رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاسم الشمري

مساحة إعلانية

مقالات

390

جاسم الشمري

رسائل الدوحة

19 سبتمبر 2025 , 12:20ص

القمّة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الدوحة الإثنين الماضي، 15/ 9/ 2025، لم تكن مُجرّد فعالية لتجميع قادة الدول العربية والإسلامية على صعيد واحد، بل خطوة دقيقة لمرحلة مفصلية ستكون لها ثمارها وتبعاتها الكبيرة على المنطقة والعالم.

وصدر عن القمة بيان ختامي صارم، حَمل عدّة رسائل دقيقة وفاعلة، وأهمها:

- إدانة شاملة لإسرائيل:

بعد إدانة مجلس الأمن الدولي، وبالإجماع، للهجوم «الإسرائيلي» على الدوحة، جاء الموقف العربي – الإسلامي داعما ومؤيّدا للإدانة الدولية.

وقد رفعت القمّة العربية – الإسلامية من مستوى الخطاب ضد «إسرائيل»، واستخدم البيان الختامي عبارات شديدة اللهجة تتعلّق بهجوم الدوحة، ومنها «العدوان الجبان وغير الشرعي» و»جريمة ضد الإنسانية».

وأن العدوان «انتهاك مباشر لسيادة دولة عربية ومن الدول المحورية في الوساطة».

وهذا تطور كبير في الخطاب الرافض للعبث «الإسرائيلي» بأمن المنطقة عموما، وفلسطين خصوصا. وبيان الدوحة بداية لتصعيد مرتقب ومتوقّع على المستويات الدبلوماسية والقانونية الدولية والاقتصادية وغيرها.

-الموقف القطري الصلب

مَن يُتابع الخطاب القطري الرسمي منذ اللحظات الأولى للعدوان الصهيوني على الدوحة يجد «الغضب» الرسمي القطري واضحا وصريحا، وبالذات كَون الدولة القطرية كانت تلعب دور الوسيط في ملفّات حساسة بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين ومنها ملفّ وقف الحرب.

وهذا الموقف القطري الصلب كانت من أولى ثماره القمّة العربية- الإسلامية الطارئة والمساندة للدولة القطرية.

- نصرة فلسطين: لا شكّ أن قمّة الدوحة كانت لمساندة الموقف القطري الرافض للعدوان «الإسرائيلي» إلا أنها لم تتراجع عن مواقفها الإنسانية ودعم جهود الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، لوقف العدوان الصهيوني بغزة رغم المحاولات «الإسرائيلية» لإجهاض تلك الجهود. وشدّدت القمّة على رفض السياسات الهادفة لإعادة رسم خارطة المنطقة، وأدانت أيّ «محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين». سَعَت القمّة إلى تسليط الضوء على ضرورة تَحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته أمام الانتهاكات «الإسرائيلية»، وذَكّرت بخيبة الأمل العربية – الإسلامية من الأداء المتقاعس للمنظمات الدولية في مواجهة الانتهاكات «الإسرائيلية» الخطيرة والمتكررة. وأصرّت على ضرورة متابعة محكمة العدل الدولية لمهامها المتعلّقة بالجرائم «الإسرائيلية» ووجوب ملاحقة أيّ مُتّهم بهذه الجرائم.

- مراجعة العلاقات الاقتصادية مع «إسرائيل»

ركّزت القمّة على ملفّ «مراجعة العلاقات الاقتصادية» مع «إسرائيل»، وهذه المراجعة من الأدوات الفاعلة كونها ستترك الكيان محاصرا وسط الدول الضاغطة عليه قانونيا واقتصاديا، وبالمحصّلة سيُجْبَر على مراجعة سياساته الضاربة للقوانين والأعراف الدولية. وهذه الفعّاليات الدبلوماسية والقانونية تتطلّب تحرّكات عربية – إسلامية جماعية ومنفردة لتحقيق هذه الغايات القانونية الحساسة والضاغطة على تل أبيب.

- تقويض السلام: وفي تطوّر دبلوماسي مُتقدّم جدا، ركّزت القمة على أن عدوان «إسرائيل» الغاشم على قطر يُقوِّض أي فرص لتحقيق سلام بالمنطقة. 

وهذه رسالة كبيرة لقادة «إسرائيل» ولمَن يساندونهم بأن السلام لا يعني القبول بالعبث الصهيوني بأمن الدول. وأكدت القمّة على ضرورة «تنسيق الجهود الرامية لتعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة». وبعد البيان الختامي للقمّة بساعات حذّر رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، من أن «إسرائيل» تواجه نوعًا من العزلة قد يستمر لسنوات.

وكذلك جَدّد مجلس الأمن الدولي ادانته للهجوم «الإسرائيلي» على قطر بعد ساعات من انتهاء أعمال قمة الدوحة.

اللغة الدبلوماسية الصلبة والموحّدة للبيان الختامي، وتركيز القمّة على رفض العدوان «الإسرائيلي» على قطر وغزة وبقية الدول، وتسليط الضوء على مبدأ سيادة الدول، وربط هجوم الدوحة بالموقف القطري الإنساني المتميّز والداعم للقضية الفلسطينية جميعها كانت رسائل عربية – إسلامية من قمّة الدوحة ليس «لإسرائيل» فحسب بل للمجتمع الدولي والدول الداعمة لتل أبيب.

وهكذا، ورغم التهديدات «الإسرائيلية» اليومية باحتلال كامل غزة، ومهاجمة بعض الدول إلا أن موقف تل أبيب، إقليميا ودوليا، سيكون ضعيفا ومنبوذا ومختلفا تماما بين مرحلة ما قبل قمّة الدوحة وما بعدها!

وبهذا تواصل الدبلوماسية القطرية حَصْد ثمار الحوارات الحكيمة والسياسات الدقيقة القادرة على تحويل الأزمات إلى مكاسب للإنسان والكون.

اقرأ المزيد

alsharq القيادة الإدارية في ضوء السيرة النبوية

تعددت نماذج القيادة عبر الأزمان ولكن لسنا بحاجة للرجوع إلى النماذج الغربية للقيادة، فلدينا أعظم مرجع للقيادة يحتذى... اقرأ المزيد

42

| 03 أكتوبر 2025

alsharq استشهدوا وما زالت والدتهم تنتظر قدومهم

ليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة، بل أربعة دفعة واحدة استشهدوا مع أبناء عمومتهم والجيران، قُصف المنزل على... اقرأ المزيد

48

| 03 أكتوبر 2025

alsharq الثراء اللغوي.. عودة تحمل الإبداع والتميز

في مشهد تربوي يؤكد حضور اللغة العربية كهوية وانتماء، دشّنت مدرسة الوكرة الإعدادية للبنات يوم الخميس 25 سبتمبر... اقرأ المزيد

30

| 03 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية