رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2592

د. قيراط: الإقبال على العلاقات العامة يعكس مدى الوعي بأهمية الاختصاص

16 نوفمبر 2016 , 08:29م
alsharq
تقوى عفيفي:

شهد قطاع العلاقات العامة ازدهارا كبيرا في العقدين الأخيرين، حيث لم تعد تخلو مؤسسة حكومية أو خاصة من إدارة أو قسم للعلاقات العامة، فضلا عن انتشار شركات العلاقات العامة بشكل كبير. فهل انعكس ذلك على هذا التخصص في الجامعة؟ وما هو حجم الإقبال على دراسة العلاقات العامة؟ وما هي التحديات التي يواجهها خريجو العلاقات العامة؟ وكيف يمكن صناعة الكوادر القيادية في العلاقات العامة؟ الإجابات على هذه التساؤولات تم استخلاصها من آراء الطلبة والخريجين، فيما كان للدكتور محمد قيراط عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام بجامعة قطر القول الفصل:

القصور والتهميش:

تقول الخريجة فاطمة الزهراء مسعود: تخرجت منذ عام بعد دراسة استمرت خمس سنوات، لكني مازلت في انتظار الحصول على وظيفة مرموقة في العلاقات العامة، حيث إن بعض الشركات تتعامل مع العلاقات العامة كوظيفة وليس كاختصاص، ومن أكبر المشاكل التي واجهتني أثناء التقديم على وظائف، هو عدم وعي بعض مديري الشركات بأهمية مجال دراستي، حيث كانوا يعرضون علي التوظيف كمندوبة مبيعات على أساس أنني طالبة علاقات عامة، وشتان ما بين الوظيفتين. وتشيرفاطمة إلى أن ما درسته في الجامعة مثل نظرية التعامل مع الأزمات أو الخطط التسويقية وغيرها مازالت بعيدة عن التطبيق لدى كثير من الشركات، التي هي بأمسِّ الحاجة لإيجاد التفاهم والثقة مع الجمهور.

التواصل المفقود:

لم تكن مشكلة التوظيف هي الوحيدة التي تواجه الطلبة، بل كان لعدم تعاون المؤسسات الحكومية والخاصة مع الطلبة في مشاريع التخرج مشكلة أخرى تعرقل طموحهم، حيث تردف مي أحمد طالبة علاقات عامة بجامعة قطر قائلة "طرقنا أبواب العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة لكي يتعاونوا معنا بشأن تزويدنا ببعض المعلومات عن مجال العلاقات العامة وأسس تطبيقه، ولكن للأٍسف لم تتعاون معنا أية جهة حكومية ولا خاصة، وقد تم وضعنا على قائمة الانتظار ما يقرب من شهر بدون أية فائدة".

مؤهلات العلاقات العامة:

ورأت الدانة فهد المطيري طالبة علاقات عامة بجامعة قطر، أن المشكلة الحقيقية التي يواجهها أي طالب بقسم العلاقات العامة هي عدم تطبيق المناهج الدراسية بالواقع، حيث يصطدم الطلاب بالحياة العملية عندما يجدون أن المؤسسات لا تعرف متطلبات واحتياجات العاملين في هذا القطاع . وتكمل المطيري حديثها قائلة "30% من المؤسسات الحكومية والخاصة هي فقط ما تطبق مبادئ العلاقات العامة، وهذا من خلال تجربتي البسيطة مع عدد كبير من الشركات والمؤسسات من خلال التواصل معهم للإفادة ببعض المعلومات عن هذا القطاع، حيث تبين بأن هناك فوضى كبيرة في التوظيف تبنى على أساسيات قد تكون بعيدة عن التخصص نوعا ما مثل اللغة الإنجليزية والشهادة والخبرة، بعيداً عن الدورات والأنشطة المتخذة في هذا المجال". وأعربت المطيري عن أمنيتها أن يكون هناك وعي لهذه المؤسسات بدور العلاقات العامة وضرورة التعاون مع طلاب الجامعات بدلاً من تهمشيهم.

إقبال على العلاقات العامة

في موازاة هذه الآراء، يرى الدكتور محمد قيراط، أستاذ العلاقات العامة في قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر أن الامور ليست بهذا الإحباط الذي يعبر عنه بعض الطلبة، ويقول إن الإقبال على تخصص العلاقات العامة يعكس مدى الوعي بأهمية هذا الاختصاص، والدليل على ذلك، هو أن 60% من الطلبة المسجلين في أقسام الإعلام والاتصال الجماهيري في الوطن العربي، بما فيهم قطر اختاروا تخصص العلاقات العامة. فأهمية العلاقات العامة في المجتمع وانتشارها في مختلف المؤسسات والمنظمات، سواء كانت حكومية أو خاصة خدمية أو تجارية دفع الطلبة للإقبال على هذا التخصص الذي يتيح فرص عمل كبيرة ومغرية.

التحديات لدارسي العلاقات العامة

ويختصر د قيراط رؤيته للتحديات التي تواجه دارسي العلاقات العامة بالقول: طالب العلاقات العامة يجب أن يكون طموحا ويجب أن تكون لديه ثقافة عامة، يتقن اللغة الإنجليزية ويحسن الكتابة ومهارات الاتصال، يجب أن يكون على معرفة تامة بمناهج البحث والإحصاء، يجب أن تكون لديه مهارات في التعامل مع الأحداث الخاصة والأزمات، وكذلك التمتع بمهارات عالية في الاتصال الإنساني. من أهم التحديات كذلك هو التحكم في الإعلام الجديد وتكنولوجيا الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي لتوظيفها في مهام وأنشطة العلاقات العامة. دارس العلاقات العامة يجب أن يكون شغوفا بحب العلم والمعرفة وما يحدث في المجتمع في مختلف مجالات الحياة كالاقتصاد والسياسة والثقافة والقضايا الاجتماعية والدينية والرياضية...الخ، وهذا يعني أنه يجب أن يكون كثير المطالعة ومتابعا لما يحدث في المجتمع في مختلف مناحي الحياة.

صناعة كوادر للعلاقات العامة

ويشير د محمد قيراط إلى أن طالب العلاقات العامة يجب أن يكون طموحا ويعتمد على نفسه في مواجهة تحديات مهنة العلاقات العامة في القرن الحادي والعشرين، عصر المجتمع الرقمي وتكنولوجيا المعلومات. بالنسبة للجامعات فيجب التركيز على تزويد الطالب بأحدث المناهج والمعاريف والنظريات في مجال العلاقات العامة. ويجب أن يكون هناك توازن بين التعليم النظري والتعليم التطبيقي والتدريب العملي. ما يعني أن الطالب يجب أن يدرس اللغة الإنجليزية والتحكم فيها جيدا، يجب أن يتدرب على الكتابة ومناهج وأساليب البحث في مجال العلاقات العامة. كما يجب أن يتدرب على تنظيم وإدارة الفعاليات والتعامل مع الأزمات. فصناعة كادر العلاقات العامة تعتمد علة مناهج دراسية متطورة، كما تعتمد على طموح وإرادة قوية من قبل الطالب الذي يريد الولوج في هذه الوظيفة الهامة والاستراتيجية. فعلى الطالب المقبل على الوظيفة أن يعي أنه بحاجة إلى التزام كبير نحو المطالعة المكثفة، حب المهنة، إتقان الكتابة والبحث والتعامل مع الإعلام الجديد والتحكم في الاتصال الإنساني والمعرفة التامة بالقانون والتشريعات والأخلاق وقيم وأعراف المجتمع.

مساحة إعلانية