رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2581

خبراء أمريكيون لـ الشرق: مفاوضات الدوحة تقترب من إنهاء أطول حرب أمريكية

21 فبراير 2020 , 07:15ص
alsharq
اتفاق الدوحة التاريخي يقترب من إنهاء أطول حرب أمريكية - ارشيف
واشنطن - الشرق

تفاؤل بتوقيع اتفاق سلام كامل..

المرحلة الحالية هي الأقرب والأكثر جدية لتحقيق السلام

هدنة السبعة أيام أولى خطوات تحقيق السلام بأفغانستان

الاتفاق يتضمن سحب القوات الأمريكية حتى آخر جندي

تعهد إيجابي من طالبان بالتعاون في مكافحة الإرهاب دولياً

ستيفن كوك: بنود اتفاق الدوحة ترجح نجاح هدنة السبعة أيام في إنهاء التصعيد

سبينسر أركمان: توافق بين المؤسسات الأمريكية على إنهاء الحرب

الهدنة شاملة لكل أفغانستان وتشمل تخفيضاً لكافة مستويات العنف

الاتفاقية خطوة مهمة من أجل اتفاق السلام الشامل وسحب القوات الأمريكية

أهمية كبرى للحوار الأفغاني - الأفغاني في تشكيل حكومة ائتلافية

مباحثات إيجابية بين بومبيو وكابول تمهيداً لقبول اتفاق السلام

اعتبر خبراء ودبلوماسيون أمريكيون، أن المرحلة الحالية في تاريخ الحرب الأمريكية الأفغانية هي الأقرب والأكثر جدية من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب وسحب القوات الأمريكية، موضحين أن هدنة السبعة أيام الموضحة باتفاق الدوحة، تحتوي بنودها التفصيلية المهمة على مسار إيجابي يعول عليه الكثير للغاية من أجل المضي قدماً في توقيع اتفاق شامل بين ممثلي الولايات المتحدة وحركة طالبان في الدوحة، وهناك أهمية كبرى معلقة على المبادرة الأمريكية الجديدة في اتفاقية الهدنة الحالية أنها ستتضمن تفهماً أمريكياً بعدم مسؤولية طالبان عن بعض وقائع العنف التي تحدث في أفغانستان وسيتم من خلالها، حسب توقيع الهدنة، فتح قنوات اتصال رسمية وتنسيقية مباشرة للمرة الأولى بين القوات العسكرية الأمريكية المتمركزة في أفغانستان والقيادات الميدانية للمناطق التي تقع تحت سيطرة نفوذ حركة طالبان، وهي ملامح إيجابية حول إنجاح تلك الهدنة والرغبة المشتركة من أجل اتفاق شامل ومفصل يحتوي كافة الأمور المعلقة بين الجانبين، كما أكدوا أيضاً في تصريحاتهم لـ"الشرق" على وجود موقف موحد للرئيس الامريكي دونالد ترامب ومجتمع الاستخبارات وقيادات البنتاغون للرغبة في إنهاء الحرب وسحب القوت وتحقيق السلام، وهو ما يغير المعادلة السابقة للمفاوضات ويوحي بقرب تحقيق اتفاق سلام شامل ومقبول من الأطراف كافة.

