رياضة محلية

859

شكرا قطر..GRACIAS QATAR..MERCI QATAR..THANK YOU QATAR

مع الختام الاسطوري والباهر للنسخة الثانية والعشرين لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، نجحت دولة قطر مرة اخرى في تعزيز مكانتها على الخريطة الرياضية بقوة باستضافتها افضل نسخة على الإطلاق، مؤكدة قدرتها اللامتناهية على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية بعد أن حققت نجاحات مذهلة في تنظيم بطولات سابقة لا تقل قيمة عن المونديال.

ومع اسدال الستار على منافسات النسخة القطرية والعربية من البطولة المونديالية مساء امس في استاد لوسيل الايقوني سيطر اسم قطر على وسائل الإعلام العالمية بكافة اللغات التي ابدت إعجابا كبيرا بالإبهار القطري على كافة المستويات التنظيمية واللوجيستية والامنية والجماهيرية.

وباستضافتها لهذه النسخة المونديالية الناجحة نجحت دولة قطر في كسر الاحتكار الاوروبي واللاتيني لاستضافة كأس العالم، لتصبح أول دولة عربية وشرق أوسطية تستضيف العرس العالمي، منذ أول بطولة في الأوروغواي 1930 وبالتحديد منذ 1930.

ومما لا شك فيه ان قطر توجت جهودها باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم بنجاح منقطع النظير بشهادة كل ضيوف البطولة التي كانت محطة هامة لتأكيد جدارتها بالاستضافة المونديالية ومدى قدراتها الأمنية واللوجستية والتنظيمية، حيث يعد نجاح قطر في تنظيم البطولة شهادة على احترافيتها في إدارة وتأمين الفعاليات الرياضية الكبرى حول العالم بما يعزز من مكانتها في خريطة الرياضة العالمية.

كما حققت قطر عدة أهداف من خلال الاستفادة من استضافة كأس العالم، سواء من خلال تطوير بنيتها التحتية وتجهيز مرافقها، او على مستوى تعزيز من مكانتها وجهة سياحية واستثمارية وتجارية في المرحلة التي تلي المونديال.

كرم الضيافة لأهل قطر

على مدار شهر كامل فتحت عاصمة الرياضة العالمية ذراعيها لضيوفها من مشجعي المونديال لعيش تجربة تشجيع غير مسبوقة ستظل محفورة في أذهان الملايين حول العالم، حيث سيحملون معهم ذكرى طيبة عن دولة قطر وكرم أهلها وحسن الضيافة وجمال قطر واحترافيتها في التعامل مع التظاهرات العالمية لا سيما ان قطر تعيش اليوم نهضة رياضية كبيرة وهي تستشرف الانجازات والنجاحات في استضافتها لكبرى الفعاليات والاحداث العالمية.

وطيلة أيام البطولة العالمية، حرص المواطنون القطريون على استضافة مشجعي ومحبي كرة القدم في مجالسهم وبيوتهم، في مبادرة منهم لإبراز العادات العربية في إكرام الضيف والتعريف بالثقافة المحلية، حيث بادرت الكثير من العائلات القطرية إلى دعوة مشجعي الفرق المشاركة في البطولة لزيارة بيوتها ومجالسها، إظهاراً للكرم العربي واحتفاء بضيوف البلد.

وشارك الكثير من المواطنين في هذه المبادرات الاجتماعية، وهو ما ساهم في انجاح البطولة ورسخ الدور الوطني للقطريين في إنجاح الحدث الرياضي العالمي بامتياز لا مثيل له.

واتسم العرس الكروي الذي ازدان بالاستضافة القطرية بنكهة خاصة لم تكن معتادة في كل البطولات السابقة، حيث أبدى مشجعون كثيرون انبهارهم بمستوى الضيافة والترحيب والكرم الشعبي الذي أبداه القطريون تجاه ضيوفهم من متابعي المونديال، ما أدى لتغيير الصورة النمطية السلبية التي انطبعت في أذهان البعض عن المنطقة العربية.

الأكثر أمانا على مر التاريخ

من اهم المكتسبات التي شهدتها بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 هي غياب اي اعمال شغب على مدار شهر كامل رغم اقامة المنافسات على 8 استادات متقاربة للغاية مما سمح بتواجد اكبر عدد ممكن من المشجعين في محيط صغير.

واكدت قطر سمعتها الامنية في هذه البطولة باعتبارها تتمتع بمستوى عال من الخدمات الأمنية والشرطية المطلوبة، وتتبوأ المراتب الأولى في كل المؤشرات الأمنية العالمية من حيث انخفاض مستوى الجريمة، بجانب امتلاكها إمكانات وقدرات أمنية ساعدتها على توفير أعلى درجات الأمن والأمان في مختلف الفعاليات والاماكن التي شهدت تواجد المشجعين من شتى انحاء العالم.

