، وقال إن مفتاح الحل للأزمة اللبنانية هو تشكيل حكومة، مشيرا الى أن ارتفاع الدولار سببه سياسي وليس اقتصاديا، محذرا من الفوضى الامنية بسبب تفاقم الوضع المعيشي، مؤكدا ان لبنان بلغ أسوأ مرحلة في تاريخه، وإذا لم يقدم اللبنانيون على نبذ خلافاتهم وتغليب المصلحة الوطنية سيكونون مشاركين في دفن لبنان. وفيما يلي نص الحوار:

◄ بداية ما طبيعة زيارتكم الى الدوحة؟

► الزيارة الى الدوحة جاءت تلبية لدعوة للمشاركة في معرض ميليبول قطر لمواكبة تطورات تكنولوجيا الأمن الداخلي والدفاع المدني التي تعرضها أهم الشركات العالمية مما يجعل المعرض وجهة عالمية لمنتجات الامن الداخلي التي تعزز قدرات الدول في مواجهة مختلف التحديات الأمنية ولاحظت مستوى المعدات المعروضة والتي تساهم في الحد من انتشار الارهاب ومكافحة الجريمة في دول الشر ق الاوسط وشمال افريقيا.

وقد استوقفني تركيز المعرض على الأمن السيبراني ومخاطر التهديدات السيبرانية وهو موضوع بالغ الاهمية، حيث تؤكد كل الدراسات انه سيكون في رأس اولويات الاجهزة الامنية خلال العشر سنوات القادمة. 

الدعم القطري للبنان 

◄ ماذا تناولت محادثاتكم مع كبار المسؤولين في قطر؟

► تشرفت بلقاء معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بحضور سعادة السفيرة فرح بري وتناول اللقاء العلاقات اللبنانية القطرية، حيث أكد معاليه حرص دولة قطر على دعم لبنان وشعبه واستقراره بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمساعدة لبنان للخروج من ازمته. 

وخلال الزيارة أجريت سلسلة لقاءات مع عدد من وزراء الداخلية والمسؤولين الأمنيين في الدول الشقيقة والصديقة على هامش مشاركتهم في معرض ميليبول، وتبادلنا الخبرات في المجالات الامنية والتكنولوجيا الحديثة التي تعرضها الشركات العالمية والأمن السيبراني.

العلاقات القطرية اللبنانية 

◄ كيف تنظر الى تطور العلاقات القطرية اللبنانية؟

► قطر كانت سباقة في دعم لبنان وتطوير العلاقات وترسيخها وقد أرساها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي كان أول زعيم عربي يزور لبنان بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006 وقدم المساعدات السخية لإعادة اعمار لبنان الى جانب مبادرته التاريخية باستضافة مؤتمر الحوار الوطني للزعماء اللبنانيين عام 2008 والذي توج باتفاق الدوحة الذي أنقذ لبنان من الفتنة وساهم في استقراره وازدهاره. ثم تطورت العلاقات وتعززت بقيادة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي قدم الكثير من المساعدات والدعم للبنان في شتى المجالات وكان اخرها الجسر الجوي بالمساعدات الطبية واللوجستية لاغاثة اللبنانيين بعد تفجير مرفأ بيروت، اضافة الى المستشفيات الميدانية التي توزعت من بيروت الى الشمال والجنوب. ولا يمكن تعداد المساعدات القطرية وحصرها في سطور. وهي تنم عن مستوى رفيع من المحبة التي يكنها أهل قطر للبنان وشعبه. 

الوساطة القطرية 

◄ الوساطة القطرية اصبحت موضع تقدير العالم هل يتطلع لبنان الى هذا الدور؟

► لقد بات من المؤكد ان الوساطة القطرية من انجح الوساطات في العالم حيث نجحت قطر في مجمل الملفات الاقليمية والدولية التي لعبت فيها دور الوسيط وابرزها الوساطة القطرية في لبنان، خصوصا وأن الدور القطري لم يرتبط بمصالح وغايات سياسية بقدر ما كان الهدف استقرار لبنان ووحدته وسيادته. وأنا على ثقة من قدرة قطر على النجاح في أي دور تجاه لبنان حاضرا ومستقبلا. علما أن الخطوة الاساس لنجاح أي وساطة او مساعدة تبدأ من اللبنانيين الذين عليهم حلحلة العقد السياسية وتشكيل حكومة حتى تتمكن قطر والدول الشقيقة والصديقة من مساعدتنا. وقد لمست في زيارتي ان حرص قطر على لبنان يوازي لا بل يفوق حرص اللبنانيين. ولذلك علينا تمهيد الطريق امام الدعم الخارجي.