◄ أهمية كبرى

يقول ستيفن كوك، العضو البارز بمجلس العلاقات الخارجية، والأكاديمي المختص في شؤون الشرق الأوسط، والكاتب والمحلل السياسي بدورية فورين بوليسي وعدد من الصحف الأمريكية الكبرى: "إن هدنة السبعة أيام التي من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن موعدها قبل نهاية الشهر الجاري، تكتسب أهمية كبرى عن كافة المبادرات السابقة وذلك لتضمنها العديد من التفاصيل المهمة لتأتي بصورة مفصلة، ويأتي ذلك في كونها في أول مراحلها تمتد على اتساع الدولة الأفغانية بالكامل وليس فقط في مناطق نفوذ حركة طالبان وتأتي في سياق متبادل من وقف العنف سواء ضد أفغانستان أو أمريكا، كما أنها تحدد بصورة تفصيلية طبيعة عمليات العنف المقصودة لتشمل كافة أوجه العنف سواء كانت هجمات انتحارية أو سيارات مفخخة أو قنابل مزروعة أو أي من أعمال العنف بل جميعها يجب أن يتم وقفه بصورة تامة، كما أنه تم توضيح بالسياق كون أن بعض من أعمال العنف التي تقع في أفغانستان لا تتحمل حركة طالبان المسؤولية المباشرة عنها وهذا يمهد عموماً لتفاهم واتفاق بين القيادات العسكرية الميدانية الأمريكية وأيضاً لحركة طالبان لفتح خطوط تواصل لاحتواء تلك النوعية من أعمال العنف، وأن يكون هناك سابقة حقيقية من خط تواصل بين القوات العسكرية الأمريكية والقيادات العسكرية لحركة طالبان، يتم من خلاله التحاور حول أي أحداث عنف من الممكن وقوعها ويمكن لقيادات طالبان نفي ذلك وتوضيح أي خطأ في الإدراك، وهو أمر إيجابي عموماً لتنامي اليقين الأمريكي بوجود جماعات إجرامية أو حتى تنظيمات من خارج أفغانستان من المحتمل تورطها في أعمال العنف، ولهذا هناك فهم مشترك بأنها هدنة تتوقف فيها كافة أعمال العنف لتنتهي تماماً إلى النقطة صفر، ولكن بتخفيض للعمليات الموجهة ومحاولة لاحتواء أي تحركات جديدة عسكرية بين القوات الأمريكية وبين حركة طالبان".

◄ خطوة بارزة

ويتابع كوك في تصريحاته لـ الشرق: "كما أن هدنة السبعة أيام تكتسب أهميتها الكبرى في أنها مرحلة اختبار حقيقية سيكون لنتائجها، في حال الالتزام بخفض أعمال العنف، وتحمل المسؤولية من الطرفين، الخطوة الأبرز للتوقيع على اتفاق سلام شامل على إثر نجاحها، وهو اتفاق طويل الأمد يتضمن بنوداً وأجزاء رئيسية، وبالتأكيد يأتي الجزء الأول منه ليشمل الأعمال الخاصة بالإرهاب؛ حيث ستلتزم طالبان، وفقاً للاتفاق، بالتعهد بعدم كونها تتبنى أو تجند أو تمول وتدرب من يصنفون على قوائم الإرهاب العالمية في المناطق التي تسيطر عليها الحركة، بينما ينطوي الجزء الثاني من الاتفاق الشامل، أن تبدأ المحادثات بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية في الحوار الداخلي الأفغاني- الأفغاني وذلك بصورة مباشرة عقب التوقيع على الاتفاق بين ممثلي الحكومة الأمريكية وممثلي حركة طالبان في الدوحة، وتأتي الخطوة الأخرى في مطالبة أفغانستان بوضع خارطة محددة لوقف عمليات إطلاق النار، وسيكون الدور الأمريكي بالمقابل هو سحب القوات العسكرية المتمركزة بالقواعد الأمريكية بأفغانستان، وللتوضيح ليس انسحاباً جزئياً، بل انسحاب عسكري كامل حتى آخر جندي أمريكي وذلك وفقاً لما تؤول إليه المحادثات وما يتعلق بما يتم تحقيقه من تقدم ملموس في البنود السابقة في الاتفاق".

