محليات

4835

فعاليات كثيفة في مشيرب قلب الدوحة تنشر الفرح بكل لغات العالم

فرح يغمر كل مكان، وسعادة وحبور تنتشر في جنبات مدينة مشيرب قلب الدوحة، تترجمها الابتسامات المرسومة على محيّا المواطنين والمقيمين وزوار قطر الذين قدِموا من كل الأصقاع ليشهدوا العرس العالمي الذي تحتضنه قطر باستضافتها نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022.

وأعدت مشيرب العقارية لهذا الحدث العالمي فعاليات موازية، تتنوع بين ما هو ثقافي وفني وترفيهي، استقطبت جمهوراً غفيراً على بعد يومين من إعطاء صافرة انطلاق أولى مباريات المونديال.

يتنقل الجمهور كالنحل يرتشف من الفعاليات التي استهدفت الجميع صغاراً وكباراً، فكانت عرساً عائلياً عالمياً بامتياز.. ففي معرض /إنتاج/ المتعدّد الوسائط الذي يتتبّع تاريخ السينما والتلفزيون والمسرح في قطر، في سكة وادي مشيرب، والذي يستمر في فتح أبوابه أمام الجمهور إلى يوم 22 يناير 2023، والذي يأتي تنظيمه ضمن فعاليات تجربة الدوحة للأفلام، بالتزامن مع تنظيم قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، تتاح للزائرين فرصة الاطلاع حول تطور كل شكل من أشكال الفنون وتأثيره على الثقافة المُعاصرة، في رحلة تأخذهم إلى عصر رواة القصص التفاعلية، حيث يعرض /إنتاج/ أعمالاً مُلهمة لفنانين محليين في مجالات فنية متنوعة، منهم: حميدة عيسى، محمد الحمادي، مريم فرج السويدي، آمنة الباكر، نور النصر، روضة آل ثاني وغيرهم. وتختتم الرحلة بمعرض يستعيد تاريخ السينما العالمية مع غاليري متاحف قطر "قصة السينما" وجدار سينماتوغرافي، يعرض مساهمات للمجتمع الإبداعي القطري.

ومنذ أن يدلف الزائر صالة العرض الأولى، يجد وجبة دسمة حول الحركة المسرحية في قطر التي شهدت تطوراً ملحوظاً منذ بداياتها في المدارس والنوادي الاجتماعية، ثم بدأت بشكلها المُعاصر من خلال تأسيس فرقة قطر المسرحية في عام 1972 وفرقة السد المسرحية بعدها بعام.. ومع تطور هذا النوع من الفن واكتسابه مزيداً من الشعبية، تم تأسيس فرقتين مسرحيتين إضافيتين وهما فرقة الأضواء المسرحية والفرقة الشعبية المسرحية.

وفي عام 1994، اندمجت هذه الفرق الأربع لتشكّل فرقتين ما زلنا نعرفهما اليوم ونحتفي بإبداعاتهما وهما "فرقة قطر المسرحية" و"فرقة الدوحة المسرحية". وتلت هذه الفترة عدة تطورات، من بينها إنشاء مسرح قطر الوطني الذي بدأ في استقبال الجمهور ابتداءً من عام 1986 ومركز قطر الوطني للمؤتمرات في عام 2011 والذي يضم مسرحاً يستوعب 2300 مقعد.

كما يحتفي /إنتاج/ في صالة عرضه الثانية بصناعة التلفزيون الناجحة في قطر حيث يمكن تتبّع جذور نشأة التلفزيون في قطر إلى تلك اللحظة التاريخية التي شهدت تأسيس تلفزيون قطر صاحب الشعبية الواسعة، إذ انطلق بث القناة الوطنية لأول مرة في أغسطس 1970، وأصبحت مصدراً موثوقاً للمعلومة والخبر لسائر أهل قطر من خلال برامجها الإخبارية والسياسية والاقتصادية والدينية والثقافية والرياضية والعلمية والطبية.

وخلال العقود الخمسة التي شهدت تشغيل القناة، كانت القناة بمثابة شرارة الانطلاق للمسيرة المهنية للعديد من المُخرجين والمُذيعين والمُمثلين وغيرهم من العاملين في صناعة التلفزيون، وساعدت المحطة طلاب الإعلام والصحافة على اكتساب الخبرة والدراية بعملية البث وكانت من القنوات العربية الأولى التي تستخدم أحدث الأجهزة والمعدات. ويستمر اليوم تلفزيون قطر في ممارسة دوره الحيوي بالترويج لقيم قطر الثقافية ورفع الوعي بأبرز وأهم القضايا.

وتُلقي صالة العرض الثالثة الضوء على صناعة الأفلام والتاريخ السينمائي لدولة قطر، حيث بدأت الحركة السينمائية المعاصرة والباهرة في قطر بمسارح تعرض الأفلام بصيغة 16 مليمتراً خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وحصدت شعبية واسعة لدى الجماهير المحلية، وهو ما أدى لافتتاح المزيد من دور العرض في البلاد بفضل تأسيس شركة قطر للسينما خلال السبعينيات.

وبدأت صناعة السينما الوطنية المزدهرة باتخاذ خطواتها الأولى المبدئية خلال عام 1975 عندما بدأ تلفزيون قطر بصناعة الأفلام الوثائقية القصيرة.

