رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

262

ليبيا تغرق في الفوضى والحكومة تقترح مخرجا للأزمة

20 مايو 2014 , 09:37ص
alsharq
طرابلس، القاهرة - وكالات، بوابة الشرق

عرضت الحكومة الليبية المؤقتة، أن يدخل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في "إجازة برلمانية" حتى انتخاب برلمان جديد وذلك لإخراج البلاد من الأزمة التي تفاقمت غداة هجوم مسلح على مقر المؤتمر في موازاة مواجهات عسكرية في الشرق.

وزاد من حدة التوتر إعلان القوات الخاصة في الجيش الليبي في بنغازي وضباط في قاعدة طبرق الجوية (شرق) انضمامهم إلى العملية العسكرية التي بدأها لواء متقاعد ضد المجموعات المتطرفة على وقع اتهام السلطات له بتنفيذ "محاولة انقلاب".

وقد تؤدي أعمال العنف إلى إغراق البلاد في الحرب الأهلية وتعيد إحياء الخصومات بين عشرات الميليشيات التي تنشط وفقا لما يخدم مصالحها سواء كانت إيديولوجية أم إقليمية أم قبلية.

وهذه الميليشيات التي يهيمن عليها الإسلاميون تتولى تطبيق القانون في البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر 2011 لأن السلطات الانتقالية لم تتوصل بعد إلى تشكيل جيش وشرطة محترفين.

وقد عمدت السلطات الجديدة إلى تهميش أو استبعاد الجنود القدامى، من ضباط أو جنود الجيش الليبي أبان نظام معمر القذافي، على الرغم من أن بعضهم شارك في الثورة التي أطاحت بهذا الأخير.

مبادرة وطنية

وأعلنت الحكومة الليبية المؤقتة في ختام اجتماع طارئ، أنها قدمت "مبادرة وطنية" إلى المؤتمر الوطني العام تقضي بأن يدخل هذا المؤتمر في "إجازة برلمانية" حتى انتخاب برلمان جديد.

وجاء في بيان صادر عن الحكومة نشر على موقعها على الإنترنت، أن الحكومة المؤقتة إيمانا منها بـ"خطورة المرحلة الحالية من تاريخ ليبيا ورغبة منها في تجنيب الوطن الانزلاق إلى مهاوي الاقتتال الداخلي.. فإنها تتقدم إلى المؤتمر الوطني العام بمبادرة وطنية لرأب الصدع".

وتابع البيان إنه "بعد انتهاء استحقاق إقرار ميزانية الدولة الليبية لسنة 2014، يدخل المؤتمر الوطني العام في إجازة برلمانية حتى يتم انتخاب البرلمان القادم وتسلم له السلطة التشريعية عند ذلك".

وأثار المؤتمر الوطني استياء القوى السياسية والعسكرية وقسم كبير من السكان حين قرر تمديد ولايته حتى ديسمبر 2014 علما بأنها انتهت في فبراير.

لكنه سرعان ما تراجع عن قراره وقرر إجراء انتخابات مبكرة من دون أن يحدد موعدها.

وشنت ميليشيات نافذة في منطقة الزنتان (غرب) التي تسيطر على جنوب العاصمة الليبية طرابلس الأحد هجوما على مقر المؤتمر الوطني.

وكتائب الزنتان التي تعتبر بمثابة الذراع المسلحة للتيار الليبرالي في ليبيا، تطالب بحل المؤتمر الوطني العام الذي يهيمن عليه الإسلاميون والمتشددون.

وبعد الهجوم الخاطف على مقر المؤتمر، انسحبت كتائب الزنتان إلى معقلها على طريق المطار حيث دارت معارك بينها وبين ميليشيات إسلامية. وأسفرت المواجهات عن قتيلين و55 جريحا، بحسب حصيلة رسمية.

محاولة انقلاب

وفي بنغازي (شرق)، أعلن قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي الاثنين، أن قواته انضمت إلى القوة شبه العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي سبق أن أعلن شن عملية عسكرية في بنغازي واتهمته السلطات الليبية بـ"محاولة انقلاب".

وقال العقيد ونيس بو خماد "نحن مع معركة الكرامة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي بكل أفرادنا وأسلحتنا"، في إشارة إلى اسم العملية التي بدأها اللواء المتقاعد حفتر الجمعة على رأس قوة شبه عسكرية في بنغازي بهدف التصدي لـ"الإرهابيين".

وأضاف بو خماد، الذي يتمتع بتاييد كبير في صفوف الليبيين وخصوصا سكان بنغازي أن المعركة مستمرة "حتى القضاء على الإرهاب"، مذكرا بأن جنوده كانوا في مقدم من تصدوا للمجموعات المتطرفة في بنغازي التي سبق أن شهدت مواجهات بين القوات الخاصة والإسلاميين.

وقتل عشرات من عناصر بو خماد في الأشهر الأخيرة في هجمات نسبت إلى مجموعات متطرفة وخصوصا جماعة "أنصار الشريعة" التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية.

وإضافة إلى القوات الخاصة، انضم ضباط عديدون في شرق ليبيا بينهم من ينتمي للقوات الجوية إلى حفتر الذي أكد الأحد أن "عمليتنا ليست انقلابا ولا سعيا إلى السلطة وهدفها محدد وهو اجتثاث الإرهاب" من ليبيا.

وخليفة حفتر المتحدر من الشرق الليبي، انشق عن جيش معمر القذافي في نهاية الثمانينات. وعاد إلى ليبيا للمشاركة في ثورة 2011 بعدما أمضى نحو عشرين عاما في الولايات المتحدة.

وأمام الفوضى الأمنية السائدة، أغلقت المملكة العربية السعودية، الإثنين سفارتها وقنصليتها في طرابلس وأجلت كافة أعضاء بعثتها الدبلوماسية لدى ليبيا بسبب "الأوضاع الأمنية" الحالية في البلاد، بحسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

قلق أمريكي

من جانبها، غادرت السفيرة الأمريكية في ليبيا ديبورا جونز البلاد الأحد بحسب مصدر ملاحي. لكنها كتبت على موقع تويتر أنها تقوم بـ"زيارة عائلية".

ورأى المراقبون أن هذه العمليات في بنغازي وطرابلس تشكل "اختبارا" لتقييم رد فعل المجتمع الدولي وكذلك مدى دعم السكان وميليشيات أخرى وعسكريين على المستوى الوطني.

وما زاد أيضا من تفاقم الوضع في ليبيا البلد الذي يعتمد حصريا على عائداته النفطية، أن إنتاجه النفطي شهد تدهورا كبيرا بسبب سيطرة الثوار المطالبين بالفدرالية على موانئ النفط في الشرق.

مساحة إعلانية