رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

669

إنطلاق فعاليات الملتقى الثاني للهوية في رؤية قطر الوطنية 2030

21 مارس 2016 , 03:55م
alsharq
الدوحة - قنا

تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، انطلقت اليوم فعاليات الملتقى الثاني للهوية في رؤية قطر الوطنية 2030 الذي ينظمه مركز قطر للتراث والهوية هذا العام تحت عنوان "دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الهوية الوطنية" في فندق "شرق".

حضر افتتاح الملتقى عدد من أصحاب السعادة سفراء الدول الخليجية والعربية المعتمدين لدى الدولة والأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث يشارك في الملتقى الذي يستمر يومين نخبة من الباحثين والأكاديميين من داخل قطر وخارجها لمناقشة العوامل المؤثرة على الهوية القطرية الوطنية، إضافة إلى المواضيع الرئيسية المتعلقة بأهمية صون الهوية الوطنية للدولة.

وأكد الدكتور خالد يوسف الملا، المدير العام لـ"مركز قطر للتراث والهوية"، في كلمته الافتتاحية، أن المركز تعهد منذ نشأته بأن يكون حارثا للتراث والهوية القطرية، من خلال الحفاظ عليهما وتوثيقهما ونقلهما إلى الأجيال القادمة من أجل إكسابها حب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه.. مشيرا إلى أن الاهتمام بالتراث لا يعني أن نكون بمعزل عن التطور والحداثة، بل ننخرط في كل القضايا الآنية والمستقبلية، سواء ما تعلق منها برؤية قطر 2030 أو ما تعلق منها بارتباط التعليم والتربية ومؤسساتهما بالهوية والتراث مع الانفتاح الفكري والثقافي والانساني الذي يجعل من دولة قطر فاعلا تنمويا في محيطها الخليجي والعربي والدولي.

وأضاف أن نجاح الملتقى الأول للهوية في رؤية قطر الوطنية 2030، الذي نظمه المركز في أكتوبر 2014، والتوصيات الهامة التي خرج بها هذا الملتقى، كان الدافع وراء إقامة الملتقى الثاني، وكيف يمكن أن نربط قضايا الهوية كما تتصورها رؤية قطر 2030 بالقضايا التي تمس واقعنا اليومي المعاش.. مؤكدا أن مركز قطر للتراث والهوية يؤمن بأن التعليم هو قاطرة التنمية المستدامة، سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي أو الإنساني، ومن هنا جاء موضوع الملتقى الثاني لتتم دراسة قضايا دور المؤسسات التعليمية ـ سواء منها العامة أو الخاصة أو حتى الأجنبية في الحفاظ على لغتنا، وهويتنا وانتماءاتنا الخليجية والعربية والإسلامية، مع الانفتاح على كل القيم الإنسانية السامية."

وأعرب مدير "مركز قطر للتراث والهوية" عن شكره لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، على رعايته لأعمال هذا الملتقى للمرة الثانية، مما يؤكد اهتمام كل القيادات ومؤسسات الدولة بتحقيق رؤية سمو الأمير المفدى المستقبلية 2030 ، موجها الشكر أيضا للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" وشركة فودافون - قطر الراعي للملتقى.

من جانبه، أكد السيد محمد مهدي اليامي، المدير التنفيذي للشؤون الخارجيّة في شركة "فودافون قطر الراعي للملتقى، على دعم الشركة وإسهامها في رعاية التراث القطري بما يسهم في تعزيز مفاهيم وقيم الهوية الوطنية..لافتا إلى أن الملتقى يعد امتدادا للشراكة المثمرة بين فودافون - قطر ومركز قطر للتراث والهوية، ليركز على العديد من الموضوعات التي تصب مباشرة في قضية الحفاظ على التراث والهوية الوطنية، مثل: دور المدارس في الهوية، واللغة والهوية، والمناهج ودورها في التعليم، والتركيبة السكانية وتأثيرها على الهوية، إضافة إلى استعراض لعدد من القضايا والموضوعات التي تتعلق بالهوية والمواطنة، كما دعمت من قبل العديد من الفعاليات الاجتماعية انطلاقاً من إيمانها الراسخ بواجبها تجاه المجتمع القطري.

