رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1291

جولة الشرق في تركيا: غازي عنتاب تستضيف 350 ألف لاجئ سوري

19 يونيو 2016 , 12:14ص
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
غازي عنتاب (تركيا) جابر الحرمي

* مدينة تركية هادئة يشكل السوريون 17 % من سكانها وبها 5 مخيمات

* والي غازي عنتاب: تركيا صرفت 10 مليارات على استضافة الأخوة السوريين

* نائب الوالي: نتقاسم الخبز مع إخواننا اللاجئين السوريين الذين يعيشون معنا في عموم تركيا

** وفرنا كل الخدمات للاجئين السوريين من مستشفيات ومدارس ومراكز دعم وجعلنا التعليم لهم باللغة العربية

* رئيس بلدية "شاهين بي" يستوقفه أطفال سوريا ليلتقطوا معه صوراً تذكارية

تركيا اليوم ليست هي كما كانت قبل 10 سنوات على الأقل، ليس فقط في المجال الاقتصادي وما حققته من إنجازات كبرى، أو الحضور السياسي، أو التطور الصناعي، أو التدفق السياحي، الذي بات يمثل مصدرا مهما في الدخل القومي التركي، بعدما أقدمت على تطوير هذا القطاع بشكل كبير، مما جعلها مقصدا سياحيا عالميا.

تركيا اليوم تتطلع أكثر إلى توثيق علاقاتها العربية من أي وقت مضى، واستطاعت أن تحقق مكاسب عدة في هذا المجال، ولديها رغبة حقيقية لبناء شراكات مع العالم العربي، الذي، حقيقة، لا يمتلك نفس الحماس الذي تتحرك به تركيا، ويبديه مسؤولوها على الدوام.

لمسنا هذا الحرص، وهذه الرغبة التركية في توثيق علاقاتها مع العالم العربي، من خلال عدد من المسؤولين الاتراك الذين كانت لنا معهم جلسات حوارية ضمن وفد اعلامي استضافته الحكومة التركية مؤخرا، والذي اتيحت لنا معه زيارة مدينة غازي عنتاب على الحدود مع سوريا، وزيارة مخيم للاجئين من الاخوة السوريين، الذين يحلون "ضيوفا" - حسب وصف المسؤولين الاتراك - على تركيا الشعب والدولة، اضافة إلى مدينة اسطنبول، التي احتفلت مؤخرا بمرور 563 عاما على الفتح الذي قاده القائد محمد الفاتح، والذي بات سنويا يتم الاحتفال به.

واختتمت الدعوة بزيارة العاصمة أنقرة، التي زار الوفد خلالها عددا من مؤسسات الدولة، وحل ضيفا على رئيس بلدية كازان التي تعد اكبر بلدية في انقرة، وبها عدد من المصانع الكبرى، خاصة المتعلقة بصناعة الطائرات العسكرية والمقاتلات الحربية وطائرات بدون طيار، التي وصلت تركيا إلى مرحلة من الكفاءة العالية في تصنيعها.

سلسلة من التقارير ستسلط الضوء من خلالها على جانب من المشاهدات، مع لقاءات بعدد من المسؤولين في تركيا الشقيقة، الذين يتفانون في خدمة ضيوفهم، ويتطلعون إلى انفتاح أكبر، وتواصل اكثر مع العالم العربي، وهذا الامر حتى على مستوى الانسان التركي العادي.

غازي عنتاب

غازي عنتاب.. مدينة هادئة على الحدود السورية، تعد ثامن اكبر ولاية في تركيا، تبعد عن اسطنبول بالطائرة نحو ساعتين، عدد سكانها نحو مليونين، يمثل السوريون منهم 17 %، تضم 5 مخيمات خاصة باللاجئين السوريين من اصل 26 مخيما في عموم تركيا، تحظى برعاية فائقة من الحكومة التركية.

وإلى مدينة غازي عنتاب، "علي يرليكايا" من الشخصيات التي تعمل ليل نهار من أجل تطوير الخدمات المقدمة في مدينته، بما فيها تلك الخاصة باللاجئين السوريين، التقيته في مكتبه، وخلال وجودي معه جاءه وفد أوروبي، استأذن بكل لطف ليجلس معهم، كانت جلستهم معه تدور حول أوضاع اللاجئين السوريين واعدادهم، قدم لهم شرحا مفصلا وبالأرقام، استمعوا ثم ذهبوا، دون أن يكلفوا أنفسهم بالوعد بتحمل جزء بسيط من تبعات استضافة اللاجئين، ويظهر أنهم يأتون يستمعون ثم يذهبون دون عودة!.