لقد انفردت قطر بسياسة خارجية تقوم على مساعدة واغاثة الدول الشقيقة والصديقة وضمن هذه السياسة استوقفني عزم قطر على التبرع ببعض الملاعب المونديالية بعد انتهاء مونديال 2022 الى دول العالم الثالث وهذه تجربة رائدة وتضفي قيمة انسانية على المونديال تنسجم مع سياسة قطر تجاه الشعوب المحتاجة. وهي لفتة انسانية واخلاقية لا تقدر بثمن.

علامة فارقة 

◄ هل قمت بجولة على المنشآت المونديالية؟

► لقد سنحت لي الفرصة لزيارة بعض المنشآت وقد ابهرني حجم الانجازات التي تحققت على الارض والتي ستجعل مونديال قطر 2022 علامة فارقة في تاريخ بطولات كرة القدم. لقد استطاعت قطر بقيادة سمو الأمير ان تحقق نهضة عمرانية وحضارية شاملة وضعت في مصاف الدول المتقدمة لا بل انها تتقدم على بعض هذه الدول. وهذا التقدم هو انجاز لجميع الدول العربية ومفخرة لكل العرب، وانني ابارك لدولة قطر هذه الانجازات التي ابهرت جميع ضيوف معرض ميليبول وكانت محط اهتمام جميع الزوار العرب والاجانب.

لعبة سياسية 

◄ خلال وجودكم في الدوحة سجل الدولار في لبنان ارتفاعا قياسيا.. لماذا؟

► ارتفاع الدولار هو فعل سياسي بامتياز وليس بسبب اقتصادي مباشر. وعندما يكون التأثير اقتصاديا فإن الارتفاع يتراوح بين 10 و30 % وليس 90% كما حصل مؤخرا. انها لعبة سياسية تمارس من خلالها الضغوط على الشعب لاستخدام ردة فعله لأغراض سياسية. 

تحذير من الانفلات الأمني 

◄ سبق وحذرت من انكشاف لبنان أمنيا فما الواقع الامني وإلى أين تتجه الأمور؟

► أؤكد على ما سبق ان حذرت منه وهو ان لبنان يشهد حالة من الفوضى في جميع المناطق بسبب غياب الحل السياسي وتفاقم الخلافات بين المكونات المذهبية والطائفية والأحزاب السياسية، الأمر الذي أدى الى تلاشي كل المنظومات الاقتصادية والأمنية والمالية والاجتماعية والصحية والثقافية.

 هذه الحالة السائدة تؤدي الى استنزاف القوى الأمنية معنويا ولوجستيا حيث إن آلياتنا نصفها معطل بينما قيمة رواتب القوى الأمنية تراجعت بنسبة كبيرة مما يجعل البلد مكشوفا على كل الاحتمالات.

 وتوضيحا لهذا التحذير أشير إلى ان لبنان كان يتغنى بمجموعة منظومات تشكل المرتكزات التي يقوم عليها ابرزها المنظومة المالية والمنظومة الثقافية والمنظومة السياسية والمنظومة الصحية والتعليمية والمنظومة المعيشية. وقد تلاشت كل هذه المنظومات للأسف الشديد. وبقي من لبنان منظومتان اساسيتان هما المنظومة السياسية والمنظومة الأمنية وهما مترابطتان ارتباطا وثيقا لأن الاستقرار الامني يقوم على الاستقرار السياسي. فالأمن هو نتاج للسياسة ولا يمكن فصلهما عن بعض، ولذلك شهدنا في الاسابيع الأخيرة ارتفاع معدل الجريمة، واقصد هنا الجريمة بالمعنى المجازي، فالجريمة ليست فقط القتل، كل التجاوزات الامنية تندرج في اطار الجريمة، سرقة، قتل، فوضى التعدي على الاملاك العامة. وهذه الجرائم ناتجة عن الوضع القائم. وبما ان لبنان يتجه نحو الانهيار الاقتصادي فمن الطبيعي ان تجد اشخاصا مستعدون لفعل أي شيء لإطعام اولادهم.

