رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

5108

السفير البلوشي في العيد الـ 50 للسلطنة: علاقة قطر مع عمان تاريخية

18 نوفمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

 

أكد سعادة السفير نجيب بن يحيى البلوشي سفير سلطنة عمان لدى الدوحة، قوة العلاقات القطرية العمانية، ووصفها بالأخوية المتجذرة عبر التاريخ والقائمة على الثقة والتعاون والاحترام المتبادل.

وقال السفير البلوشي خلال لقائه الصحفيين بمناسبة احتفال السفارة بالذكرى الخمسين للعيد الوطني المجيد لسلطنة عمان الشقيقة: إن علاقات البلدين قائمة على الثقة وتعد مثالاً يحتذى به، وتشهد باستمرار تطوراً وتوسعاً في مختلف المجالات تحقيقاً لرؤى القيادتين الحكيمتين، جلالة السلطان هيثم بن طارق، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظهما الله ورعاهما.

وأضاف السفير: إن العمل مستمر لبذل المزيد تجاه تطوير مجالات التعاون في كافة الأصعدة، ونشعر بارتياح بالغ لما وصلت إليه مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين.

وتحتفل السلطنة اليوم بالذكرى الخمسين لنهضتها المباركة، وأبناؤها المخلصون يواصلون بكل عزمٍ وتفانٍ تحقيق المزيد من الإنجازات تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم "حفظه الله ورعاه"، الذي أخذ على عاتقه "أيّده الله" مواصلة مسيرة البناء والتقدم على مستوى الإنسان العُماني والوطن في نهضة متجدّدة طموحة تشمل مختلف مناحي الحياة.

وتحل هذه الذكرى الوطنية الغالية هذا العام والعُمانيون يستذكرون فقيد وطنهم وباعث نهضتهم السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور "طيب الله ثراه"، الذي أسس دولة حديثة تواصل حضورها الذي لا تخطئه عين في مختلف الميادين.

انتقال سلس للحُكم

وذكر تقرير تلقت الشرق نسخة منه أنه رغم المصاب الجلل الذي ألمَّ بالوطن والأمتين العربية والإسلامية إثر رحيل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - رحمه الله - إلا أن يوم الحادي عشر من يناير من العام الحالي 2020 كان يوماً خالداً من أيام عُمان سطّر فيه العُمانيون ملحمة وطنية من الوفاء والإخلاص، إذ شهدت السلطنة خلاله انتقالاً سلساً للحكم عندما قرر مجلس العائلة المالكة عرفاناً وامتناناً وتقديراً للسلطان الراحل وبقناعة راسخة تثبيت من أشار إليه لولاية الحكم إيماناً منهم بحكمته المعهودة ونظرته الواسعة.

وتنفيذاً لهذه الرغبة أوكل مجلس الدفاع القيام بفتح الرسالة التي أشار فيها "رحمه الله" إلى تثبيت جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطاناً للبلاد "لما توسم فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة".

وتمكّن جلالة السلطان هيثم بن طارق خلال الأشهر العشرة الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد من تحقيق العديد من المنجزات بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين في مختلف المجالات توجت بإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة لتتواكب مع "رؤية عُمان 2040" التي شارك في رسم ملامحها جميع فئات المجتمع بما يلبي تطلعات جلالته "أيده الله"، إذ أسهم المشاركون في تحديد توجهاتها وأهدافها المستقبلية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمستقبل أكثر ازدهاراً ونماءً.

وشكل المرسوم السلطاني رقم 75 / 2020 في شأن الجهاز الإداري للدولة نقلة جديدة في ممارسة وتنظيم العمل الإداري في السلطنة إذ إنه سيسهم في تبسيط الإجراءات والانتفاع من الخدمات المقدمة وإنجازها بشكل أسرع، الأمر الذي يتوافق مع توجهات "رؤية عُمان 2040" التي تعد أولوية لتنمية المحافظات والمدن المستدامة وبمثابة توجه إستراتيجي من خلال اتباع نهج لا مركزي نصّت عليه المادة الثانية التي تذكر أن "الجهاز الإداري يتكون من وحدات مركزية كالوزارات

والأجهزة والمجالس وما في حكمها ومن وحدات لا مركزية كالهيئات والمؤسسات العامة وما في حكمها".

