رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

546

مسلمو الهند.. أمل يشوبه الحذر أم حذر يشوبه الأمل؟

18 مايو 2014 , 03:03م
alsharq
أحمد أباد – بوابة الشرق – وكالات

يخشى ملايين المسلمين من عودة التمييز والتعصب في الهند بعد فوز القومي الهندوسي، نارندرا مودي، في الانتخابات العامة، لكن البعض يبدون مستعدين لإعطائه فرصة.

فقد فاز الزعيم الهندي الذي يجسد الجناح المتشدد في حزبه بهاراتيا جاناتا، "حزب الشعب الهندي"، أمام حزب المؤتمر بزعامة آل نهرو-غاندي المحسوب على اليسار في الانتخابات التشريعية، وبذلك يكون له حرية التصرف لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها.

زعيم "مؤدلج"

إلا أن معارضيه قلقون من حجم هذا الفوز، معتبرين أنه سيسمح لمودي المتأثر بعمق بالأيديولوجية القومية الهندوسية، والذي تلطخت سمعته جراء الاضطرابات المعادية للمسلمين التي جرت في 2002 في ولايته غوجارات، بإهمال الأقليات الدينية.

في موازاة ذلك يريد البعض أن يثقوا بخطابه الذي تميز بلهجة جامعة أثناء الحملة، الذي شدد فيه على وعد بتوفير فرص عمل وإنعاش الاقتصاد، ويأملون أن تعود مثل هذه السياسة بالنفع على الجميع بدون تمييز.

أمل أم ألم؟

وفي هذا السياق قال عبد السلام 29 عاما، وهو خياط مسلم من مدينة بيناريس المقدسة لدى الهندوس، وحيث تعيش أقلية مسلمة كبيرة "استعدت الأمل وأنتظر أياما أفضل في ظل حكمه".

ويشير عبد السلام إلى الازدهار في ولاية غوجارات التي ترأس مودي حكومتها خلال 13 عاما، ويتوخى أن يحقق الزعيم الهندوسي ما فعله فيها على المستوى الوطني.

واعتبرت برفين بانو، وهي أرملة مسلمة قتلت عائلتها في الاضطرابات الطائفية في جوجارات، أن زعيم بهاراتيا جاناتا لا يمكن أن يسمح لنفسه بمهاجمة المسلمين بعد أن وعد بتحقيق وحدة البلاد طوال حملته الانتخابية.

وما زالت بانو تتذكر جريها في الأزقة الملطخة بالدماء في أحمد أباد، كبرى مدن غوجارات، هربا من أعمال العنف التي قام بها الهندوس، وأدت إلى مقتل زوجها وأولادها الأربعة.

وتدبرت أمورها لتعيش حياة جديدة منذ ذلك الحين حيث تعمل في تجارة الخراف في مدينة مسلمة فقيرة بعد مرور 12 سنة على الاضطرابات التي سقط فيها ما لا يقل عن 1000 قتيل معظمهم من المسلمين.

وتعرض مودي الذي كان يترأس في تلك الآونة السلطة التنفيذية في ولاية غوجارات لسيل من الانتقادات، بسبب عدم تحركه، لكنه يرد على ذلك بقوله إن القضاء لم يوجه إليه التهمه.

وتساءلت بانو في حديثها: "بكل تأكيد يكره مودي المسلمين، لكن هل يمكن أن يسمح لنفسه بإظهار ذلك بصفته رئيسا للوزراء؟".

وأضافت: "بما أنه تحدث عن وحدة ثقافية فعليه أن يكون على مستوى التطلعات، وأعتقد انه سيكون كذلك، فهو ليس مجنونا"، وقالت: "آمل أن يرشده الله على الطريق الصحيح".

المسلمون صوتوا ضده

ويشعر معظم المسلمين بالقلق من حكومة برئاسة مودي، وقد صوتوا ضده بشكل كبير، وأشار استطلاع للرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع إلى أن 9% فقط صوتوا لحزب بهاراتيا جاناتا، مقابل 43% لحزب المؤتمر.

وقال سانجاي كومار، من مركز دراسة تنمية المجتمعات الذي نظم الاستطلاع، في تصريح له، إن "المسلمين هم الطائفة الوحيدة التي صوتت بشكل كبير لحزب المؤتمر".

وقد مني حزب المؤتمر بهزيمة نكراء في هذه الانتخابات بحصوله على 44 مقعدا فقط من أصل مقاعد البرلمان الـ543.

وحقق مودي أكبر فوز يحصل عليه حزب منذ 30 عاما؛ ليفرض نفسه بشكل واضح في بعض الولايات مثل اوتار برادش او مهاراشترا ذات الغالبية المسلمة.

وأشارت صحيفة تايمز أوف إنديا إلى أن عدد البرلمانيين المسلمين انخفض إلى أدنى مستوياته بحصولهم على 24 مقعدا مقابل 30 في الولاية التشريعية السابقة.

وتخشى ناظمة بيغوم، 40 عاما، التي تدير مشغلا لصباغة الملابس في بيناريس من هيمنة الخط المتشدد للقوميين الهندوس.

وقالت هذه الأرملة المسلمة متسائلة "أجد مودي مثيرا للقلق، لم أكن أتصور قطعا أنه سيفوز بمثل هذا الهامش، وإنني حزينة لأنه بات مطلق اليدين وسيفعل ما يحلو له، فمن سيتجرأ على مساءلته؟".

مساحة إعلانية