رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

6879

توصيات لتعزيز خدمات الدعم الاجتماعي لأسر أطفال التوحد

20 مارس 2020 , 07:10ص
alsharq
الدوحة ـ الشرق:

الشرق تنشر أحدث دراسات معهد الدوحة الدولي للأسرة

** رفع مستوى وعي المجتمع بالتوحد لتخفيف العبء المالي على الأسر

** تشجيع صانعي السياسات لوضع الخدمات التشخيصية والعلاجية للطفل المتوحد

** مطالبات بخدمات للصحة النفسية وتعلم مهارات التكيف مع المتوحدين لأولياء الأمور

** أولياء أمور يأملون في نظام تعليمي يدمج أطفالهم في المدارس بدوام كامل

** أسر تطالب بفرص مناسبة لأطفال التوحد للمشاركة في الأنشطة التعليمية

** توفير مجموعات دعم الوالدين في المدارس لتحقيق الرفاه النفسي للطفل

** التوصية بإنشاء مجموعات منفصلة للآباء للتواصل مع من يعيشون تجارب مماثلة

أوصت دراسة بحثية حديثة لمعهد الدوحة الدولي للأسرة حول رفاه الأسر المتعايشة مع اضطراب طيف التوحد في قطر بتمكين الوالدين من الحصول على خدمات الدعم الاجتماعي متعدد الأشكال الذي يضمن الدعم بشكله العاطفي والعملي، ويمكن تطبيقها من خلال نظام التعليم العام والمراكز الاجتماعية ومقدمي العلاجات، إلى جانب توفير الدعم العاطفي من خلال تطبيق مجموعات دعم الوالدين.

وأوضحت أنه توجد عدة طرق لدعم الوالدين هي: الطرق غير المباشرة لتحسين رفاه الوالدين، والطرق المباشرة لتحسين رفاه الوالدين.

توفير مجموعات دعم

واستعرضت الطرق المباشرة لتحسين رفاه الوالدين عن طريق توفير مجموعات دعم الوالدين التي تقوم بتنسيقها مراكز توفير الخدمات أو المدارس التي يرتادها الأطفال، والتوصية بإنشاء مجموعات منفصلة للآباء الذكور بمفردهم حيث يشعرون فيها بالراحة في التحدث للآخرين ممن يعيشون تجارب مماثلة.

خدمات الصحة النفسية

كما يحصل الوالدان على إمكانية الوصول لخدمات الصحة النفسية التي تعالج مباشرة الإجهاد، كما يتعين على الوالدين تعلم مهارات التكيف للتعامل مع الإجهاد المرتبط بتربية الطفل المتوحد.

رؤية مستقبلية

وقدمت الدراسة رؤية مستقبلية حول مستقبل مشرق لأسر الأطفال المتوحدين في قطر، فإنّ الدولة تخطو خطوات مهمة نحو تعزيز مسار الاهتمام بالأطفال وتطبيق خطة قطر الوطنية للتوحد، كما تدعو الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات لتحديد عوامل الحماية الإضافية التي يمكن إدراجها ضمن التدخلات المرتكزة على الأسرة.

وتطالب الدراسة بتشجيع صانعي السياسات على دراسة احتياجات أفراد كل أسرة في خططهم المستقبلية، والتركيز على الخدمات التشخيصية والعلاجية للطفل المتوحد، وأن يكون الهدف الأول للمؤسسات الحكومية والمراكز الاجتماعية هو إيلاء الاهتمام بالطفل.

طرق غير مباشرة

من الطرق غير المباشرة لتحسين رفاه الوالدين حيث يحصل الطفل المتوحد على خدمات تستهدف معالجة الضغوط لأنّ الطفل يبدي سلوكاً عنيفاً، وعندما يتلقى الخدمات التي تستهدف المعالجة السلوكية وبالتالي تعمل على تحسين الرفاه النفسي لدى الوالدين.

  تحديات متكررة

تشير الدراسة البحثية إلى تحديات عديدة حول خدمات أطفال التوحد، ذكرها أولياء أمور في مقابلات، وتحدثوا عن حالات عملية التشخيص، وفترات الانتظار لحين حصول الأطفال على خدمات علاجية لأطفالهم، وإيجاد موقع لأطفالهم في البرامج التعليمية بما يتماشى مع نموهم، وعدم التأكد إن كان أطفالهم مؤهلين للتعامل مع تلك السلوكيات التي يبديها الصغار.

كما يعاني أولياء أمور أطفال التوحد من الضغوط النفسية ومشاكل الصحة النفسية والقلق، ويتصرفون بطريقة غير مناسبة، بينما تلتزم خطة قطر الوطنية بتحسين عملية التشخيص من خلال المدة المطلوبة للحصول على تشخيص مناسب، وكيفية إيجاد العلاجات المناسبة لهم.

ويعتبر حصول الطفل على الخدمات في مرحلة مبكرة من حياته أمراً في غاية الأهمية لتحسين حياة أعضاء الأسرة، ويبدي العديد من الأطفال المتوحدين مشاكل سلوكية وهذا يتطلب الكثير من توفير الدعم للوالدين.

