رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

350

محللون: الوسطاء نجحوا في التأثير على أمريكا ومحاصرة إسرائيل..

انتهت الحرب.. فهل دقّت ساعة الدبلوماسية؟

17 أكتوبر 2025 , 06:57ص
alsharq
مشهد يرصد آخر فلول الحرب
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

سيظل يوم 9 أكتوبر 2025 علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني والغزيين، يوم أن توقفت حرب الإبادة والتجويع، بعد حولين كاملين، لكن لماذا توقفت الحرب؟.

يرجع الكاتب والمحلل السياسي عبد الغني سلامة، السبب، إلى تصاعد التظاهرات الاحتجاجية الغاضبة في عواصم العالم، والمنددة بمدى التوحش الإسرائيلي في استهداف المدنيين وتجويعهم، وعزلة إسرائيل، بعد خسارة صورتها التي طالما حرصت على إظهارها أمام الرأي العام العالمي، إذ ضغطت الشعوب الغاضبة على دولها وحكوماتها لاتخاذ مواقف جدية تجاه وقف الحرب. علاوة على نجاح الوسطاء (قطر ومصر وتركيا) في لعب دور إيجابي، حيال إخماد كرة النار في غزة، والتأثير في مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومحاصرة إسرائيل، وما حصل في قمة شرم الشيخ المصرية، يؤكد على صحة هذا المنطق. بينما عدّ الكاتب والمحلل السياسي رجب أبو سرية، وقف الحرب على قطاع غزة بأنه خطوة أولى و»حجر الأساس» نحو سلام دائم وشامل، بعد أن انقلب العالم على إسرائيل، مطالباً بوقف إبادة المدنيين، واستخدام التجويع سلاحاً ضدهم.

ما يهم الغزيين، أن الحرب انتهت، وثمة نافذة أمل فُتحت أمامهم لالتقاط الأنفاس، وتجاوز آلام الحرب، لكن السؤال الذي يراودهم الآن: هل سيكتفي دونالد ترامب باستقبال التهاني والإشادات بنجاح المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب، أم سيمني النفس نحو طراز آخر من التبريكات لو نجح في تصفير الحروب والنزاعات في المنطقة والعالم؟.

يجيب مراقبون: في جعبة الرئيس الأمريكي ما هو كفيل بتعويضه عن نوبل للسلام، والأيام حبلى بالمزيد، وثمة زلازل دبلوماسية مرتقبة في منطقة الشرق الأوسط، ولافتات عريضة عنوانها «وقف الحروب».

وفي المعلومات التي توافرت لـ»ء» فإن مبعوثي الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير، التقيا بإذن من ترامب، وجهاً لوجه مع وفد من حركة حماس على هامش قمة شرم الشيخ، وتعهدا بوقف الحرب في قطاع غزة بشكل كامل، مقابل تعهد من الحركة بإبداء مرونة في قضايا المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، وخصوصاً ملفات نزع السلاح، وإدارة غزة، وإبعاد قادة إلى الخارج.

انتهت الحرب الدامية إلى غير رجعة، فهل دقت ساعة الدبلوماسية؟ وهل سينعكس اتفاق غزة على الإقليم، ومنطقة الشرق الأوسط برمتها، في تصفير الحروب، وإرساء قواعد السلام؟.

يبدو أن الأمر كذلك، إذ تشهد المنطقة حراكاً سياسياً محموماً بين الأطراف الرئيسية فيها، لإعادة التموضع الإستراتيجي، وضبط المواقف على إيقاع الخطة الأمريكية، التي أفضت إلى وقف حرب غزة، وربما تتمدد لتطول نزاعات أخرى.

فبعد عامين من الحرب الدامية على قطاع غزة، جاءت الخطة الأمريكية كي تنفض غبار الحرب، وتبث روحاً جديدة في الدبلوماسية، ما بلغ بالمراقبين حد القول: «انتهت الحرب، وحان الوقت لسلام دائم وشامل في المنطقة».

وبإعلان وقف الحرب على غزة، دونت الدبلوماسية العربية والدولية، يوماً للتاريخ، ظهرت تجلياته بمظاهر فرح طاغية، في غزة ورام الله، على وقع استقبال الأسرى الفلسطينيين من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدة، ووصلت رسائل الغزيين إلى العالم، بينما كانوا يضمدون جراحهم ويلملمون أوراقهم التي تطايرت منذ عامين، وفيها كل الدعوات والأمنيات بانقشاع غبار الحرب إلى الأبد.

مساحة إعلانية