عربي ودولي

1061

السفارة الألمانية ترعى مشروعاً لتعزيز التبادل الثقافي مع قطر

نظّمت السفارة الألمانية لدى دولة قطر احتفالاً اختتمتْ به مشروعاً تعليمياً يتمحور حول "الحكايات الخيالية الشعبية" ضمن الفعاليات الالمانية في قطر، حيث نُظّم الاحتفال في فندق "شرق" بالتعاون مع كلٍّ من مركز تعليم اللغة الألمانية والمدرسة الألمانية الدولية بالدوحة ومدرسة طارق بن زياد المستقلة للبنين.

وقد عملت تلك المؤسسات التعليمية التي تُدرس اللغة الألمانية على المشروع على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، الفترة التي شهدت تفاعلاً كبيراً بين عددٍ من الطلبة والتلاميذ من قطر وألمانيا والعديد من البلدان الأخرى، إذْ إنّ هذا المشروع أتاح لهم فرصة عيش تجارب ثقافية ولغوية متنوّعة وغنية بالإبداع والمتعة.

حضر الاحتفال سعادة السيدة أنجيليكا شتورز شكرجي، السفيرة الألمانية بالدوحة، والسيدة بريجيت غراومان، نائب مدير مركز تعليم اللغة الألمانية، ومعلمين ومعلمات من المدرسة الألمانية الدولية في قطر ومدرسة طارق بن زياد المستقلة للبنين، بالإضافة إلى مجموعة أولياء الأمور. وتم خلاله عرضُ أعمال الطلبة والتلاميذ الذين شاركوا بالمشروع، كما قدمت أيضاً عروضا غنائية وراقصة مُستوحاة من فكرة المشروع "الحكايات الخيالية الشعبية".

وقالتْ سعادة السيدة أنجيليكا شتورز شكرجي، السفيرة الألمانية بالدوحة في تصريحٍ لـ "الشرق" على هامش الاحتفال: إنّ مشروع "الحكايات الخيالية الشعبية" يهدف إلى التعريف بالثقافة الألمانية حيث إنّ الحكايات الخيالية دائماً تكون غنيةً بالعنصر الثقافي، ويتم تناقلها من جيلٍ إلى جيل.

ولفتتْ شكرجي إلى أنّ التنوّع الثقافي الكبير الموجود في قطر يجعل من مهمة إبراز ثقافةٍ ما والتعريف بها تحدّياً صعباً، مُضيفةً: "نحن ندرك مدى اهتمام العرب بهذا النوع من الحكايات، وقد رأينا أنّ هذا المشروع هو خير وسيلةٍ للتعبير عن جانب حيوي من الثقافة الألمانية بأسلوبٍ شيقٍ وجذّاب".

وبيّنت سعادة السفيرة أنّ الفكرة التي يُركّز عليها المشروع قد أثارت اهتمام كلا الجانبين القطري والألماني، ذلك لأنّها تكتسب أهمّيتها من كونها فكرة متوارثة عبر الأجيال وقابلة للتجدّد من خلال سردها بأساليب متنوّعة تواكب كلّ زمان، قائلةً: "إنّ أهمّ ما يُميّز الحكايات الشعبية مثل حكاية (بياض الثلج) هو إمكانية إحيائها بالعديد من الطرق كتحويلها إلى أفلام ومسلسلات، ذلك بالإضافة إلى فائدتها في تسهيل وتيسير تعليم اللغة الألمانية".

ونوّهت شكرجي في هذا السياق إلى أنّ مدرسة طارق بن زياد المستقلة للبنين — التي شاركت بالمشروع — كانت أول مدرسة قطرية تُدرّس اللغة الألمانية كمادة اختيارية.