وقال عبدالعزيز علي النعيمي، الذي كان برفقة عدد من أصدقائه في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن معرض /إنتاج/ ذكّرنا بما كنا نتابعه في الماضي من مسلسلات ومسرحيات أحيت فينا الحنين إلى تلك الأيام الخوالي التي كنا نتحلّق فيها حول شاشة تلفزيون قطر من أجل متابعة مسلسل /فايز التوش/ و/يوم آخر/ وغير ذلك كثير.. ونوه إلى أن /إنتاج/، معرضٌ يستحق الزيارة، خصوصاً أنه يعرض لنا الكواليس التي لم نكن نطّلع عليها آنذاك، والمعرض يتيح إمكانية التعرف عليها عن قرب.

وعلى بعد أمتار معدودات عن /إنتاج/، يوجد فضاء /ميديا هب/، من /قطر فور كام/، الذي يوفر مساحة لجميع صنّاع المحتوى ومختلف المنصّات الرقمية، ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي. وقال صالح الكفراوي، مدير /قطر فور كام/ في تصريح مماثل لـ/قنا/: توفقنا بالتعاون مع /مشيرب العقارية/ في إنجاز /ميديا هب/، وهو فضاء شامل متكامل يتوفر على أغراض لكل المهتمين من قبيل استوديو سينمائي بمعدات عالية الجودة، ومعدات للتصوير الفوتوغرافي وأخرى للمهتمين بالمجال الإعلامي.

وأضاف: كما يوجد في /ميديا هب/ فضاء للضيافة بمقهى راقٍ جداً.

ونوه إلى أننا نسعى أن نقدّم من خلال /ميديا هب/ كل ما هو أفضل وأرقى..

وفي مقابل /ميديا هب/، يلقى معرض "مواتر" للسيارات بدوره، إقبالًا كبيراً من الزوار للاطلاع على عالم المغامرة والتشويق وحبس الأنفاس مع هذه الرياضة الممتعة التي لا تخلو من مخاطرة.

ولعشاق المتاحف، فإنهم يجدون بغيتهم في بيت محمد بن جاسم، أحد المتاحف الأربعة لـ/متاحف مشيرب/ والذي يقدّم بالتعاون مع السفارة الإيطالية معرض "عالم أوليفيتي"، ويضم المعرض مجموعة من المجسّمات والمواد الأرشيفية النادرة والمهمة عن هذه الشخصية الإيطالية، فيما يقام معرض فريدا كاهلو في القاعة السفلية لبيت بن جلمود، ويدور حول الأعمال الفنية للرسّامة العالمية فريدا كاهلو.

أما "قرية العنابي" التي تقام بالقرب من معرض بيت الشركة، فتتضمّن عدداً من الفعاليات المُعدة خصيصاً للجماهير، من قبيل: ركن كرة القدم، والملعب المصغر، والألعاب الإلكترونية إلى جانب معرض يرصد تاريخ المنتخب القطري والمراحل التي مر بها، ورصد أبرز الإنجازات التي حققها /الأدعم/ خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى جدارية تتضمّن العديد من قصاصات الصحف الرسمية التي تروي النجاحات التي حققها المنتخب، في حين وقفت ثلاثة كؤوس توِّج بها المنتخب شامخة في إحدى القاعات، وهي: كأس آسيا 2019، وكأسا الخليج في النسختين الحادية عشرة والسابعة عشرة. إلى جانب عرض قمصان للمنتخب القطري خلال مختلف الحقب السابقة، منها ما هو موقّع من لاعبين سابقين وحاليين.

وقال خالد أحمد فخرو، لاعب المنتخب القطري السابق، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية، الذي كان يصحب معه أبناءه: إن الاحتفالات تقام سواء في مشيرب قلب الدوحة أو في بلدنا عامة تفوق الوصف، ويعجز اللسان أن يوفيها حقها. وأضاف: سطّرتُ جدولًا يومياً من أجل زيارة عدد من المناطق ومكان إقامة الفعاليات، فأمس كنت في /البوليفار/ وأُبهرت بما يقدّم فيه.. ومجيئي إلى قرية العنابي، هو بحكم الحنين إلى الماضي، حيث كنت لاعباً سابقاً بالمنتخب القطري وفي نادي السد، وأعجبت بما يقدّمه من رصد لتاريخ /العنابي/ الذي أعادنا إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

وأعرب فخرو عن رجائه أن تكلل جهود المنتخب القطري وباقي المنتخبات العربية الثلاث بالنجاح، وأن يحققوا الفوز.

إلى ذلك، أشار إلى أن الفعاليات التي لا تستثني الصغار كما الكبار، أمر مهم جداً في تنشئة الصغار وبناء شخصيتهم، حيث إن الصغار يرتدون قمصان المنتخب بفخر واعتزاز، بالإضافة إلى توزيع الهدايا التي تدخل البهجة والحبور في نفوسهم، وهذا الأمر نادراً ما نجده في مكان آخر.

اقرأ أيضاً

في إطار الحملة الترويجية لمنتخبنا الوطني... افتتاح مميز لقرية العنابي بمشيرب

فعاليات مونديالية في مشيرب قلب الدوحة

اختتام فعاليات مكتبة المهنيين في مشيرب

أخبار ذات صلة

جامعة حمد بن خليفة تطلق الرابطة الإسلامية الدولية للأخلاقيات الطبية والحيوية

«ساعة وساعة» يحتفل باليوم الوطني