رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3673

الشيخ المريخي: السحر داء خطير يتلف الجسد ويهدم الدين

20 نوفمبر 2015 , 10:02م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

أكد فضيلة الشيخ د. محمد بن حسن المريخي أن التوحيد هو القضية الكبرى في هذا الكون والقاعدة العظمى التي تدور عليها رحى الدين، لافتاً إلى أن توحيد الله تعالى هو أساس النبوات ومن أجله خلق الله السماوات والأرض وأرسلت الرسل مبشرين ومنذرين وخلقت الجنة والنار.

واستشهداً بقوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)، قائلاً في خطبة الجمعة اليوم بمسجد عثمان بن عفان بالخور: إن الخوف والرجاء والرغبة والرهبة واليقين والتوكل مسائل عظيمة لأنها أبواب التوحيد، مشيراً إلى أن الكثير من الخلق يغفل عنها حتى إن الشرك ليدخل عليهم من بابها وهم لا يشعرون.

وحذّر د. المريخي من خطورة الخوف من غير الله وقال إنه شرك من شرك الجاهلية الأولى.. وأضاف "الخوف الشيء الذي يجعل العبد يخاف من الإنسان كخيفته من ربه عز وجل، وليس الخوف الطبيعي وهذا الخلل القلبي يؤدي بإنسان إلى فعل شركي، وذلك حين يصرف العبد شيئاً من حقوق الخالق إلى المخلوق لجلب نفع أو دفع ضرٍّ، بل يصل الأمر إلى الشرك في توحيد الربوبية حين يعتقد الجهول أن النفع والضر يمكن عند غير الله جل جلاله. (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادَّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم).

وجدّد تحذيره من خطورة السحر مؤكداً أنه من أخطر المزالق والبلايا المهلكة والرزايا المُردية التي تؤدي إلى كبائر الذنوب إلى جانب أنها ناقض من نواقض الإسلام.

وبيّن الشيخ المريخي أن السحر داء خطير وشر مستطير، له حقيقة خفيّة وضرر محقق يهدم الدين ويتلف الجسد ويخرب البيوت ويقطع الأرحام ويورد النار، لذا فقد حرمته جميع الشرائع السماوية وسمّاه الله كفراً وحذر منه ولم يجعل لصاحبه في الآخرة نصيباً ولا حظاً.

وتابع، كما أنه هو عزائم ورقى وعقد ونفث، وعمل يؤثر به في القلوب والأبدان والمشاعر والطبائع.. لافتاً إلى أنه بضاعة الشيطان يلجأ إليه ضعاف النفوس والإيمان، من أجل منفعة أو دفع مضرة.

وأكد أن الساحر مفسد فاجر قد نزعت من قلبه الرحمة واستأثر للذلة وباع نفسه للشيطان، وأوبق دنياه وأخراه، فلا تجد ساحراً سعيداً، وإن أوهم الناس بجلب السعادة لهم، ولا تجد ساحراً غنياً وإن خدع الناس بدفع الفقر عنهم، إنه سيئ الحال، خبيث الفعال دائم الذلة، ملازم للفقر والقلة، قبيح الخصال والطباع.

السحر كُفر

ونوّه بإن عالم السحر والسحرة والعرافين والكهنة عالم موبوء بالخرافات والدجل مطمور بالبغي والظلم، في أكنافه تعشعش الشياطين ويظلله الشرك والكفر المبين (ولا يفلح الساحر حيث أتى) يقول تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر).. وهذا تأكيد من الله تعالى على كفر الساحر، ولقد عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبع الكبائر المهلكات فقال (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هنّ؟ فقال: الشرك بالله والسحر .....) رواه البخاري ومسلم.

الساحر مفسد كبير

وأوضح د. المريخي أن الساحر مفسد كبير ومجرم قد تعدى بجرمه وشره الحدود، فكانت عقوبته في الشرع الحنيف القتل لأنه من أعظم المفسدين في الأرض، كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ولاته: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة.. وعند الترمذي رحمه الله من حديث جندب (حدّ الساحر ضربة بالسيف) وقد نص أئمة الإسلام على كفر الساحر خاصة إذا ظهرت استعانته بالشياطين والتقرب منهم، وذهب بعضهم إلى عدم قبول توبته، يقول الحافظ الذهبي رحمه الله: فترى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر ويظنون أنه حرام فقط وما يشعرون أنه كفر.

لقد انتشر السحر والسحرة في أرجاء الدنيا وظهرت فضائيات وإذاعات ومروجون للسحر ووقع بعض العامة في بلوى السحر.

مشيراً إلى أن البعض أفسد دينه بسؤال هؤلاء الكفرة وصدقوهم وهابوهم، نسوا الله ربهم وعقيدتهم وإسلامهم.

أسباب الإقبال على السحرة

وقال إن السحر يوجد في كل مكان بسبب تداخل الناس بعضهم ببعض ووصول بعض الكفرة إلى ديار المسلمين بكفرهم وسحرهم ومعتقداتهم، وبسبب ضعف بعض المسلمين في عقيدته وحيائه من انكار المنكر وقلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبعد عن تعاليم الشرع الحنيف والاكتفاء بالقليل منه والإقبال على علوم الدنيا المفسدة للقلوب والإيمان.

وشدد على أن السحر هدم أنفساً وأسراً وفرق بين الأزواج وقطع الأرحام وأدخل أقواماً في دوامات من الفوضى والعبث، وضيّع على البعض مكتسباته والنعم ومنحه الشر والهم والبلوى.

وتابع: إن العاقل ليعجب من تعلق الناس بهذه الأوهام واستشراء هذا الداء بين المسلمين وقد انتشر الوعي بالدين وجاءت الفتاوى ونقل العلم الصحيح عبر الإعلام ووسائل الاتصال.

التعاويذ هدم للدين

وتساءل فضيلته عن حقيقة الإيمان والدين؟ وعن العقول والإفهام؟ فما تلك الخيوط والخرز والحلق والحجب؟ أي نفع تجلبه التعاويذ الشركية والتمائم والحروف والخيوط والطلاسم؟ إنها سخرية بالعقل وهدم للدين وانحطاط في التفكير وانحراف في الديانة بعد أن منّ الله تعالى على عبيده بالإيمان والعقيدة وجاء محمد رسول الله بالحق من الله (فماذا بعد الحق إلا الضلال).

مساحة إعلانية