رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2318

قصة أقوى فلسطينية من سلفيت

20 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
سلفيت - حنان مطير

بكرية عبد الله المكناة بأم عزيز والبالغة 76 عاما، تعيش في دير بلوط بمحافظة سلفيت برفقة ابنتها عزيزة في بيت مليء بالحب، هي امرأة ترى العمل صحة وحياة، وبدونه يهرم الإنسان ويضعف، ولكثرة ما اعتاد الناس في منطقة سكنها وحولها أن يروها تعمل في الأرض تحرث وتزرع وتسقي وتقطف وصفوها بـ "أقوى امرأة". تروي لـ"الشرق": "أستيقظ منذ الفجر، وربما قبله إن أردت أن أعجن وأخبز في بيتي، فأنا لا أحب تناول الخبز من المصانع إنما من عمل يدي، ثم أصلي وأنطلق مشيا قرابة العشرين دقيقة إلى المرج في دير بلوط، هناك أحرث الأرض وأزرعها وأحصدها وأبيع المنتج منها". أم عزيز التي تستأجر 5 دونمات زراعية، تقوم بعمل أي شيء يخص الزراعة ولديها الخبرة الكافية لتكون واثقة من كل أعمالها. وتقول: "أقضي عددًا من الساعات في الأرض ثم أعود للبيت أصلي الظهر وآخذ قسطًا من الراحة، وعند العصر أعود من جديد للأرض". فيوم بلا عمل هو يوم ضائع، ولا تحسبه يومًا من حياتها – وفق ما تضيف-. يرجوها أبناؤها أن تتوقف وأن تُريح نفسَها من العمل، وأن تكتفي بزيارة أرضهم الخاصة واحتساء كوب من الشاي أو القهوة فيها برفقتهم، وأن تستمتع بجمال خضرتها دون أن ترهق نفسها لكنها ترفض رفضًا تامًا.

وتضيف: "لا أقبل عرضهم أبدًا، فقد اعتدت على العمل مع والدي منذ كنت في العاشرة، أرعى الجمال والأغنام والأبقار، وأحلبها بتمكن وأشاركهما كل أعمالهما الزراعية". وتستمر: "كنت كامرأة كبيرة في العمل والجد والقيام بالواجبات الكبيرة، وفي نفس الوقت كنت أعيش طفولتي الرائعة في اللعب والركض ومصادقة الطفلات في عمري". أم عزيز قوية لا تخشى الاحتلال ولا مواجهته منذ طفولتها حيث تربت أنها صاحبة حق وأن صاحب الحق هو الأقوى وإن لم يكن يمتلك الذخيرة العظيمة من السلاح، وحول هذا تروي: "كان والدي مناضلا ضد الاحتلال وكنت أنقل له بارودته في لَجَن "وعاء" فوق رأسي أدسها بين الأشياء التي أحملها فيه، وأنطلق بالبارودة إلى القدس أو إلى أي مكان يحدده لي والدي، وحين أسلمها للمكان المطلوب أشعر بسعادة كبيرة وأنني مناضلة مثل والدي". واليوم ربما أكثر كلمة اعتيد سماعها منها هي الدعاء عليهم بالقول "الله يصرفكم، بالنهاية لازم تطلعوا من بلدنا"، ويذكُرُها كل من عرفها كيف هجمت على الجندي المدجج بالسلاح والمغطّى كل وجهه عدا أنفه، في مسيرة رافضة لبناء الجدار العنصري. تعلق: "لقد شدَدْتُ الجندي من أنفه بقدر ما ملأ القهر قلبي، حيث أقبلت الجرافات للحفر والتجهيز لبناء الجدار وأكل أرضي الواسعة وحرمني منها". ورغم كل ما يفعله الاحتلال من تجبر وإجرام وهدم للآبار التي يبنيها المزارعون وهدم للغرف في أرضها وأرض من حولها والتي يحتاجونها في عملية الزراعة وحفظ أغراضهم الزراعية وأدواتهم، ورغم إطلاق الخنازير في المرج لتتلف المزروعات إلا أن أم عزيز على ثقة بأن الاحتلال زائل يومًا ما.

توضح: "أشعر بقهر شديد بلا شك وكثيرًا ما يضيع جهدي وتعبي في الزراعة هباء بسبب إطلاق خنازيرهم، إلا أن الاحتلال مهما بدا قويا فإن قوته زائفة وأن الفلسطينيين رغم عدم امتلاكهم السلاح إلا أنهم أقوى بكثير لأنهم أصحاب الحق وأصحاب الأرض".

مساحة إعلانية