تعزيز الهوية الوطنية

وخلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الملتقى الثاني للهوية في رؤية قطر الوطنية 2030، تحدث الدكتور خالد سالم الغساني، الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي.. قائلاً:" إن الدعوة لتعزيز الهوية الوطنية من متطلبات الدولة الحديثة، فهذه الهوية هي التي تمنح الفرد تميزه، داخل وطنه وخارجه، وهي التي تمنحه أيضا امتيازاً ومسؤوليات.. إن لغتنا العربية وهي لغة القرآن الكريم تمثل وعاء القيم والتقاليد والمفاهيم العربية لمواطني دول المجلس وتكوينها الحضاري، الأمر الذي يدعونا لتنظيم حملة قيمية إعلامياً وتربوياً وثقافياً، تتبنى فكرة الاعتزاز بالهوية واللغة العربية كجزء من وسائل تعزيز الهوية الوطنية وتمكينها".

وأكد الغساني، في كلمته، أهمية تعزيز الهوية الخليجية، ومن سماتها تعزيز القواسم المشتركة التي تجمع دول المجلس مع تجاوز المختلف واحترامه.. مشيرا إلى القرار الصادر عن الاجتماع الحادي والعشرين لأصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الثقافة بدول المجلس بالدوحة في أكتوبر الماضي والذي شدد على ضرورة تعزيز الهوية الخليجية من الأنشطة والفعاليات الثقافية.

وفي أولى جلسات الملتقى، تناولت ورقة الدكتور محمد عبدالرحيم كافود وزير التعليم والثقافة الأسبق، موضوع "اللغة والهوية" أكد خلالها أن اللغة تعد من أهم مقومات تشكيل هوية الأمة والشعوب، إضافة إلى المقومات الأخرى كالتاريخ والوطن.. وللهوية مفهوم له دلالته اللغوية والاجتماعية والثقافية والنفسية.. وتنعكس أهمية اللغة في كونها بوتقة تنصهر فيها مجموعة من القيم التي شكلها الإنسان بصفات معينة واضحة يعرف من خلالها بسلوكه وأسلوب حياته، مشيرا إلى أن الدراسات تؤكد الترابط بين اللغة والمجتمع بوصفها ظاهرة اجتماعية تعد القلعة الحصينة للحفاظ على الهوية.

وتناول الدكتور كافود أهم التحديات التي تواجه اللغة، خاصة في قطر من عمالة أجنبية وانتشار المدارس الأجنبية وغيرها، واستطرد قائلا " إن هناك مبشرات للغة العربية توحي بتميزها وتفردها وأنها قادرة على حمل حضارتها مستدلا بدراسات غربية".. كما اثنى على الخطوات التي اتخذها مجلس الوزراء وموافقته على مشروع قانون حماية اللغة العربية في قطر.

دور التعليم في تعزيز الهوية

بدورها، تناولت الدكتورة كلثم الغانم، مديرة مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، أثر دور التعليم في تعزيز الهوية، وقالت: "كل فرد له هويته، إلا أن هناك هوية مشتركة تجمع الافراد وهي الهوية الثقافية والهوية الوطنية التي تعد أحد أهم أهداف التربية الأخلاقية والمدنية المحورية.. ومرحلة تشكيل الهوية هي عملية تحصيلية للطالب من الروضة وحتى الصف الثاني عشر، ولذلك تعد هذه المرحلة هامة جدا للطفل في تكوين هويته الدينية والثقافية والوطنية".. داعية إلى دمج الطالب في أنشطة تعليمية تركز على خصائص الهوية الثقافية، وتعمل على تنمية شعور الطلاب بالانتماء إلى الوطن وتمجيد رموزه وعناصره الثقافية والمدنية، فضلاً عن دمج النشء في المشروعات الثقافية والاعلامية والدولية كممثلين لأوطانهم مما يرفع حسهم وفخرهم بوطنهم.

وفي الجلسة الثانية، تحدث الدكتور محمد عاكف كرشجي عن كيف حافظت دولة تركيا على هويتها الوطنية من خلال مؤسساتها التعليمية، حيث أشار إلى أهمية التركيز على الثقافة والتراث المحليين، وضرورة الربط بين الماضي والحاضر.

كما استعرض جانبا من التاريخ التركي وكيف اهتم العثمانيون بالمدارس وحتى الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية لتأتي مرحلة كمال أتاتورك ليرفع شعار "التتريك" والتوجه الغربي، ويتم ذلك في كل مناحي الحياة التعليمية والاجتماعية.

وتتواصل فعاليات ملتقى الهوية القطرية غدا من خلال جلسة يتحدث فيها كل من الدكتور ميسرة طاهر مدير "بيت المشورة للاستشارات النفسية"، والدكتورة فاطمة السويدي، نائبة رئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر، والأستاذة عائشة الهاشمي ودكتور يونس لوليدي، ثم يختتم بتقديم توصيات الملتقى.

مساحة إعلانية