يقول علي: "الحكومة التركية صرفت اكثر من 10 مليارات دولار على استضافة الأخوة اللاجئين السوريين، فيما لم نتلق اكثر من 500 مليون دولار من الخارج.. لا يهم لا ننتظر دعما من احد، هذا واجبنا تجاه اشقائنا".

ويستطرد: هناك أشخاص كثر يقومون بتقديم المساعدات لاخوانهم السوريين، وهذا أمر نفتخر به، ويدل على التلاحم والروح الواحدة.

ويضيف: في غازي عنتاب وحدها نحو 350 الف لاجئ سوري، من بينهم 46 ألف في المخيمات الخمسة، فيما الباقون يعيشون في المدينة، ويدرسون في مدارسها، حيث تم العمل بالمدارس على فترتين صباحية خاصة بالطلبة الأتراك، ومسائية بالطلبة السوريين، وهناك اكثر من 80 الف طالب سوري يدرس في مدارس غازي عنتاب.

وردا على سؤال حول إمكانية إيجاد فرص عمل للاجئ السوري قال: لا نمانع، ونقوم بمنح تراخيص لمن لديه اقامة في المدينة، ونسمح لهم دون اي عوائق، فقط نطلب معرفة ذلك ومكان العمل، وهي اجراءات عادية جدا.

فيما نائبه خليل اويوماظ يقول: إننا نتقاسم الخبز مع إخواننا اللاجئين السوريين الذين يعيشون معنا في ولاية غازي عنتاب وفي عموم تركيا.

ويضيف: "وفرنا كل الخدمات للاجئين السوريين من مستشفيات ومدارس ومراكز دعم، وجعلنا التعليم لهم باللغة العربية، كما هو في سوريا".

وردا على سؤال عما اذا كانت المدينة "لا زالت تستقبل لاجئين جدد قال: حاليا المنافذ مع سوريا مغلقة، لكن في الحالات المرضية والانسانية يدخلون من مدينة كليس وهاتاي".

بلدية شاهين بي

بعيدا عن الرسميات التقينا رئيس بلدية شاهين بي محمد تاهماز اوغلو، الذي لم نلتق به في مكتبه الرسمي، بل التقيناه في مكان عام بوسط المدينة.

استقبلنا بحفاوة شديدة، بجوار محل عام، واخذ يطوف بنا في ارجاء مناطق بلديته التي تعد الاكبر في مدينة غازي عنتاب مشيا على الاقدام، ولا يكاد يتقدم خطوات إلا وأعداد من أصحاب المحلات والعامة يأتون لتحيته، ويتبادل الحديث معهم، ويدخل إلى محلاتهم سائلا عن أوضاعم..

حقيقة يتمتع الرجل بتواضع جم، وبساطة محببة، حتى اطفال سوريا يأتون إليه لالتقاط الصور معه، وهو يقف معهم ويلاطفهم ويسأل عن احوالهم... اصطحبنا في جولة على عدد من المشاريع التي هي قيد التنفيذ، خاصة التاريخية منها، والتي تعود إلى مئات السنين، والبعض منها يعود للحروب التي خاضتها تركيا، وما تميزت به العقلية التركية في التعامل مع العدو، وكيفية حفر الانفاق، وبناء مدن متكاملة تحت الأرض، مع توفير مخارج لمباغتة العدو.

وينتظر باكتمال هذه المشاريع أن تتحول إلى أماكن سياحية رائعة، لن يقتصر التردد عليها على الاتراك، بل من المؤكد انها ستكون قبلة للسياح، خاصة مع توفر خدمات واسواق شعبية واماكن سياحية جميلة.

استوقفني خلال الجولة مع السيد محمد تاهماز أوغلو أنه رآى شابا مع مجموعة من زملائه رمى ورقة صغيرة في الشارع، لم يصرخ عليه، بل لم يناديه، إنما هو مشى باتجاههم، واقترب منهم، واخذ يمازحهم، وقام باحتضان الشاب الذي رمى الورقة، ويتحدث معه والابتسامة لم تفارقه.. فلاحظت على الشاب انه طأطأ رأسه... اسلوب تربوي رفيع في التعامل مع المواقف، تدفع المخطئ للخجل، دون ان يتخذ اسلوبا عقابيا.

وفي مكان آخر، خلال الجولة استوقفني احتفال في أحد الطرقات بحضور مجموعة من الشباب، وعند السؤال عن الاحتفال كان الرد أن العرف عند الأتراك أنه اذا ما التحق الإبن بالخدمة العسكرية يقام له احتفال، مع وضع شارات حمراء و"حناء" بيده.

أعتز بأني تعرفت على رئيس بلدية شاهين بي بمدينة غازي عنتاب محمد أوغلو.. هذه الشخصية المتواضعة، والمتفانية في العمل، وتقديم بلده بصورة جميلة.

مساحة إعلانية