رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2464

دخل إليها مشلولاً وعاد يحمل أطفاله.. مستشفى حمد في غزة يعيد البسمة لأب فلسطيني

17 نوفمبر 2021 , 06:35م
alsharq
غزة -  حنان مطير

عشرة أيامٍ قضاها الفلسطيني محمد أبو سيدو (35 عامًا) على سرير مستشفى الشفاء بقطاع غزّة، بعد تعرضه لشللٍ طرحَه الفراشَ وألقى في قلبِه مئات الوساوس والمخاوف.

كان ينظر لأهلِه الملفوفين حولَه في المستشفى فيرى الدمعَ محبوسًا خلف عيونهم، ولكن سرعان ما ينفجر حين تسأله صغيرتُه ذات الستّ سنوات بعفويّة:" بدكاش تحملني يا بابا بعد اليوم؟!  فيزداد ألمُه ويعتصرُ فؤادُه، وتفلتُ دمعتُه وهو المؤمن بقضاء الله والموكّل كلّ أمره له.

لكن وضع محمد لم يبقَ على حاله وإنْ لم يُعطِه الأطباءُ بصيصَ أملٍ في العودة للحياة الطبيعية والنجاة من الشلل، قبل انتقاله لمستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية بغزة والممول من صندوق قطر للتنمية.

 يروي محمد "للشرق" حكايته:" أصبتُ بحصر بولٍ شديد لم تُفلِح معه كل الأدوية، فكل التوقعات الطبية وبالتالي العلاج كان يدور حول وجود حصىً في الكِلى، إلى أن أصبت بالشلل فجأة بعد يومين واكتُشف فيما بعد أنني أعاني من التهاب في النخاع الشوكي".

أدوية لم تنفع

انقلبت حياة محمد وعائلته، وكل إبر "الكورتزون" لم تُجدِ نفعًا " أيقنتُ أنني سأمضي حياتي ممدًا للأبد، وأن أجمل وقتٍ كنت أقضيه وأكبر ضحكةٍ كنت أسمعها من بناتي الأربع الصغيرات  اللواتي كنت أحملهنّ على ظهري ورقبتي وألعب وأركض معهنّ لن تعود، فكانت تلك المحنةُ أصعب ما مررت به في حياتي، فأنتم لا تعلمون كم هي العلاقة جميلة ومميزة بيني وبينهنّ".

تمّ نقل محمد لمستشفى حمد التي لم يكن يعلم عنها شيئًا قبل تحويله إليها وهناك ابتدأ الفريق الطبي بالعلاج، يقول محمد:" لما رأيت خدمة الأطباء وفريق التمريض والعلاج الوظيفي والطبيعي، وسمعت حديثهم الواثق حول إمكانية شفائي وعودتي لطبيعتي، وحول الحالات الكثيرة التي تم شفاؤها في تلك المستشفى بُثَّ الأملُ الكبير في قلبي وانعكس ذلك على نفسيتي وصحتي".

ويضيف:" ناهيك عن معاملتهم اللطيفة التي لن أنساها ما حييت، حتى موظفي الخدمات والحراس كلهم كانوا يبثون الأمل بداخلي بلطفهم وخدمتهم المميزة، صدقًا لم أشعر أن شيئًا كان ينقصني وأنا في  ذلك المشفى القطري العظيم".

امتنان عظيم لقطر

ويتابع:" الشكر كله لا يوفي قطر حقّها، فأنا لم أشعر بعظيم الامتنان لأحد  بقدر ما شعرت به وأنا في مستشفى حمد، علمتُ أنني أقضي أيامًا بأيدٍ أمينة حريصة على شفائي وإعادتي لطبيعتي، ولو أن قدر الله لم يشأ أن أُعالَج في مستشفى حمد لبقيت مشلولًا للأبد ولما وصلت لما وصلت إليه اليوم ولما عدت إنسانًا طبيعيًا أمشي وأتحرك وأجلس بلا أي مشاكل".

"الفضل كلّه لله ثم لمستشفى حمد ولقطر التي حين اختارت أن تقدّم الخير في فلسطين وقطاع غزّة تحديدًا اختارت بوعيٍ وتفكير راقٍ فاختارت أفضل مجال نحن بأمس الاحتياج له وهو المجال الصحي بإنشاء هذا الصرح العظيم، الشامل على أفضل خدمة". يوضح محمد ممتنًا.

في مستشفى حمد تم الإقرار باحتياج محمد لإجراء عملية بلازما في مصر، فتمّ تحويله، وأجري له اللازم، ثم عاد لمستشفى حمد من جديد لاستكمال العلاج. يعلق:" وكأنني عدتُ للحياة من جديد في المستشفى،  بدأت أتحسّن بالتدريج، ثم بدأ جسدي بالحركة شيئًا فشيًا، حتى دبّت الحياة في أعضاء جسدي كلها،  لقد انتهى الشلل، وعاد الأمل".

ويصف:" لا تعلمون كم هي الفرحة التي تملكتني وتملكت عائلتي وخاصة طفلاتي، فأنا بينهنّ الأب والأخ والصديق والحبيب، أعلم كم كان الحزن في قلوبهنّ عظيمًا وكم صار الفرح عظيمًا".

ويختم:" لقد بدّدت قطر حزننا دون تعب أو مشقة الخروج من غزة المحاصرة، وغمرتنا بالسعادة والأمل، وهل هناك أعظم من الصحة ؟".

 

 

 

 

مساحة إعلانية