محليات

1743

الرحلات النسائية.. بين الرفض والقبول المجتمعى

بعد إطلاق بيوت الشباب "كشتة" خاصة بالفتيات

حليمة: رعاية مؤسسة رسمية لها سيؤمن للفتيات رحلات آمنة تشمل استفادة ثقافية وعلمية

عائشة الهاجرى: إدراج برامج ثقافية في الرحلات يزيد من نضج الفتاة فكريا

أمل: فكرة الترحال إلى خارج قطر عليها محاذير مجتمعية وهناك قصور في الأنشطة البديلة

وجيدة القحطانى: كثير من الفتيات نجحوا في تمثيل قطر خارجيا في مؤتمرات وملتقيات شبابية

هناك إمكانية لتغيير نظرة المجتمع لسفر المرأة مع قريناتها بشكل تدريجي

فاطمة: نقص في البرامج الخاصة بالمرأة رغم الإقبال المتزايد عليها

الإزكوي:رعاية مؤسسة رسمية للأنشطة النسائية تؤمن رحلات آمنة

أجمع عدد من النساء والفتيات على نقص البرامج الخاصة بالمرأة في قطر، بالرغم من الإقبال المتزايد من الفتيات، وقد توجهت الشرق للبيوت الشبابية التي أعلنت عن تفعيل أنشطة خاصة بالنساء والفتيات وإعداد برامج الترحال للسيدات "كشتة" وبحسب مسؤولة العلاقات العامة في بيوت الشباب القطرية فإن رعايتهم للرحلات الداخلية والخارجية من شأنه وضع إطار رسمي يسهل على جميع العائلات القبول بالفكرة في ظل توفر بيئة آمنة، وقد اقترح البعض إيجاد أنشطة بديلة للفتيات أكثر قبولا في المجتمع مستعينات في هذا الرأي بقلة البرامج الخاصة للفتيات والتي لا تنحصر فى الترحال فقط، وأكد الجانب الآخر أن تقديم بيوت الشباب لهذه الفكرة سيلقى قبولا تدريجيا في المجتمع في إطار توفير مرافقين يحافظون على العادات وقيم المجتمع، كما أن اصطحاب الأمهات لتقييم الفكرة بأنفسهن، في هذه الرحلات سيخلق ثقة اكبر في بداية تطبيق الفكرة.

تحقيقات الشرق استطلعت آراء نساء وفتيات حول البرامج الترفيهية والرياضية التي يفتقدنها ومدى قبول فكرة "الترحال" التي تسعى بيوت الشباب لتطبيقها وفيما يلى حصيلة آرائهن..

نقص برامج المرأة

بداية ترى الشابة فاطمة محمد، طالبة جامعية، أن هناك نقصا في البرامج الخاصة بالمرأة، رغم وجود جهود لتطويرها، وتتابع فاطمة: الرحلات الخاصة للفتيات لا تلبي الأعداد التي تقبل عليها، مشيرة إلى احتياج الفتيات لأنشطة ترفيهية متنوعة تتضمن البعد الثقافي، فبالرغم من الإقبال على مثل هذه الانشطة إلا أنها غير متوفرة، وعن الرحلات الخارجية توضح أنها تعتمد على مدى اختيار مرافقين ثقة للفتيات في رحلتهن حتى يتم تأمين بيئة مثالية آمنة للترحال، مؤكدة أن الفكرة ستحظى بالقبول تدريجيا بعد حصولها على سمعة جيدة بفضل الصدى الإيجابي الذي ستقوم به الفتيات المشاركات في البداية لتكون مؤشرا على توافقها مع عادات المجتمع.

لابد من توعية مجتمعية

وتؤكد السيدة عائشة الهاجري، أخصائية خدمة مجتمعية وعلاقات خارجية بكلية المجتمع، ان فكرة الترحال في إطار ثقافي تعود بالفائدة على الفتيات، لافتة إلى ان احدى الرحلات التي نظمتها الكلية إلى جزيرة البنانا، وتمت تسميتها برحلة التغيير حيث انهن اصطحبن استشارية نفسية لتقديم فقرة جذابة للطالبات، وقد لاقت صدى إيجابيا بين أمهات الطالبات، اللاتى دعمن الفكرة، وتؤكد الهاجري حاجة المجتمع إلى أنشطة لتوعية الفتاة بالانفتاح الذي تشهده البلاد، حتى تستطيع أن تأخذ الجانب الايجابي منه.