المؤسسة العسكرية 

◄ هل تعتقد ان مصير الجيش وقوى الامن اصبح في خطر؟

► الجيش وقوى الامن الداخلي شريحة من المجتمع اللبناني، وعندما يجوع الشعب يلحق الاذى بأفراد الجيش والقوى الامنية. انا لا اخشى على المؤسسة العسكرية في لبنان رغم كل الظروف وستبقى موحدة متماسكة.

تشكيل الحكومة 

◄ كيف يكون الحل لتحصين الساحة اللبنانية من الفوضى الأمنية؟

► الحل الوحيد في لبنان هو تشكيل حكومة إنقاذ لكي نتمكن من انقاذ ما تبقى من هذا الوطن. وإلا فإننا كلبنانيين نشارك في دفن الوطن على مرأى الجميع. ولهذا اكرر وأؤكد ان لبنان في خطر حقيقي، لأول مرة منذ عام 1975 يصل لبنان الى أسوأ مرحلة في تاريخه، وهذه المرحلة غير مسبوقة، ولذلك نحن بحاجة ماسة وعاجلة الى اتفاق بين القوى السياسية ونبذ الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية وتشكيل الحكومة. ومفتاح انقاذ ما بقي من لبنان هو تشكيل الحكومة، وعندما تتشكل الحكومة نفتح باب المساعدات الخارجية من الدول الشقيقة والصديقة لكي تتدفق على لبنان. وبدون ذلك نحن نحفر بأيدينا لندفن لبنان.

الانتخابات الفرعية 

◄ في ظل هذه الأوضاع هل بالامكان اجراء انتخابات فرعية لملء الفراغ الناجم عن استقالة عدد من النواب؟

► يوجد 3 عوائق تحول دون اجراء الانتخابات الفرعية اولها العائق اللوجستي، وثانيها العائق المالي وثالثها العائق الصحي المتعلق بكورونا. ويمكن تخطي هذه العوائق بتأمين الميزانية المالية للانتخابات مع شرط التزام الناخب بالاجراءات الاحترازية لكورونا. علما انه استنادا الى الدستور يجب اجراء الانتخابات وفقا للمادتين 43 و52 لكن العوائق القائمة تجعل عملية اجراء الانتخابات غير ممكنة في المدى المنظور.

قبل أن تفلت الأمور

◄ هناك سؤال يردده الناس وهو إلى اين تسير أوضاع لبنان؟

► من خلال موقعي في وزارة الداخلية سبق ان حذرت واكرر التحذير لدق ناقوس الخطر وتنبيه السياسيين في لبنان الى ان الامور قد تبلغ مرحلة فقدان السيطرة ويفلت زمام الامر وتصبح لغة الفوضى والفلتان اقوى من النظام والانضباط. وهذا الكلام اقوله حرصا على البلد وعلى حماية الناس. لم يعد بالامكان السكوت عن الواقع الذي نعيشه لابد من مبادرة جديدة لتشكيل الحكومة بأسرع ما يمكن حتى لا تسبقنا الفوضى في الشارع بسبب تراكم الازمات وانهيار الوضع المالي، حيث الدولار يمس لقمة عيش الجميع وعندما يتحرك الشارع بردة فعل يصبح الامن اصعب التحديات التي تواجهها اي دولة في العالم وقد شهدنا مثالا في الولايات المتحدة صاحبة القوى العظمى في العالم وصلت الى مرحلة كادت تفقد السيطرة على حركة الشارع. 

لذلك اكرر المطالبة باستعجال تشكيل الحكومة كسبيل وحيد للحل السياسي وبدون ذلك لا أحد يستطيع التكهن الى تسير الامور في لبنان لأن الامن في الاصل هو سياسي والاقتصاد في لبنان سياسي ولعبة الدولار كما قلت صراع سياسي وعندما نبدأ بالحل السياسي تستطيع الدولة معالجة جميع الامور وطمأنة الناس.

مساحة إعلانية