وأشارت سعادتها إلى أنّ عدد الطلاب القطريين الذين يقصدون ألمانيا لمتابعة دراستهم الجامعية مازال إلى اليوم دون المستوى المنشود، موضحةً أنّ اللغة هي أحد أسباب ذلك إذْ يتعيّن على من ينوون الدراسة في ألمانيا تعلّم اللغة المحلّية فهي اللغة المعتمدة في المناهج التعليمية للجامعات هناك. وأضافت: "مازالت هناك مساحة لمزيد من التطوّر بالنسبة للتعاون في المجال التعليمي، ونحن نبذل ما في وسعنا لتحقيق ذلك، كما أنّنا نبحث حالياً مع الجانب القطري إمكانية أنْ يتم تخصيص منح دراسية للطلبة الذين يرغبون بمتابعة دراستهم في الجامعات الألمانية. وأؤكد هنا على أنّ الجامعات الألمانية مؤهلة لتقديم مستوى تعليم عالٍ. ونرحّب بالطلبة القطريين للدراسة في هذه الجامعات"، وتابعتْ: "أشجّع جميع الطلبة على تعلّم اللغة الألمانية واكتشاف المزيد عن الثقافة الألمانية".

وتوجّهت سعادتها بالشكر إلى الحكومة القطرية على دعمها المستمر واهتمامها بتعزيز التعاون بين البلدين لا سيما في المجالين التعليمي والثقافي، مؤكّدةً أنّ العام الثقافي القطري — الألماني 2017 الذي يجري الاستعداد له هو أكبر دليل على هذا الاهتمام.

إقبال وتفاعل

من جانبها، أشارتْ السيدة بريجيت غراومان، نائب مدير مركز تعليم اللغة الألمانية في حديثٍ مع "الشرق" إلى أنّ مشروع "الحكايات الخيالية الشعبية" تبرز أهميته من حيث أنّه ثمرة جهود تعاون المؤسسات التعليمية المعنية بتدريس اللغة الألمانية في دولة قطر، قائلةّ: "السفارةُ الألمانية اقترحت الفكرة ومنَحتنا الدعم المادي لنبدأ بتطبيقها، وشجعتنا على العمل معاً والتعاون في إنجاح هذا المشروع الثقافي. ما دفعني إلى المشاركة في المشروع هو أنّه يركّز على فكرةٍ تعبّر عن الثقافة المحلية بأسلوبٍ ساحرٍ وجذاب". وأضافتْ: "إنّ تعلّم اللغة الألمانية يحظى باهتمام العديد من الطلبة القطريين؛ وتتجاوز نسبة الطلبة القطريين في مركز تعليم اللغة الألمانية الـ 10 % من إجمالي عدد طلابه".

وعبّرت غراومان عن سرورها بما تلمسه من إقبالٍ وتفاعلٍ من الجانب القطري على تعلّم اللغة الألمانية والتعرّف أكثر على ثقافة البلد، بالقول: "نشكر الشعب القطري على مساعدته وترحيبه بنا، وعلى مشاركته لنا في مثل هذه المشاريع الثقافية وإقباله على التعرف على الثقافة الألمانية. وإنّه لمبعث سرورٍ لنا أنْ نتمكّن من إضافة المزيد إلى مخزونهم الثقافي الثري.

وحول مشاركة مدرسة طارق بن زياد المستقلة للبنين بالمشروع الثقافي "الحكايات الخيالية الشعبية"، واهتمامها بتدريس اللغة الألمانية كمادة اختيارية ضمن مناهجها، أعرب الطالب عبدالرحمن محمد عن امتنانه للجهود التي تبذلها المدرسة في فتح آفاق جديدة لطلابها وإتاحة الفرصة لهم لتعلّم اللغة الألمانية. وقال في حديثه لـ "الشرق": " تُعجبني اللغة الألمانية وأجدها مثيرة للاهتمام. ومع أنّني واجهت صعوبةً في البداية فيما يتعلّق بالطريقة الصحيحة لنطق اللغة، لكنّني تمكّنت بعد فترةٍ من تجاوزها. وأنا أتطلّع للغاية إلى متابعة دراستي الجامعية في إحدى جامعات ألمانيا".