رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3774

مواطنون ومختصون: معالجة أضرار مشروبات الطاقة لا تقبل الحلول الوسط

17 فبراير 2016 , 05:51م
alsharq
نشوى فكري

رغم إشادة البعض، بقرار وزارة الاقتصاد والتجارة الخاص بمشروبات الطاقة، والذى يقضي بالزام جميع مزودي السوق القطري من مشروبات الطاقة، باشتراطات المواصفات القياسية المقررة لهذه المشروبات، وذلك من خلال إلزام الشركات الموردة بوضع الملصق التحذيري باللغتين العربية والإنجليزية ، بشكل واضح على عبوة مشروب الطاقة بخلفية بيضاء ، وبخط واضح ولون مميز عن باقي بيانات المنتج، وكذلك فصل أماكن عرض مشروبات الطاقة ، سواء كانت بالثلاجات أو بالرفوف المبردة عن أماكن عرض باقي المشروبات ، إلا أن عددا من المواطنين طالبوا بمزيد من الإجراءات الاحترازية بشأن تناول مشروبات الطاقة.

وبينوا أنه نظرا لما تمثله تلك المشروبات من خطورة كبيرة ، وتحديدا على فئة الأطفال والمراهقين من سن 12 إلي 19 سنة ، لذلك يجب منع تداول هذه المشروبات داخل محلات السوبر ماركت والمجمعات التجارية ، خاصة مع الاقبال الكبير عليها من قبل الأطفال وطلبة المدارس والجامعات ، متوهمين أنها تساهم في منحهم الطاقة اللازمة لتحمل السهر والاستذكار ، غير مدركين بآثارها السلبية وأنها تسبب تقلصات فى عضلة القلب، كما يؤدى كثرة تناول هذه المشروبات الى الاصابة بالصداع النصفى ، فمعظم أنواع مشروبات الطاقة تسبب صداعا نصفيا بسبب حدوث تغيير مفاجئ لنسبة الكافيين فى الجسم.

ونوه البعض الى أن عددا من الدول المجاورة فى المنطقة قامت بمنعها من دخول اسواقها ، وهذا ما يتمناه عدد من أولياء الأمور والآباء ، بمنعها داخل مجمعاتنا التجارية ومحلات السوبر ماركت ، حيث إنها كانت تباع ضمن قائمة المشروبات الباردة مما يعد استهانة بالأضرار والأمراض الناتجة عنها.

كيفية التخلص منها

في البداية كشف الدكتور محمد عبد السلام - اختصاصي التغذية العلاجية وأمراض السمنة بمستشفى عيادة الدوحة – عن الخطوات التي يجب إتباعها لمساعدة الشباب على التخلص من إدمان مشروبات الطاقة ، لافتا الى أنه يجب محاولة تقليل عادة شرب هذه المشروبات عند شبابنا وتوعيتهم بسلبياتها ، بحيث نحاول اقناعهم عبر ذكر بعض المشاكل الجسدية والنفسية الخطيرة التي قد تسببها كثرة تناول هذه المشروبات، والتي قد يلاحظها المدمن في نفسه ، مثل الارق وصعوبة النوم وقلة التركيز والقلق والسلوكيات العدوانية والصداع.

وتابع: لابد ان يعي المدمن على مشروبات الطاقة التحذيرات الصحية المكتوبة على العلبة ، ونقنعه بأن هذه البداية فقط وبأن تطور الموضوع سيكون خطيرا جدا، وقد يؤدي الى تليف الكبد او ارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم وعدم انتظام دقات القلب وغيرها الكثير من الأضرار، وبصفتها مادة شبيهة بتأثير المخدرات نحاول ألا نمنعه منعا باتا وإنما نتدرج معه ، حتى يستطيع التخلص منها نهائيا.