وتمّ تحديد النظام التعليمي ضمن التحديات التي يواجهها والدا الطفل المتوحد، وأنّ أولياء الأمور يأملون في نظام تعليمي يدمج اطفالهم في مدرسة ذات دوام كامل لكي يحظوا بفرص مناسبة منها المشاركة في الأنشطة التعليمية والتفاعل مع نظرائهم الذين ينمون بشكل طبيعي.

ويعتبر إنشاء تعليمي إدماجي في قطر ضرورة لتحسين حياة الأطفال المتوحدين وأسرهم، فقد أوصت مبادرة القمة في التعليم وايز إحدى مبادرات مؤسسة قطر بتوسيع إطار خدمات التعليم المتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة في الدولة، كما أنّ خطة قطر الوطنية تدعو إلى زيادة الخيارات التعليمية لكل الأطفال المتوحدين مع التركيز على الخيارات الإدماجية.

وأكدت الدراسة ضرورة إجراء دراسات مستقبلية تفحص دور الدعم الاجتماعي في أسر الأطفال المتوحدين، ومن المثير للاهتمام تخصيص دراسة لمختلف مصادر الدعم، وبناء على العدد الكبير لأسر القطرية فإنّ وجود الأشقاء وأفراد الأسرة يشكل مصدراً كبيراً للدعم الاجتماعي للوالدين.

وتهدف خطة قطر الوطنية إلى ابتكار حملات إعلامية لرفع مستوى التوعية بالتوحد، وهذا بحد ذاته خطوة نحو الاتجاه الصحيح، وتمثل الخطوة التالية نحو تعزيز القبول الاجتماعي للتوحد وتقليل الوصمة الاجتماعية المحيطة بالمرض.

الأسر والشؤون المالية

لفتت الدراسة إلى أن تربية طفل متوحد في الأسرة عملية باهظة الثمن، والدولة تقدم كل الخدمات الممكنة المرتبطة بالتوحد، كما تختار الأمهات التوقف عن العمل لتوفير الرعاية لأطفالهنّ المتوحدين، وبذلك يكون الوالدان غير قادرين على الجمع بين العمل ومرافقة أطفالهم إلى الدورات العلاجية المتعددة أو زيارات الأطباء.

وذكر أولياء الأمور في الدراسة البحثية أنهم هم القادرون على توفير الرعاية لأطفالهم لأنّ العاملات المنزليات غير قادرات على التعامل مع سلوكيات الأطفال المتوحدين، وحددوا أيضاً حاجتهم للمساعدة المالية مع ضعف الرفاه النفسي لديهم.

احتياجات أولياء أمور الأطفال المتوحدين

ذكر أولياء أمور لأطفال متوحدين في عينة الدراسة البحثية أنّ هناك احتياجات غير محققة ترتبط بمقدمي الخدمات في قطر، لذلك برزت الحاجة للصحة النفسية والحاجة لخدمات استشارية، وظهر الدعم الاجتماعي ضمن تلك الاحتياجات، وحاجتهم أيضاً لمعلومات عن كيفية التفاعل واللعب مع الطفل المتوحد، كما يحتاجون لمزيد من المعلومات عن حالات أخرى مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والقلق والاكتئاب والصرع والتي يمكن أن يشخص الأطفال الإصابة بها.

أضف إلى ذلك حاجتهم للمساعدة في إدارة بعض الجوانب البيئية الأسرية بما فيها كيفية إدارة الأعمال المنزلية، وكيفية حل المشكلات، وكيفية دعم أفراد الأسر الأخرى.

وأشارت الدراسة الى أنّ الرفاه النفسي للوالدين متعدد الجوانب ويتضمن الشعور بالرضا في العديد من الجوانب، وقد سجل الآباء والأمهات في الدراسة مستويات متوسطة من الرضا عن الحياة، وأعربوا عن حاجتهم للدعم الاجتماعي.

عوامل حماية أسر أطفال التوحد

بينت الدراسة أنّ تربية الطفل المتوحد تؤثر سلباً على الرفاه النفسي للوالدين. وأوصت بضرورة تحسين حياة أسر الأطفال المتوحدين، وعدم الانتظار الطويل عند تشخيص التوحد، والتواصل أكثر مع الوالدين في جميع المراحل، وتبسيط عملية البحث عن الخدمات اللازمة للأطفال المتوحدين، وزيادة توفير تلك الخدمات وتسهيل حصول العائلات عليها، وتمكين الأطفال من الحصول على هذه الخدمات في سن مبكرة.

ولتخفيف العبء المالي على الأسر والضغوط المرتبطة بالاحتياج للمساعدة المالية، ويجب رفع مستوى وعي المجتمع بالتوحد، وتكثيف حملات التوعية العامة لتعليم أفراد المجتمع بأسباب التوحد، وتعليم الوالدين مهارات التكيف التي تساعدهم على التعامل مع الضغوط المرتبطة بتربية الأطفال المتوحدين.

مساحة إعلانية