وفي هذا السياق ايضا برز دور رجال الأمن في قطر خلال المونديال في طريقة تعاملهم الراقية مع كافة الجماهير وتوضيحهم القواعد والقوانين برفق ولين والتعامل بحكمة وعقلانية تراعي اختلاف الثقافات والجنسيات واللغات لأن هدفها الأساسي هو تحقيق الأمان، كما ساهم ضيوف قطر من الجماهير المختلفة في انجاح الجانب الامني والتنظيمي للبطولة من خلال التزامهم بالقواعد والقوانين وهو ما ساهم في تعزيز أمن البطولة للجميع بالتعاون مع رجال الأمن والمتطوعين الذين لا يبخلون على أحد بالمساعدة والإرشاد سلامة الجميع.

المتطوعون في قلب المونديال

بذل المتطوعون ببطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 جهودا كبيرة في كل مكان من أجل المساهمة في إنجاح الحدث المونديالي الضخم الذي تنظمه قطر للمرة الأولى في المنطقة العربية والشرق أوسطية، وبعد مرور 4 أيام أكد المتطوعون أنهم المحرك الأساسي لمختلف العمليات التشغيلية داخل المنشآت الخاصة بالبطولة وخارجها وهو ما يعزز نجاح الحدث الكروي العالمي وإخراجه في أفضل صورة ممكنة.

وقام المتطوعون بجهود كبيرة على مدار 29 يوما من المنافسات قدموا خلالها العديد من الخدمات لمساعدة ضيوف المونديال وتسهيل حركتهم بين مقرات الإقامة وأيضا في مناطق الفعاليات المختلفة التي توزعت في مختلف أنحاء الدوحة فضلا عن الجهود التي قاموا بها داخل المنشآت المونديالية وفي محيطها، بما ساهم في إظهار الصورة الجميلة والحضارية لمونديال قطر عبر تقديم المعلومات عن الأماكن التي يمكن أن يرتادها الضيوف داخل الملعب وخارجه وتحقيق الانسيابية والنجاح المنشود لكل مباريات البطولة.

كما مثل المتطوعون الذين عملوا في العديد من المرافق المونديالية ركنا أساسيا من العملية الشاملة التي أتاحت للجماهير المونديالية على مدار أيام البطولة الاستمتاع بأجواء زاخرة بالود والمتعة، حيث ساهموا في تقديم دعم هائل في تنفيذ العمليات التشغيلية خلال الحدث الرياضي.

كما عمل المتطوعون بكل جد من أجل الإسهام في التنظيم الناجح للنسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط، من خلال تقديم الدعم لكافة جوانب العمليات التشغيلية خلال البطولة وهو ما لقي الاشادات الواسعة من الجماهير العالمية ومختلف ضيوف البطولة.

فعاليات احتفالية

عاشت الجماهير المونديالية من شتى انحاء العالم فعاليات احتفالية في كل مكان داخل قطر من خلال ما يزيد على 600 فرقة فنية من أنحاء العالم، ساهمت في احياء الفعاليات الاحتفالية أثناء البطولة على مدار شهر كامل وهو ما خلق أجواء احتفالية قدمت للمشجعين تجربة ثقافية وفنية تتميز بالتنوع، مما عزز الأجواء الاحتفالية خلال المهرجان الكروي الذي استضافته قطر لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي.

كما ساهم الدليل الارشادي الذي اصدرته اللجنة العليا للمشاريع والإرث والذي يحتوي على تفاصيل أماكن وأوقات الفعاليات التي صاحبت بطولة كأس العالم في تعزيز أجواء من الحماسة والتشويق في قطر، بطابع عربي ولمسة قطرية، حيث لم تقتصر الأجواء والاحتفالات الكروية على الملاعب فحسب، بل عمت البلاد في كل مكان.

حضور قياسي

رغم الحملات التحريضية على مونديال قطر على مدار سنوات طويلة الا ان الحضور القياسي للجماهير في الملاعب الثمانية للمونديال شكلت افضل رد من عشاق الساحرة المستديرة على الحملات المغرضة والاكاذيب والتشكيك في قدرات قطر التنظيمية.

وتجاوز الحضور الجماهيري امس عقب المباراة النهائية بين الارجنتين وفرنسا حاجز 3 ملايين واربعمائة الف متفرج وهو رقم يتجاوز بكثير الحضور الذي شهده مونديال روسيا 2018.