وأوضحت ان الترحال لا يقتصر على الترفيه فقط، وإنما ربط الفتاة بالثقافة ومعالم الدولة، والتطور في قطر، مما يدعم نضجها الفكري، مشيرة الى أنه يمكن من خلال هذه الرحلات تشجيع الفتيات على القراءة على سبيل المثال التي لاتروق لشريحة كبيرة من ابناء هذا الجيل، وتقترح الهاجري إيجاد برامج جذابة للفتيات في مقهى بيوتال شباب وذلك من خلال استضافة شخصيات مجتمعية ناجحة تشرح اسباب نجاحها.

من جانبها ترى السيدة أمل عبد الملك، كاتبة، أن فكرة الترحال إلى خارج قطر عليها بعض المحاذير المجتمعية، لذلك قد لا تلقى قبولا لدى بعض العائلات، لافتة إلى أن هناك العديد من الأنشطة التي تحتاجها المرأة القطرية مثل الرياضة النسائية التي لاتجد التشجيع الكافي، بالإضافة إلى امتلاك العديد من الفتيات مواهب تحتاج إلى من يعززها، وهناك العديد من الأنشطة تحتاجها الفتيات.

تغيير تدريجى

وتقول الناشطة الاجتماعية وجيدة القحطاني، ان اعتقاد رفض المجتمع قيام الفتيات بالرحلات، سواء كانت داخلية أو خارجية قرار تم اتخاذه مسبقا، دون النظر الى امكانية تغيير هذا المفهوم بشكل تدريجي لدى العائلات، موضحة أن العديد من القطريات يدرسن بالخارج، وهناك أمثلة لفتيات شابات نجحن في تمثيل قطر وشاركن في مؤتمرات وملتقيات شبابية، فلماذا لايشاركن فى الرحلات ذات البعد الثقافى والعلمى سواء كانت داخلية أو خارجية، موضحة أن الرحلات تفتح آفاقا للفتيات للحصول على مزيد من المعارف والخبرات بما يعود بالنفع عليهن وعلى وطنهن.. وترى القحطاني أنه لا يجب أن نستبق الأحداث بقبول المجتمع الفكرة او رفضها، مشيرة الى امكانية مشاركة الأسرة في هذه الأنشطة مما يعطي شعورا للفتاة بالاطمئنان، وقالت انه في بداية إنشاء المراكز الشبابية حضرت الأمهات بأنفسهن لتقييم مدى الالتزام بقيم المجتمع وعاداته في الأنشطة المطروحة وكانت النتيجة ايجابية.

"كشتة" خاصة للنساء والفتيات

من جانبها قالت السيدة حليمة الإزكوي مسؤولة العلاقات والتسويق في بيوت الشباب القطرية ان البيوت الشبابية كانت تتيح أنشطتها للشباب في السنوات الماضية، ولكنهم توجهوا منذ شهرين لإعداد أنشطة جديدة للفتيات، وقد أطلقوا الملتقى النسائي ليجذب أعضاء جددا من النساء لتوسيع عددهن، وليناقش احتياجات المرأة والبرامج التي ترغب في ان تتبناها بيوت شبابية، لافتة الى أنهم يعدون (كشتة) خاصة للنساء والفتيات، وهو مصطلح يطلق على الرحلات، مشيرة إلى أنه بالرغم من تعارضها مع العادات والتقاليد، إلا أن رعاية مؤسسة رسمية لها سيؤمن للفتيات رحلات آمنة، كما أن بيوت الشباب القطرية تعمل على إطلاق المقهى الثقافي في الفترة القادمة خاص بالفتيات لتبادل الثقافات، وتشجيع الهوايات البحرية والبرية، في إطار رسمي لتحفيزهن على ممارسة ما يرغبن وعلى السياحة الداخلية في قطر من خلال رحلات "اكتشف وطنك"، موضحة أن هدفهم من الترحال التعرف على ثقافة المجتمعات والديانات الأخرى، وليس الترفيه فقط.

بيوت الشباب القطرية

بيوت الشباب القطرية هي مؤسسة شبابية، تعمل في مجال رعاية الشباب، وتعمل على تشجيع الشباب على الترحال والتبادل الحضاري من خلال توفير بيئة مناسبة وثرية تأسّست في عام 1983م، وانضمّت لعضوية الاتحاد العربي لجمعيات بيوت الشباب في ديسمبر 1983، كما انضمّت لعضوية الاتحاد الدولي لبيوت الشباب في يونيو 1986م، وحصلت بيوت الشباب القطرية على الشهادة المتقدمة في الجودة من الاتحاد الدولي لبيوت الشباب في أكتوبر 2015م، وهي جزء من الحركة العالمية لبيوت الشباب التي تم إنشاؤها منذ سنة 1909م، والتي تضم اليوم أكثر من 4000 بيت شباب حول العالم، تشرف عليها أكثر من 87 جمعية وطنية.