رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

328

تقدم المسلحين بالعراق ينذر بإنهاء حكم الدولة المركزية

18 يونيو 2014 , 02:21م
alsharq
بيروت - وكالات

ينذر التقدم المتسارع الذي يحققه المسلحون المتطرفون في العراق منذ أسبوع، بوضع حد للحكم المركزي المستمر منذ العام 1920 في هذا البلد الذي تمزقه الطموحات الاتنية والمذهبية، وتحويله في أفضل الأحوال إلى صيغة حكم كونفيديرالية، بحسب خبراء ومحللين.

وخلال أسبوع، شهد العراق تداخلا بين سيطرة المسلحين وغالبيتهم من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على مناطق سنية في شمال البلاد وغربها، ودعوات من المرجعيات الشيعية لحمل السلاح في مواجهة هذا التقدم، ومسارعة الأكراد إلى وضع يدهم على مدينة كركوك الغنية بالنفط، والتي يطالبون بها منذ زمن طويل.

الأكراد وكركوك

ويقول فنار حداد، الباحث في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة، إنه "من وجهة النظر الكردية، هذا تحول لا عودة عنه، وضع كركوك كان المسألة الأكثر إلحاحا، لكنها حلت في ليلة واحدة نظرا إلى تقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وفرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها الكاملة الخميس على كركوك المتنازع عليها، بهدف حمايتها من هجوم محتمل للجهاديين، ما مثل تحولا تاريخيا في هذه المدينة التي كانت تتولى المسؤولية الأمنية فيها قوات مشتركة من العرب والأكراد والتركمان.

ومنذ الاجتياح الأمريكي في العام 2003، طالب الأكراد بضم كركوك إلى إقليم كردستان ذي الحكم الذاتي، نظرا إلى ان الاحتياطات النفطية في هذه المدينة تتيح للإقليم استقلالية اقتصادية تامة، وهو ما ترفضه بغداد.

إلا أن تقدم "داعش" جعل من السيطرة الكردية على كركوك أمراً واقعا.

عودة الوحدة العراقية

وكان رئيس وزراء كردستان العراق نيجيرفان بارزاني شديد الوضوح الثلاثاء بقوله لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، انه "من شبه المستحيل" ان يعود العراق لما كان عليه قبل سيطرة العناصر المتطرفين على الموصل، ثاني كبرى مدن العراق قبل أسبوع. كما اعتبر ان للسنة الحق في اقامة منطقة خاصة بهم على غرار مثل كردستان.

ويرى حداد ان "الأكراد كانوا على درب الاستقلال، إلا أن عددا محدودا جدا من العرب العراقيين، أكانوا سنة أم شيعة، كانوا يحبذون الانفصال".

ويضيف مؤلف كتاب "الطائفية في العراق: رؤى مضادة للوحدة"، ان "الأحداث الأخيرة تدفع إلى فصل رسمي أو غير رسمي، لم يسبق لاحتمال تقسيم المناطق العربية في العراق ان كان كبيرا الى هذا الحد".

ويقول المحلل في مجموعة "آي كاي إي" البريطانية جون درايك إن "عراقا موحدا ليس مستحيلا، لكنه أمر قليل الاحتمال، باتت الانقسامات شديدة العمق، الحدود الداخلية التي كانت موجودة بفعل الأمر الواقع تبدلت، وبات من المحتمل أن تصبح حدودا فعلية في السنوات المقبلة".

انهيار العراق

إلا أن الباحث في المعهد الفرنسي للشرق الأوسط آرثر كيزني، يرى أن هذه العوامل لن تؤدي بالضرورة إلى انهيار كامل.

ويقول "يمكن العراق أن يبقى على أساس قاعدة قومية، لكن وفق نظام فيدرالي او كونفيديرالي بعد مفاوضات وتوافق بين بغداد ومختلف اللاعبين، الدستور يجيز ذلك".

ويرى الخبراء أن جذور الوضع الراهن تعود إلى الاجتياح الأمريكي الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين، تضاف اليه السياسة ذات الطبيعة المذهبية الذي اتبعها رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.

ويرى كيزني أن "الأمريكيين دمروا الدولة ونشطوا إعادة التكوين المذهبي للبلاد، وكل اللاعبين السياسيين لجأوا إلى الخطاب المذهبي أو الاتني لفرض أنفسهم على الساحة السياسية".

ويضيف بان "نوري المالكي تصرف وفق اعتبارات مذهبية بتهميشه النخب السنية التي وجدت نفسها ظهرها إلى الحائط".

مساحة إعلانية