وحققت مباراة الأرجنتين والمكسيك بالجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة بدور المجموعات اعلى حضور بالمدرجات منذ مونديال الولايات المتحدة عام 1994، إذ بلغ عدد الجمهور في ملعب لوسيل 88.966 متفرجاً.

وبهذا الحضور القياسي وجهت الجماهير المونديالية رسالة شكر وعرفان بالجميل لدولة قطر بكل لغات العالم مؤكدة ان كرة القدم توحد الشعوب ولا تفرقها وان الميدان خصص للاعبين من اجل اظهار قدراتهم التنافسية وتقديم افضل العروض الكروية وليس من اجل ممارسة الشعارات السياسية المبتذلة التي تتعارض مع قوانين اللعبة ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم.

نجاح منقطع النظير

حققت مهرجانات وفعاليات الجماهير نجاحا منقطع النظير خلال مونديال قطر 2022، في حلتها الجديدة بالنسخة القطرية حيث اتخذ مهرجان الفيفا للمشجعين موقعا مميزا على مقربة من كورنيش الدوحة، كما مثل الوجهة الرئيسية للجماهير للاحتفال بشغفهم باللعبة الجميلة حيث امتد المهرجان على مساحة 145 ألف متر مربع وتبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألف مشجع.

وشهد المهرجان بث جميع مباريات كأس العالم على شاشات عملاقة، كما قدم فعاليات ترفيهية مجانية للزوار مع مجموعة من أبرز نجوم الموسيقى من أنحاء العالم، كما ضم ايضا العديد من المنافذ للأطعمة والمشروبات التي تناسب مختلف الأذواق، إلى جانب البرنامج الترفيهي الفريد الذي يجمع بين كرة القدم والأنشطة الترفيهية المختلفة، ويقدم فنانين محليين وعالميين مثل ديبلو وكيز دانيال ونورا فتحي وترينيداد كاردونا وكالفين هاريس.

برنامج الفعاليات الترفيهية أقيم في أكثر من 90 حدثاً وشمل الفعاليات الرئيسية شاشات كبيرة لعرض المباريات في عدد من المناطق بالدوحة وفي أنحاء البلاد.

خدمات إعلامية 5 نجوم

الاعلاميون بدورهم وجهوا العديد من رسائل الشكر لدولة قطر على ما قدمته من تسهيلات كبيرة من اجل خدمة الجهات الاعلامية والصحفيين سواء في الملاعب او المراكز الاعلامية او في مختلف الفعاليات التي نظمتها اللجنة العيا للمشاريع والارث على كامل ايام البطولة الـ29.

وتم ايلاء ممثلي وسائل الإعلام من مراسلين وممثلي جهات البث والمصورين، العناية اللازمة من طرف اللجنة المنظمة والتي سخرت كل امكانياتها اللوجيستية من مواقع متكاملة وخدمات ومرافق متطورة للغاية من اجل مساعدة الاعلاميين على تأدية مهام عملهم خلال تغطية منافسات البطولة والفعاليات المرافقة، بكل سهولة ومرونة.

مكانة خاصة

حظي ذوو الاعاقة بعناية كبيرة وغير مسبوقة من طرف دولة قطر التي حرصت منذ تشييد الاستادات المونديالية الثمانية ومختلف المرافق الاخرى الخاصة ببطولة كأس العالم على جعل النسخة الثانية والعشرين الاكثر إتاحة في تاريخ المونديال، حيث تضمنت مجموعة واسعة من مزايا الإتاحة، بما فيها خمسة أنواع من المقاعد المخصصة لذوي الإعاقة، والغرف الحسية لذوي التوحد وصعوبات الإدراك الحسي، وإتاحة التعليق الوصفي السمعي باللغتين العربية والإنجليزية للمشجعين من ذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى خدمات المساعدة على التنقل في منطقة الميل الأخير وداخل الاستادات، وكافة المرافق اللازمة لضمان سلامة وراحة المشجعين.

اقرأ أيضاً

الشيخ فيصل الصباح: أهل قطر يضربون أروع الأمثلة في بناء الوطن ووحدته

أعضاء بالكونغرس الأمريكي لـ الشرق: نحتفل بالقيم المشتركة والشراكة القوية

مسؤولو وزارة البلدية في ذكرى اليوم الوطني: 18 ديسمبر سيبقى تاريخاً خالداً في ذاكرة القطريين

أخبار ذات صلة

كأس الخليج تحت 23 عاما.. المنتخب القطري يخسر أمام نظيره العراقي في نصف النهائي بركلات الترجيح

وزير الرياضة والشباب يتوج الفائزين في سباق الخيل على جائزتي اليوم الوطني والمؤسس