◄ توافق ائتلافي

ومن جانبه يقول الصحفي والخبير السياسي الأمريكي سبينسر أركمان إنه: "ربما سيشمل التباحث أيضاً مقترح ممثلي الإدارة الأمريكية وخبراء البنتاغون باحتمالية بقاء وتشكيل وحدة مكافحة إرهاب أمريكية، ولكن في حال تقدم الاتفاق في تحقيق بنوده فالإدارة الأمريكية لا تريد التواجد العسكري في أفغانستان فقط بغرض تمثيل حضور بقدر ما تتطلب ضرورة عملية سحب القوات ومستقبل مكافحة الإرهاب، ولكن الأمر المهم والرئيسي في هذه الجهة أيضاً، هو كون الحكومة الأفغانية طرفاً رئيسياً في هذا السيناريو، حيث إن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، معاً، هما من سيقومان بتوقيع الاتفاق مع أمريكا أو التباحث ما بعد الاتفاق الأمريكي حول المستقبل في أفغانستان، وهو بالتأكيد ما سيشتمل على تمثيل لحركة طالبان بالحكومة الأفغانية الائتلافية ووضع سطر النهاية للشق السياسي من هذه الحرب، وهو أمر يدعو للتفاؤل حيث أن وزارة الخارجية الأمريكية والوزير مايك بومبيو أعلنا عن لقاءات مثمرة مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، وهو ما يمهد لقبول الاتفاق حال تم الوصول له في أعقاب الهدنة".

◄ تحقيق السلام

ويوضح أركمان في تصريحاته لـ الشرق: "إنه يجب طمأنة الحكومة الأفغانية والتي ترغب بكل تأكيد في احتواء أعمال العنف ووجود اتفاق إلزامي بوقف إطلاق النار، كما أن الحكومة الأفغانية ترغب في أن تتساوى الرغبة الأمريكية في سحب القوات مع الحرص ذاته على تحقيق السلام في أفغانستان والتي تشهد الكثير من أعمال العنف، ولكن كل ذلك من السياقات التي سيتم التباحث حولها والوصول إلى نتائج فيها في ظل الأجواء الحالية، فما تشهده المرحلة الحالية هو اقتراب تاريخي من إنهاء أطول حرب أمريكية، وأن بداية المفاوضات للوصول إلى حل سياسي غير عسكري بدأتها أمريكا قبل عشر سنوات كاملة مضت ولكن كان هناك انقساماً واضحاً بين المؤسسات الأمريكية حيال ما يجب أن يتم اتخاذه، فالبنتاغون كان يصر على أهمية الوجود الحيوي بل وتدخل أمام رغبة الرئيس أوباما في سحب القوات وأجبره على إعادة إرسال قوات جديدة كما أوضح بوب ودوارد في كتابه حروب أوباما، وأيضاً المؤسسات الأمريكية لم تكن على موقف واحد حيال الحرب في أفغانستان، على عكس المرحلة الحالية، فهناك إجماع بين قيادات البنتاغون ووكالات الاستخبارات والبيت الأبيض ووزارة الخارجية على ضرورة سحب القوات وتحقيق السلام، وهو أمر ليس بجديد أو في الفترة الأخيرة فهو الموقف الأمريكي ذاته الذي كان متواجداً في الخريف الماضي قبل الهجمات التي استهدفت عناصر عسكرية أمريكية وعلقت الاتفاق والمباحثات حينها بعد أن كانت قد تقدمت في خطوات إيجابية كان يشرف عليها مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، ولكن الآن باتت احتمالات تحقيق السلام قريبة للغاية في أفغانستان".

◄ إنهاء الحرب

ويختتم الخبير الأمريكي تصريحاته موضحاً: "إن الجميع الآن يدرك أن الرئيس ترامب ومجتمع الاستخبارات وقيادات البنتاغون باتوا الآن يشتركون في الموقف ذاته الذي تعلو فيه الرغبة في إنهاء أطول الحروب الأمريكية وسحب القوات من أفغانستان، وتعد المرحلة الحالية في المباحثات التي تشهدها الدوحة هي أكثر المراحل جدية وقرباً من تحقيق اتفاق سلام شامل يكون من دوره أن ينهي الحرب الأمريكية في أفغانستان، ويمهد من أجل تحقيق السلام في الداخل الأفغاني".

مساحة إعلانية