وتحدث عن المواد المكونة لمشروبات الطاقة: إنها تتكون من مادة التورين، وهى أحد أهم المكونات الرئيسية لمشروبات الطاقة بالفعل، وهى عبارة عن حمض أمينى هام ومكون أساسى فى بناء العضلات فى الجسم، وتساعد الرياضيين بالفعل فى هذا الصدد، وتستخرج من السائل المنوى للثور ومن خصيتى الثور والعصارة الصفراوية أيضا، كذلك تستخرج من الأمعاء، مشيرا الى أن هذه الأحماض تتواجد بشكل فاعل أيضا فى اللحوم والأسماك، ولكن من الممكن أن تحضر أيضا كيميائيا ومعمليا، لذا يمكن إعدادها بطرق صناعية، وهذا ما أكدت عليه الشركات المصنعة أن مادة التورين المستخدمة هى صناعية ومخلقة كيميائيا، ولكن خطورة هذه المادة تتمثل فى زيادة تركيزها فى الدم، والتى قد تؤدى إلى تشنجات خصوصا أن نسبتها ضئيلة فى جسم الإنسان الطبيعى.

وتطرق اختصاصي التغذية إلى تجاوزنسبة الكافيين الحد الموصى به يوميا لكل شخص بهذا تصبح خطرا على الصحة، ان 300 ملغم من الكافيين في اليوم او ما يعادل 3 الى 4 فناجين من القهوة سريعة التحضير يعتبر كمية معتدلة لمعظم الاشخاص، وكمية الكافيين في مشروبات الطاقة يمكن ان تتراوح ما بين 75ملغم الى اكثر من 200 ملغم لكل حصة، مؤكدا أن مشروبات الطاقة تعتبر خطرة على صحة الحوامل والمرضعات والاطفال ومرضى القلب والسكري ويفضل تجنب تناولها، فزيادة الكافيين المتناول من قبل الحامل عن ما نسبته 200 ملغم يوميا اثبتت الابحاث الحديثة بانه قد يؤدي الى تشوهات الاجنة او الولادة المبكرة او الاجهاض، وزيادة تناوله لدى الاطفال ستؤدي الى الاسهال وصعوبة التركيز والقلق وتغيرات سلوكية وحدة الطبع وزيادة في خفقان القلب.

ورحب المواطن حسن عامر الجعيدي، بالإجراءات التي اتخذتها وزارة الاقتصاد والتجارة ، وخاصة فيما يتعلق ، بضرورة فصل أماكن عرض مشروبات الطاقة ، سواء كانت بالثلاجات أو بالرفوف المبردة عن أماكن عرض باقي المشروبات ، وذلك حتى لا يسهل تداولها، لافتا الى أنه يجب أن تكون هناك إجراءات أخرى أكثر تشددا وصرامة ، بحيث تضمن عدم بيع وتداول هذه المشروبات وخاصة في محلات السوبر ماركت الصغيرة ، والمنتشرة في كافة الأحياء والفرجان ، والتي يقبل عليها فئة الأطفال من سن 12 سنة ، ويقومون بشراء هذه المشروبات بكميات كبيرة ، بعيدا عن أعين الرقابة.

وقال أن الأمر بحاجة إلي زيادة حملات التوعية من قبل الأسرة والمدرسة ، عن طريق استمرار تنبيه وتحذير الأجيال الناشئة من تناول مشروبات الطاقة , والإدمان عليها حيث تعمد الشركات المصنعة لهذه المشروبات ، على استغلال صورة الرياضيين والفنانين وشعبيتهم في الترويج لمنتجاتها ، لذلك يزداد الاقبال عليها من فئة الشباب والمراهقين.

وطالب الجهات المعنية بضرورة السيطرة والتحكم في منع بيع هذه المشروبات الضارة ، نهائيا لفئة المراهقين والأطفال ، وخاصة في المناطق الخارجية والتي تحتاج إلى رقابة مشددة، مع ضرورة فرض عقوبات صارمة على من يتهاون في صحة ابنائنا، فالعديد من الدراسات والأبحاث أثبتت أضرارها الكثيرة، مما أدى إلى أن بعض الدول المجاورة قامت بالفعل بمنعها نهائيا.

