محليات

4304

"المَقطَر" فعالية تُحاكي حياة البادية في درب الساعي

يتضمن بيت العقيد وشذ الذلول والقناص..

** خالد هلال: فعالية تجسد حياة الأجداد الشاقة وتدفع الجيل الجديد نحو خدمة وطنه

تعتبر فعالية "المَقطَر" من الفعاليات الرئيسية في درب الساعي، على اعتبارها المرآة الحقيقية التي تعكس حياة الأجداد، و"المَقطر" في المفهوم المحلي تعني مجموعة من بيوت الشعر المتقاطرة، التي تجسد حياة البادية التي كان عليها "هل قطر"، والمتضمنة لبيت العقيد، بيت القناص، ومجلس النساء الذي يعرف بـ"الشق"، الأمر الذي يجعل لها شعبية بين الفعاليات التي يحتضنها درب الساعي، لما تعكسه من محاكاة لحياة الأجداد التي قلما يعرفها الجيل الجديد، لذا يعتبر هذا النوع من الفعاليات فرصة سانحة لتعريف الأجيال الجديدة تراث أجدادهم، المرتكز على قيم الشجاعة والكرم والحكمة والحنكة.

بيت العقيد

 وفي هذا السياق تحدث إلينا السيد عبد الرحمن البادي المعاضيد-مشرف فعالية المَقَطر في درب الساعي-، الذي أوضح قائلا " إنَّ المقطر من الفعاليات التي تجسد حياة البدو، في 3 بيوت من الشعر، فالبيت الأول من الجهة الشرقية للمقطر يُعرف بـبيت العقيد أو كبير العشيرة ويتضمن فعاليات جماهيرية كفعالية الراوي وهي عبارة عن رجل ملم بالقصص التي تتحدث عن أبطال ورموز العشائر في شبه الجزيرة العربية، فضلا عن فعالية "الرمعة" وهي عبارة عن ألغاز شعبية تطرح على الضيوف بهدف إيجاد الحل، إلى جانب فعالية شذ الذلول التي تقام لكبار السن وتعنى بقياس مدى إمكانية المشاركين من كبار السن بشد الذلول أي شد ركاب الإبل بالطريقة الصحيحة، حيث كانت تستخدم في إيصال الرسائل مابين الشيخ جاسم بن محمد المؤسس والمناطق المحيطة، كما هناك فعالية إشعال النار بالطريقة البدائية عن طريق "القداحة".

بيت الربعة والشق

وعرج السيد البادي في حديثه على بيت الحياة اليومية، الذي يسرد الحياة اليومية التي كانت تحياها الأسرة في البادية، سواء في ربعة البيت، إذ تخصص هذه للضيوف من الرجال، أما "الشق" فهذا الجزء مخصص للنساء، وبه يقمن بالأعمال اليدوية والحرفية مثل الغزل على النول، والنسيج والسدو، على جانب طهي الطعام، وتقمن فعليا في الشق عدد من السيدات على طهي الطعام بالطريقة التقليدية، كما أن بعضهن يقمن بالغزل على النول.

جمعية القناص

أما البيت الثاني من المقطر فيشتمل على بيت جمعية القناص، وفي هذا السياق تحدث السيد سعيد النعيمي-مشرف فعالية القناص في درب الساعي-، الذي أكد على أهمية مشاركة جمعية القناص في درب الساعي ضمن فعالية المقطر، التي تعتبر من أكثر الفعاليات شعبية لأغلب زوار درب الساعي حتى من السياح، لأنها بحقيقة الأمر تعكس حياة البادية.

ومشاركة جمعية القناص بهدف إثراء فعالية المقطر، وتعريف الجمهور بالصقور وأنواعها، والأكثرها شهرة في البادية القطرية كالحُر والشاهين، كما يتضمن الجناح على محنطات الطرائد التي يصطادها الطير، ويتم إطلاع الزوار على الصقور وعلاجاتها، وأجهزة التتبع، وأجزاء الطير كاملة، كما تتاح الفرصة لمن يرغب بالتقاط الصور مع الصقور التي توفرها جمعية القناص خلال الفعاليات، مشيرا إلى أنَّ الجناح يحظى بألف زائر يوميا، وهذا إن دل فإنه يدل على رغبة وشغف الجمهور للتعرف فعلا على الصقور وعلى أهم ما يميزها.

مسابقة شد الذلول

وعلى هامش اللقاء، فقد شهدت "الشرق"، مسابقة شد الذلول، والتي فاز فيها الوالد علي بن راشد القاشوطي، أحد الرجال من كبار السن، فبالرغم من عمره، إلا أنه استطاع أن يشد الذلول أو يشد ركاب الإبل بوقت قياسي، وتعتبر هذه من الفعاليات التي تكشف رجولة وفتوة الشباب والرجال في ذلك الوقت.

تعكس حياة البادية

والتقت "الشرق" مع عدد من زوار المقطر، فكانت البداية مع السيد جابر المري، الذي أكدَّ أهمية هذه الفعاليات التي من شأنها أن تعكس حياة البادية، وتوضح لزوار درب الساعي من غير المواطنين كيف كانت عليه حياة البادية في منطقة شبه الجزيرة العربية، كما أنها تطلع الجيل الجديد على حياة أجدادهم، التي كانت مليئة بالمشقة والعناء، بعكس ما يحيونه من هناء ورخاء يُحسدون عليه، لافتا إلى رمزية الإبل لدى البدو في منطقة شبه الجزيرة، التي أسهمت في تحرير المنطقة من البريطانيين، وكانت تدعى بالنجايب.

وأشاد جابر المري بمسابقة شد الذلول، وبالتنظيم على كافة المستويات، وبالتطوير الذي يشهده درب الساعي من عام تلو العام، الأمر الذي يؤكد حرص اللجنة المنظمة لفعاليات درب الساعي على أن تكون الفعاليات على حجم الحدث الوطني.

عمق تراثي أصيل

وبدوره اعتبر السيد خالد هلال أنَّ فعالية المَقطَر من الفعاليات التي لها عمق تراثي أصيل، تدفع بالزائر إلى زيارتها مرة واثنتين وثلاث مرات، فقط للوقوف على نمط الحياة الذي عاشه الأجداد قبل اكتشاف النفط، وما كان يلف تلك الحياة من مشقة وصعوبة، بعكس ما يحياه الجيل الجديد الذي اعتاد على الرفاه، إذ يندرج هذا النوع من الفعاليات تحت الدروس التي يجب أن يستفيد منها الجيل الجديد، حتى لا يتقاعس عن دوره في خدمة وطنه، فبمقارنة سريعة يستطيع أن يدرك الجيل الجديد حجم النعمة التي يحياها من رفاه، على كافة المستويات، بعكس ما عاشه الاجداد من صعوبات.

اقرأ أيضاً

رئيس الوزراء يتوجه إلى شرم الشيخ الأربعاء للانضمام لمفاوضات غزة

قطر تشارك في اجتماع اللجنة الثقافية لدول مجلس التعاون بالكويت

وزارة البلدية: إنجاز 93 بالمئة من المعاملات إلكترونيا و84.7 بالمئة نسبة رضا العملاء خلال 2025

أخبار ذات صلة

جامعة قطر ضمن أفضل الجامعات عالميا في برنامج ماجستير إدارة الأعمال

مجلس حقوق الإنسان يعتمد القرار المقدم من قطر بشأن حماية النساء والأطفال في حالات النزاع