تقليد راسخ

من جانب آخر مثّل لقاء جلالة السلطان هيثم بن طارق بعدد من شيوخ ولايات محافظة ظفار بولاية صلالة في شهر سبتمبر الماضي تعميقاً للتواصل الدائم بين القائد وأبناء الوطن واستمراراً لمدرسة السلطان الراحل ودلالة على "حرص جلالته الدائم على الالتقاء بالمواطنين ليطلع على احتياجاتهم ومتطلبات ولاياتهم عن قرب ويستمع إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم بشأن الخدمات التنموية وتطويرها وتعزيز دور الجهات الحكومية في إيصالها لمختلف أرجاء البلاد في إطار الخُطط التنموية الشاملة والمُستدامة".

ورغم الدور الذي يقوم به "مجلس عُمان" بغرفتيه الدولة والشورى في الجانب التشريعي، بالإضافة إلى دور مجالس البلدية في الجانب التنموي، فإن هذه اللقاءات تمثل الممارسة العملية للشورى العُمانية وهي قيمة أصيلة مستمدة من العادات والتقاليد العُمانية.

مواجهة كورونا

من جانب آخر تجلى اهتمام جلالة السلطان بمعالجة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" التي بدأت منذ أواخر العام الماضي 2019 م في أغلب دول العالم بصورة واضحة وجلية في تشكيل لجنة عليا لبحث آلية التعامل مع هذا الفيروس والتطورات الناتجة عن انتشاره والجهود المبذولة إقليمياً وعالمياً للتصدي له ومتابعة الإجراءات المتخذة بشأن ذلك ووضع الحلول والمقترحات والتوصيات المناسبة بناء على نتائج التقييم الصحي العام.

ونظرًا لما أفرزته الجائحة من آثار اقتصادية ألقت بظلالها على مختلف دول العالم، دفعت الحكومة لتطوير أدائها ورفع كفاءتها، وكان الأمر بتشكيل لجنة منبثقة عن اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد - 19 تتولى معالجة الآثار الاقتصادية الناتجة عنها.

اقتصادياً تعول حكومة السلطنة على الاستثمار في الموانئ العُمانية خاصة ميناءي صحار وصلالة، إضافة إلى المناطق الاقتصادية الخاصة والصناعية كالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم (ميناء الدقم) في رفد الاقتصاد العماني وحفزه والاستفادة المثلى منها، كما يعد قطاع السياحة أحد القطاعات الأساسية في تعزيز النمو والتنويع الاقتصادي، إذ وضعت الحكومة رؤى إستراتيجية واضحة لهذا القطاع الحيوي، حيث "إن الاستثمار في السياحة كان ولا يزال يعتبر من أفضل أنواع الاستثمار ربحية".

أما فيما يتصل بالسياسة الخارجية العُمانية، فقد أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق في أول خطاب لجلالته على ثوابت هذه السياسة، وهي التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحُسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير الداخلية، كما أكد جلالته انتهاجه خُطى السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه.

نهضة متجددة

وقد وعد جلالة السلطان هيثم بن طارق وهو يمضي بعُمان في نهضة متجدّدة وعهد يبشّر بالمزيد من الإنجازات أنه سينتقل بعُمان في المرحلة القادمة إلى مستوى الطموح في شتى المجالات بمشاركة المواطنين الدعامة الأساسية للعمل الوطني، مؤكداً يقينه التام وثقته المطلقة بقدرات أبناء عُمان المخلصين في التعامل "مع مقتضيات هذه المرحلة والمراحل التي تليها، بما يتطلبه الأمر من بصيرة نافذةٍ وحكمةٍ بالغة وإصرار راسخ وتضحيات جليلة".

كما أكد جلالته أن بناء الأمم وتطورها مسؤولية عامة يلتزم بها الجميع ولا يُستثنى أحد من القيام بدوره فيها كل في مجاله، وبقدر استطاعته؛ فقد تأسّست عُمان وترسّخ وجودها الحضاري بتضحيات أبنائها وبذلهم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على عزتها ومنعتها وإخلاصهم في أداء واجباتهم الوطنية".

مساحة إعلانية