جهود مبذولة

بدوره أشاد المواطن عادل السعدي بالجهود الواضحة والدور الفعال لوزارة الاقتصاد والتجارة، في كل ما يتعلق بالمستهلك، وخاصة الاجراءات التي وضعها على مستوردي مشروبات الطاقة، لافتا الى أن فئة الشباب هم أكثر انجذابا نحو هذه المشروبات، التي تنوعت اشكالها وألوانها وعروضها الترويجية، مما كان له الأثر الواضح في طريقة انتشارها حتى اصبح من الصعب السيطرة على تداولها فى المجتمع ، خاصة وأنها اصبحت تجذب الأطفال أكثر عبر الحملات الاعلانية التي تقوم بها الشركات وتبثها عبر الفضائيات ، والتي تصور من خلالها هذه المشروبات تمد الناس بالطاقة والحيوية ، التي يفتقدونها أثناء العمل او الدراسة ، مما يجعلهم يسعون نحو تعويض القوة لديهم من خلال هذا المشروب الصناعي الذي شكل لديهم قيمة كبيرة ، من دون إدراكهم مدى خطورة هذه المشروبات على صحتهم التي تتأثر تدريجياً ، مع استمرار تناولهم المشروب الذي اصبح الشراب المفضل لدى الكبار والصغار ، بسبب تركيبته المختلفة عن المشروبات الاخرى.

وقال أن الآثار الجانبية لتناول هذه المشروبات قد تظهر على الأبناء ، من خفقان في القلب والتشنجات وغيرها من الاضرار ، ولا يدرك الآباء السبب الحقيقي لمثل هذه الاعراض التي تظهر عليهم ، خاصة وأن هذه المشروبات متاحة ويتم بيعها في محلات السوبر ماركت دون رقابة ، لذلك فإنه يجب منعها نهائيا.

المواصفات القياسية

وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة قد ألزمت جميع مزودي السوق القطري من مشروبات الطاقة باشتراطات المواصفات القياسية المقررة لهذه المشروبات، وذلك من خلال إلزام الشركات الموردة بوضع الملصق التحذيري باللغتين العربية والإنجليزية بشكل واضح على عبوة مشروب الطاقة بخلفية بيضاء وبخط واضح ولون مميز عن باقي بيانات المنتج، وكذلك فصل أماكن عرض مشروبات الطاقة سواء كانت بالثلاجات أو بالرفوف المبردة عن أماكن عرض باقي المشروبات ، كما منعت الوزارة بيع أي منتج لمشروب الطاقة في السوق ما لم يلتزم بوضع الإعلان التحذيري بشكل واضح على العبوة، وكذلك عدم بيع أي منتج لمشروب الطاقة لأي فئة لا تطابق المواصفات المعلن عنها.

يأتي هذا الإجراء في إطار حرص وزارة الاقتصاد والتجارة على التأكد من مدى مطابقة السلع والمنتجات المعروضة للمواصفات القياسية المقررة، والتأكد من مدى التزام المحلات ومنافذ البيع المختلفة بقانون حماية المستهلك.

وكانت إدارة حماية المستهلك ومكافحة الغش التجاري بوزارة الاقتصاد والتجارة قد عقدت عدة اجتماعات تنسيقية مع مندوبي الشركات المعنية للعمل على إبراز البيانات الإيضاحية وذلك بإلزام الشركات بكتابة العبارات التحذيرية التالية (عدم تناول المشروب من قبل الحوامل والمرضعات والأطفال أقل من ست عشرة سنة، والأشخاص الذين لديهم حساسية للكافيين والـذيـن يعانـون مـن مشـاكـل فــي القـلب والريـاضيين أثناء ممـارسة الرياضة).

ويجري التنسيق حاليا مع منافذ البيع التي تبيع هذا النوع من المشروبات لفصل أماكن عرض مشروبات الطاقة سواء كانت بالثلاجات أو بالرفوف المبردة عن أماكن عرض باقي المشروبات ، بالإضافة إلى وضع ملصق باللغتين العربية والإنجليزية متضمنا النص التحذيري المشار إليه.

وتأمل وزارة الاقتصاد والتجارة أن تؤدي هذه الإجراءات إلى الحد من إقبال المستهلكين وخاصة من فئات الشباب على مشروبات الطاقة والتي أثبتت تقارير الجهات المختصة أضرارها على صحة وسلامة المستهلك، واستخدام البدائل الطبيعية المفيدة للصحة، وتحث وزارة الاقتصاد والتجارة جميع المستهلكين على الإبلاغ عن أي تجاوزات أومخالفات وتستقبل الشكاوى والاقتراحات من خلال قنوات التواصل المتاحة.

مساحة إعلانية