رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

21273

رياضة "اليوجا" بين الحلال والحرام

20 يونيو 2016 , 12:39م
alsharq
هديل صابر

مع ديناميكية الحياة المعاصرة، وشدة التوتر الناجمة عن الحياة العصرية، يلجأ البعض إلى ممارسة رياضة "اليوجا" التي تعود لآلاف السنين بحثاً عن الاسترخاء الجسمي والصفاء الذهني، غير أن الأصول الهندوسية لـ"ليوجا"، أسهمت في أن تصدر فتاوى متعددة تؤكد في أغلبها أنَّ "اليوجا" رياضة وثنية محرمة، واعتبرها البعض أنها خرافة شركية، أسهمت في هيجان العقائديين حتى من غير أتباع الديانة الإسلامية، معتبرين أنها تضعف عقيدة الشخص الدينية.

وقد رأى رأي آخر أنَّ جواز ممارستها يتطلب تحقق أمرين وهما أن تتجرد من التراتيل والكلمات الوثنية، وأن يتخلى ممارسها عن التوجه إلى الشمس والانحناء والتحية لها.

"الشرق" بحثت في هذا الموضوع، وكان للشبكة الإسلامية رأي ، كما طرح لنا الداعية الإسلامية خالد أبو موزة رأيه من منطلق أن الأصل في الأشياء الإباحة.

وتجلى رأي الشبكة الإسلامية "إسلام ويب"، في أنَّ اليوجا ليست مجرد رياضة بدنية وإنما هي عبادة يتوجه بها أصحابها إلى الشمس من دون الله، وهي منتشرة في الهند منذ زمن بعيد، والاسم الأصلي لهذه الرياضة باللغة السانسكريتية (ساستانجا سوريا ناما سكار)، ومعناه "السجود للشمس بثمانية مواضع من الجسم"، حيث تعتمد هذه الرياضة على عشرة أوضاع معلومة، منها الوضع الخامس الذي يكون بالانبطاح على الأرض منبسطاً بحيث يلامس الأرض : اليدان والأنف والصدر والركبتان وأصابع القدمين، وبهذا يتحقق السجود للشمس بثمانية مواضع من الجسم.

..وتبدأ تمارين اليوجا بالوضع الأول الذي يمثل تحية للمعبود وهو الشمس، وهذه التمارين لابد أن يصاحبها جمل من الألفاظ المصرحة بعبادة الشمس والتوجه إليها، وهو ما يسمى بالمانترات، وتردد بصوت جهوري وبطريقة منتظمة الإيقاع،

وبالرجوع إلى القاموس المعروف المسمى Longman وجدنا كلمة مانترات تعني: مقاطع مقدسة لدى عباد الهنادكة، ولذلك رأى الفقه إن اليوجا ليست رياضة، وإنما هي نوع من العبادة الوثنية التي لا يجوز للمسلم أن يقدم عليها بحال، وليعلم أن ما يروج له بعض الناس لليوجا من أنها تجلب راحة النفس أو صفاء الروح ليس أمرا خاصاً باليوجا، وإنما هو عام في كل من ردد كلمات مخترعة مبتدعة أو شركية مع حضور القلب وتركيز الذهن والنظر إلى صورة ونحوها فإن هؤلاء - كما ذكر أهل العلم - تتنزل عليهم الشياطين، وتملأ عقولهم وقلوبهم بالخيالات والأوهام، فيشعرون بهذا الصفاء المكذوب، الذي يتحدث عنه بعض أرباب الطرق الملازمين للأذكار المحدثة والأوراد البدعية.

وراحة النفس وصفاؤها الحقيقي في لزوم السنة والاتباع لمحمد صلى الله عليه وسلم وذكر الله بما شرع في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

جائزة بشرطين

..ورأى الداعية الإسلامي خالد أبو موزة أنَّ الاعتكاف من الممارسات الدينية في الدين الإسلامي التي تحفز الذهن على التأمل، والتفكر في خلق الله، وقد يستعاض بها كرياضة عوضا عن رياضة "اليوجا"، حيث كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان الاعتكاف من أكثر العبادات التي تمارس حتى يخلوا الإنسان مع نفسه، ليصفي ذهنه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وخلال العشر الأواخر من رمضان يعمد إلى اعتزال الناس ولا يحدث أحدا، بل كان يصلي بالناس ثم يعود إلى خيمته.

وأضاف الداعية أبو موزة قائلاً " إنَّ رياضة "اليوجا" من الممكن ممارستها، بحيث لا تتعارض مع عقيدتنا، حيث إن الأصل في الأشياء الإباحة، مشيرا إلى أنَّ "اليوجا" إن جردت من التراتيل والكلمات الوثنية وخلت عن التوجه إلى الشمس والانحناء والتحية لها، جائزة مع مراعاة أمرين الأول: مخالفة ترتيب الأوضاع المذكورة في اليوجا وإدخال بعض الأوضاع الجديدة عليها منعاً للمشابهة،

الأمر الثاني: عدم فعلها في الأوقات التي يحرص الهندوس على أدائها فيها كوقت شروق الشمس، ومستند هذا التقييد ما ثبت في الصحيحين وهذا لفظ مسلم "من حديث عمرو بن عبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار".

مساحة إعلانية