تقارير وحوارات

8806

بالصور ... " سوق واقف ".. لمسة عصرية وقيمة تاريخية

يعتبر سوق واقف علامة بارزة في عالم التسوق والسياحة في قطر، و نجح السوق في أن يصبح المكان المتفرد والساحة الرحيبة للمتسوقين والزوار بجمعه بين العراقة والحداثة ليصبح السوق منارة تراثية وقبلة سياحية ومكان مفضل للتسوق وبخاصة في أيام العطلات والمناسبات الاجتماعية والثقافية والأعياد.

ومع الأيام أثبتت فكرة إنشاء السوق بهذه الطريقة التقليدية نجاحها حيث يعتقد الكثيرون أن السر الكامن وراء نجاح الفكرة هو تمسكها بالماضي وتشبعها بالتراث ومواكبتها للحاضر وتطلعها للمستقبل. فالسوق أنشئ على النمط القديم وفي نفس الوقت يحتضن بين جنباته محلات حديثة وبضائع متنوعة من الطراز الحديث وهنا تتجلى فكرة إقامة السوق على هذا النمط الفريد والطراز الأصيل .

ومن خلال جولة "بوابة الشرق" في سوق واقف تعرفنا على أن من يتجول في سوق واقف يعيش الحاضر والمستقبل فالحاضر تعيشه في مطاعم السوق ومحلاته التجارية التي تحتوي على البضائع المتنوعة مثل الثياب ، والأقمشة ، والعطور ، والبخور، وغيرها أما الماضي فيتضح من خلال المباني التاريخية ، والصناعات التقليدية، والحرف اليدوية ، الأكلات الشعبية القطرية .

يعتقد الكثيرون أن السر الكامن وراء نجاح فكرة "سوق واقف" هو تمسكها بالماضي وتشبعها بالتراث ومواكبتها للحاضر وتطلعها للمستقبل

مركز المعلومات

وخلال جولة "بوابة الشرق" أكد عبدالله المري من مركز المعلومات والإرشاد السياحي بسوق واقف أن السوق تم تصميمه بهذا الطراز لإحياء التراث القديم وربط الأجيال بالماضي في قطر مشيراً في الوقت نفسه إلى أن السوق يشهد عدد كبير من الزوار من الداخل والخارج وبخاصة في فصل الشتاء والذي تزداد فيه أعداد الزائرين والسواح بشكل كبير مبينا أن الحفلات الموسمية والأعياد والعطلات في فصل الربيع والشتاء تؤدي في الغالب إلى مضاعفة الزوار لسوق واقف.

وأوضح المري أن لسوق واقف مكانة خاصة في قطر وان المواطنين يداومون على زيارة السوق ومن كل الأعمار منوها بان ارتباط الناس بسوق واقف يعكس حبهم لعبق الماضي .

البضائع المختلفة

وحول البضائع والمنتجات بالسوق أكد المري أن اغلب البضائع الموجودة بسوق واقف صناعة قطرية خالصة لافتا أن هناك منتجات قطرية مثل الخيام والثياب و"البشوت و"العقال" وكل منتجات التراث المستوحاة من التراث الشعبي القطري.

وحول دور مركز المعلومات والإرشاد السياحي أكد المري أن المركز يقوم باستقبال الزوار وكبار الشخصيات الزائرة لقطر لافتا أن المركز يقوم بدور الدليل السياحي داخل السوق حيث يقوم باصطحاب الضيوف للطواف على الأماكن الهامة بالسوق مثل سوق الصقور والطيور وإسطبلات الخيول العربية الأصيلة ومركز الحرف ومركز الفنون وسوق البهار والتحف وغيرها مشيرا إلى أن زوار السوق من الخارج دائما ما يبدون انبهارهم بالسوق وما يحويه من معالم .

اغلب البضائع الموجودة بسوق واقف صناعة قطرية خالصة لا سيما المنتجات التراثية المستوحاة من التراث الشعبي القطري

صناعة العقال

ومن الصناعات الهامة بسوق واقف صناعة "العقال" حيث أكد محمد حسن صاحب محل لــ"بوابة الشرق" أن العقال تتم صناعته من الحرير والصوف والمخمل والحرير الطبيعي حيث تأخذ صناعة العقال الواحد حوالي أربع ساعات من العمل المتواصل لافتا انه تعلم الحرفة من الآباء والأجداد وهي مهنة تقوم على التعلم والممارسة.

وحول الأسعار أكد حسن أن الأسعار تتراوح بين 150 إلى 600 ريال للعقال الواحد حيث يتوقف السعر على النوعية ونوعيه المادة المستخدمة في الصناعة مبينا أن العقال المصنوع في قطر من أجود أنواع العقال ويختلف عن العقال الموجود في السوق.

معالم بارزة

يضم سوق واقف عددا من المطاعم الكبيرة والمقاهي المتنوعة والتي تشمل جميع مدارس الطبخ العالمية كما توجد بالسوق الأكلات الشعبية القطرية والخليجية مثل الهريس، والمضروبة، والمرقوقة، والمجبوس، والنخي، والبلاليط، والخبيص، واللقميمات، والخنفروش.

ومن المعالم البارزة بالسوق قلعة "الكوت" وتعني المبنى المقام على شكل قلعة أو حصن بجانب الماء حيث بنيت القلعة في العام 1880 وتحولت إلى متحف للأشغال اليدوية القطرية وتم ترميم القلعة في العام 2004 . وتحتوي القلعة على عدد من الغرف وأبراج المراقبة بالإضافة إلى بئر ماء قديم كما كانت توجد مقبرة في الجهة الشرقية من القلعة.

أسواق للصقور والطيور وإسطبلات للخيول العربية ومركزان للحرف والفنون بجانب المطاعم والأكلات الشعبية القطرية

الحرف اليدوية

ويوجد بسوق واقف أيضا مركز الحرف والذي يضم مركز متكامل للحرف اليدوية يتم فيه تقديم عرض حي وغير نمطي لطريق ممارسة الحرف المختلفة كما يوجد مجلس "الدامة" ومركز للشرطة ومركز للفنون وأسواق للطيور والحمام والصقور وسوق للذهب وإسطبلات للخيول العربية الأصيلة حيث يتم تنظيم جوالات للخيالة والهجانة في ممرات السوق كما يضم السوق عدداً من المقاهي والمسارح والفنادق الفخمة ما يتيح للزوار طيف واسع من الخيارات التسويقية والسياحية.

لمحة تاريخية

أطلق على "سوق واقف" هذا الاسم عندما كان الباعة وغيرهم يقفون لبيع البضائع الخاصة بهم في مكان السوق الحالي وكان السوق حينها يجمع عدد من المحلات التجارية و يستقبل البضائع الواردة من كل أنحاء العالم حيث يقوم السكان بشراء حاجياتهم من التجار الذين يقفون على ضفتي وادي "مشيرب" فأطلق السكان اسم "واقف" على السوق.

سوق "واقف" اليوم أصبح من أهم الأسواق المحلية كما انه من أهم الأسواق في المنطقة حيث أضفت اللمسات الأخيرة عليه طابعاً خاصاً ومميزاً جعلته ينجح وبصورة لافتة في عكس الثقافة القطرية للعالم.